nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=30200_29497_28989_28902واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا .
ثم ضرب سبحانه مثلا آخر لجبابرة قريش فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45واضرب لهم مثل الحياة الدنيا أي : اذكر لهم ما يشبه الحياة الدنيا في حسنها ونضارتها وسرعة زوالها ؛ لئلا يركنوا إليها ، وقد تقدم هذا المثل في سورة يونس ، ثم بين سبحانه هذا المثل فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45كماء أنزلناه من السماء ويجوز أن يكون هذا هو المفعول الثاني لقوله : ( اضرب ) على جعله بمعنى صير
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45فاختلط به نبات الأرض أي : اختلط بالماء نبات الأرض حتى استوى ، وقيل : المعنى : إن النبات اختلط بعضه ببعض حين نزل عليه الماء ؛ لأن النبات إنما يختلط ويكثر بالمطر ، فتكون الباء في ( به ) سببية ، ( فأصبح ) النبات ( هشيما ) الهشيم الكسير ، وهو من النبات ما تكسر بسبب انقطاع الماء عنه وتفتت ، ورجل هشيم : ضعيف البدن ، وتهشم عليه فلان : إذا تعطف ، واهتشم ما في ضرع الناقة : إذا احتلبه ، وهشم الثريد : كسره وثرده ، ومنه قول ابن الزبعري :
عمرو الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف
( تذروه الرياح ) تفرقه . قال
أبو عبيدة وابن قتيبة : ( تذروه ) تنسفه ، وقال
ابن كيسان : تذهب به وتجيء ، والمعنى متقارب .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة بن مصرف ( تذريه الريح ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : وفي قراءة
عبد الله ( تذريه ) يقال : ذرته الريح تذروه ، وأذرته تذريه .
وحكى
الفراء : أذريت الرجل عن فرسه أي : قلبته
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45وكان الله على كل شيء مقتدرا أي : على كل شيء من الأشياء يحييه ويفنيه بقدرته لا يعجز عن شيء .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46المال والبنون زينة الحياة الدنيا هذا رد على الرؤساء الذين كانوا يفتخرون بالمال والغنى والأبناء ، فأخبرهم سبحانه أن ذلك مما يتزين به في الدنيا لا مما ينفع في الآخرة ، كما قال في الآية الأخرى
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=15إنما أموالكم وأولادكم فتنة [ التغابن : 15 ] ، وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=14إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم [ التغابن : 14 ] . ولهذا عقب هذه الزينة الدنيوية بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46والباقيات الصالحات أي : أعمال الخير ، وهي ما كان يفعله فقراء
المسلمين من الطاعات
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46خير عند ربك ثوابا أي : أفضل من هذه الزينة بالمال والبنين ثوابا وأكثر عائدة ومنفعة لأهلها ( وخير أملا ) أي : أفضل أملا ، يعني أن هذه الأعمال الصالحة لأهلها من الأمل أفضل مما يؤمله أهل المال والبنين ؛ لأنهم ينالون بها في الآخرة أفضل مما كان يؤمله هؤلاء الأغنياء في الدنيا ، وليس في زينة الدنيا خير حتى تفضل عليها الآخرة ، ولكن هذا التفضيل خرج مخرج قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا [ الفرقان : 24 ] ، والظاهر أن الباقيات الصالحات كل عمل خير ، فلا وجه لقصرها على الصلاة كما قال البعض ، ولا لقصرها على نوع من أنواع الذكر كما قاله بعض آخر ، ولا على ما كان يفعله فقراء المهاجرين باعتبار السبب ؛ لأن
nindex.php?page=treesubj&link=25817العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، وبهذا تعرف أن تفسير الباقيات الصالحات في الأحاديث بما سيأتي لا ينافي إطلاق هذا اللفظ على ما هو عمل صالح من غيرها .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
علي قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46المال والبنون ) حرث الدنيا ، والعمل الصالح حرث الآخرة ، وقد جمعهما الله لأقوام .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة و ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46والباقيات الصالحات ) قال :
nindex.php?page=treesubj&link=33074سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور وأحمد وأبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان والحاكم وصححه
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020722استكثروا من الباقيات الصالحات ، قيل : وما هن يا رسول الله ؟ قال : التكبير ، والتهليل ، والتسبيح ، والتحميد ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وابن شاهين وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء مرفوعا بلفظ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020723سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، هن الباقيات الصالحات .
وأخرج النسائي
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الصغير
والحاكم وصححه
وابن مردويه والبيهقي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020724خذوا جنتكم ، قيل : يا رسول الله من أي عدو قد حضر ؟ قال : بل جنتكم من النار قول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله والله أكبر ، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات معقبات ومجنبات ، وهي الباقيات الصالحات .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور وأحمد وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020725ألا وإن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله الباقيات الصالحات .
وأخرج
ابن مردويه نحوه من حديث
أنس مرفوعا ، وزاد التكبير وسماهن الباقيات الصالحات .
وأخرج
ابن مردويه نحوه من حديث
أبي [ ص: 863 ] هريرة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه من حديث
عائشة مرفوعا نحوه ، وزادت :
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وبن مردويه من حديث
علي مرفوعا نحوه .
وأخرج
ابن مردويه من طريق
الضحاك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا فذكر نحوه دون الحوقلة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، عن
سعد بن جنادة مرفوعا نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تاريخه
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر من قوله نحوه .
وأخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس من قوله نحوه .
وكل هذه الأحاديث مصرحة بأنها الباقيات الصالحات ، وأما ما ورد في فضل هذه الكلمات من غير تقييد بكونها المرادة في الآية فأحاديث كثيرة لا فائدة في ذكرها هنا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
قتادة قال : كل شيء من طاعة الله ، فهو من الباقيات الصالحات .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=30200_29497_28989_28902وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا .
ثُمَّ ضَرَبَ سُبْحَانَهُ مَثَلًا آخَرَ لِجَبَابِرَةِ قُرَيْشٍ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا أَيِ : اذْكُرْ لَهُمْ مَا يُشْبِهُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فِي حُسْنِهَا وَنَضَارَتِهَا وَسُرْعَةِ زَوَالِهَا ؛ لِئَلَّا يَرْكَنُوا إِلَيْهَا ، وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْمَثَلُ فِي سُورَةِ يُونُسَ ، ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ هَذَا الْمَثَلَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا هُوَ الْمَفْعُولَ الثَّانِيَ لِقَوْلِهِ : ( اضْرِبْ ) عَلَى جَعْلِهِ بِمَعْنَى صَيِّرْ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ أَيِ : اخْتَلَطَ بِالْمَاءِ نَبَاتُ الْأَرْضِ حَتَّى اسْتَوَى ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : إِنَّ النَّبَاتَ اخْتَلَطَ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ حِينِ نَزَلَ عَلَيْهِ الْمَاءُ ؛ لِأَنَّ النَّبَاتَ إِنَّمَا يَخْتَلِطُ وَيَكْثُرُ بِالْمَطَرِ ، فَتَكُونُ الْبَاءُ فِي ( بِهِ ) سَبَبِيَّةً ، ( فَأَصْبَحَ ) النَّبَاتُ ( هَشِيمًا ) الْهَشِيمُ الْكَسِيرُ ، وَهُوَ مِنَ النَّبَاتِ مَا تَكَسَّرَ بِسَبَبِ انْقِطَاعِ الْمَاءِ عَنْهُ وَتَفَتَّتَ ، وَرَجُلٌ هَشِيمٌ : ضَعِيفُ الْبَدَنِ ، وَتَهَشَّمَ عَلَيْهِ فُلَانٌ : إِذَا تَعَطَّفَ ، وَاهْتَشَمَ مَا فِي ضَرْعِ النَّاقَةِ : إِذَا احْتَلَبَهُ ، وَهَشَّمَ الثَّرِيدَ : كَسَّرَهُ وَثَرَدَهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ الزَّبْعَرِيِّ :
عَمْرُو الَّذِي هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ وَرِجَالُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجَافُ
( تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ) تُفَرِّقُهُ . قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ وَابْنُ قُتَيْبَةَ : ( تَذْرُوهُ ) تَنْسِفُهُ ، وَقَالَ
ابْنُ كِيسَانَ : تَذْهَبُ بِهِ وَتَجِيءُ ، وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ ( تَذْرِيهِ الرِّيحُ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : وَفِي قِرَاءَةِ
عَبْدِ اللَّهِ ( تَذْرِيهِ ) يُقَالُ : ذَرَتْهُ الرِّيحُ تَذْرُوهُ ، وَأَذْرَتْهُ تُذْرِيهِ .
وَحَكَى
الْفَرَّاءُ : أَذْرَيْتُ الرَّجُلَ عَنْ فَرَسِهِ أَيْ : قَلَبْتُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا أَيْ : عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ يُحْيِيهِ وَيُفْنِيهِ بِقُدْرَتِهِ لَا يَعْجِزُ عَنْ شَيْءٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا هَذَا رَدٌّ عَلَى الرُّؤَسَاءِ الَّذِينَ كَانُوا يَفْتَخِرُونَ بِالْمَالِ وَالْغِنَى وَالْأَبْنَاءِ ، فَأَخْبَرَهُمْ سُبْحَانَهُ أَنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُتَزَيَّنُ بِهِ فِي الدُّنْيَا لَا مِمَّا يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ ، كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=15إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ [ التَّغَابُنِ : 15 ] ، وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=14إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ [ التَّغَابُنِ : 14 ] . وَلِهَذَا عَقَّبَ هَذِهِ الزِّينَةَ الدُّنْيَوِيَّةَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ أَيْ : أَعْمَالُ الْخَيْرِ ، وَهِيَ مَا كَانَ يَفْعَلُهُ فُقَرَاءُ
الْمُسْلِمِينَ مِنَ الطَّاعَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا أَيْ : أَفْضَلُ مِنْ هَذِهِ الزِّينَةِ بِالْمَالِ وَالْبَنِينِ ثَوَابًا وَأَكْثَرُ عَائِدَةً وَمَنْفَعَةً لِأَهْلِهَا ( وَخَيْرٌ أَمَلًا ) أَيْ : أَفْضَلُ أَمَلًا ، يَعْنِي أَنَّ هَذِهِ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ لِأَهْلِهَا مِنَ الْأَمَلِ أَفْضَلُ مِمَّا يُؤَمِّلُهُ أَهْلُ الْمَالِ وَالْبَنِينَ ؛ لِأَنَّهُمْ يَنَالُونَ بِهَا فِي الْآخِرَةِ أَفْضَلَ مِمَّا كَانَ يُؤَمِّلُهُ هَؤُلَاءِ الْأَغْنِيَاءُ فِي الدُّنْيَا ، وَلَيْسَ فِي زِينَةِ الدُّنْيَا خَيْرٌ حَتَّى تُفَضَّلَ عَلَيْهَا الْآخِرَةُ ، وَلَكِنَّ هَذَا التَّفْضِيلَ خَرَجَ مَخْرَجَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا [ الْفُرْقَانِ : 24 ] ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ كُلُّ عَمَلِ خَيْرٍ ، فَلَا وَجْهَ لِقَصْرِهَا عَلَى الصَّلَاةِ كَمَا قَالَ الْبَعْضُ ، وَلَا لِقَصْرِهَا عَلَى نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الذِّكْرِ كَمَا قَالَهُ بَعْضٌ آخَرُ ، وَلَا عَلَى مَا كَانَ يَفْعَلُهُ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ بِاعْتِبَارِ السَّبَبِ ؛ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=25817الْعِبْرَةَ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لَا بِخُصُوصِ السَّبَبِ ، وَبِهَذَا تَعْرِفُ أَنَّ تَفْسِيرَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ فِي الْأَحَادِيثِ بِمَا سَيَأْتِي لَا يُنَافِي إِطْلَاقَ هَذَا اللَّفْظِ عَلَى مَا هُوَ عَمَلٌ صَالِحٌ مِنْ غَيْرِهَا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46الْمَالُ وَالْبَنُونَ ) حَرْثُ الدُّنْيَا ، وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ حَرْثُ الْآخِرَةِ ، وَقَدْ جَمَعَهُمَا اللَّهُ لِأَقْوَامٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَ ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ) قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=33074سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020722اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ ، قِيلَ : وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : التَّكْبِيرُ ، وَالتَّهْلِيلُ ، وَالتَّسْبِيحُ ، وَالتَّحْمِيدُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ شَاهِينَ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020723سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، هُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ .
وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020724خُذُوا جُنَّتَكُمْ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ أَيِّ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ ؟ قَالَ : بَلْ جُنَّتُكُمْ مِنَ النَّارِ قَوْلُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُقَدِّمَاتٍ مُعَقِّبَاتٍ وَمُجَنِّبَاتٍ ، وَهِيَ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَحْمَدُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=114النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020725أَلَا وَإِنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ نَحْوَهُ مِنْ حَدِيثِ
أَنَسٍ مَرْفُوعًا ، وَزَادَ التَّكْبِيرَ وَسَمَّاهُنَّ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ نَحْوَهُ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي [ ص: 863 ] هُرَيْرَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ
عَائِشَةَ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ ، وَزَادَتْ :
وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَبْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ
عَلِيٍّ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ
الضَّحَّاكِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا فَذَكَرَ نَحْوَهُ دُونَ الْحَوْقَلَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ جُنَادَةَ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ مِنْ قَوْلِهِ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ قَوْلِهِ نَحْوَهُ .
وَكُلُّ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ مُصَرِّحَةٌ بِأَنَّهَا الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ، وَأَمَّا مَا وَرَدَ فِي فَضْلِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ بِكَوْنِهَا الْمُرَادَّةَ فِي الْآيَةِ فَأَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ لَا فَائِدَةَ فِي ذِكْرِهَا هُنَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : كُلُّ شَيْءٍ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ ، فَهُوَ مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ .