قفى سبحانه قصة إبراهيم بقصة موسى لأنه تلوه في الشرف ، وقدمه على إسماعيل لئلا يفصل بينه وبين ذكر يعقوب أي : واقرأ عليهم من القرآن قصة موسى إنه كان مخلصا قرأ أهل الكوفة بفتح اللام أي : جعلناه مختارا وأخلصناه ، وقرأ الباقون بكسرها أي : أخلص العبادة والتوحيد لله غير مراء للعباد وكان رسولا نبيا أي : أرسله الله إلى عباده فأنبأهم عن الله بشرائعه التي شرعها لهم ، فهذا وجه ذكر النبي بعد الرسول مع استلزام الرسالة للنبوة ، فكأنه أراد بالرسول معناه اللغوي لا الشرعي ، والله أعلم .
وقال النيسابوري : الرسول الذي معه كتاب من الأنبياء ، والنبي الذي ينبئ عن الله - عز وجل - وإن لم يكن معه كتاب ، وكان المناسب ذكر الأعم قبل الأخص ، إلا أن رعاية الفاصلة اقتضت عكس ذلك كقوله في طه برب هارون وموسى [ طه : 70 ] انتهى .
وناديناه من جانب الطور الأيمن أي : كلمناه من جانب الطور ، وهو جبل بين مصر ومدين اسمه زبير ، ومعنى الأيمن : أنه كان ذلك الجانب عن يمين موسى ، فإن الشجرة كانت في ذلك الجانب ، والنداء وقع منها ، وليس المراد يمين الجبل نفسه . فإن الجبال لا يمين لها ولا شمال . وقيل : معنى الأيمن الميمون ، ومعنى النداء أنه تمثل له الكلام من ذلك الجانب وقربناه نجيا أي : أدنيناه بتقريب المنزلة حتى كلمناه ، والنجي بمعنى المناجي كالجليس والنديم ، فالتقريب هنا هو تقريب التشريف والإكرام ، مثلت حاله بحال من قربه الملك لمناجاته .
قال : قربه منه في المنزلة حتى سمع مناجاته ، وقيل : إن الله سبحانه رفعه حتى سمع صريف القلم . روي هذا عن بعض السلف . الزجاج
ووهبنا له من رحمتنا أي : من نعمتنا ، وقيل : من أجل رحمتنا ، و هارون عطف بيان ، و نبيا حال منه ، وذلك حين سأل ربه قال : واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي [ طه : 29 - 30 ] .
ووصف الله سبحانه إسماعيل بصدق الوعد مع كون جميع الأنبياء كذلك ؛ لأنه كان مشهورا بذلك مبالغا فيه ، وناهيك بأنه وعد الصبر من نفسه على الذبح فوفى بذلك ، وكان ينتظر لمن وعده بوعد الأيام والليالي ، حتى قيل : إنه انتظر لبعض من وعده حولا .
والمراد بإسماعيل هنا هو إسماعيل بن إبراهيم ، ولم يخالف في ذلك إلا من لا يعتد به فقال : هو إسماعيل بن حزيقل ، بعثه الله إلى قومه فسلخوا جلدة رأسه ، فخيره الله فيما شاء من عذابهم ، فاستعفاه ورضي بثوابه ، وقد استدل بقوله تعالى في إسماعيل وكان رسولا نبيا على أن الرسول لا يجب أن يكون صاحب شريعة فإن أولاد إبراهيم كانوا على شريعته ، وقيل : إنه وصفه بالرسالة لكون إبراهيم أرسله إلى جرهم .
وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة قيل : المراد بأهله هنا أمته ، وقيل : جرهم ، وقيل : عشيرته كما في قوله : وأنذر عشيرتك الأقربين [ الشعراء : 214 ] والمراد بالصلاة والزكاة هنا ، هما العبادتان الشرعيتان ، ويجوز أن يراد معناهما اللغوي وكان عند ربه مرضيا أي : رضيا زاكيا صالحا .
قال الكسائي : من قال : مرضي بنى على رضيت ، قالا : والفراء وأهل الحجاز يقولون : مرضو .
واذكر في الكتاب إدريس اسم إدريس أخنوخ ، قيل هو جد نوح ، فإن نوحا هو ابن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ ، وعلى هذا فيكون جد أبي نوح ذكره الثعلبي وغيره ، وقد قيل : إن هذا خطأ ، وامتناع إدريس للعجمة والعلمية .
وهو أول من خط بالقلم ونظر في النجوم والحساب ، وأول من خاط الثياب . قيل : وهو أول من أعطي النبوة من بني آدم .
وقد اختلف في معنى قوله : ورفعناه مكانا عليا فقيل : إن الله رفعه إلى السماء الرابعة ، وقيل : إلى السادسة ، وقيل : إلى الثانية .
وقد روى في صحيحه من حديث الإسراء وفيه : ومنهم البخاري إدريس في الثانية ، وهو غلط من رواية . شريك بن عبد الله بن أبي نمر
والصحيح أنه في السماء الرابعة كما رواه مسلم في صحيحه من حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم . أنس بن مالك
وقيل : إن المراد برفعه مكانا عليا : ما أعطيه من شرف النبوة ، وقيل : إنه رفع إلى الجنة .
أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين الإشارة إلى المذكورين من أول السورة إلى هنا ، والموصول صفته ، و ( من النبيين ) بيان للموصول ، و من ذرية آدم بدل منه بإعادة الخافض ، وقيل : إن ( من ) في ( من ذرية ) آدم للتبعيض وممن حملنا مع نوح أي : من ذرية من حملنا معه وهم من عدا إدريس ، فإن إبراهيم كان من ذرية سام بن نوح إبراهيم ومن ذرية وهم الباقون وإسرائيل أي : ومن ذرية إسرائيل ، ومنهم موسى وهارون ويحيى وعيسى ، وقيل : إنه أراد بقوله : من ذرية آدم إدريس وحده ، وأراد بقوله : وممن حملنا مع نوح إبراهيم وحده ، وأراد بقوله : ومن ذرية إبراهيم إسماعيل وإسحاق ويعقوب ، وأراد بقوله : ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وممن هدينا أي : من جملة من هدينا إلى الإسلام واجتبينا بالإيمان إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا وهذا خبر ل ( أولئك ) ويجوز أن يكون الخبر هو الذين أنعم الله عليهم . وهذا استئناف لبيان خشوعهم لله وخشيتهم منه .
وقد تقدم في سبحان بيان [ ص: 893 ] معنى ( خروا سجدا ) : يقال : بكى يبكي بكاء وبكيا .
قال الخليل : إذا قصرت البكاء فهو مثل الحزن أي : ليس معه صوت ، ومنه قول الشاعر :
بكت عيني وحق لها بكاها وما يغني البكاء ولا العويل
( وسجدا ) منصوب على الحال .قال : قد بين الله أن الأنبياء كانوا إذا سمعوا آيات الله بكوا وسجدوا ، وقد استدل بهذه الآية على الزجاج . مشروعية سجود التلاوة
ولما مدح هؤلاء الأنبياء بهذه الأوصاف ترغيبا لغيرهم في الاقتداء بهم وسلوك طريقتهم ذكر أضدادهم تنفيرا للناس عن طريقتهم فقال : فخلف من بعدهم خلف أي : عقب سوء . قال أهل اللغة : يقال لعقب الخير خلف بفتح اللام ، ولعقب الشر خلف بسكون اللام ، وقد قدمنا الكلام على هذا في آخر الأعراف أضاعوا الصلاة قال الأكثر : معنى ذلك أنهم أخروها عن وقتها ، وقيل : أضاعوا الوقت وقيل : كفروا بها وجحدوا وجوبها ، وقيل : لم يأتوا بها على الوجه المشروع .
والظاهر أن من أخر الصلاة عن وقتها أو ترك فرضا من فروضها أو شرطا من شروطها أو ركنا من أركانها فقد أضاعها ، ويدخل تحت الإضاعة من تركها بالمرة أو جحدها دخولا أوليا .
واختلفوا فيمن نزلت هذه الآية ؟ فقيل : في اليهود ، وقيل : في النصارى ، وقيل : في قوم من أمة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - يأتون في آخر الزمان ، ومعنى واتبعوا الشهوات أي : فعلوا ما تشتهيه أنفسهم وترغب إليه من المحرمات كشرب الخمر والزنا فسوف يلقون غيا الغي هو الشر عند أهل اللغة كما أن الخير هو الرشاد .
والمعنى : أنهم سيلقون شرا لا خيرا ، وقيل : الغي الضلال ، وقيل : الخيبة ، وقيل : هو اسم واد في جهنم ، وقيل : في الكلام حذف ، والتقدير : سسيلقون جزاء الغي . كذا قال ومثله قوله سبحانه : الزجاج ، يلق أثاما [ الفرقان : 68 ] أي : جزاء أثام .
إلا من تاب وآمن وعمل صالحا أي : تاب مما فرط منه من تضييع الصلوات واتباع الشهوات فرجع إلى طاعة الله وآمن به وعمل عملا صالحا ، وفي هذا الاستثناء دليل على أن الآية في الكفرة لا في المسلمين فأولئك يدخلون الجنة قرأ أبو جعفر وشيبة وابن كثير وابن محيصن وأبو عمرو ويعقوب وأبو بكر ( يدخلون ) بضم الياء وفتح الخاء ، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الخاء ولا يظلمون شيئا أي : لا ينقص من أجورهم شيء وإن كان قليلا ، فإن الله سبحانه يوفي إليهم أجورهم .
وانتصاب جنات عدن على البدل من الجنة ، بدل البعض لكون جنات عدن بعضا من الجنة .
قال : ويجوز ( جنات عدن ) بالرفع على الابتداء ، وقرئ كذلك . الزجاج
قال أبو حاتم : ولولا الخط لكان ( جنة عدن ) : يعني بالإفراد مكان الجمع . وليس هذا بشيء ، فإن الجنة اسم لمجموع الجنات التي هي بمنزلة الأنواع للجنس .
وقرئ بنصب الجنات على المدح ، وقد قرئ ( جنة ) بالإفراد التي وعد الرحمن عباده بالغيب هذه الجملة صفة لجنات عدن ، و ( بالغيب ) في محل نصب على الحال من الجنات ، أو من عباده أي : متلبسة ، أو متلبسين بالغيب ، وقرئ بصرف عدن ، ومنعها على أنها علم لمعنى العدن وهو الإقامة ، أو علم لأرض الجنة إنه كان وعده مأتيا أي : موعوده على العموم . فتدخل فيه الجنات دخولا أوليا . قال الفراء : لم يقل آتيا ؛ لأن كل ما أتاك فقد أتيته ، وكذا قال . الزجاج
لا يسمعون فيها لغوا هو الهذر من الكلام الذي يلغى ولا طائل تحته ، وهو كناية عن عدم صدور اللغو منهم ، وقيل : اللغو كل ما لم يكن فيه ذكر الله إلا سلاما هو استثناء منقطع أي : سلام بعضهم على بعض ، أو سلام الملائكة عليهم .
وقال : السلام اسم جامع للخير ؛ لأنه يتضمن السلامة ، والمعنى : أن الزجاج وإنما يسمعون ما يسلمهم أهل الجنة لا يسمعون ما يؤلمهم ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا قال المفسرون : ليس في الجنة بكرة ولا عشية ، ولكنهم يؤتون رزقهم على مقدار ما يعرفون من الغداء والعشاء .
تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا أي : هذه الجنة التي وصفنا أحوالها نورثها من كان من أهل التقوى كما يبقى على الوارث مال موروثه .
قرأ يعقوب ( نورث ) بفتح الواو وتشديد الراء ، وقرأ الباقون بالتخفيف ، وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ، والتقدير : نورث من كان تقيا من عبادنا .
وقد أخرج عبد بن حميد وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم مجاهد في قوله : وكان رسولا نبيا قال : النبي الذي يكلم وينزل عليه ولا يرسل ، ولفظ : الأنبياء الذين ليسوا برسل يوحى إلى أحدهم ولا يرسل إلى أحد . والرسل : الأنبياء الذين يوحى إليهم ويرسلون . ابن أبي حاتم
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم قتادة في قوله : جانب الطور الأيمن قال : جانب الجبل الأيمن وقربناه نجيا قال : نجا بصدقه .
وأخرج ، عن عبد بن حميد أبي العالية قال : قربه حتى سمع صريف القلم ، وروي نحو هذا عن جماعة من التابعين .
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن في الآية قال : حتى سمع صريف القلم يكتب في اللوح . وأخرجه ابن عباس الديلمي عنه مرفوعا .
وأخرج ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون قال : كان هارون أكبر من موسى ، ولكن إنما وهب له نبوته .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس ورفعناه مكانا عليا قال : كان إدريس خياطا ، وكان لا يغرز غرزة إلا قال : سبحان الله ، وكان يمسي حين يمسي وليس على الأرض أفضل عملا منه ، فاستأذن ملك من الملائكة ربه فقال : يا رب ائذن لي فأهبط إلى إدريس ، فأذن له فأتى إدريس فقال : إني جئتك لأخدمك ، قال : كيف تخدمني وأنت ملك وأنا إنسان ؟ ثم قال إدريس : هل بينك وبين ملك الموت شيء ؟ قال الملك : ذاك أخي من الملائكة ، قال : هل تستطيع أن تنفعني ؟ قال : أما يؤخر شيئا أو يقدمه فلا ، ولكن سأكلمه لك فيرفق بك عند الموت ، فقال : اركب بين جناحي ، فركب إدريس فصعد إلى [ ص: 894 ] السماء العليا فلقي ملك الموت وإدريس بين جناحيه ، فقال له الملك : إن لي إليك حاجة ، قال : علمت حاجتك تكلمني في إدريس ، وقد محي اسمه من الصحيفة فلم يبق من أجله إلا نصف طرفة عين ، فمات إدريس بين جناحي الملك .
وأخرج في المصاحف ابن أبي شيبة ، عن وابن أبي حاتم قال : سألت ابن عباس كعبا فذكر نحوه ، فهذا هو من الإسرائيليات التي يرويها كعب .
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن قال : رفع ابن عباس إدريس إلى السماء السادسة .
وأخرج الترمذي وصححه وابن المنذر وابن مردويه قال : حدثنا عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : أنس بن مالك إدريس في السماء الرابعة . لما عرج بي رأيت
وأخرج ابن مردويه ، عن مرفوعا نحوه . أبي سعيد الخدري
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم مجاهد في الآية قال : رفع إدريس كما رفع عيسى ولم يمت .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم قال : ابن مسعود إدريس هو إلياس . وحسنه السيوطي .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : السدي أولئك الذين أنعم الله عليهم إلى آخره ، قال : هذه تسمية الأنبياء الذين ذكرهم ، أما من ذرية آدم : فإدريس ونوح ، وأما من حمل مع نوح فإبراهيم ، وأما ذرية إبراهيم : فإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، وأما ذرية إسرائيل : فموسى ، وهارون ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : السدي فخلف من بعدهم خلف قال : هم اليهود والنصارى .
وأخرج ، عن عبد بن حميد مجاهد في الآية قال : هم من هذه الأمة يتراكبون في الطرق كما تراكب الأنعام لا يستحيون من الناس ، ولا يخافون من الله في السماء .
وأخرج ، عن عبد بن حميد في قوله : ابن مسعود أضاعوا الصلاة قال : ليس إضاعتها تركها قد يضيع الإنسان الشيء ولا يتركه ، ولكن إضاعتها إذا لم يصلها لوقتها .
وأخرج أحمد وابن المنذر وابن حبان وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي سعيد الخدري فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات الآية ، قال : يكون خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ثم يكون خلف يقرءون القرآن لا يعدو تراقيهم ، ويقرأ القرآن ثلاثة : مؤمن ، ومنافق ، وفاجر . سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وتلا هذه الآية :
وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : عقبة بن عامر . سيهلك من أمتي أهل الكتاب وأهل اللبن ، قلت : يا رسول الله ما أهل الكتاب ؟ قال : قوم يتعلمون الكتاب يجادلون به الذين آمنوا ، قلت : ما أهل اللبن ؟ قال : قوم يتبعون الشهوات ويضيعون الصلوات
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عائشة أنها كانت ترسل بالصدقة لأهل الصدقة وتقول : لا تعطوا منها بربريا ولا بربرية ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : هم الخلف الذين قال الله فخلف من بعدهم خلف . عن
وأخرج ابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس فسوف يلقون غيا قال : خسرا .
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في البعث من طرق ، عن في قوله : ابن مسعود فسوف يلقون غيا قال : الغي نهر أو واد في جهنم من قيح بعيد القعر خبيث الطعم ، يقذف فيه الذين يتبعون الشهوات .
وقد قال بأنه واد في جهنم . وروى ذلك عنه البراء بن عازب ابن المنذر . وأخرج والطبراني ابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : فسوف يلقون غيا ومن يفعل ذلك يلق أثاما [ الفرقان : 68 ] ، وأخرج ولو أن صخرة زنة عشر أواق قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفا ، ثم تنتهي إلى غي وأثام ، قلت : وما غي وأثام ؟ قال : نهران في أسفل جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار ، وهما اللذان ذكر الله في كتابه ابن مردويه ، عن عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ابن عباس الغي واد في جهنم .
وأخرج ابن المنذر عنه في قوله : وابن أبي حاتم لا يسمعون فيها لغوا قال : باطلا .
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضا في قوله : وابن أبي حاتم بكرة وعشيا قال : يؤتون به في الآخرة على مقدار ما كانوا يؤتون به في الدنيا .
وأخرج في نوادر الأصول من طريق الحكيم الترمذي أبان ، عن الحسن وأبي قلابة قالا : قال رجل : يا رسول الله هل في الجنة من ليل ؟ قال : وما هيجك على هذا ؟ قال : سمعت الله يذكر في الكتاب : ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا فقلت : الليل من البكرة والعشي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ليس هناك ليل ، وإنما هو ضوء ونور ، يرد الغدو على الرواح والرواح على الغدو ، تأتيهم طرف الهدايا من الله لمواقيت الصلاة التي كانوا يصلون فيها في الدنيا ، وتسلم عليهم الملائكة .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : أبي هريرة قال بعد إخراجه قال ما من غداة من غدوات الجنة ، وكل الجنة غدوات ، إلا أنه يزف إلى ولي الله فيها زوجة من الحور العين وأدناهن التي خلقت من الزعفران أبو محمد : هذا حديث منكر .