nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67nindex.php?page=treesubj&link=28993لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=68وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=69الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=70ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=71ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير .
عاد سبحانه إلى بيان أمر التكاليف مع الزجر لمعاصري رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من أهل الأديان عن منازعته فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67لكل أمة جعلنا منسكا أي لكل قرن من القرون الماضية وضعنا شريعة خاصة ، بحيث لا تتخطى أمة منهم شريعتها المعينة لها إلى الأخرى ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67هم ناسكوه صفة لمنسكا ، والضمير لكل أمة أي : تلك الأمة هي العاملة به لا غيرها ، فكانت التوراة منسك الأمة التي كانت من مبعث
موسى إلى مبعث
عيسى ، والإنجيل منسك الأمة التي من مبعث
عيسى إلى مبعث
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، والقرآن منسك المسلمين . والمنسك مصدر لا اسم مكان كما يدل عليه ، هم ناسكوه ، ولم يقل ناسكون فيه .
وقيل : المنسك موضع أداء الطاعة ، وقيل : هو الذبائح ، ولا وجه للتخصيص ، ولا اعتبار بخصوص السبب ، والفاء في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67فلا ينازعنك في الأمر لترتيب النهي على ما قبله ، والضمير راجع إلى الأمم الباقية آثارهم أي : قد عينا
nindex.php?page=treesubj&link=31912_31011_28739لكل أمة شريعة ، ومن جملة الأمم هذه الأمة المحمدية ، وذلك موجب لعدم منازعة من بقي منهم لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ومستلزم لطاعتهم إياه في أمر الدين ، والنهي إما على حقيقته ، أو كناية عن نهيه - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الالتفات إلى نزاعهم له .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إنه نهي له - صلى الله عليه وآله وسلم - عن منازعتهم أي : لا تنازعهم أنت كما تقول لا يخاصمك فلان أي : لا تخاصمه ، وكما تقول لا يضاربنك فلان أي : لا تضاربه ، وذلك أن المفاعلة تقتضي العكس ضمنا ، ولا يجوز لا يضربنك فلان وأنت تريد لا تضربه .
وحكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أنه قال في معنى الآية : فلا ينازعنك أي : فلا يجادلنك . قال : ودل على هذا
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=68وإن جادلوك وقرأ
أبو مجلز ( فلا ينزعنك في الأمر ) أي لا يستخفنك ولا يغلبنك على دينك .
وقرأ الباقون ينازعنك من المنازعة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67وادع إلى ربك أي وادع هؤلاء المنازعين أو ادع الناس على العموم إلى دين الله وتوحيده والإيمان به
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67إنك لعلى هدى مستقيم أي طريق مستقيم لا اعوجاج فيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=68وإن جادلوك أي وإن أبوا إلا الجدال بعد البيان وظهور الحجة عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=68فقل الله أعلم بما تعملون أي فكل أمرهم إلى الله وقل لهم هذا القول المشتمل على الوعيد .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=69الله يحكم بينكم أي بين المسلمين والكافرين ،
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=69يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون من أمر الدين فيتبين حينئذ الحق من الباطل ، وفي هذه الآية تعليم لهذه الأمة بما ينبغي لهم أن يجيبوا به من أراد الجدال بالباطل ، وقيل : إنها منسوخة بآية السيف .
وجملة ألم تعلم مستأنفة مقررة لمضمون ما قبلها ، والاستفهام للتقرير أي : قد علمت يا
محمد وتيقنت أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ومن جملة ذلك ما أنتم فيه مختلفون إن ذلك الذي في السماء والأرض من معلوماته في كتاب أي مكتوب عنده في أم الكتاب
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=70إن ذلك على الله يسير أي إن الحكم منه سبحانه بين عباده فيما يختلفون فيه يسير عليه غير عسير ، أو إن إحاطة علمه بما في السماء والأرض يسير عليه .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=71ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا [ ص: 974 ] هذا حكاية لبعض فضائحهم أي : إنهم يعبدون أصناما لم يتمسكوا في عبادتها بحجة نيرة من الله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=71وما ليس لهم به علم من دليل عقل يدل على جواز ذلك بوجه من الوجوه
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=71وما للظالمين من نصير ينصرهم ويدفع عنهم عذاب الله ، وقد تقدم الكلام على هذه الآية في آل عمران .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات معطوفة على يعبدون ، وانتصاب بينات على الحال أي : حال كونها واضحات ظاهرات الدلالة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر أي الأمر الذي ينكر ، وهو غضبهم وعبوسهم عند سماعهم ، أو المراد بالمنكر الإنكار أي : تعرف في وجوههم إنكارها ، وقيل : هو التجبر والترفع ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا مستأنفة جواب سؤال مقدر كأنه قيل ما ذلك المنكر الذي يعرف في وجوههم ؟ فقيل يكادون يسطون أي : يبطشون ، والسطوة شدة البطش ، يقال سطا به يسطو إذا بطش به بضرب ، أو شتم ، أو أخذ باليد ، وأصل السطو القهر .
وهكذا ترى أهل البدع المضلة إذا سمع الواحد منهم ما يتلوه العالم عليهم من آيات الكتاب العزيز ، أو من السنة الصحيحة مخالفا لما اعتقده من الباطل والضلالة رأيت في وجهه من المنكر ما لو تمكن من أن يسطو بذلك العالم لفعل به ما لا يفعله بالمشركين ، وقد رأينا وسمعنا من أهل البدع ما لا يحيط به الوصف ، والله ناصر الحق ومظهر الدين وداحض الباطل ودامغ البدع وحافظ المتكلمين - بما أخذه عليهم - المبينين للناس ما نزل إليهم . وهو حسبنا ونعم الوكيل ، ثم أمر رسوله أن يرد عليهم ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72قل أفأنبئكم أي أخبركم
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72بشر من ذلكم الذي فيكم من الغيظ على من يتلو عليكم آيات الله ومقاربتكم للوثوب عليهم ، وهو النار التي أعدها الله لكم ، فالنار مرتفعة على أنها خبر لمبتدأ محذوف ، والجملة جواب سؤال مقدر كأنه قيل : ما هذا الأمر الذي هو شر مما نكابده ونناهده عند سماعنا ما تتلوه علينا ، فقال هو
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72النار وعدها الله الذين كفروا وقيل : إن النار مبتدأ وخبره جملة وعدها الله الذين كفروا وقيل : المعنى : أفأخبركم بشر مما يلحق تالي القرآن منكم من الأذى والتوعد لهم والتوثب عليهم ، وقرئ ( النار ) بالنصب على تقدير أعني ، وقرئ بالجر بدلا من شر ،
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72وبئس المصير أي الموضع الذي تصيرون إليه ، وهو النار .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67هم ناسكوه قال : يعني هم ذابحوه
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67فلا ينازعنك في الأمر يعني في أمر الذبح . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
عكرمة نحوه . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد نحوه أيضا .
وأخرج
ابن المنذر عن
مجاهد قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67فلا ينازعنك في الأمر قول أهل الشرك : أما ما ذبح الله بيمينه فلا تأكلوه ، وأما ما ذبحتم بأيديكم فهو حلال .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : خلق الله اللوح المحفوظ لمسير مائة عام ، وقال للقلم قبل أن يخلق الخلق وهو على العرش : اكتب ، قال : ما أكتب ؟ قال : علمي في خلقي إلى يوم تقوم الساعة ، فجرى القلم بما هو كائن في علم الله إلى يوم القيامة ، فذلك قوله للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=70ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض يعني ما في السماوات السبع والأرضين السبع إن ذلك العلم في كتاب يعني في اللوح المحفوظ مكتوب قبل أن يخلق السماوات والأرضين
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=70إن ذلك على الله يسير يعني هين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72يكادون يسطون يبطشون .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67nindex.php?page=treesubj&link=28993لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=68وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=69اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=70أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=71وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ .
عَادَ سُبْحَانَهُ إِلَى بَيَانِ أَمْرِ التَّكَالِيفِ مَعَ الزَّجْرِ لِمُعَاصِرِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَهْلِ الْأَدْيَانِ عَنْ مُنَازَعَتِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا أَيْ لِكُلِّ قَرْنٍ مِنَ الْقُرُونِ الْمَاضِيَةِ وَضَعْنَا شَرِيعَةً خَاصَّةً ، بِحَيْثُ لَا تَتَخَطَّى أُمَّةٌ مِنْهُمْ شَرِيعَتَهَا الْمُعَيَّنَةَ لَهَا إِلَى الْأُخْرَى ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67هُمْ نَاسِكُوهُ صِفَةٌ لِمَنْسِكًا ، وَالضَّمِيرُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَيْ : تِلْكَ الْأُمَّةُ هِيَ الْعَامِلَةُ بِهِ لَا غَيْرُهَا ، فَكَانَتِ التَّوْرَاةُ مَنْسَكَ الْأُمَّةِ الَّتِي كَانَتْ مِنْ مَبْعَثِ
مُوسَى إِلَى مَبْعَثِ
عِيسَى ، وَالْإِنْجِيلُ مَنْسَكُ الْأُمَّةِ الَّتِي مِنْ مَبْعَثِ
عِيسَى إِلَى مَبْعَثِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَالْقُرْآنُ مَنْسَكُ الْمُسْلِمِينَ . وَالْمَنْسَكُ مَصْدَرٌ لَا اسْمُ مَكَانٍ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ ، هُمْ نَاسِكُوهُ ، وَلَمْ يُقِلْ نَاسِكُونَ فِيهِ .
وَقِيلَ : الْمَنْسَكُ مَوْضِعُ أَدَاءِ الطَّاعَةِ ، وَقِيلَ : هُوَ الذَّبَائِحُ ، وَلَا وَجْهَ لِلتَّخْصِيصِ ، وَلَا اعْتِبَارَ بِخُصُوصِ السَّبَبِ ، وَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ لِتَرْتِيبِ النَّهْيِ عَلَى مَا قَبْلَهُ ، وَالضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى الْأُمَمِ الْبَاقِيَةِ آثَارُهُمْ أَيْ : قَدْ عَيَّنَّا
nindex.php?page=treesubj&link=31912_31011_28739لِكُلِّ أُمَّةٍ شَرِيعَةً ، وَمِنْ جُمْلَةِ الْأُمَمِ هَذِهِ الْأُمَّةُ الْمُحَمَّدِيَّةُ ، وَذَلِكَ مُوجِبٌ لِعَدَمِ مُنَازَعَةِ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَمُسْتَلْزِمٌ لِطَاعَتِهِمْ إِيَّاهُ فِي أَمْرِ الدِّينِ ، وَالنَّهْيُ إِمَّا عَلَى حَقِيقَتِهِ ، أَوْ كِنَايَةً عَنْ نَهْيِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الِالْتِفَاتِ إِلَى نِزَاعِهِمْ لَهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِنَّهُ نَهْيٌ لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنْ مُنَازَعَتِهِمْ أَيْ : لَا تُنَازِعْهُمْ أَنْتَ كَمَا تَقُولُ لَا يُخَاصِمْكَ فُلَانٌ أَيْ : لَا تُخَاصِمْهُ ، وَكَمَا تَقُولُ لَا يُضَارِبَنَّكَ فُلَانٌ أَيْ : لَا تُضَارِبْهُ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُفَاعَلَةَ تَقْتَضِي الْعَكْسَ ضِمْنًا ، وَلَا يَجُوزُ لَا يَضْرِبَنَّكَ فُلَانٌ وَأَنْتَ تُرِيدُ لَا تَضْرِبْهُ .
وَحُكِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجِ أَنَّهُ قَالَ فِي مَعْنَى الْآيَةِ : فَلَا يُنَازِعُنَّكَ أَيْ : فَلَا يُجَادِلُنَّكَ . قَالَ : وَدَلَّ عَلَى هَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=68وَإِنْ جَادَلُوكَ وَقَرَأَ
أَبُو مِجْلِزٍ ( فَلَا يَنْزِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ ) أَيْ لَا يَسْتَخِفُّنَّكَ وَلَا يَغْلِبُنَّكَ عَلَى دِينِكَ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ يُنَازِعُنَّكَ مِنَ الْمُنَازَعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ أَيْ وَادْعُ هَؤُلَاءِ الْمُنَازِعِينَ أَوِ ادْعُ النَّاسَ عَلَى الْعُمُومِ إِلَى دِينِ اللَّهِ وَتَوْحِيدِهِ وَالْإِيمَانِ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ أَيْ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ لَا اعْوِجَاجَ فِيهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=68وَإِنْ جَادَلُوكَ أَيْ وَإِنْ أَبَوْا إِلَّا الْجِدَالَ بَعْدَ الْبَيَانِ وَظُهُورِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=68فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ أَيْ فَكِلْ أَمْرَهُمْ إِلَى اللَّهِ وَقُلْ لَهُمْ هَذَا الْقَوْلَ الْمُشْتَمِلَ عَلَى الْوَعِيدِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=69اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ أَيْ بَيْنِ الْمُسْلِمِينَ وَالْكَافِرِينَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=69يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ فَيَتَبَيَّنُ حِينَئِذٍ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ ، وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ تَعْلِيمٌ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ بِمَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يُجِيبُوا بِهِ مَنْ أَرَادَ الْجِدَالَ بِالْبَاطِلِ ، وَقِيلَ : إِنَّهَا مَنْسُوخَةٌ بِآيَةِ السَّيْفِ .
وَجُمْلَةُ أَلَمْ تَعْلَمْ مُسْتَأْنَفَةٌ مُقَرِّرَةٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهَا ، وَالِاسْتِفْهَامُ لِلتَّقْرِيرِ أَيْ : قَدْ عَلِمْتَ يَا
مُحَمَّدُ وَتَيَقَّنْتَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ إِنَّ ذَلِكَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مِنْ مَعْلُومَاتِهِ فِي كِتَابٍ أَيْ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=70إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ أَيْ إِنَّ الْحُكْمَ مِنْهُ سُبْحَانَهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِيمَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ يَسِيرٌ عَلَيْهِ غَيْرُ عَسِيرٍ ، أَوْ إِنَّ إِحَاطَةَ عِلْمِهِ بِمَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ يَسِيرٌ عَلَيْهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=71وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا [ ص: 974 ] هَذَا حِكَايَةٌ لِبَعْضِ فَضَائِحِهِمْ أَيْ : إِنَّهُمْ يَعْبُدُونَ أَصْنَامًا لَمْ يَتَمَسَّكُوا فِي عِبَادَتِهَا بِحُجَّةٍ نَيِّرَةٍ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=71وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ مِنْ دَلِيلِ عَقْلٍ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ ذَلِكَ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=71وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ يَنْصُرُهُمْ وَيَدْفَعُ عَنْهُمْ عَذَابَ اللَّهِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ فِي آلِ عِمْرَانَ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَعْطُوفَةٌ عَلَى يَعْبُدُونَ ، وَانْتِصَابُ بَيِّنَاتٍ عَلَى الْحَالِ أَيْ : حَالَ كَوْنِهَا وَاضِحَاتٍ ظَاهِرَاتِ الدَّلَالَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ أَيِ الْأَمْرَ الَّذِي يُنْكَرُ ، وَهُوَ غَضَبُهُمْ وَعُبُوسُهُمْ عِنْدَ سَمَاعِهِمْ ، أَوِ الْمُرَادُ بِالْمُنْكَرِ الْإِنْكَارُ أَيْ : تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ إِنْكَارَهَا ، وَقِيلَ : هُوَ التَّجَبُّرُ وَالتَّرَفُّعُ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا مُسْتَأْنَفَةٌ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ كَأَنَّهُ قِيلَ مَا ذَلِكَ الْمُنْكَرُ الَّذِي يُعْرَفُ فِي وُجُوهِهِمْ ؟ فَقِيلَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ أَيْ : يَبْطِشُونَ ، وَالسَّطْوَةُ شِدَّةُ الْبَطْشِ ، يُقَالُ سَطَا بِهِ يَسْطُو إِذَا بَطَشَ بِهِ بِضَرْبٍ ، أَوْ شَتْمٍ ، أَوْ أَخْذٍ بِالْيَدِ ، وَأَصْلُ السَّطْوِ الْقَهْرُ .
وَهَكَذَا تَرَى أَهْلَ الْبِدَعِ الْمُضِلَّةِ إِذَا سَمِعَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ مَا يَتْلُوهُ الْعَالِمُ عَلَيْهِمْ مِنْ آيَاتِ الْكِتَابِ الْعَزِيزِ ، أَوْ مِنَ السُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ مُخَالِفًا لِمَا اعْتَقَدَهُ مِنَ الْبَاطِلِ وَالضَّلَالَةِ رَأَيْتَ فِي وَجْهِهِ مِنَ الْمُنْكَرِ مَا لَوْ تَمَكَّنَ مِنْ أَنْ يَسْطُوَ بِذَلِكَ الْعَالِمِ لَفَعَلَ بِهِ مَا لَا يَفْعَلُهُ بِالْمُشْرِكِينَ ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ مَا لَا يُحِيطُ بِهِ الْوَصْفُ ، وَاللَّهُ نَاصِرُ الْحَقِّ وَمُظْهِرُ الدِّينِ وَدَاحِضُ الْبَاطِلِ وَدَامِغُ الْبِدَعِ وَحَافِظُ الْمُتَكَلِّمِينَ - بِمَا أَخَذَهُ عَلَيْهِمُ - الْمُبَيِّنِينَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ . وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولَهُ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ أَيْ أُخَبَّرُكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ الَّذِي فِيكُمْ مِنَ الْغَيْظِ عَلَى مَنْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ وَمُقَارَبَتُكُمْ لِلْوُثُوبِ عَلَيْهِمْ ، وَهُوَ النَّارُ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ لَكُمْ ، فَالنَّارُ مُرْتَفِعَةٌ عَلَى أَنَّهَا خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، وَالْجُمْلَةُ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ كَأَنَّهُ قِيلَ : مَا هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي هُوَ شَرٌّ مِمَّا نُكَابِدُهُ وَنُنَاهِدُهُ عِنْدَ سَمَاعِنَا مَا تَتْلُوهُ عَلَيْنَا ، فَقَالَ هُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ : إِنَّ النَّارَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ جُمْلَةُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ : الْمَعْنَى : أَفَأُخَبِّرُكُمْ بِشَرٍّ مِمَّا يَلْحَقُ تَالِي الْقُرْآنِ مِنْكُمْ مِنَ الْأَذَى وَالتَّوَعُّدِ لَهُمْ وَالتَّوَثُّبِ عَلَيْهِمْ ، وَقُرِئَ ( النَّارَ ) بِالنَّصْبِ عَلَى تَقْدِيرِ أَعْنِي ، وَقُرِئَ بِالْجَرِّ بَدَلًا مِنْ شَرٍّ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72وَبِئْسَ الْمَصِيرُ أَيِ الْمَوْضِعُ الَّذِي تَصِيرُونَ إِلَيْهِ ، وَهُوَ النَّارُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67هُمْ نَاسِكُوهُ قَالَ : يَعْنِي هُمْ ذَابِحُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ يَعْنِي فِي أَمْرِ الذَّبْحِ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
عِكْرِمَةَ نَحْوَهُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ نَحْوَهُ أَيْضًا .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ قَوْلُ أَهْلِ الشِّرْكِ : أَمَّا مَا ذَبَحَ اللَّهُ بِيَمِينِهِ فَلَا تَأْكُلُوهُ ، وَأَمَّا مَا ذَبَحْتُمْ بِأَيْدِيكُمْ فَهُوَ حَلَالٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ اللَّوْحَ الْمَحْفُوظَ لِمَسِيرِ مِائَةِ عَامٍ ، وَقَالَ لِلْقَلَمِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ وَهُوَ عَلَى الْعَرْشِ : اكْتُبْ ، قَالَ : مَا أَكْتُبُ ؟ قَالَ : عِلْمِي فِي خَلْقِي إِلَى يَوْمِ تَقُومُ السَّاعَةُ ، فَجَرَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ فِي عِلْمِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=70أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ يَعْنِي مَا فِي السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعِ إِنَّ ذَلِكَ الْعِلْمُ فِي كِتَابٍ يَعْنِي فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مَكْتُوبٌ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=70إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ يَعْنِي هَيِّنٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72يَكَادُونَ يَسْطُونَ يَبْطِشُونَ .