nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144nindex.php?page=treesubj&link=28973_29376قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=147الحق من ربك فلا تكونن من الممترين
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144قد نرى تقلب وجهك قال
القرطبي في تفسيره : قال العلماء : هذه الآية مقدمة في النزول على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142سيقول السفهاء ، ومعنى : قد تكثير الرؤية ، كما قاله صاحب الكشاف ، ومعنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144تقلب وجهك تحول وجهك إلى السماء ، قاله
قطرب .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : تقلب عينيك في النظر إلى السماء ، والمعنى متقارب .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144فلنولينك هو إما من الولاية ، أي فلنعطينك ذلك .
أو من التولي ، أي فلنجعلنك متوليا إلى جهتها ، وهذا أولى لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144فول وجهك شطر المسجد الحرام .
والمراد بالشطر هنا : الناحية والجهة ، وهو منتصب على الظرفية ومنه قول الشاعر :
أقول لأم زنباع أقيمي صدور العيس شطر بني تميم
ومنه أيضا قول الآخر :
ألا من مبلغ عمرا رسولا وما تغني الرسالة شطر عمرو
وقد يراد بالشطر النصف ، ومنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019482الوضوء شطر الإيمان ، ومنه قول
عنترة :
إني امرؤ من خير عبس منصبا شطري وأحمي سائري بالمنصل
قال ذلك لأن أباه من سادات
عبس وأمه أمة .
ويرد بمعنى البعض مطلقا .
ولا خلاف أن المراد بشطر المسجد هنا
الكعبة .
وقد حكى
القرطبي الإجماع على أن
nindex.php?page=treesubj&link=1501استقبال عين الكعبة فرض على المعاين ، وعلى أن غير المعاين يستقبل الناحية ، ويستدل على ذلك بما يمكنه الاستدلال به ، والضمير في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144أنه الحق راجع إلى ما يدل عليه الكلام من التحول إلى جهة
الكعبة ، وعلم
أهل الكتاب بذلك إما لكونه قد بلغهم عن أنبيائهم أو وجدوا في كتب الله المنزلة عليهم أن هذا النبي يستقبل
الكعبة ، أو لكونهم قد علموا من كتبهم أو أنبيائهم أن النسخ سيكون في هذه الشريعة فيكون ذلك موجبا عليهم الدخول في الإسلام ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144وما الله بغافل عما يعملون قد تقدم معناه .
وقرأ
ابن عامر وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " تعملون " بالمثناة الفوقية على مخاطبة
أهل الكتاب أو أمة
محمد صلى الله عليه وسلم ، وقرأ الباقون بالياء التحتية .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145ولئن أتيت هذه اللام هي موطئة القسم ، والتقدير : والله لئن أتيت .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145ما تبعوا جواب القسم المقدر ، قال
الأخفش nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : أجيب " لئن " بجواب " لو " لأن المعنى : ولو أتيت ، ومثله قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=51ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا أي ولو أرسلنا ، وإنما قالا هكذا لأن " لئن " هي ضد " لو " ، وذلك أن الأولى تطلب في جوابها المضي والوقوع و " لئن " تطلب في جوابها الاستقبال .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : إن معنى " لئن " يخالف معنى " لو " فلا تدخل إحداهما على الأخرى ، فالمعنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : ومعنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=51ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا ليظللن . انتهى .
وفي هذه الآية مبالغة عظيمة وهي متضمنة
[ ص: 101 ] للتسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وترويح خاطره لأن هؤلاء لا تؤثر فيهم كل آية ، ولا يرجعون إلى الحق وإن جاءهم بكل برهان فضلا عن برهان واحد وذلك أنهم لم يتركوا اتباع الحق لدليل عندهم أو لشبهة طرأت عليهم ، حتى يوازنوا بين ما عندهم وما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقلعوا عن غوايتهم عند وضوح الحق ، بل كان تركهم للحق تمردا وعنادا مع علمهم بأنهم ليسوا على شيء ، ومن كان هكذا فهو لا ينتفع بالبرهان أبدا .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145وما أنت بتابع قبلتهم هذا الإخبار ممكن أن يكون بمعنى النهي من الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم ، أي لا تتبع يا
محمد قبلتهم ويمكن أن يكون على ظاهره دفعا لأطماع
أهل الكتاب ، وقطعا لما يرجونه من رجوعه صلى الله عليه وسلم إلى القبلة التي كان عليها .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145وما بعضهم بتابع قبلة بعض فيه إخبار بأن
اليهود والنصارى مع حرصهم على مبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم لما عندهم مختلفون في دينهم حتى في هذا الحكم الخاص الذي قصه الله سبحانه على رسوله ، فإن بعضهم لا يتابع الآخر في استقبال قبلته .
قال في الكشاف : وذلك أن
اليهود تستقبل
بيت المقدس ،
والنصارى تستقبل مطلع الشمس . انتهى .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145ولئن اتبعت أهواءهم إلى آخر الآية ، فيه من التهديد العظيم والزجر البليغ ما تقشعر له الجلود وترجف منه الأفئدة ، وإذا كان الميل إلى أهوية المخالفين لهذه الشريعة الغراء والملة الشريفة من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو سيد ولد آدم يوجب عليه أن يكون وحاشاه من الظالمين ، فما ظنك بغيره من أمته ، وقد صان الله هذه الفرقة الإسلامية بعد ثبوت قدم الإسلام وارتفاع مناره عن أن يميلوا إلى شيء من هوى
أهل الكتاب ، ولم تبق إلا دسيسة شيطانية ووسيلة طاغوتية ، وهي ميل بعض من تحمل حجج الله إلى هوى بعض طوائف المبتدعة ، لما يرجوه من الحطام العاجل من أيديهم أو الجاه لديهم إن كان لهم في الناس دولة ، أو كانوا من ذوي الصولة ، وهذا الميل ليس بدون ذلك الميل ، بل اتباع أهوية المبتدعة تشبه اتباع أهوية أهل الكتاب ، كما يشبه الماء الماء ، والبيضة البيضة ، والتمرة التمرة ، وقد تكون مفسدة اتباع أهوية المبتدعة أشد على هذه الملة من مفسدة اتباع أهوية أهل الملل ، فإن المبتدعة ينتمون إلى الإسلام ، ويظهرون للناس أنهم ينصرون الدين ويتبعون أحسنه ، وهم على العكس من ذلك والضد لما هنالك ، فلا يزالون ينقلون من يميل إلى أهويتهم من بدعة إلى بدعة ويدفعونه من شنعة إلى شنعة ، حتى يسلخوه من الدين ويخرجوه منه ، وهو يظن أنه منه في الصميم ، وأن الصراط الذي هو عليه هو الصراط المستقيم ، هذا إن كان في عداد المقصرين ، ومن جملة الجاهلين ، وإن كان من أهل العلم والفهم المميزين بين الحق والباطل كان في اتباعه لأهويتهم ممن أضله الله على علم وختم على قلبه ، وصار نقمة على عباد الله ومصيبة صبها الله على المقصرين ، لأنهم يعتقدون أنه في علمه وفهمه لا يميل إلا إلى الحق ، ولا يتبع إلا الصواب ، فيضلون بضلاله ، فيكون عليه إثمه وإثم من اقتدى به إلى يوم القيامة ، نسأل الله اللطف والسلامة والهداية .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه قيل : الضمير
لمحمد صلى الله عليه وسلم ، أي يعرفون نبوته .
روي ذلك عن
مجاهد وقتادة وطائفة من أهل العلم ، وقيل : يعرفون تحويل القبلة عن
بيت المقدس إلى
الكعبة بالطريق التي قدمنا ذكرها ، وبه قال جماعة من المفسرين ، ورجح صاحب الكشاف الأول .
وعندي أن الراجح الآخر كما يدل عليه السياق الذي سيقت له هذه الآيات .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146ليكتمون الحق هو عند أهل القول الأول : نبوة
محمد صلى الله عليه وسلم ، وعند أهل القول الثاني استقبال
الكعبة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=147الحق من ربك يحتمل أن يكون المراد به الحق الأول ، ويحتمل أن يراد به جنس الحق على أنه خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ وخبره قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=147من ربك أي الحق هو الذي من ربك لا من غيره .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب " الحق " بالنصب على أنه بدل من الأول أو منصوب على الإغراء أي الزم الحق .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=147فلا تكونن من الممترين خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والامتراء : الشك ، نهاه الله سبحانه عن الشك في كونه الحق من ربه ، أو في كون كتمانهم الحق مع علمهم ، وعلى الأول هو تعريض للأمة ، أي لا يكن أحد من أمته من الممترين ، لأنه صلى الله عليه وسلم لا يشك في كون ذلك هو الحق من الله سبحانه .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه عن
البراء قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019483صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ثمانية عشر شهرا ، وصرفت القبلة إلى الكعبة بعد دخوله إلى المدينة بشهرين ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى إلى بيت المقدس أكثر تقليب وجهه في السماء ، وعلم الله من قلب نبيه أنه يهوى الكعبة فصعد جبريل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعه بصره وهو يصعد بين السماء والأرض ينظر ما يأتيه به ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144قد نرى تقلب وجهك في السماء الآية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا جبريل كيف حالنا في صلاتنا إلى بيت المقدس ؟ فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وما كان الله ليضيع إيمانكم .
وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث
معاذ مختصرا لكنه قال : سبعة عشر شهرا .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الكبير
والحاكم وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144فلنولينك قبلة ترضاها قال : قبلة
إبراهيم نحو الميزاب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
البراء في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=149فول وجهك شطر المسجد الحرام قال : قبله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والحاكم وصححه
والبيهقي في سننه عن
علي مثله .
وأخرج
أبو داود في ناسخه
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=150شطره نحوه .
وأخرج
البيهقي عن
مجاهد مثله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
أبي العالية قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=149شطر المسجد الحرام تلقاءه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : البيت كله قبلة وقبلة البيت الباب .
وأخرج
البيهقي في سننه عنه مرفوعا قال :
[ ص: 102 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=1019484البيت قبلة لأهل المسجد والمسجد قبلة لأهل الحرم والحرم قبلة لأهل الأرض في مشارقها ومغاربها من أمتي وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144وإن الذين أوتوا الكتاب قال : أنزل ذلك في
اليهود .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144ليعلمون أنه الحق قال : يعني بذلك القبلة .
وأخرج
أبو داود في ناسخه
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
أبي العالية نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145وما بعضهم بتابع قبلة بعض يقول : ما
اليهود بتابعي قبلة
النصارى ، ولا
النصارى بتابعي قبلة
اليهود .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146الذين آتيناهم الكتاب قال :
اليهود والنصارى nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146يعرفونه قال : يعرفون رسول الله في كتابهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146كما يعرفون أبناءهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146يعرفونه أي يعرفون أن البيت الحرام هو القبلة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
الربيع مثله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون قال : يكتمون
محمدا وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل .
وأخرج
أبو داود في ناسخه
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
أبي العالية قال : قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=147الحق من ربك فلا تكونن من الممترين يقول : لا تكونن في شك يا
محمد أن
الكعبة هي قبلتك ، وكانت قبلة الأنبياء من قبلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144nindex.php?page=treesubj&link=28973_29376قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=147الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ : قَالَ الْعُلَمَاءُ : هَذِهِ الْآيَةُ مُقَدَّمَةٌ فِي النُّزُولِ عَلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ ، وَمَعْنَى : قَدْ تَكْثِيرُ الرُّؤْيَةِ ، كَمَا قَالَهُ صَاحِبُ الْكَشَّافِ ، وَمَعْنَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144تَقَلُّبَ وَجْهِكَ تَحَوُّلَ وَجْهِكَ إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَهُ
قُطْرُبٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : تَقَلُّبَ عَيْنَيْكَ فِي النَّظَرِ إِلَى السَّمَاءِ ، وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144فَلَنُوَلِّيَنَّكَ هُوَ إِمَّا مِنَ الْوِلَايَةِ ، أَيْ فَلَنُعْطِيَنَّكَ ذَلِكَ .
أَوْ مِنَ التَّوَلِّي ، أَيْ فَلَنَجْعَلَنَّكَ مُتَوَلِّيًا إِلَى جِهَتِهَا ، وَهَذَا أَوْلَى لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ .
وَالْمُرَادُ بِالشَّطْرِ هُنَا : النَّاحِيَةُ وَالْجِهَةُ ، وَهُوَ مُنْتَصِبٌ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَقُولُ لِأُمِّ زِنْبَاعَ أَقِيمِي صُدُورَ الْعِيسِ شَطْرَ بَنِي تَمِيمِ
وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ الْآخَرِ :
أَلَا مِنْ مُبَلِّغٍ عَمْرًا رَسُولًا وَمَا تُغْنِي الرِّسَالَةُ شَطْرَ عَمْرِو
وَقَدْ يُرَادُ بِالشَّطْرِ النِّصْفُ ، وَمِنْهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019482الْوُضُوءُ شَطْرُ الْإِيمَانِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
عَنْتَرَةَ :
إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ خَيْرِ عَبْسٍ مَنْصِبًا شَطْرِي وَأَحْمِي سَائِرِي بِالْمُنْصُلِ
قَالَ ذَلِكَ لِأَنَّ أَبَاهُ مِنْ سَادَاتِ
عَبْسٍ وَأُمَّهُ أَمَةٌ .
وَيَرِدُ بِمَعْنَى الْبَعْضِ مُطْلَقًا .
وَلَا خِلَافَ أَنَّ الْمُرَادَ بِشَطْرِ الْمَسْجِدِ هُنَا
الْكَعْبَةُ .
وَقَدْ حَكَى
الْقُرْطُبِيُّ الْإِجْمَاعَ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=1501اسْتِقْبَالَ عَيْنِ الْكَعْبَةِ فَرْضٌ عَلَى الْمُعَايِنِ ، وَعَلَى أَنَّ غَيْرَ الْمُعَايِنِ يَسْتَقْبِلُ النَّاحِيَةَ ، وَيَسْتَدِلُّ عَلَى ذَلِكَ بِمَا يُمْكِنُهُ الِاسْتِدْلَالُ بِهِ ، وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144أَنَّهُ الْحَقُّ رَاجِعٌ إِلَى مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ مِنَ التَّحَوُّلِ إِلَى جِهَةِ
الْكَعْبَةِ ، وَعِلْمُ
أَهْلِ الْكِتَابِ بِذَلِكَ إِمَّا لِكَوْنِهِ قَدْ بَلَغَهُمْ عَنْ أَنْبِيَائِهِمْ أَوْ وَجَدُوا فِي كُتُبِ اللَّهِ الْمُنَزَّلَةِ عَلَيْهِمْ أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ يَسْتَقْبِلُ
الْكَعْبَةَ ، أَوْ لِكَوْنِهِمْ قَدْ عَلِمُوا مِنْ كُتُبِهِمْ أَوْ أَنْبِيَائِهِمْ أَنَّ النَّسْخَ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الشَّرِيعَةِ فَيَكُونُ ذَلِكَ مُوجِبًا عَلَيْهِمُ الدُّخُولَ فِي الْإِسْلَامِ وَمُتَابَعَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ قَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَاهُ .
وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ " تَعْمَلُونَ " بِالْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّةِ عَلَى مُخَاطَبَةِ
أَهْلِ الْكِتَابِ أَوْ أُمَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145وَلَئِنْ أَتَيْتَ هَذِهِ اللَّامُ هِيَ مُوَطِّئَةُ الْقَسَمِ ، وَالتَّقْدِيرُ : وَاللَّهِ لَئِنْ أَتَيْتَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145مَا تَبِعُوا جَوَابُ الْقَسَمِ الْمُقَدَّرِ ، قَالَ
الْأَخْفَشُ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : أُجِيبَ " لَئِنْ " بِجَوَابِ " لَوْ " لِأَنَّ الْمَعْنَى : وَلَوْ أَتَيْتَ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=51وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا أَيْ وَلَوْ أَرْسَلْنَا ، وَإِنَّمَا قَالَا هَكَذَا لِأَنَّ " لَئِنْ " هِيَ ضِدُّ " لَوْ " ، وَذَلِكَ أَنَّ الْأُولَى تَطْلُبُ فِي جَوَابِهَا الْمُضِيَّ وَالْوُقُوعَ وَ " لَئِنْ " تَطْلُبُ فِي جَوَابِهَا الِاسْتِقْبَالَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : إِنَّ مَعْنَى " لَئِنْ " يُخَالِفُ مَعْنَى " لَوْ " فَلَا تَدْخُلُ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى ، فَالْمَعْنَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : وَمَعْنَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=51وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَيَظْلَلْنَ . انْتَهَى .
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ مُبَالَغَةٌ عَظِيمَةٌ وَهِيَ مُتَضَمِّنَةٌ
[ ص: 101 ] لِلتَّسْلِيَةِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرْوِيحِ خَاطِرِهِ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ لَا تُؤَثِّرُ فِيهِمْ كُلُّ آيَةٍ ، وَلَا يَرْجِعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَإِنْ جَاءَهُمْ بِكُلِّ بُرْهَانٍ فَضْلًا عَنْ بُرْهَانٍ وَاحِدٍ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ لَمْ يَتْرُكُوا اتِّبَاعَ الْحَقِّ لِدَلِيلٍ عِنْدَهُمْ أَوْ لِشُبْهَةٍ طَرَأَتْ عَلَيْهِمْ ، حَتَّى يُوَازِنُوا بَيْنَ مَا عِنْدَهُمْ وَمَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُقْلِعُوا عَنْ غِوَايَتِهِمْ عِنْدَ وُضُوحِ الْحَقِّ ، بَلْ كَانَ تَرْكُهُمْ لِلْحَقِّ تَمَرُّدًا وَعِنَادًا مَعَ عِلْمِهِمْ بِأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ ، وَمَنْ كَانَ هَكَذَا فَهُوَ لَا يَنْتَفِعُ بِالْبُرْهَانِ أَبَدًا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ هَذَا الْإِخْبَارُ مُمْكِنٌ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى النَّهْيِ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَيْ لَا تَتَّبِعْ يَا
مُحَمَّدُ قِبْلَتَهُمْ وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ عَلَى ظَاهِرِهِ دَفْعًا لِأَطْمَاعِ
أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَقَطْعًا لِمَا يَرْجُونَهُ مِنْ رُجُوعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ فِيهِ إِخْبَارٌ بِأَنَّ
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مَعَ حِرْصِهِمْ عَلَى مُبَايَعَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا عِنْدَهُمْ مُخْتَلِفُونَ فِي دِينِهِمْ حَتَّى فِي هَذَا الْحُكْمِ الْخَاصِّ الَّذِي قَصَّهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَى رَسُولِهِ ، فَإِنَّ بَعْضَهُمْ لَا يُتَابِعُ الْآخَرَ فِي اسْتِقْبَالِ قِبْلَتِهِ .
قَالَ فِي الْكَشَّافِ : وَذَلِكَ أَنَّ
الْيَهُودَ تَسْتَقْبِلُ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ ،
وَالنَّصَارَى تَسْتَقْبِلُ مَطْلَعَ الشَّمْسِ . انْتَهَى .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، فِيهِ مِنَ التَّهْدِيدِ الْعَظِيمِ وَالزَّجْرِ الْبَلِيغِ مَا تَقْشَعِرُّ لَهُ الْجُلُودُ وَتَرْجُفُ مِنْهُ الْأَفْئِدَةُ ، وَإِذَا كَانَ الْمَيْلُ إِلَى أَهْوِيَةِ الْمُخَالِفِينَ لِهَذِهِ الشَّرِيعَةِ الْغَرَّاءِ وَالْمِلَّةِ الشَّرِيفَةِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي هُوَ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يُوجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ وَحَاشَاهُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، فَمَا ظَنُّكَ بِغَيْرِهِ مِنْ أُمَّتِهِ ، وَقَدْ صَانَ اللَّهُ هَذِهِ الْفِرْقَةَ الْإِسْلَامِيَّةَ بَعْدَ ثُبُوتِ قَدَمِ الْإِسْلَامِ وَارْتِفَاعِ مَنَارِهِ عَنْ أَنْ يَمِيلُوا إِلَى شَيْءٍ مِنْ هَوَى
أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَلَمْ تَبْقَ إِلَّا دَسِيسَةٌ شَيْطَانِيَّةٌ وَوَسِيلَةٌ طَاغُوتِيَّةٌ ، وَهِيَ مَيْلُ بَعْضِ مَنْ تَحَمَّلَ حُجَجَ اللَّهِ إِلَى هَوَى بَعْضِ طَوَائِفِ الْمُبْتَدِعَةِ ، لِمَا يَرْجُوهُ مِنَ الْحُطَامِ الْعَاجِلِ مِنْ أَيْدِيهِمْ أَوِ الْجَاهِ لَدَيْهِمْ إِنْ كَانَ لَهُمْ فِي النَّاسِ دَوْلَةٌ ، أَوْ كَانُوا مِنْ ذَوِي الصَّوْلَةِ ، وَهَذَا الْمَيْلُ لَيْسَ بِدُونِ ذَلِكَ الْمَيْلِ ، بَلِ اتِّبَاعُ أَهْوِيَةِ الْمُبْتَدِعَةِ تُشْبِهُ اتِّبَاعَ أَهْوِيَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ ، كَمَا يُشْبِهُ الْمَاءُ الْمَاءَ ، وَالْبَيْضَةُ الْبَيْضَةَ ، وَالتَّمْرَةُ التَّمْرَةَ ، وَقَدْ تَكُونُ مَفْسَدَةُ اتِّبَاعِ أَهْوِيَةِ الْمُبْتَدِعَةِ أَشَدَّ عَلَى هَذِهِ الْمِلَّةِ مِنْ مَفْسَدَةِ اتِّبَاعِ أَهْوِيَةِ أَهْلِ الْمِلَلِ ، فَإِنَّ الْمُبْتَدِعَةَ يَنْتَمُونَ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَيُظْهِرُونَ لِلنَّاسِ أَنَّهُمْ يَنْصُرُونَ الدِّينَ وَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ، وَهُمْ عَلَى الْعَكْسِ مِنْ ذَلِكَ وَالضِّدِّ لِمَا هُنَالِكَ ، فَلَا يَزَالُونَ يَنْقُلُونَ مَنْ يَمِيلُ إِلَى أَهَوِيَتِهِمْ مِنْ بِدْعَةٍ إِلَى بِدْعَةٍ وَيَدْفَعُونَهُ مِنْ شُنْعَةٍ إِلَى شُنْعَةٍ ، حَتَّى يَسْلَخُوهُ مِنَ الدِّينِ وَيُخْرِجُوهُ مِنْهُ ، وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ مِنْهُ فِي الصَّمِيمِ ، وَأَنَّ الصِّرَاطَ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ، هَذَا إِنْ كَانَ فِي عِدَادِ الْمُقَصِّرِينَ ، وَمِنْ جُمْلَةِ الْجَاهِلِينَ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفَهْمِ الْمُمَيِّزِينَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ كَانَ فِي اتِّبَاعِهِ لِأَهْوِيَتِهِمْ مِمَّنْ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى قَلْبِهِ ، وَصَارَ نِقْمَةً عَلَى عِبَادِ اللَّهِ وَمُصِيبَةً صَبَّهَا اللَّهُ عَلَى الْمُقَصِّرِينَ ، لِأَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ فِي عِلْمِهِ وَفَهْمِهِ لَا يَمِيلُ إِلَّا إِلَى الْحَقِّ ، وَلَا يَتَّبِعُ إِلَّا الصَّوَابَ ، فَيَضِلُّونَ بِضَلَالِهِ ، فَيَكُونُ عَلَيْهِ إِثْمُهُ وَإِثْمُ مَنِ اقْتَدَى بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، نَسْأَلُ اللَّهَ اللُّطْفَ وَالسَّلَامَةَ وَالْهِدَايَةَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ قِيلَ : الضَّمِيرُ
لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَيْ يَعْرِفُونَ نُبُوَّتَهُ .
رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ
مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ وَطَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَقِيلَ : يَعْرِفُونَ تَحْوِيلَ الْقِبْلَةِ عَنْ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَى
الْكَعْبَةِ بِالطَّرِيقِ الَّتِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهَا ، وَبِهِ قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ ، وَرَجَّحَ صَاحِبُ الْكَشَّافِ الْأَوَّلَ .
وَعِنْدِي أَنَّ الرَّاجِحَ الْآخَرُ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ السِّيَاقُ الَّذِي سِيقَتْ لَهُ هَذِهِ الْآيَاتُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ هُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ : نُبُوَّةُ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعِنْدَ أَهْلِ الْقَوْلِ الثَّانِي اسْتِقْبَالُ
الْكَعْبَةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=147الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهِ الْحَقَّ الْأَوَّلَ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ بِهِ جِنْسُ الْحَقِّ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَوْ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=147مِنْ رَبِّكَ أَيِ الْحَقُّ هُوَ الَّذِي مِنْ رَبِّكَ لَا مِنْ غَيْرِهِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ " الْحَقَّ " بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ بَدَلٌ مِنَ الْأَوَّلِ أَوْ مَنْصُوبٌ عَلَى الْإِغْرَاءِ أَيِ الْزَمِ الْحَقَّ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=147فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ خِطَابٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالِامْتِرَاءُ : الشَّكُّ ، نَهَاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنِ الشَّكِّ فِي كَوْنِهِ الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِ ، أَوْ فِي كَوْنِ كِتْمَانِهِمُ الْحَقَّ مَعَ عِلْمِهِمْ ، وَعَلَى الْأَوَّلِ هُوَ تَعْرِيضٌ لِلْأُمَّةِ ، أَيْ لَا يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِهِ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ، لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَشُكُّ فِي كَوْنِ ذَلِكَ هُوَ الْحَقَّ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابْنُ مَاجَهْ عَنِ
الْبَرَاءِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019483صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا ، وَصُرِفَتِ الْقِبْلَةُ إِلَى الْكَعْبَةِ بَعْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِشَهْرَيْنِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَكْثَرَ تَقْلِيبَ وَجْهِهِ فِي السَّمَاءِ ، وَعَلِمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِ نَبِيِّهِ أَنَّهُ يَهْوَى الْكَعْبَةَ فَصَعِدَ جِبْرِيلُ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ وَهُوَ يَصْعَدُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ يَنْظُرُ مَا يَأْتِيهِ بِهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ الْآيَةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا جِبْرِيلُ كَيْفَ حَالُنَا فِي صَلَاتِنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ .
وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ
مُعَاذٍ مُخْتَصَرًا لَكِنَّهُ قَالَ : سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا قَالَ : قِبْلَةَ
إِبْرَاهِيمَ نَحْوَ الْمِيزَابِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو دَاوُدَ فِي نَاسِخِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
الْبَرَاءِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=149فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ : قِبَلَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ
عَلِيٍّ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو دَاوُدَ فِي نَاسِخِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=150شَطْرَهُ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ عَنْ
مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=149شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ تِلْقَاءَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْبَيْتُ كُلُّهُ قِبْلَةٌ وَقِبْلَةُ الْبَيْتِ الْبَابُ .
وَأَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْهُ مَرْفُوعًا قَالَ :
[ ص: 102 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=1019484الْبَيْتُ قِبْلَةٌ لِأَهْلِ الْمَسْجِدِ وَالْمَسْجِدُ قِبْلَةٌ لِأَهْلِ الْحَرَمِ وَالْحَرَمُ قِبْلَةٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ فِي مَشَارِقِهَا وَمَغَارِبِهَا مِنْ أُمَّتِي وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ قَالَ : أُنْزِلَ ذَلِكَ فِي
الْيَهُودِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ قَالَ : يَعْنِي بِذَلِكَ الْقِبْلَةَ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو دَاوُدَ فِي نَاسِخِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ يَقُولُ : مَا
الْيَهُودُ بِتَابِعِي قِبْلَةَ
النَّصَارَى ، وَلَا
النَّصَارَى بِتَابِعِي قِبْلَةَ
الْيَهُودِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ قَالَ :
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146يَعْرِفُونَهُ قَالَ : يَعْرِفُونَ رَسُولَ اللَّهِ فِي كِتَابِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146يَعْرِفُونَهُ أَيْ يَعْرِفُونَ أَنَّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ هُوَ الْقِبْلَةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
الرَّبِيعِ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ قَالَ : يَكْتُمُونَ
مُحَمَّدًا وَهُمْ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو دَاوُدَ فِي نَاسِخِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ : قَالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=147الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ يَقُولُ : لَا تَكُونُنَّ فِي شَكٍّ يَا
مُحَمَّدُ أَنَّ
الْكَعْبَةَ هِيَ قِبْلَتُكَ ، وَكَانَتْ قِبْلَةَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ .