تفسير سورة ص
وهي مكية : قال
القرطبي : في قول الجميع . وأخرج
ابن الضريس والنحاس ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : نزلت سورة " ص "
بمكة وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وأحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وصححه ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والحاكم وصححه ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021280لما مرض أبو طالب دخل عليه رهط من قريش فيهم أبو جهل ، فقال : إن ابن أخيك يشتم آلهتنا ويفعل ويفعل ويقول ويقول ، فلو بعثت إليه فنهيته ، فبعث إليه ، فجاء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فدخل البيت ، وبينهم وبين أبي طالب قدر مجلس رجل ، فخشي أبو جهل أن يجلس إلى أبي طالب ويكون أرقى عليه ، فوثب فجلس في ذلك المجلس ، فلم يجد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مجلسا قرب عمه ، فجلس عند الباب ، فقال له أبو طالب أي ابن أخي ما بال قومك يشكونك ؟ يزعمون أنك تشتم آلهتهم ، وتقول وتقول ، قال : وأكثروا عليه من القول ، وتكلم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : يا عم إني أريدهم على كلمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها العجم الجزية ، ففزعوا لكلمته ولقوله ، فقال القوم : كلمة واحدة نعم وأبيك عشرا ، قالوا فما هي ؟ قال : لا إله إلا الله ، فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم ، وهم يقولون : nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=5أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب [ ص : 5 ] فنزل فيهم nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1ص والقرآن ذي الذكر إلى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8بل لما يذوقوا عذاب [ ص : 1 - 8 ] .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=32297_29009_29568ص والقرآن ذي الذكر ( 1 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=2بل الذين كفروا في عزة وشقاق ( 2 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=4وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب ( 4 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=5أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ( 5 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ( 6 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=7ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق ( 7 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8أؤنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب ( 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=9أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب ( 9 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=10أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب ( 10 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=11جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب ( 11 )
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1ص قرأ الجمهور بسكون الدال كسائر حروف التهجي في أوائل السور فإنها ساكنة الأواخر على الوقف .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ،
والحسن ،
وابن أبي إسحاق ونصر بن عاصم nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة وأبو السماك بكسر الدال من غير تنوين ، ووجه الكسر أنه لالتقاء الساكنين ، وقيل : وجه الكسر أنه من صادى يصادي إذا عارض والمعنى صاد القرآن بعملك أي : عارضه بعملك وقابله فاعمل به ، وهذا حكاه
النحاس عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري وقال : إنه فسر قراءته هذه بهذا ، وعنه أن المعنى : اتله وتعرض لقراءته .
وقرأ
عيسى بن عمر : " صاد " بفتح الدال ، والفتح لالتقاء الساكنين ، وقيل : نصب على الإغراء .
وقيل : معناه : صاد
محمد قلوب الخلق واستمالها حتى آمنوا به ، ورويت هذه القراءة عن
أبي عمرو ، وروي عن
ابن أبي إسحاق أيضا أنه قرأ " صاد " بالكسر والتنوين تشبيها لهذا الحرف بما هو غير متمكن من الأصوات .
وقرأ
هارون الأعور ،
وابن السميفع " صاد " بالضم من غير تنوين على البناء نحو : منذ وحيث .
وقد اختلف في معنى " صاد " فقال
الضحاك : معناه صدق الله . وقال
عطاء : صدق
محمد . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : هو بحر يحيي الله به الموتى بين النفختين . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب : هو مفتاح اسم الله . وقال
قتادة : هو اسم من أسماء الله . وروي عنه أنه قال : هو اسم من أسماء الرحمن . وقال
مجاهد : هو فاتحة السورة . وقيل : هو مما استأثر الله بعلمه ، وهذا هو الحق كما قدمنا في فاتحة سورة البقرة .
قيل : وهو إما اسم للحروف مسرودا على نمط التعبد ، أو اسم للسورة ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أو منصوب بإضمار اذكر أو اقرأ ، والواو في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1والقرآن ذي الذكر هي واو القسم ، والإقسام بالقرآن فيه تنبيه على شرف قدره وعلو محله ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1ذي الذكر أنه مشتمل على الذكر الذي فيه بيان كل شيء .
قال
مقاتل : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1ذي الذكر ذي البيان .
وقال
الضحاك : ذي الشرف كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم [ الأنبياء : 10 ]
[ ص: 1256 ] أي : شرفكم ، وقيل : أي : ذي الموعظة .
واختلف في جواب هذا القسم ما هو ؟ فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي والكوفيون غير
الفراء : إنه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64إن ذلك لحق [ ص : 64 ] وقال
الفراء : لا نجده مستقيما لتأخره جدا عن قوله : والقرآن ورجح هو
وثعلب أن الجواب قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3كم أهلكنا وقال
الأخفش : الجواب هو
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=14إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب [ ص : 14 ] وقيل : هو " صاد " ، لأن معناه حق ، فهو جواب لقوله والقرآن كما تقول حقا والله ، وجب والله .
ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري وروي أيضا عن ثعلب
nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء ، وهو مبني على أن جواب القسم يجوز تقدمه وهو ضعيف .
وقيل : الجواب محذوف ، والتقدير : والقرآن ذي الذكر لتبعثن ونحو ذلك .
وقال
ابن عطية تقديره ما الأمر كما يزعم الكفار ، والقول بالحذف أولى .
وقيل : إن قوله ص مقسم به ، وعلى هذا القول تكون الواو في والقرآن للعطف عليه ، ولما كان الإقسام بالقرآن دالا على صدقه ، وأنه حق ، وأنه ليس بمحل للريب .
قال - سبحانه - :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=2بل الذين كفروا في عزة وشقاق فأضرب عن ذلك وكأنه قال : لا ريب فيه قطعا ، ولم يكن عدم قبول المشركين له لريب فيه .
بل هم في عزة عن قبول الحق أي : تكبر وتجبر .
وشقاق أي : وامتناع عن قبول الحق ، والعزة عند العرب : الغلبة والقهر ، يقال : من عز بز أي : من غلب سلب ، ومنه و
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=23وعزني في الخطاب [ ص : 23 ] أي : غلبني ، ومنه قول الشاعر :
يعز على الطريق بمنكبيه كما ابترك الخليع على القداح
والشقاق : مأخوذ من الشق وقد تقدم بيانه .
ثم خوفهم - سبحانه - وهددهم بما فعله بمن قبلهم من الكفار فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3كم أهلكنا من قبلهم من قرن يعني الأمم الخالية المهلكة بتكذيب الرسل أي : كم أهلكنا من الأمم الخالية الذين كانوا أمنع من هؤلاء وأشد قوة وأكثر أموالا ، و " كم " هي الخبرية الدالة على التكثير ، وهي في محل نصب بـ " أهلكنا " على أنها مفعول به ، و " من قرن " تمييز ، و " من " في
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3من قبلهم هي لابتداء الغاية
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3فنادوا ولات حين مناص النداء هنا : هو نداء الاستغاثة منهم عند نزول العذاب بهم ، وليس الحين حين مناص .
قال
الحسن : نادوا بالتوبة وليس حين التوبة ولا حين ينفع العمل .
والمناص مصدر ناص ينوص ، وهو الفوت والتأخر ، ولات بمعنى ليس بلغة أهل اليمن .
وقال النحويون : هي لا التي بمعنى ليس زيدت عليها التاء كما في قولهم : رب وربت ، وثم وثمت قال
الفراء : النوص التأخر ، وأنشد قول امرئ القيس :
أمن ذكر ليلى إذ نأتك تنوص
قال : يقال : ناص عن قرنه ينوص نوصا أي : فر وزاغ .
قال
الفراء : ويقال : ناص ينوص : إذا تقدم .
وقيل : المعنى : أنه قال بعضهم لبعض : مناص ، أي : عليكم بالفرار والهزيمة ، فلما أتاهم العذاب قالوا : مناص ، فقال الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3ولات حين مناص قال سيبويه : لات مشبهة بليس ، والاسم فيها مضمر أي : ليس حيننا حين مناص .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : التقدير وليس أواننا .
قال
ابن كيسان : والقول كما قال سيبويه ، والوقف عليها عند
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي بالهاء ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد والأخفش .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء والخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه والأخفش : والتاء تكتب منقطعة عن " حين " ، وكذلك هي في المصاحف .
وقال
أبو عبيد : تكتب متصلة بـ " حين " ، فيقال : " ولا تحين " ومنه قول
أبي وجزة السعدي :
العاطفون تحين ما من عاطف والمطعمون زمان ما من مطعم
وقد يستغنى بحين عن المضاف إليه كما قال الشاعر :
تذكر حب ليلى لات حينا وأمسى الشيب قد قطع القرينا
قال
أبو عبيد : لم نجد العرب تزيد هذه التاء إلا في حين وأوان والآن .
قلت : بل قد يزيدونها في غير ذلك كما في قول الشاعر :
فلتعرفن خلائقا مشمولة ولتندمن ولات ساعة مندم
وقد أنشد
الفراء هذا البيت مستدلا به على أن من العرب من يخفض بها ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3ولات حين مناص في محل نصب على الحال من ضمير نادوا .
قرأ الجمهور لات بفتح التاء ، وقرئ " لات " بالكسر كجير .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29009_29283وعجبوا أن جاءهم منذر منهم أي : عجب الكفار الذين وصفهم الله - سبحانه - بأنهم في عزة وشقاق أن جاءهم منذر منهم أي : رسول من أنفسهم ينذرهم بالعذاب إن استمروا على الكفر ، و " أن " وما في حيزها في محل نصب بنزع الخافض أي : من أن جاءهم ، وهو كلام مستأنف مشتمل على ذكر نوع من أنواع كفرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=4وقال الكافرون هذا ساحر كذاب قالوا هذا القول لما شاهدوا ما جاء به من المعجزات الخارجة عن قدرة البشر أي : هذا المدعي للرسالة ساحر فيما يظهره من المعجزات كذاب فيما يدعيه من أن الله أرسله .
قيل : ووضع الظاهر موضع المضمر لإظهار الغضب عليهم وأن ما قالوه لا يتجاسر على مثله إلا المتوغلون في الكفر .
ثم أنكروا ما جاء به - صلى الله عليه وآله وسلم - من التوحيد وما نفاه من الشركاء لله فقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=5أجعل الآلهة إلها واحدا أي : صيرها إلها واحدا وقصرها على الله - سبحانه -
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=5إن هذا لشيء عجاب أي : لأمر بالغ في العجب إلى الغاية . قال
الجوهري : العجيب الأمر الذي يتعجب منه وكذلك العجاب بالضم والعجاب بالتشديد أكثر منه قرأ الجمهور عجاب مخففا . وقرأ
علي ،
والسلمي ،
وعيسى بن عمر ،
وابن مقسم بتشديد الجيم .
قال
مقاتل : عجاب يعني بالتخفيف لغة أزد شنوءة ، قيل : والعجاب بالتخفيف والتشديد يدلان على أنه قد تجاوز الحد في العجب ، كما يقال : الطويل الذي فيه طول ، والطوال الذي قد تجاوز حد الطول وكلام
الجوهري يفيد اختصاص المبالغة بعجاب مشدد الجيم لا بالمخفف ، وقد قدمنا في صدر هذه السورة سبب نزول هذه الآيات .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6وانطلق الملأ منهم المراد بالملأ : الأشراف كما هو مقرر في غير موضع من تفسير الكتاب العزيز أي : انطلقوا من مجلسهم الذي كانوا فيه عند
أبي طالب كما تقدم قائلين
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6أن امشوا أي : قائلين
[ ص: 1257 ] لبعضهم بعضا امضوا على ما كنتم عليه ولا تدخلوا في دينه
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6واصبروا على آلهتكم أي : اثبتوا على عبادتها ، وقيل : المعنى : وانطلق الأشراف منهم فقالوا للعوام امشوا واصبروا على آلهتكم ، و ( أن ) في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6أن امشوا هي المفسرة للقول المقدر ، أو لقوله وانطلق لأنه مضمن معنى القول ، ويجوز أن تكون مصدرية معمولة للمقدر أو للمذكور أي : بأن امشوا .
وقيل : المراد بالانطلاق : الاندفاع في القول ، وامشوا من مشت المرأة إذا كثرت ولادتها أي : اجتمعوا وأكثروا ، وهو بعيد جدا ، وخلاف ما يدل عليه الانطلاق والمشي بحقيقتهما ، وخلاف ما تقدم في سبب النزول ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6إن هذا لشيء يراد تعليل لما تقدمه من الأمر بالصبر أي : يريده
محمد بنا وبآلهتنا ، ويود تمامه ليعلو علينا ، وتكون له أتباعا فيتحكم فينا بما يريد ، فيكون هذا الكلام خارجا مخرج التحذير منه والتنفير عنه .
وقيل : المعنى : إن هذا الأمر يريده الله - سبحانه - ، وما أراده فهو كائن لا محالة ، فاصبروا على عبادة آلهتكم .
وقيل : المعنى : إن دينكم لشيء يراد أي : يطلب ليؤخذ منكم وتغلبوا عليه ، والأول أولى .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=7ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة أي : ما سمعنا بهذا الذي يقوله
محمد من التوحيد في الملة الآخرة .
وهي ملة النصرانية فإنها آخر الملل قبل ملة الإسلام ، كذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي ،
وقتادة ومقاتل والكلبي والسدي .
وقال
مجاهد : يعنون ملة
قريش ، وروي مثله عن
قتادة أيضا .
وقال
الحسن : المعنى ما سمعنا : أن هذا يكون آخر الزمان .
وقيل : المعنى : ما سمعنا من
اليهود والنصارى أن
محمدا رسول
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=7إن هذا إلا اختلاق أي : ما هذا إلا كذب اختلقه
محمد وافتراه .
ثم استنكروا أن يخص الله رسوله بمزية النبوة دونهم فقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8أؤنزل عليه الذكر من بيننا والاستفهام للإنكار أي : كيف يكون ذلك ونحن الرؤساء والأشراف .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : قالوا كيف أنزل على
محمد القرآن من بيننا ونحن أكبر سنا وأعظم شرفا منه ، وهذا مثل قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=31لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم [ الزخرف : 31 ] فأنكروا أن يتفضل الله - سبحانه - على من يشاء من عباده بما شاء .
ولما ذكر استنكارهم لنزول القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - دونهم بين السبب الذي لأجله تركوا تصديق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيما جاء به ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8بل هم في شك من ذكري أي : من القرآن أو الوحي لإعراضهم عن النظر الموجب لتصديقه وإهمالهم للأدلة الدالة على أنه حق منزل من عند الله
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8بل لما يذوقوا عذاب أي : بل السبب أنهم لم يذوقوا عذابي فاغتروا بطول المهلة ، ولو ذاقوا عذابي على ما هم عليه من الشرك والشك لصدقوا ما جئت به من القرآن ولم يشكوا فيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=9أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب أي : مفاتيح نعم ربك وهي النبوة وما هو دونها من النعم حتى يعطوها من شاءوا ، فما لهم ولإنكار ما تفضل الله به على هذا النبي واختاره له واصطفاه لرسالته .
والمعنى : بل أعندهم ، لأن أم هي المنقطعة المقدرة ببل والهمزة . والعزيز الغالب القاهر . والوهاب : المعطي بغير حساب .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=10أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما أي : بل ألهم ملك هذه الأشياء حتى يعطوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا ، ويعترضوا على
إعطاء الله - سبحانه - ما شاء لمن شاء ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=10فليرتقوا في الأسباب جواب شرط محذوف أي : إن كان لهم ذلك فليصعدوا في الأسباب التي توصلهم إلى السماء وإلى العرش حتى يحكموا بما يريدون من
عطاء ومنع ويدبروا أمر العالم بما يشتهون ، أو فليصعدوا ، وليمنعوا الملائكة من نزولهم بالوحي على
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - .
والأسباب : أبواب السماوات التي تنزل الملائكة منها .
قاله
مجاهد ،
وقتادة ، ومنه قول
زهير :
ولو رام أسباب السماء بسلم
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس : الأسباب أدق من الشعر ، وأشد من الحديد ولكن لا ترى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=10في الأسباب في الفضل والدين . وقيل : فليعملوا في أسباب القوة إن ظنوا أنها مانعة وهو قول
أبي عبيدة . وقيل : الأسباب الحبال : يعني إن وجدوا حبالا يصعدون فيها إلى السماء فعلوا ، والأسباب عند أهل اللغة كل شيء يتوصل به إلى المطلوب كائنا ما كان . وفي هذا الكلام تهكم بهم وتعجيز لهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=11جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب هذا وعد من الله - سبحانه - لنبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - بالنصر عليهم والظفر بهم ، و ( جند ) مرتفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي : هم جند ، يعني الكفار ( مهزوم ) مكسور عما قريب ، فلا تبال بهم ولا تظن أنهم يصلون إلى شيء مما يضمرونه بك من الكيد ، و ( ما ) في قوله : ما هنالك هي صفة ل ( جند ) لإفادة التعظيم والتحقير أي : جند أي جند .
وقيل : هي زائدة ، يقال : هزمت الجيش كسرته ، وتهزمت القرية : إذا تكسرت ، وهذا الكلام متصل بما تقدم ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=2بل الذين كفروا في عزة وشقاق وهم جند من الأحزاب مهزومون ، فلا تحزن لعزتهم وشقاقهم ، فإني أسلب عزهم وأهزم جمعهم ، وقد وقع ذلك ولله الحمد في بدر وفيما بعده من مواطن الله .
وقد أخرج عبد بن حميد عن أبي صالح قال : سئل جابر بن عبد الله
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس عن
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1ص فقال : لا ندري ما هو . وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : ص
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1والقرآن ذي الذكر قال : ذي الشرف .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي ،
وعبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906والفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
والحاكم وصححه عن
التميمي قال : سألت
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن قول الله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3فنادوا ولات حين مناص قال : ليس بحين نزو ولا فرار .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم من طريق
عكرمة عنه في الآية قال : نادوا النداء حين ينفعهم ، وأنشد :
تذكرت ليلى لات حين تذكر وقد بنت منها والمناص بعيد
وأخرج عنه أيضا في الآية قال : ليس هذا حين زوال .
وأخرج
ابن المنذر من طريق
عطية عنه أيضا قال : لا حين فرار .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في
[ ص: 1258 ] قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6وانطلق الملأ منهم الآية قال : نزلت حين انطلق أشراف
قريش إلى
أبي طالب فكلموه في النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .
وأخرج
ابن مردويه عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6وانطلق الملأ منهم قال : أبو جهل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=7ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة قال : النصرانية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=10فليرتقوا في الأسباب قال : في السماء .
تَفْسِيرُ سُورَةِ ص
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ : قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ وَالنَّحَّاسُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَزَلَتْ سُورَةُ " ص "
بِمَكَّةَ وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021280لَمَّا مَرِضَ أَبُو طَالِبٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ ، فَقَالَ : إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يَشْتُمُ آلِهَتَنَا وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ وَيَقُولُ وَيَقُولُ ، فَلَوْ بَعَثْتَ إِلَيْهِ فَنَهَيْتَهُ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ ، فَجَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَدَخَلَ الْبَيْتَ ، وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَبِي طَالِبٍ قَدْرُ مَجْلِسِ رَجُلٍ ، فَخَشِيَ أَبُو جَهْلٍ أَنْ يَجْلِسَ إِلَى أَبِي طَالِبٍ وَيَكُونُ أَرْقَى عَلَيْهِ ، فَوَثَبَ فَجَلَسَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ ، فَلَمْ يَجِدْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مَجْلِسًا قُرْبَ عَمِّهِ ، فَجَلَسَ عِنْدَ الْبَابِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ أَيِ ابْنَ أَخِي مَا بَالُ قَوْمِكِ يَشْكُونَكَ ؟ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَشْتُمُ آلِهَتَهُمْ ، وَتَقُولُ وَتَقُولُ ، قَالَ : وَأَكْثَرُوا عَلَيْهِ مِنَ الْقَوْلِ ، وَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : يَا عَمِّ إِنِّي أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يَقُولُونَهَا تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ وَتُؤَدِّي إِلَيْهِمْ بِهَا الْعَجَمُ الْجِزْيَةَ ، فَفَزِعُوا لِكَلِمَتِهِ وَلِقَوْلِهِ ، فَقَالَ الْقَوْمُ : كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ نَعَمْ وَأَبِيكَ عَشْرًا ، قَالُوا فَمَا هِيَ ؟ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَقَامُوا فَزِعِينَ يَنْفُضُونَ ثِيَابَهُمْ ، وَهُمْ يَقُولُونَ : nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=5أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [ ص : 5 ] فَنَزَلَ فِيهِمْ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ إِلَى قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ [ ص : 1 - 8 ] .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=32297_29009_29568ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ( 1 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=2بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ( 2 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=4وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ( 4 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=5أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ( 5 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ( 6 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=7مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ( 7 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ( 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=9أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ( 9 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=10أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ( 10 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=11جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ ( 11 )
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1ص قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِسُكُونِ الدَّالِ كَسَائِرِ حُرُوفِ التَّهَجِّي فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ فَإِنَّهَا سَاكِنَةُ الْأَوَاخِرِ عَلَى الْوَقْفِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَنَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ وَأَبُو السِّمَاكِ بِكَسْرِ الدَّالِ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ ، وَوَجْهُ الْكَسْرِ أَنَّهُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ ، وَقِيلَ : وَجْهُ الْكَسْرِ أَنَّهُ مِنْ صَادَى يُصَادِي إِذَا عَارَضَ وَالْمَعْنَى صَادِ الْقُرْآنَ بِعَمَلِكَ أَيْ : عَارِضْهُ بِعَمَلِكَ وَقَابِلْهُ فَاعْمَلْ بِهِ ، وَهَذَا حَكَاهُ
النَّحَّاسُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَقَالَ : إِنَّهُ فَسَّرَ قِرَاءَتَهُ هَذِهِ بِهَذَا ، وَعَنْهُ أَنَّ الْمَعْنَى : اتْلُهُ وَتَعَرَّضْ لِقِرَاءَتِهِ .
وَقَرَأَ
عِيسَى بْنُ عُمَرَ : " صَادَ " بِفَتْحِ الدَّالِ ، وَالْفَتْحُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ ، وَقِيلَ : نُصِبَ عَلَى الْإِغْرَاءِ .
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : صَادَ
مُحَمَّدٌ قُلُوبَ الْخَلْقِ وَاسْتَمَالَهَا حَتَّى آمَنُوا بِهِ ، وَرُوِيَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو ، وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ أَبِي إِسْحَاقَ أَيْضًا أَنَّهُ قَرَأَ " صَادِ " بِالْكَسْرِ وَالتَّنْوِينِ تَشْبِيهًا لِهَذَا الْحَرْفِ بِمَا هُوَ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ مِنَ الْأَصْوَاتِ .
وَقَرَأَ
هَارُونُ الْأَعْوَرُ ،
وَابْنُ السَّمَيْفَعِ " صَادُ " بِالضَّمِّ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ عَلَى الْبِنَاءِ نَحْوُ : مُنْذُ وَحَيْثُ .
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي مَعْنَى " صَادْ " فَقَالَ
الضَّحَّاكُ : مَعْنَاهُ صَدَقَ اللَّهُ . وَقَالَ
عَطَاءٌ : صَدَقَ
مُحَمَّدٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : هُوَ بَحْرٌ يُحْيِي اللَّهُ بِهِ الْمَوْتَى بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ : هُوَ مِفْتَاحُ اسْمِ اللَّهِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ . وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الرَّحْمَنِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : هُوَ فَاتِحَةُ السُّورَةِ . وَقِيلَ : هُوَ مِمَّا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِعِلْمِهِ ، وَهَذَا هُوَ الْحَقُّ كَمَا قَدَّمْنَا فِي فَاتِحَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ .
قِيلَ : وَهُوَ إِمَّا اسْمٌ لِلْحُرُوفِ مَسْرُودًا عَلَى نَمَطِ التَّعَبُّدِ ، أَوِ اسْمٌ لِلسُّورَةِ ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَوْ مَنْصُوبٌ بِإِضْمَارِ اذْكُرْ أَوِ اقْرَأْ ، وَالْوَاوُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ هِيَ وَاوُ الْقَسَمِ ، وَالْإِقْسَامُ بِالْقُرْآنِ فِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى شَرَفِ قَدْرِهِ وَعُلُوِّ مَحَلِّهِ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1ذِي الذِّكْرِ أَنَّهُ مُشْتَمِلٌ عَلَى الذِّكْرِ الَّذِي فِيهِ بَيَانُ كُلِّ شَيْءٍ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1ذِي الذِّكْرِ ذِي الْبَيَانِ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : ذِي الشَّرَفِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ [ الْأَنْبِيَاءِ : 10 ]
[ ص: 1256 ] أَيْ : شَرَفُكُمْ ، وَقِيلَ : أَيْ : ذِي الْمَوْعِظَةِ .
وَاخْتُلِفَ فِي جَوَابِ هَذَا الْقِسْمِ مَا هُوَ ؟ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَالْكُوفِيُّونَ غَيْرَ
الْفَرَّاءِ : إِنَّهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ [ ص : 64 ] وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : لَا نَجِدُهُ مُسْتَقِيمًا لِتَأَخُّرِهِ جِدًّا عَنْ قَوْلِهِ : وَالْقُرْآنِ وَرَجَّحَ هُوَ
وَثَعْلَبٌ أَنَّ الْجَوَابَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3كَمْ أَهْلَكْنَا وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : الْجَوَابُ هُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=14إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ [ ص : 14 ] وَقِيلَ : هُوَ " صَادْ " ، لِأَنَّ مَعْنَاهُ حَقٌّ ، فَهُوَ جَوَابٌ لِقَوْلِهِ وَالْقُرْآنِ كَمَا تَقُولُ حَقًّا وَاللَّهِ ، وَجَبَ وَاللَّهِ .
ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ ثَعْلَبٍ
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءِ ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ جَوَابَ الْقَسَمِ يَجُوزُ تَقَدُّمُهُ وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَقِيلَ : الْجَوَابُ مَحْذُوفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ لَتُبْعَثُنَّ وَنَحْوُ ذَلِكَ .
وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ تَقْدِيرُهُ مَا الْأَمْرُ كَمَا يَزْعُمُ الْكُفَّارُ ، وَالْقَوْلُ بِالْحَذْفِ أَوْلَى .
وَقِيلَ : إِنَّ قَوْلَهُ ص مُقْسَمٌ بِهِ ، وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ تَكُونُ الْوَاوُ فِي وَالْقُرْآنِ لِلْعَطْفِ عَلَيْهِ ، وَلَمَّا كَانَ الْإِقْسَامُ بِالْقُرْآنِ دَالًّا عَلَى صِدْقِهِ ، وَأَنَّهُ حَقٌّ ، وَأَنَّهُ لَيْسَ بِمَحَلٍّ لِلرَّيْبِ .
قَالَ - سُبْحَانَهُ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=2بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ فَأَضْرَبَ عَنْ ذَلِكَ وَكَأَنَّهُ قَالَ : لَا رَيْبَ فِيهِ قَطْعًا ، وَلَمْ يَكُنْ عَدَمُ قَبُولِ الْمُشْرِكِينَ لَهُ لِرَيْبٍ فِيهِ .
بَلْ هُمْ فِي عِزَّةٍ عَنْ قَبُولِ الْحَقِّ أَيْ : تَكَبُّرٍ وَتَجَبُّرٍ .
وَشِقَاقٍ أَيْ : وَامْتِنَاعٍ عَنْ قَبُولِ الْحَقِّ ، وَالْعِزَّةُ عِنْدَ الْعَرَبِ : الْغَلَبَةُ وَالْقَهْرُ ، يُقَالُ : مَنْ عَزَّ بَزَّ أَيْ : مَنْ غَلَبَ سَلَبَ ، وَمِنْهُ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=23وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ [ ص : 23 ] أَيْ : غَلَبَنِي ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
يَعُزُّ عَلَى الطَّرِيقِ بِمَنْكِبَيْهِ كَمَا ابْتَرَكَ الْخَلِيعُ عَلَى الْقِدَاحِ
وَالشِّقَاقُ : مَأْخُوذٌ مِنَ الشِّقِّ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ .
ثُمَّ خَوَّفَهُمْ - سُبْحَانَهُ - وَهَدَّدَهُمْ بِمَا فَعَلَهُ بِمَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الْكُفَّارِ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ يَعْنِي الْأُمَمَ الْخَالِيَةَ الْمُهْلَكَةَ بِتَكْذِيبِ الرُّسُلِ أَيْ : كَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْأُمَمِ الْخَالِيَةِ الَّذِينَ كَانُوا أَمْنَعَ مِنْ هَؤُلَاءِ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا ، وَ " كَمْ " هِيَ الْخَبَرِيَّةُ الدَّالَّةُ عَلَى التَّكْثِيرِ ، وَهِيَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ بِـ " أَهْلَكْنَا " عَلَى أَنَّهَا مَفْعُولٌ بِهِ ، وَ " مِنْ قَرْنٍ " تَمْيِيزٌ ، وَ " مِنْ " فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3مِنْ قَبْلِهِمْ هِيَ لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ النِّدَاءُ هُنَا : هُوَ نِدَاءُ الِاسْتِغَاثَةِ مِنْهُمْ عِنْدَ نُزُولِ الْعَذَابِ بِهِمْ ، وَلَيْسَ الْحِينُ حِينَ مَنَاصٍ .
قَالَ
الْحَسَنُ : نَادَوْا بِالتَّوْبَةِ وَلَيْسَ حِينَ التَّوْبَةِ وَلَا حِينَ يَنْفَعُ الْعَمَلُ .
وَالْمَنَاصُ مَصْدَرُ نَاصَ يَنُوصُ ، وَهُوَ الْفَوْتُ وَالتَّأَخُّرُ ، وَلَاتَ بِمَعْنَى لَيْسَ بِلُغَةِ أَهْلِ الْيَمَنِ .
وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ : هِيَ لَا الَّتِي بِمَعْنَى لَيْسَ زِيدَتْ عَلَيْهَا التَّاءُ كَمَا فِي قَوْلِهِمْ : رُبَّ وَرُبَّتَ ، وَثَمَّ وَثَمَّتَ قَالَ
الْفَرَّاءُ : النَّوْصُ التَّأَخُّرُ ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ :
أَمِنْ ذِكْرِ لَيْلَى إِذْ نَأَتْكَ تَنُوصُ
قَالَ : يُقَالُ : نَاصَ عَنْ قَرْنِهِ يَنُوصُ نَوْصًا أَيْ : فَرَّ وَزَاغَ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَيُقَالُ : نَاصَ يَنُوصُ : إِذَا تَقَدَّمَ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : أَنَّهُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : مَنَاصٌ ، أَيْ : عَلَيْكُمْ بِالْفِرَارِ وَالْهَزِيمَةِ ، فَلَمَّا أَتَاهُمُ الْعَذَابُ قَالُوا : مَنَاصٌ ، فَقَالَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ قَالَ سِيبَوَيْهِ : لَاتَ مُشَبَّهَةٌ بِلَيَسَ ، وَالِاسْمُ فِيهَا مُضْمَرٌ أَيْ : لَيْسَ حِينُنَا حِينَ مَنَاصٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : التَّقْدِيرُ وَلَيْسَ أَوَانُنَا .
قَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : وَالْقَوْلُ كَمَا قَالَ سِيبَوَيْهِ ، وَالْوَقْفُ عَلَيْهَا عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ بِالْهَاءِ ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ وَالْأَخْفَشُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ وَالْخَلِيلُ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ وَالْأَخْفَشُ : وَالتَّاءُ تُكْتَبُ مُنْقَطِعَةً عَنْ " حِينَ " ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي الْمَصَاحِفِ .
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : تُكْتَبُ مُتَّصِلَةً بِـ " حِينَ " ، فَيُقَالُ : " وَلَا تَحِينُ " وَمِنْهُ قَوْلُ
أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ :
الْعَاطِفُونَ تَحِينَ مَا مِنْ عَاطِفٍ وَالْمُطْعِمُونَ زَمَانَ مَا مِنْ مُطْعِمِ
وَقَدْ يُسْتَغْنَى بِحِينَ عَنِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
تَذَكَّرَ حُبَّ لَيْلَى لَاتَ حِينًا وَأَمْسَى الشَّيْبُ قَدْ قَطَعَ الْقَرِينَا
قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : لَمْ نَجِدِ الْعَرَبَ تَزِيدُ هَذِهِ التَّاءَ إِلَّا فِي حِينَ وَأَوَانَ وَالْآنَ .
قُلْتُ : بَلْ قَدْ يَزِيدُونَهَا فِي غَيْرِ ذَلِكَ كَمَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ :
فَلَتَعْرِفُنَّ خَلَائِقًا مَشْمُولَةً وَلَتَنْدَمُنَّ وَلَاتَ سَاعَةِ مَنْدَمِ
وَقَدْ أَنْشَدَ
الْفَرَّاءُ هَذَا الْبَيْتَ مُسْتَدِلًّا بِهِ عَلَى أَنَّ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَخْفِضُ بِهَا ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ نَادَوْا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ لَاتَ بِفَتْحِ التَّاءِ ، وَقُرِئَ " لَاتِ " بِالْكَسْرِ كَجَيْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29009_29283وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ أَيْ : عَجِبَ الْكُفَّارُ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - بِأَنَّهُمْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ أَيْ : رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِهِمْ يُنْذِرُهُمْ بِالْعَذَابِ إِنِ اسْتَمَرُّوا عَلَى الْكُفْرِ ، وَ " أَنْ " وَمَا فِي حَيِّزِهَا فِي مَحَلِّ نَصْبٍ بِنَزْعِ الْخَافِضِ أَيْ : مِنْ أَنْ جَاءَهُمْ ، وَهُوَ كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ مُشْتَمِلٌ عَلَى ذِكْرِ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ كُفْرِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=4وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ قَالُوا هَذَا الْقَوْلَ لَمَّا شَاهَدُوا مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ الْخَارِجَةِ عَنْ قُدْرَةِ الْبَشَرِ أَيْ : هَذَا الْمُدَّعِي لِلرِّسَالَةِ سَاحِرٌ فِيمَا يُظْهِرُهُ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ كَذَّابٌ فِيمَا يَدَّعِيهِ مِنْ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ .
قِيلَ : وَوُضِعَ الظَّاهِرُ مَوْضِعَ الْمُضْمَرِ لِإِظْهَارِ الْغَضَبِ عَلَيْهِمْ وَأَنَّ مَا قَالُوهُ لَا يَتَجَاسَرُ عَلَى مِثْلِهِ إِلَّا الْمُتَوَغِّلُونَ فِي الْكُفْرِ .
ثُمَّ أَنْكَرُوا مَا جَاءَ بِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنَ التَّوْحِيدِ وَمَا نَفَاهُ مِنَ الشُّرَكَاءِ لِلَّهِ فَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=5أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا أَيْ : صَيَّرَهَا إِلَهًا وَاحِدًا وَقَصَرَهَا عَلَى اللَّهِ - سُبْحَانَهُ -
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=5إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ أَيْ : لَأَمْرٌ بَالِغٌ فِي الْعَجَبِ إِلَى الْغَايَةِ . قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : الْعَجِيبُ الْأَمْرُ الَّذِي يُتَعَجَّبُ مِنْهُ وَكَذَلِكَ الْعُجَابُ بِالضَّمِّ وَالْعُجَّابُ بِالتَّشْدِيدِ أَكْثَرُ مِنْهُ قَرَأَ الْجُمْهُورُ عُجَابٌ مُخَفَّفًا . وَقَرَأَ
عَلِيٌّ ،
وَالسُّلَمِيُّ ،
وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ ،
وَابْنُ مِقْسَمٍ بِتَشْدِيدِ الْجِيمِ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : عُجَابٌ يَعْنِي بِالتَّخْفِيفِ لُغَةُ أَزْدِ شَنُوءَةَ ، قِيلَ : وَالْعُجَابُ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ يَدُلَّانِ عَلَى أَنَّهُ قَدْ تَجَاوَزَ الْحَدَّ فِي الْعَجَبِ ، كَمَا يُقَالُ : الطَّوِيلُ الَّذِي فِيهِ طُولٌ ، وَالطِّوَالُ الَّذِي قَدْ تَجَاوَزَ حَدَّ الطُّولِ وَكَلَامُ
الْجَوْهَرِيِّ يُفِيدُ اخْتِصَاصَ الْمُبَالَغَةِ بِعُجَّابٍ مُشَدَّدِ الْجِيمِ لَا بِالْمُخَفَّفِ ، وَقَدْ قَدَّمْنَا فِي صَدْرِ هَذِهِ السُّورَةِ سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَاتِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ الْمُرَادُ بِالْمَلَأِ : الْأَشْرَافُ كَمَا هُوَ مُقَرَّرٌ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ تَفْسِيرِ الْكِتَابِ الْعَزِيزِ أَيِ : انْطَلَقُوا مِنْ مَجْلِسِهِمُ الَّذِي كَانُوا فِيهِ عِنْدَ
أَبِي طَالِبٍ كَمَا تَقَدَّمَ قَائِلِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6أَنِ امْشُوا أَيْ : قَائِلِينَ
[ ص: 1257 ] لِبَعْضِهِمْ بَعْضًا امْضُوا عَلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ وَلَا تَدْخُلُوا فِي دِينِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ أَيِ : اثْبُتُوا عَلَى عِبَادَتِهَا ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : وَانْطَلَقَ الْأَشْرَافُ مِنْهُمْ فَقَالُوا لِلْعَوَامِّ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ ، وَ ( أَنْ ) فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6أَنِ امْشُوا هِيَ الْمُفَسِّرَةُ لِلْقَوْلِ الْمُقَدَّرِ ، أَوْ لِقَوْلِهِ وَانْطَلَقَ لِأَنَّهُ مُضَمَّنٌ مَعْنَى الْقَوْلِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً مَعْمُولَةً لِلْمُقَدَّرِ أَوْ لِلْمَذْكُورِ أَيْ : بِأَنِ امْشُوا .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالِانْطِلَاقِ : الِانْدِفَاعُ فِي الْقَوْلِ ، وَامْشُوا مِنْ مَشَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا كَثُرَتْ وِلَادَتُهَا أَيِ : اجْتَمَعُوا وَأَكْثَرُوا ، وَهُوَ بَعِيدٌ جِدًّا ، وَخِلَافُ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الِانْطِلَاقُ وَالْمَشْيُ بِحَقِيقَتِهِمَا ، وَخِلَافُ مَا تَقَدَّمَ فِي سَبَبِ النُّزُولِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ تَعْلِيلٌ لِمَا تَقَدَّمَهُ مِنَ الْأَمْرِ بِالصَّبْرِ أَيْ : يُرِيدُهُ
مُحَمَّدٌ بِنَا وَبِآلِهَتِنَا ، وَيَوَدُّ تَمَامَهُ لِيَعْلُوَ عَلَيْنَا ، وَتَكُونَ لَهُ أَتْبَاعًا فَيَتَحَكَّمُ فِينَا بِمَا يُرِيدُ ، فَيَكُونُ هَذَا الْكَلَامُ خَارِجًا مَخْرَجَ التَّحْذِيرِ مِنْهُ وَالتَّنْفِيرِ عَنْهُ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ يُرِيدُهُ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - ، وَمَا أَرَادَهُ فَهُوَ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ ، فَاصْبِرُوا عَلَى عِبَادَةِ آلِهَتِكُمْ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : إِنَّ دِينَكُمْ لَشَيْءٌ يُرَادُ أَيْ : يُطْلَبُ لِيُؤْخَذَ مِنْكُمْ وَتُغْلَبُوا عَلَيْهِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=7مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ أَيْ : مَا سَمِعْنَا بِهَذَا الَّذِي يَقُولُهُ
مُحَمَّدٌ مِنَ التَّوْحِيدِ فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ .
وَهِيَ مِلَّةُ النَّصْرَانِيَّةِ فَإِنَّهَا آخِرُ الْمِلَلِ قَبْلَ مِلَّةِ الْإِسْلَامِ ، كَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ ،
وَقَتَادَةُ وَمُقَاتِلٌ وَالْكَلْبِيُّ وَالسُّدِّيُّ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : يَعْنُونَ مِلَّةَ
قُرَيْشٍ ، وَرُوِيَ مِثْلُهُ عَنْ
قَتَادَةَ أَيْضًا .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : الْمَعْنَى مَا سَمِعْنَا : أَنَّ هَذَا يَكُونُ آخِرَ الزَّمَانِ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : مَا سَمِعْنَا مِنَ
الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى أَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=7إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ أَيْ : مَا هَذَا إِلَّا كَذِبٌ اخْتَلَقَهُ
مُحَمَّدٌ وَافْتَرَاهُ .
ثُمَّ اسْتَنْكَرُوا أَنْ يَخُصَّ اللَّهُ رَسُولَهُ بِمَزِيَّةِ النُّبُوَّةِ دُونَهُمْ فَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا وَالِاسْتِفْهَامُ لِلْإِنْكَارِ أَيْ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ وَنَحْنُ الرُّؤَسَاءُ وَالْأَشْرَافُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : قَالُوا كَيْفَ أُنْزِلَ عَلَى
مُحَمَّدٍ الْقُرْآنُ مِنْ بَيْنِنَا وَنَحْنُ أَكْبَرُ سِنًّا وَأَعْظَمُ شَرَفًا مِنْهُ ، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=31لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [ الزُّخْرُفِ : 31 ] فَأَنْكَرُوا أَنْ يَتَفَضَّلَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِمَا شَاءَ .
وَلَمَّا ذَكَرَ اسْتِنْكَارَهُمْ لِنُزُولِ الْقُرْآنِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - دُونَهُمْ بَيَّنَ السَّبَبَ الَّذِي لِأَجْلِهِ تَرَكُوا تَصْدِيقَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا جَاءَ بِهِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي أَيْ : مِنَ الْقُرْآنِ أَوِ الْوَحْيِ لِإِعْرَاضِهِمْ عَنِ النَّظَرِ الْمُوجِبِ لِتَصْدِيقِهِ وَإِهْمَالِهِمْ لِلْأَدِلَّةِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّهُ حَقٌّ مُنْزَلٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ أَيْ : بَلِ السَّبَبُ أَنَّهُمْ لَمْ يَذُوقُوا عَذَابِي فَاغْتَرُّوا بِطُولِ الْمُهْلَةِ ، وَلَوْ ذَاقُوا عَذَابِي عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الشِّرْكِ وَالشَّكِّ لَصَدَّقُوا مَا جِئْتَ بِهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَلَمْ يَشُكُّوا فِيهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=9أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ أَيْ : مَفَاتِيحُ نِعَمِ رَبِّكَ وَهِيَ النُّبُوَّةُ وَمَا هُوَ دُونَهَا مِنَ النِّعَمِ حَتَّى يُعْطُوهَا مَنْ شَاءُوا ، فَمَا لَهُمْ وَلِإِنْكَارِ مَا تَفَضَّلَ اللَّهُ بِهِ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ وَاخْتَارَهُ لَهُ وَاصْطَفَاهُ لِرِسَالَتِهِ .
وَالْمَعْنَى : بَلْ أَعِنْدَهُمْ ، لِأَنَّ أَمْ هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ الْمُقَدَّرَةُ بِبَلْ وَالْهَمْزَةِ . وَالْعَزِيزُ الْغَالِبُ الْقَاهِرُ . وَالْوَهَّابُ : الْمُعْطِي بِغَيْرِ حِسَابٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=10أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا أَيْ : بَلْ أَلَهُمْ مُلْكُ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ حَتَّى يُعْطُوا مَنْ شَاءُوا وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاءُوا ، وَيَعْتَرِضُوا عَلَى
إِعْطَاءِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - مَا شَاءَ لِمَنْ شَاءَ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=10فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ جَوَابُ شَرْطٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : إِنْ كَانَ لَهُمْ ذَلِكَ فَلْيَصْعَدُوا فِي الْأَسْبَابِ الَّتِي تُوصِلُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ وَإِلَى الْعَرْشِ حَتَّى يَحْكُمُوا بِمَا يُرِيدُونَ مِنْ
عَطَاءٍ وَمَنْعٍ وَيُدَبِّرُوا أَمْرَ الْعَالَمِ بِمَا يَشْتَهُونَ ، أَوْ فَلْيَصْعَدُوا ، وَلِيَمْنَعُوا الْمَلَائِكَةَ مِنْ نُزُولِهِمْ بِالْوَحْيِ عَلَى
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
وَالْأَسْبَابُ : أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ الَّتِي تَنْزِلُ الْمَلَائِكَةُ مِنْهَا .
قَالَهُ
مُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
زُهَيْرٍ :
وَلَوْ رَامَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ : الْأَسْبَابُ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِ ، وَأَشَدُّ مِنَ الْحَدِيدِ وَلَكِنْ لَا تُرَى . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=10فِي الْأَسْبَابِ فِي الْفَضْلِ وَالدِّينِ . وَقِيلَ : فَلْيَعْمَلُوا فِي أَسْبَابِ الْقُوَّةِ إِنْ ظَنُّوا أَنَّهَا مَانِعَةٌ وَهُوَ قَوْلُ
أَبِي عُبَيْدَةَ . وَقِيلَ : الْأَسْبَابُ الْحِبَالُ : يَعْنِي إِنْ وَجَدُوا حِبَالًا يَصْعَدُونَ فِيهَا إِلَى السَّمَاءِ فَعَلُوا ، وَالْأَسْبَابُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ كُلُّ شَيْءٍ يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى الْمَطْلُوبِ كَائِنًا مَا كَانَ . وَفِي هَذَا الْكَلَامِ تَهَكُّمٌ بِهِمْ وَتَعْجِيزٌ لَهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=11جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ هَذَا وَعْدٌ مِنَ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - لِنَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِالنَّصْرِ عَلَيْهِمْ وَالظَّفَرِ بِهِمْ ، وَ ( جُنْدٌ ) مُرْتَفَعٌ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : هُمْ جُنْدٌ ، يَعْنِي الْكُفَّارَ ( مَهْزُومٌ ) مَكْسُورٌ عَمَّا قَرِيبٍ ، فَلَا تُبَالِ بِهِمْ وَلَا تَظُنَّ أَنَّهُمْ يَصِلُونَ إِلَى شَيْءٍ مِمَّا يُضْمِرُونَهُ بِكَ مِنَ الْكَيْدِ ، وَ ( مَا ) فِي قَوْلِهِ : مَا هُنَالِكَ هِيَ صِفَةٌ لِ ( جُنْدٌ ) لِإِفَادَةِ التَّعْظِيمِ وَالتَّحْقِيرِ أَيْ : جُنْدٌ أَيُّ جُنْدٍ .
وَقِيلَ : هِيَ زَائِدَةٌ ، يُقَالُ : هَزَمْتَ الْجَيْشَ كَسَرْتَهُ ، وَتَهَزَّمَتِ الْقَرْيَةُ : إِذَا تَكَسَّرَتْ ، وَهَذَا الْكَلَامُ مُتَّصِلٌ بِمَا تَقَدَّمَ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=2بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ وَهُمْ جُنْدٌ مِنَ الْأَحْزَابِ مَهْزُومُونَ ، فَلَا تَحْزَنْ لِعِزَّتِهِمْ وَشِقَاقِهِمْ ، فَإِنِّي أَسْلُبُ عِزَّهُمْ وَأَهْزِمُ جَمْعَهُمْ ، وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ فِي بَدْرٍ وَفِيمَا بَعْدَهُ مِنْ مُوَاطِنِ اللَّهِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ : سُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1ص فَقَالَ : لَا نَدْرِي مَا هُوَ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : ص
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ قَالَ : ذِي الشَّرَفِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14724أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ،
وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906وَالْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنِ
التَّمِيمِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ قَالَ : لَيْسَ بِحِينِ نَزْوٍ وَلَا فِرَارٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
عِكْرِمَةَ عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَالَ : نَادَوُا النِّدَاءَ حِينَ يَنْفَعُهُمْ ، وَأَنْشَدَ :
تَذَكَّرْتُ لَيْلَى لَاتَ حِينَ تَذَكُّرِ وَقَدْ بِنْتُ مِنْهَا وَالْمَنَاصُ بِعِيدُ
وَأَخْرَجَ عَنْهُ أَيْضًا فِي الْآيَةِ قَالَ : لَيْسَ هَذَا حِينَ زَوَالٍ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ
عَطِيَّةَ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : لَا حِينَ فِرَارٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
[ ص: 1258 ] قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ الْآيَةَ قَالَ : نَزَلَتْ حِينَ انْطَلَقَ أَشْرَافُ
قُرَيْشٍ إِلَى
أَبِي طَالِبٍ فَكَلَّمُوهُ فِي النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ قَالَ : أَبُو جَهْلٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=7مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ قَالَ : النَّصْرَانِيَّةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=10فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ قَالَ : فِي السَّمَاءِ .