nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=29009_30539_30433_30440هذا وإن للطاغين لشر مآب ( 55 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=56جهنم يصلونها فبئس المهاد ( 56 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=57هذا فليذوقوه حميم وغساق ( 57 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58وآخر من شكله أزواج ( 58 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار ( 59 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار ( 60 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=61قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار ( 61 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار ( 62 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=63أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار ( 63 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ( 64 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=65قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار ( 65 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=66رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار ( 66 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=67قل هو نبأ عظيم ( 67 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=68أنتم عنه معرضون ( 68 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون ( 69 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=70إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين ( 70 )
قوله : هذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هذا خبر مبتدأ محذوف أي الأمر هذا فيوقف على هذا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : وهذا وقف حسن ثم يبتدئ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=55وإن للطاغين ويجوز أن يكون ( هذا ) مبتدأ وخبره محذوف أي : هذا كما ذكر ، أو هذا ذكر .
ثم ذكر - سبحانه - ما لأهل الشر بعد أن ذكر ما لأهل الخير فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=55وإن للطاغين لشر مآب أي : الذين طغوا على الله وكذبوا رسله
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=55لشر مآب لشر منقلب ينقلبون إليه .
ثم بين ذلك فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=56جهنم يصلونها وانتصاب ( جهنم ) على أنها بدل من " شر مآب " ، أو منصوبة بـ : أعني ، ويجوز أن يكون عطف بيان على قول البعض كما سلف قريبا ، ويجوز أن يكون منصوبا على الاشتغال أي : يصلون جهنم يصلونها ، ومعنى يصلونها يدخلونها ، وهو في محل نصب على الحالية
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=56فبئس المهاد أي : بئس ما مهدوا لأنفسهم ، وهو الفراش ، مأخوذ من مهد الصبي ، ويجوز أن يكون المراد بالمهد الموضع ، والمخصوص بالذم محذوف أي : بئس المهاد هي ، كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=41لهم من جهنم مهاد [ الأعراف : 41 ] شبه الله - سبحانه - ما تحتهم من نار جهنم بالمهاد .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=57هذا فليذوقوه حميم وغساق وهذا في موضع رفع بالابتداء وخبره حميم ، وغساق على التقديم والتأخير أي : هذا حميم وغساق فليذوقوه .
قال
الفراء nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج : تقدير الآية : هذا حميم وغساق فليذوقوه : أو يقال لهم في ذلك اليوم هذه المقالة .
والحميم الماء الحار الذي قد انتهى حره ، والغساق ما سال من جلود أهل النار من القيح والصديد ، من قولهم : غسقت عينه إذا انصبت ، والغسقان الانصباب .
قال
النحاس : ويجوز أن يكون المعنى : الأمر هذا ، وارتفاع ( حميم وغساق ) على أنهما خبران لمبتدأ محذوف أي : هو حميم وغساق ، ويجوز أن يكون هذا في موضع نصب بإضمار فعل يفسره ما بعده أي : ليذوقوا هذا فليذوقوه ، ويجوز أن يكون ( حميم ) مرتفع على الابتداء وخبره مقدر قبله أي : منه حميم ومنه غساق ، ومثله قول الشاعر :
حتى ما إذا أضاء البرق في غلس وغودر البقل ملوي ومخضود
أي : منه ملوي ومنه مخضود ، وقيل : الغساق ما قتل ببرده ، ومنه قيل لليل : غاسق ، لأنه أبرد من النهار ، وقيل : هو الزمهرير ، وقيل : الغساق المنتن ، وقيل : الغساق عين في جهنم يسيل منه كل ذوب حية وعقرب .
وقال
قتادة : هو ما يسيل من فروج النساء الزواني ومن نتن لحوم الكفرة وجلودهم وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب : هو عصارة أهل النار . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي :
nindex.php?page=treesubj&link=30437الغساق الذي يسيل من دموع أهل النار يسقونه مع الحميم ، وكذا قال
ابن زيد .
وقال
مجاهد ومقاتل : هو الثلج البارد الذي قد انتهى برده ، وتفسير الغساق بالبارد أنسب بما تقتضيه لغة العرب ، ومنه قول الشاعر :
إذا ما تذكرت الحياة وطيبها إلي جرى دمع من الليل غاسق
أي : بارد ، وأنسب أيضا بمقابلة الحميم .
وقرأ أهل
المدينة وأهل
البصرة وبعض الكوفيين بتخفيف السين من " غساق " وقرأ يحيى بن وثاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ، وحمزة بالتشديد ، وهما لغتان بمعنى واحد كما قال
الأخفش .
وقيل : معناهما مختلف ، فمن خفف فهو اسم مثل عذاب وجواب وصواب ، ومن شدد قال : هو اسم فاعل للمبالغة نحو ضراب وقتال .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58وآخر من شكله قرأ الجمهور وآخر مفرد مذكر ، وقرأ
أبو عمرو وأخر بضم الهمزة على أنه جمع ، وأنكر قراءة الجمهور لقوله : ( أزواج ) ، وأنكر
عاصم الجحدري قراءة
أبي عمرو وقال : لو كانت كما قرأ لقال : من شكلها ، وارتفاع ( آخر ) على أنه مبتدأ وخبره ( أزواج ) ، ويجوز أن يكون ( من شكله ) خبرا مقدما و ( أزواج ) مبتدأ مؤخرا والجملة خبر " آخر " ، ويجوز أن يكون خبر " آخر " مقدرا أي : وآخر لهم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58من شكله أزواج جملة مستقلة ، ومعنى الآية على قراءة الجمهور : وعذاب آخر أو مذوق آخر ، أو نوع آخر من شكل ذلك المذوق أو النوع الأول .
والشكل : المثل ، وعلى القراءة الثانية يكون معنى الآية ومذوقات أخر ، أو أنواع أخر من شكل ذلك المذوق ، أو النوع المتقدم ، وإفراد الضمير في شكله على تأويل المذكور أي : من شكل المذكور ، ومعنى أزواج أجناس وأنواع وأشباه .
وحاصل معنى الآية : أن لأهل النار حميما وغساقا وأنواعا من العذاب من مثل الحميم والغساق .
قال
الواحدي : قال المفسرون : هو الزمهرير ، ولا يتم هذا الذي حكاه عن المفسرين إلا على تقدير أن الزمهرير أنواع مختلفة وأجناس متفاوتة ليطابق معنى أزواج ، أو على تقدير أن لكل فرد من أهل النار زمهريرا .
[ ص: 1270 ] nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59هذا فوج مقتحم معكم الفوج الجماعة ، والاقتحام الدخول ، وهذا حكاية لقول الملائكة الذين هم خزنة النار وذلك أن القادة والرؤساء إذا دخلوا النار ثم دخل بعدهم الأتباع ، قالت الخزنة للقادة : هذا فوج ، يعنون الأتباع " مقتحم معكم " أي : داخل معكم إلى النار ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59لا مرحبا بهم من قول القادة والرؤساء لما قالت لهم الخزنة ذلك قالوا : لا مرحبا بهم ، أي : لا اتسعت منازلهم في النار ، والرحب : السعة ، والمعنى : لا كرامة لهم ، وهذا
nindex.php?page=treesubj&link=28766إخبار من الله - سبحانه - بانقطاع المودة بين الكفار ، وأن المودة التي كانت بينهم تصير عداوة .
وجملة : ( لا مرحبا بهم ) دعائية لا محل لها من الإعراب ، أو صفة للفوج ، أو حال منه أو بتقدير القول أي : مقولا في حقهم : لا مرحبا بهم ، وقيل : إنها من تمام قول الخزنة .
والأول أولى كما يدل عليه جواب الأتباع الآتي ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59إنهم صالوا النار تعليل من جهة القائلين : لا مرحبا بهم ، أي : إنهم صالو النار كما صليناها ومستحقون لها كما استحقيناها .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم مستأنفة جواب سؤال مقدر أي : قال الأتباع عند سماع ما قاله الرؤساء لهم حال بل أنتم لا مرحبا بكم أي : لا كرامة لكم ، ثم عللوا ذلك بقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60أنتم قدمتموه لنا أي : أنتم قدمتم العذاب أو الصلي لنا وأوقعتمونا فيه ودعوتمونا إليه بما كنتم تقولون لنا من أن الحق ما أنتم عليه وأن الأنبياء غير صادقين فيما جاءوا به
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60فبئس القرار أي : بئس المقر جهنم لنا ولكم .
ثم حكى عن الأتباع أيضا أنهم أردفوا هذا القول بقول آخر ، وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=61قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار أي : زده عذابا ذا ضعف ، والضعف بأن يزيد عليه مثله ، ومعنى ( من قدم لنا هذا ) من دعانا إليه وسوغه لنا .
قال
الفراء : المعنى من سوغ لنا هذا وسنه ، وقيل : معناه : قدم لنا هذا العذاب بدعائه إيانا إلى الكفر فزده عذابا ضعفا في النار أي : عذابا بكفره وعذابا بدعائه إيانا ، فصار ذلك ضعفا ، ومثله قوله - سبحانه - :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=38ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار [ الأعراف : 38 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=68ربنا آتهم ضعفين من العذاب [ الأحزاب : 68 ] وقيل : المراد بالضعف هنا الحيات والعقارب .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار قيل : هو من قول الرؤساء ، وقيل : من قول الطاغين المذكورين سابقا .
قال
الكلبي : ينظرون في النار فلا يرون من كان يخالفهم من المؤمنين معهم فيها ، فعند ذلك قالوا : ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار .
وقيل : يعنون فقراء المؤمنين
كعمار وخباب وصهيب وبلال وسالم وسلمان . وقيل : أرادوا أصحاب
محمد على العموم .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=63أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار قال
مجاهد : المعنى أتخذناهم سخريا في الدنيا فأخطأنا أم زاغت عنهم الأبصار فلم نعلم مكانهم ؟ والإنكار المفهوم من الاستفهام متوجه إلى كل واحد من الأمرين .
قال
الحسن : كل ذلك قد فعلوا : اتخذوهم سخريا ، وزاغت عنهم الأبصار .
قال
الفراء : والاستفهام هنا بمعنى التوبيخ والتعجب .
قرأ
أبو عمرو ،
وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وابن كثير ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش بحذف همزة ( أتخذناهم ) في الوصل ، وهذه القراءة تحتمل أن يكون الكلام خبرا محضا ، وتكون الجملة في محل نصب صفة ثانية ل : ( رجالا ) ، وأن يكون المراد الاستفهام ، وحذفت أداته لدلالة ( أم ) عليها ، فتكون أم على الوجه الأول منقطعة بمعنى بل والهمزة أي : بل زاغت عنهم الأبصار على معنى توبيخ أنفسهم على الاستسخار ، ثم الإضراب والانتقال منه إلى التوبيخ على الازدراء والتحقير ، وعلى الثاني ( أم ) هي المتصلة .
وقرأ الباقون بهمزة استفهام سقطت لأجلها همزة الوصل ، ولا محل للجملة حينئذ وفيه التوبيخ لأنفسهم على الأمرين جميعا لأن ( أم ) على هذه القراءة هي للتسوية .
وقرأ
أبو جعفر ونافع وشيبة والمفضل وهبيرة nindex.php?page=showalam&ids=17340ويحيى بن وثاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " سخريا " بضم السين ، وقرأ الباقون بكسرها : قال
أبو عبيدة : من كسر جعله من الهزء ، ومن ضم جعله من التسخير .
والإشارة بقوله : إن ذلك إلى ما تقدم من حكاية حالهم ، وخبر إن قوله : لحق أي : لواقع ثابت في الدار الآخرة لا يختلف البتة ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64تخاصم أهل النار خبر مبتدأ محذوف ، والجملة بيان لذلك ، وقيل : بيان ل : " حق " ، وقيل : بدل منه ، وقيل : بدل من محل ذلك ، ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر ، وهذا على قراءة الجمهور برفع ( تخاصم ) ، والمعنى : إن ذلك الذي حكاه الله عنهم لحق لا بد أن يتكلموا به ، وهو تخاصم أهل النار فيها في النار ، وما قالته الرؤساء للأتباع ، وما قالته الأتباع لهم .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة بنصب " تخاصم " على أنه بدل من ذلك أو بإضمار أعني . وقرأ
ابن السميفع تخاصم بصيغة الفعل الماضي فتكون جملة مستأنفة .
ثم أمر الله - سبحانه - رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يقول قولا جامعا بين التخويف والإرشاد إلى التوحيد فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=65قل إنما أنا منذر أي : مخوف لكم من عقاب الله وعذابه
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=65وما من إله يستحق العبادة
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=65إلا الله الواحد الذي لا شريك له القهار لكل شيء سواه .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=66رب السماوات والأرض وما بينهما من المخلوقات العزيز الذي لا يغالبه مغالب الغفار لمن أطاعه ، وقيل : معنى العزيز المنيع الذي لا مثل له ، ومعنى الغفار الستار لذنوب خلقه .
ثم أمره - سبحانه - أن يبالغ في إنذارهم ويبين لهم عظم الأمر وجلالته فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=67قل هو نبأ عظيم أي : ما أنذرتكم به من العقاب وما بينته لكم من التوحيد هو خبر عظيم ونبأ جليل ، من شأنه العناية به والتعظيم له
[ ص: 1271 ] وعدم الاستخفاف به ، ومثل هذه الآية قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1عم يتساءلون عن النبإ العظيم [ النبأ : 1 ، 2 ] .
وقال
مجاهد ،
وقتادة ومقاتل : هو القرآن ، فإنه نبأ عظيم لأنه كلام الله .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : قل النبأ الذي أنبأتكم به عن الله نبأ عظيم : يعني ما أنبأهم به من قصص الأولين دليل على نبوته ، وذلك دليل على صدقه ونبوته ; لأنه لم يعلم ذلك إلا بوحي من الله .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=68أنتم عنه معرضون توبيخ لهم وتقريع لكونهم أعرضوا عنه ولم يتفكروا فيه فيعلموا صدقه ويستدلوا به على ما أنكروه من البعث .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69ما كان لي من علم بالملإ الأعلى استئناف مسوق لتقرير أنه نبأ عظيم ، والملأ الأعلى هم الملائكة
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69إذ يختصمون أي : وقت اختصامهم ، فقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=68أنت الأعلى متعلق بـ ( علم ) على تضمينه معنى الإحاطة ، وقوله : ( إذ يختصمون ) متعلق بمحذوف أي : ما كان لي فيما سبق علم بوجه من الوجوه بحال الملأ الأعلى وقت اختصامهم ، والضمير في ( يختصمون ) راجع إلى الملأ الأعلى ، والخصومة الكائنة بينهم هي في أمر آدم كما يفيده ما سيأتي قريبا .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=70إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين معترضة بين اختصامهم المجمل وبين تفصيله بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=71إذ قال ربك للملائكة [ ص : 71 ] . والمعنى : ما يوحى إلي إلا إنما أنا نذير مبين . قال
الفراء : المعنى ما يوحى إلي إلا أنني نذير مبين أبين لكم ما تأتون من الفرائض والسنن وما تدعون من الحرام والمعصية . قال : كأنك قلت : ما يوحى إلي إلا الإنذار . قال
النحاس : ويجوز أن تكون في محل نصب بمعنى ما يوحى إلي إلا لأنما أنا نذير مبين .
قرأ الجمهور بفتح همزة ( أنما ) على أنها وما في حيزها في محل رفع لقيامها مقام الفاعل أي : ما يوحى إلي إلا الإنذار ، أو إلا كوني نذيرا مبينا ، أو في محل نصب ، أو جر بعد إسقاط لام العلة ، والقائم مقام الفاعل على هذا الجار والمجرور . وقرأ
أبو جعفر بكسر الهمزة ; لأن في الوحي معنى القول ، وهي القائمة مقام الفاعل على سبيل الحكاية ، كأنه قيل : ما يوحى إلي إلا هذه الجملة المتضمنة لهذا الإخبار ، وهو أن أقول لكم : إنما أنا نذير مبين .
وقيل : إن الضمير في ( يختصمون ) عائد إلى
قريش ، يعني قول من قال منهم : الملائكة بنات الله ، والمعنى : ما كان لي علم بالملائكة إذ تختصم فيهم
قريش ، والأول أولى .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=57وغساق قال : الزمهرير
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58وآخر من شكله قال : من نحوه
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58أزواج قال : ألوان من العذاب .
وأخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان والحاكم وصححه ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في البعث عن
أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021292لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا .
قال
الترمذي بعد إخراجه : لا نعرفه إلا من حديث
رشدين بن سعد . قلت :
ورشدين فيه مقال معروف .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=61فزده عذابا ضعفا في النار قال : أفاعي وحيات .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69بالملإ الأعلى قال : الملائكة حين شووروا في خلق
آدم فاختصموا فيه ، وقالوا : لا تجعل في الأرض خليفة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر في كتاب الصلاة ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون قال : هي الخصومة في شأن
آدم حيث قالوا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30أتجعل فيها من يفسد فيها [ البقرة : 30 ] .
وأخرج
عبد الرزاق ،
وأحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وحسنه
وابن نصر في كتاب الصلاة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021293أتاني الليلة ربي في أحسن صورة ، أحسبه قال : في المنام ، قال : يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : لا ، فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو في نحري ، فعلمت ما في السماوات والأرض ، ثم قال لي : يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : نعم في الكفارات ، والكفارات : المكث في المساجد بعد الصلوات ، والمشي على الأقدام إلى الجماعات ، وإبلاغ الوضوء في المكاره الحديث .
وأخرج
الترمذي وصححه
ومحمد بن نصر nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني والحاكم ،
وابن مردويه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل نحوه بأطول منه ، وقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003559وإسباغ الوضوء في السبرات .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ،
وابن مردويه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة نحوه بأخصر منه .
وأخرجا أيضا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة نحوه ، وفي الباب أحاديث .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=29009_30539_30433_30440هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ( 55 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=56جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ( 56 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=57هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ( 57 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ( 58 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ ( 59 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ( 60 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=61قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ( 61 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ ( 62 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=63أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ( 63 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ( 64 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=65قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ( 65 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=66رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ( 66 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=67قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ( 67 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=68أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ( 68 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ ( 69 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=70إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ( 70 )
قَوْلُهُ : هَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هَذَا خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيِ الْأَمْرُ هَذَا فَيُوقَفُ عَلَى هَذَا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : وَهَذَا وَقْفٌ حَسَنٌ ثُمَّ يَبْتَدِئُ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=55وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ( هَذَا ) مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ مَحْذُوفٌ أَيْ : هَذَا كَمَا ذُكِرَ ، أَوْ هَذَا ذُكِرَ .
ثُمَّ ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - مَا لِأَهْلِ الشَّرِّ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ مَا لِأَهْلِ الْخَيْرِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=55وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ أَيِ : الَّذِينَ طَغَوْا عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=55لَشَرَّ مَآبٍ لَشَرَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ إِلَيْهِ .
ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=56جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَانْتِصَابُ ( جَهَنَّمَ ) عَلَى أَنَّهَا بَدَلٌ مِنْ " شَرَّ مَآبٍ " ، أَوْ مَنْصُوبَةٌ بِـ : أَعْنِي ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَطْفَ بَيَانٍ عَلَى قَوْلِ الْبَعْضِ كَمَا سَلَفَ قَرِيبًا ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا عَلَى الِاشْتِغَالِ أَيْ : يَصْلَوْنَ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ، وَمَعْنَى يَصْلَوْنَهَا يَدْخُلُونَهَا ، وَهُوَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=56فَبِئْسَ الْمِهَادُ أَيْ : بِئْسَ مَا مَهَّدُوا لِأَنْفُسِهِمْ ، وَهُوَ الْفِرَاشُ ، مَأْخُوذٌ مِنْ مَهْدِ الصَّبِيِّ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْمَهْدِ الْمَوْضِعَ ، وَالْمَخْصُوصُ بِالذَّمِّ مَحْذُوفٌ أَيْ : بِئْسَ الْمِهَادُ هِيَ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=41لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ [ الْأَعْرَافِ : 41 ] شَبَّهَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - مَا تَحْتَهُمْ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ بِالْمِهَادِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=57هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وَهَذَا فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ حَمِيمٌ ، وَغَسَّاقٌ عَلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ أَيْ : هَذَا حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ فَلْيَذُوقُوهُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ : تَقْدِيرُ الْآيَةِ : هَذَا حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ فَلْيَذُوقُوهُ : أَوْ يُقَالُ لَهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ هَذِهِ الْمَقَالَةُ .
وَالْحَمِيمُ الْمَاءُ الْحَارُّ الَّذِي قَدِ انْتَهَى حَرُّهُ ، وَالْغَسَّاقُ مَا سَالَ مِنْ جُلُودِ أَهْلِ النَّارِ مِنَ الْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ ، مِنْ قَوْلِهِمْ : غَسَقَتْ عَيْنُهُ إِذَا انْصَبَّتْ ، وَالْغَسَقَانُ الِانْصِبَابُ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : الْأَمْرَ هَذَا ، وَارْتِفَاعُ ( حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ) عَلَى أَنَّهُمَا خَبَرَانِ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : هُوَ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِإِضْمَارِ فِعْلٍ يُفَسِّرُهُ مَا بَعْدَهُ أَيْ : لِيَذُوقُوا هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ( حَمِيمٌ ) مُرْتَفِعٌ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ مُقَدَّرٌ قَبْلَهُ أَيْ : مِنْهُ حَمِيمٌ وَمِنْهُ غَسَّاقٌ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
حَتَّى مَا إِذَا أَضَاءَ الْبَرْقُ فِي غَلَسٍ وَغُودِرَ الْبَقْلُ مَلْوِيٌّ وَمَخْضُودُ
أَيْ : مِنْهُ مَلْوِيٌّ وَمِنْهُ مَخْضُودٌ ، وَقِيلَ : الْغَسَّاقُ مَا قَتَلَ بِبَرْدِهِ ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلَّيْلِ : غَاسِقٌ ، لِأَنَّهُ أَبْرَدُ مِنَ النَّهَارِ ، وَقِيلَ : هُوَ الزَّمْهَرِيرُ ، وَقِيلَ : الْغَسَّاقُ الْمُنْتِنُ ، وَقِيلَ : الْغَسَّاقُ عَيْنٌ فِي جَهَنَّمَ يَسِيلُ مِنْهُ كُلُّ ذَوْبِ حَيَّةٍ وَعَقْرَبٍ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : هُوَ مَا يُسِيلُ مِنْ فُرُوجِ النِّسَاءِ الزَّوَانِي وَمِنْ نَتَنِ لُحُومِ الْكَفَرَةِ وَجُلُودِهِمْ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ : هُوَ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ :
nindex.php?page=treesubj&link=30437الْغَسَّاقُ الَّذِي يَسِيلُ مِنْ دُمُوعِ أَهْلِ النَّارِ يَسْقُونَهُ مَعَ الْحَمِيمِ ، وَكَذَا قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَمُقَاتِلٌ : هُوَ الثَّلْجُ الْبَارِدُ الَّذِي قَدِ انْتَهَى بَرْدُهُ ، وَتَفْسِيرُ الْغَسَّاقِ بِالْبَارِدِ أَنْسَبُ بِمَا تَقْتَضِيهِ لُغَةُ الْعَرَبِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
إِذَا مَا تَذَكَّرْتُ الْحَيَاةَ وَطِيبَهَا إِلَيَّ جَرَى دَمْعٌ مِنَ اللَّيْلِ غَاسِقُ
أَيْ : بَارِدٌ ، وَأَنْسَبُ أَيْضًا بِمُقَابَلَةِ الْحَمِيمِ .
وَقَرَأَ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ وَأَهْلُ
الْبَصْرَةِ وَبَعْضُ الْكُوفِيِّينَ بِتَخْفِيفِ السِّينِ مِنْ " غَسَّاقٌ " وَقَرَأَ يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ، وَحَمْزَةُ بِالتَّشْدِيدِ ، وَهُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ كَمَا قَالَ
الْأَخْفَشُ .
وَقِيلَ : مَعْنَاهُمَا مُخْتَلِفٌ ، فَمَنْ خَفَّفَ فَهُوَ اسْمٌ مِثْلُ عَذَابٍ وَجَوَابٍ وَصَوَابٍ ، وَمَنْ شَدَّدَ قَالَ : هُوَ اسْمُ فَاعِلٍ لِلْمُبَالَغَةِ نَحْوَ ضَرَّابٍ وَقَتَّالٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ قَرَأَ الْجُمْهُورُ وَآخَرُ مُفْرَدٌ مُذَكَّرٌ ، وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَأُخَرُ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ عَلَى أَنَّهُ جَمْعٌ ، وَأَنْكَرَ قِرَاءَةَ الْجُمْهُورِ لِقَوْلِهِ : ( أَزْوَاجٌ ) ، وَأَنْكَرَ
عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ قِرَاءَةَ
أَبِي عَمْرٍو وَقَالَ : لَوْ كَانَتْ كَمَا قَرَأَ لِقَالَ : مِنْ شَكْلِهَا ، وَارْتِفَاعُ ( آخَرُ ) عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ ( أَزْوَاجٌ ) ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ( مِنْ شَكْلِهِ ) خَبَرًا مُقَدَّمًا وَ ( أَزْوَاجٌ ) مُبْتَدَأً مُؤَخَّرًا وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ " آخَرُ " ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ " آخَرُ " مُقَدَّرًا أَيْ : وَآخَرُ لَهُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ جُمْلَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ ، وَمَعْنَى الْآيَةِ عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ : وَعَذَابٌ آخَرُ أَوْ مَذُوقٌ آخَرُ ، أَوْ نَوْعٌ آخَرُ مِنْ شَكْلِ ذَلِكَ الْمَذُوقِ أَوِ النَّوْعِ الْأَوَّلِ .
وَالشَّكْلُ : الْمَثَلُ ، وَعَلَى الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ يَكُونُ مَعْنَى الْآيَةِ وَمَذُوقَاتٌ أُخَرُ ، أَوْ أَنْوَاعٌ أُخَرُ مِنْ شَكْلِ ذَلِكَ الْمَذُوقِ ، أَوِ النَّوْعِ الْمُتَقَدِّمِ ، وَإِفْرَادُ الضَّمِيرِ فِي شَكْلِهِ عَلَى تَأْوِيلِ الْمَذْكُورِ أَيْ : مِنْ شَكْلِ الْمَذْكُورِ ، وَمَعْنَى أَزْوَاجٌ أَجْنَاسٌ وَأَنْوَاعٌ وَأَشْبَاهٌ .
وَحَاصِلُ مَعْنَى الْآيَةِ : أَنَّ لِأَهْلِ النَّارِ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا وَأَنْوَاعًا مِنَ الْعَذَابِ مِنْ مِثْلِ الْحَمِيمِ وَالْغَسَّاقِ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : هُوَ الزَّمْهَرِيرُ ، وَلَا يُتِمُّ هَذَا الَّذِي حَكَاهُ عَنِ الْمُفَسِّرِينَ إِلَّا عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّ الزَّمْهَرِيرَ أَنْوَاعٌ مُخْتَلِفَةٌ وَأَجْنَاسٌ مُتَفَاوِتَةٌ لِيُطَابِقَ مَعْنَى أَزْوَاجٍ ، أَوْ عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّ لِكُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ زَمْهَرِيرًا .
[ ص: 1270 ] nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ الْفَوْجُ الْجَمَاعَةُ ، وَالِاقْتِحَامُ الدُّخُولُ ، وَهَذَا حِكَايَةٌ لِقَوْلِ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ هُمْ خَزَنَةُ النَّارِ وَذَلِكَ أَنَّ الْقَادَةَ وَالرُّؤَسَاءَ إِذَا دَخَلُوا النَّارَ ثُمَّ دَخَلَ بَعْدَهُمُ الْأَتْبَاعُ ، قَالَتِ الْخَزَنَةُ لِلْقَادَةِ : هَذَا فَوْجٌ ، يَعْنُونَ الْأَتْبَاعَ " مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ " أَيْ : دَاخِلٌ مَعَكُمْ إِلَى النَّارِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59لَا مَرْحَبًا بِهِمْ مِنْ قَوْلِ الْقَادَةِ وَالرُّؤَسَاءِ لَمَّا قَالَتْ لَهُمُ الْخَزَنَةُ ذَلِكَ قَالُوا : لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ، أَيْ : لَا اتَّسَعَتْ مُنَازِلُهُمْ فِي النَّارِ ، وَالرَّحْبُ : السَّعَةُ ، وَالْمَعْنَى : لَا كَرَامَةَ لَهُمْ ، وَهَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=28766إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - بِانْقِطَاعِ الْمَوَدَّةِ بَيْنَ الْكُفَّارِ ، وَأَنَّ الْمَوَدَّةَ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ تَصِيرُ عَدَاوَةً .
وَجُمْلَةُ : ( لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ) دُعَائِيَّةٌ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ ، أَوْ صِفَةٌ لِلْفَوْجِ ، أَوْ حَالٌ مِنْهُ أَوْ بِتَقْدِيرِ الْقَوْلِ أَيْ : مَقُولًا فِي حَقِّهِمْ : لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ، وَقِيلَ : إِنَّهَا مِنْ تَمَامِ قَوْلِ الْخَزَنَةِ .
وَالْأَوَّلُ أَوْلَى كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ جَوَابُ الْأَتْبَاعِ الْآتِي ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ تَعْلِيلٌ مِنْ جِهَةِ الْقَائِلِينَ : لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ، أَيْ : إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ كَمَا صَلِينَاهَا وَمُسْتَحِقُّونَ لَهَا كَمَا اسْتَحَقَّيْنَاهَا .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ مُسْتَأْنَفَةٌ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ أَيْ : قَالَ الْأَتْبَاعُ عِنْدَ سَمَاعِ مَا قَالَهُ الرُّؤَسَاءُ لَهُمْ حَالُ بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَيْ : لَا كَرَامَةَ لَكُمْ ، ثُمَّ عَلَّلُوا ذَلِكَ بِقَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا أَيْ : أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُ الْعَذَابَ أَوِ الصَّلْيَ لَنَا وَأَوْقَعْتُمُونَا فِيهِ وَدَعَوْتُمُونَا إِلَيْهِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ لَنَا مِنْ أَنَّ الْحَقَّ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ غَيْرُ صَادِقِينَ فِيمَا جَاءُوا بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60فَبِئْسَ الْقَرَارُ أَيْ : بِئْسَ الْمَقَرُّ جَهَنَّمُ لَنَا وَلَكُمْ .
ثُمَّ حَكَى عَنِ الْأَتْبَاعِ أَيْضًا أَنَّهُمْ أَرْدَفُوا هَذَا الْقَوْلَ بِقَوْلٍ آخَرَ ، وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=61قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ أَيْ : زِدْهُ عَذَابًا ذَا ضِعْفٍ ، وَالضِّعْفُ بِأَنْ يَزِيدَ عَلَيْهِ مِثْلَهُ ، وَمَعْنَى ( مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا ) مَنْ دَعَانَا إِلَيْهِ وَسَوَّغَهُ لَنَا .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْمَعْنَى مَنْ سَوَّغَ لَنَا هَذَا وَسَنَّهُ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : قَدَّمَ لَنَا هَذَا الْعَذَابَ بِدُعَائِهِ إِيَّانَا إِلَى الْكُفْرِ فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ أَيْ : عَذَابًا بِكُفْرِهِ وَعَذَابًا بِدُعَائِهِ إِيَّانَا ، فَصَارَ ذَلِكَ ضِعْفًا ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ - سُبْحَانَهُ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=38رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ [ الْأَعْرَافِ : 38 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=68رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ [ الْأَحْزَابِ : 68 ] وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالضِّعْفِ هُنَا الْحَيَّاتُ وَالْعَقَارِبُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ قِيلَ : هُوَ مِنْ قَوْلِ الرُّؤَسَاءِ ، وَقِيلَ : مِنْ قَوْلِ الطَّاغِينَ الْمَذْكُورِينَ سَابِقًا .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : يَنْظُرُونَ فِي النَّارِ فَلَا يَرَوْنَ مَنْ كَانَ يُخَالِفُهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَعَهُمْ فِيهَا ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالُوا : مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ .
وَقِيلَ : يَعْنُونَ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ
كَعَمَّارٍ وَخَبَّابٍ وَصُهَيْبٍ وَبِلَالٍ وَسَالِمٍ وَسَلْمَانَ . وَقِيلَ : أَرَادُوا أَصْحَابَ
مُحَمَّدٍ عَلَى الْعُمُومِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=63أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ قَالَ
مُجَاهِدٌ : الْمَعْنَى أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا فِي الدُّنْيَا فَأَخْطَأْنَا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ فَلَمْ نَعْلَمْ مَكَانَهُمْ ؟ وَالْإِنْكَارُ الْمَفْهُومُ مِنَ الِاسْتِفْهَامِ مُتَوَجِّهٌ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْأَمْرَيْنِ .
قَالَ
الْحَسَنُ : كُلُّ ذَلِكَ قَدْ فَعَلُوا : اتَّخَذُوهُمْ سِخْرِيًّا ، وَزَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَالِاسْتِفْهَامُ هُنَا بِمَعْنَى التَّوْبِيخِ وَالتَّعَجُّبِ .
قَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو ،
وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَابْنُ كَثِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ بِحَذْفِ هَمْزَةِ ( أَتَّخَذْنَاهُمْ ) فِي الْوَصْلِ ، وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ تَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ خَبَرًا مَحْضًا ، وَتَكُونُ الْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ صِفَةً ثَانِيَةً لِ : ( رِجَالًا ) ، وَأَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ الِاسْتِفْهَامَ ، وَحُذِفَتْ أَدَاتُهُ لِدَلَالَةِ ( أَمْ ) عَلَيْهَا ، فَتَكُونُ أَمْ عَلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ مُنْقَطِعَةً بِمَعْنَى بَلْ وَالْهَمْزَةِ أَيْ : بَلْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ عَلَى مَعْنَى تَوْبِيخِ أَنْفُسِهِمْ عَلَى الِاسْتِسْخَارِ ، ثُمَّ الْإِضْرَابِ وَالِانْتِقَالِ مِنْهُ إِلَى التَّوْبِيخِ عَلَى الِازْدِرَاءِ وَالتَّحْقِيرِ ، وَعَلَى الثَّانِي ( أَمْ ) هِيَ الْمُتَّصِلَةُ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِهَمْزَةِ اسْتِفْهَامٍ سَقَطَتْ لِأَجْلِهَا هَمْزَةُ الْوَصْلِ ، وَلَا مَحَلَّ لِلْجُمْلَةِ حِينَئِذٍ وَفِيهِ التَّوْبِيخُ لِأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا لِأَنَّ ( أَمْ ) عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ هِيَ لِلتَّسْوِيَةِ .
وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ وَنَافِعٌ وَشَيْبَةُ وَالْمُفَضَّلُ وَهُبَيْرَةُ nindex.php?page=showalam&ids=17340وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ " سُخْرِيًّا " بِضَمِّ السِّينِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا : قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : مَنْ كَسَرَ جَعَلَهُ مِنَ الْهَزْءِ ، وَمَنْ ضَمَّ جَعَلَهُ مِنَ التَّسْخِيرِ .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : إِنَّ ذَلِكَ إِلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ حِكَايَةِ حَالِهِمْ ، وَخَبَرُ إِنَّ قَوْلُهُ : لَحَقٌّ أَيْ : لَوَاقِعٌ ثَابِتٌ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ لَا يَخْتَلِفُ الْبَتَّةَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، وَالْجُمْلَةُ بَيَانٌ لِذَلِكَ ، وَقِيلَ : بَيَانٌ لِ : " حَقٌّ " ، وَقِيلَ : بَدَلٌ مِنْهُ ، وَقِيلَ : بَدَلٌ مِنْ مَحَلِّ ذَلِكَ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا بَعْدَ خَبَرٍ ، وَهَذَا عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ بِرَفْعِ ( تُخَاصُمُ ) ، وَالْمَعْنَى : إِنَّ ذَلِكَ الَّذِي حَكَاهُ اللَّهُ عَنْهُمْ لَحَقٌّ لَا بُدَّ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِهِ ، وَهُوَ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ فِيهَا فِي النَّارِ ، وَمَا قَالَتْهُ الرُّؤَسَاءُ لِلْأَتْبَاعِ ، وَمَا قَالَتْهُ الْأَتْبَاعُ لَهُمْ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ بِنَصْبِ " تَخَاصُمُ " عَلَى أَنَّهُ بَدَلٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ بِإِضْمَارِ أَعْنِي . وَقَرَأَ
ابْنُ السَّمَيْفَعِ تَخَاصُمُ بِصِيغَةِ الْفِعْلِ الْمَاضِي فَتَكُونُ جُمْلَةً مُسْتَأْنَفَةً .
ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَقُولَ قَوْلًا جَامِعًا بَيْنَ التَّخْوِيفِ وَالْإِرْشَادِ إِلَى التَّوْحِيدِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=65قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ أَيْ : مُخَوِّفٌ لَكُمْ مِنْ عِقَابِ اللَّهِ وَعَذَابِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=65وَمَا مِنْ إِلَهٍ يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=65إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ الْقَهَّارُ لِكُلِّ شَيْءٍ سِوَاهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=66رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ الْعَزِيزُ الَّذِي لَا يُغَالِبُهُ مُغَالِبٌ الْغَفَّارُ لِمَنْ أَطَاعَهُ ، وَقِيلَ : مَعْنَى الْعَزِيزُ الْمَنِيعُ الَّذِي لَا مِثْلَ لَهُ ، وَمَعْنَى الْغَفَّارُ السَّتَّارُ لِذُنُوبِ خَلْقِهِ .
ثُمَّ أَمَرَهُ - سُبْحَانَهُ - أَنْ يُبَالِغَ فِي إِنْذَارِهِمْ وَيُبَيِّنُ لَهُمْ عِظَمَ الْأَمْرِ وَجَلَالَتَهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=67قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَيْ : مَا أَنْذَرْتُكُمْ بِهِ مِنَ الْعِقَابِ وَمَا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ مِنَ التَّوْحِيدِ هُوَ خَبَرٌ عَظِيمٌ وَنَبَأٌ جَلِيلٌ ، مِنْ شَأْنِهِ الْعِنَايَةُ بِهِ وَالتَّعْظِيمُ لَهُ
[ ص: 1271 ] وَعَدَمُ الِاسْتِخْفَافِ بِهِ ، وَمِثْلُ هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ [ النَّبَأِ : 1 ، 2 ] .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ وَمُقَاتِلٌ : هُوَ الْقُرْآنُ ، فَإِنَّهُ نَبَأٌ عَظِيمٌ لِأَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : قُلِ النَّبَأَ الَّذِي أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ عَنِ اللَّهِ نَبَأٌ عَظِيمٌ : يَعْنِي مَا أَنْبَأَهُمْ بِهِ مِنْ قِصَصِ الْأَوَّلِينَ دَلِيلٌ عَلَى نُبُوَّتِهِ ، وَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى صِدْقِهِ وَنُبُوَّتِهِ ; لِأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ ذَلِكَ إِلَّا بِوَحْيٍ مِنَ اللَّهِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=68أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ تَوْبِيخٌ لَهُمْ وَتَقْرِيعٌ لِكَوْنِهِمْ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِيهِ فَيَعْلَمُوا صِدْقَهُ وَيَسْتَدِلُّوا بِهِ عَلَى مَا أَنْكَرُوهُ مِنَ الْبَعْثِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى اسْتِئْنَافٌ مَسُوقٌ لِتَقْرِيرِ أَنَّهُ نَبَأٌ عَظِيمٌ ، وَالْمَلَأُ الْأَعْلَى هُمُ الْمَلَائِكَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69إِذْ يَخْتَصِمُونَ أَيْ : وَقْتَ اخْتِصَامِهِمْ ، فَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=68أَنْتَ الْأَعْلَى مُتَعَلِّقٌ بِـ ( عِلْمٍ ) عَلَى تَضْمِينِهِ مَعْنَى الْإِحَاطَةِ ، وَقَوْلُهُ : ( إِذْ يَخْتَصِمُونَ ) مُتَعَلِّقٍ بِمَحْذُوفٍ أَيْ : مَا كَانَ لِي فِيمَا سَبَقَ عِلْمٌ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ بِحَالِ الْمَلَأِ الْأَعْلَى وَقْتَ اخْتِصَامِهِمْ ، وَالضَّمِيرُ فِي ( يَخْتَصِمُونَ ) رَاجِعٌ إِلَى الْمَلَأِ الْأَعْلَى ، وَالْخُصُومَةُ الْكَائِنَةُ بَيْنَهُمْ هِيَ فِي أَمْرِ آدَمَ كَمَا يُفِيدُهُ مَا سَيَأْتِي قَرِيبًا .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=70إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ اخْتِصَامِهِمُ الْمُجْمَلِ وَبَيْنَ تَفْصِيلِهِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=71إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ [ ص : 71 ] . وَالْمَعْنَى : مَا يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا إِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ . قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْمَعْنَى مَا يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّنِي نَذِيرٌ مُبِينٌ أُبَيِّنُ لَكُمْ مَا تَأْتُونَ مِنَ الْفَرَائِضِ وَالسُّنَنِ وَمَا تَدَعُونَ مِنَ الْحَرَامِ وَالْمَعْصِيَةِ . قَالَ : كَأَنَّكَ قُلْتَ : مَا يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا الْإِنْذَارُ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ بِمَعْنَى مَا يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا لِأَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِفَتْحِ هَمْزَةِ ( أَنَّمَا ) عَلَى أَنَّهَا وَمَا فِي حَيِّزِهَا فِي مَحَلِّ رَفْعٍ لِقِيَامِهَا مَقَامَ الْفَاعِلِ أَيْ : مَا يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا الْإِنْذَارُ ، أَوْ إِلَّا كَوْنِي نَذِيرًا مُبِينًا ، أَوْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ ، أَوْ جَرٍّ بَعْدَ إِسْقَاطِ لَامِ الْعِلَّةِ ، وَالْقَائِمُ مَقَامَ الْفَاعِلِ عَلَى هَذَا الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ . وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ ; لِأَنَّ فِي الْوَحْيِ مَعْنَى الْقَوْلِ ، وَهِيَ الْقَائِمَةُ مَقَامَ الْفَاعِلِ عَلَى سَبِيلِ الْحِكَايَةِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : مَا يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا هَذِهِ الْجُمْلَةُ الْمُتَضَمِّنَةُ لِهَذَا الْإِخْبَارِ ، وَهُوَ أَنْ أَقُولَ لَكُمْ : إِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ .
وَقِيلَ : إِنَّ الضَّمِيرَ فِي ( يَخْتَصِمُونَ ) عَائِدٌ إِلَى
قُرَيْشٍ ، يَعْنِي قَوْلَ مَنْ قَالَ مِنْهُمُ : الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ ، وَالْمَعْنَى : مَا كَانَ لِي عِلْمٌ بِالْمَلَائِكَةِ إِذْ تَخْتَصِمُ فِيهِمْ
قُرَيْشٌ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=57وَغَسَّاقٌ قَالَ : الزَّمْهَرِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ قَالَ : مِنْ نَحْوِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=58أَزْوَاجٌ قَالَ : أَلْوَانٌ مِنَ الْعَذَابِ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021292لَوْ أَنَّ دَلْوًا مِنْ غَسَّاقٍ يُهَرَاقُ فِي الدُّنْيَا لَأَنْتَنَ أَهْلُ الدُّنْيَا .
قَالَ
التِّرْمِذِيُّ بَعْدَ إِخْرَاجِهِ : لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ
رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ . قُلْتُ :
وَرِشْدِينُ فِيهِ مَقَالٌ مَعْرُوفٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=61فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ قَالَ : أَفَاعِي وَحَيَّاتٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى قَالَ : الْمَلَائِكَةُ حِينَ شُووِرُوا فِي خَلْقِ
آدَمَ فَاخْتَصَمُوا فِيهِ ، وَقَالُوا : لَا تَجْعَلْ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=17032مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ قَالَ : هِيَ الْخُصُومَةُ فِي شَأْنِ
آدَمَ حَيْثُ قَالُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا [ الْبَقَرَةِ : 30 ] .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
وَأَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ
وَابْنُ نَصْرٍ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021293أَتَانِي اللَّيْلَةَ رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ، أَحْسَبُهُ قَالَ : فِي الْمَنَامِ ، قَالَ : يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى ؟ قُلْتُ : لَا ، فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ أَوْ فِي نَحْرِي ، فَعَلِمْتُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، ثُمَّ قَالَ لِي : يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى ؟ قُلْتُ : نَعَمْ فِي الْكَفَّارَاتِ ، وَالْكَفَّارَاتُ : الْمُكْثُ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ ، وَالْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ ، وَإِبْلَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ الْحَدِيثَ .
وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ
وَمُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ نَحْوَهُ بِأَطْوَلَ مِنْهُ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003559وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=98جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ نَحْوَهُ بِأَخْصَرَ مِنْهُ .
وَأَخْرَجَا أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَهُ ، وَفِي الْبَابِ أَحَادِيثُ .