nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=66قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=68هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=69ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=70الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=71إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=72في الحميم ثم في النار يسجرون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=73ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=74من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=75ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=76ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=79الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=81ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون nindex.php?page=treesubj&link=29428_28678_28666أمر الله - سبحانه - رسوله أن يخبر المشركين بأن الله نهاه عن عبادة غيره وأمره بالتوحيد فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=66قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله وهي الأصنام .
ثم بين وجه النهي فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=66لما جاءني البينات من ربي وهي الأدلة العقلية والنقلية ، فإنها توجب التوحيد
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=66وأمرت أن أسلم لرب العالمين أي : أستسلم له بالانقياد والخضوع .
ثم أردف هذا بذكر دليل من
nindex.php?page=treesubj&link=28658_32688الأدلة على التوحيد فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67هو الذي خلقكم من تراب أي : خلق أباكم الأول ، وهو
آدم ، وخلقه من تراب يستلزم خلق ذريته منه
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67ثم من نطفة ثم من علقة قد تقدم تفسير هذا في غير موضع
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67ثم يخرجكم طفلا أي : أطفالا ، وأفرده لكونه اسم جنس ، أو على معنى يخرج كل واحد منكم طفلا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67ثم لتبلغوا أشدكم وهي الحالة التي تجتمع فيها القوة والعقل ، وقد سبق بيان الأشد مستوفى في الأنعام ، واللام التعليلية في
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67لتبلغوا معطوفة على علة أخرى ، ليخرجكم مناسبة لها والتقدير : لتكبروا شيئا فشيئا ثم لتبلغوا غاية الكمال ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67ثم لتكونوا شيوخا معطوف على لتبلغوا ، قرأ
نافع وحفص وأبو عمرو وابن محيصن وهشام nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67شيوخا بضم الشين ، وقرأ الباقون بكسرها ، وقرئ " شيخا " على الإفراد لقوله طفلا ، والشيخ من جاوز الأربعين سنة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67ومنكم من يتوفى من قبل أي : من قبل الشيخوخة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67ولتبلغوا أجلا مسمى أي : وقت الموت أو يوم القيامة ، واللام هي لام العاقبة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67ولعلكم تعقلون أي : لكي تعقلوا توحيد ربكم وقدرته البالغة في خلقكم على هذه الأطوار المختلفة .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=68هو الذي يحيي ويميت أي : يقدر على الإحياء والإماتة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=68فإذا قضى أمرا من الأمور التي يريدها
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=68فإنما يقول له كن فيكون من غير توقف ، وهو تمثيل لتأثير قدرته في المقدورات عند تعلق إرادته بها ، وقد تقدم تحقيق معناه في البقرة وفيما بعدها .
ثم عجب - سبحانه - من أحوال المجادلين في آيات الله فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=69ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله وقد سبق بيان معنى المجادلة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=69أنى يصرفون أي :
[ ص: 1307 ] كيف يصرفون عنها مع قيام الأدلة الدالة على صحتها ، وأنها في أنفسها موجبة للتوحيد .
قال
ابن زيد : هم المشركون بدليل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=70الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا قال
القرطبي : وقال أكثر المفسرين نزلت في
القدرية . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين : إن لم تكن هذه الآية نزلت في
القدرية فلا أدري فيمن نزلت .
ويجاب عن هذا بأن الله - سبحانه - قد وصف هؤلاء بصفة تدل على غير ما قالوه ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=70الذين كذبوا بالكتاب أي : بالقرآن ، وهذا وصف لا يصح أن يطلق على فرقة من فرق الإسلام ، والموصول إما في محل جر على أنه نعت للموصول الأول ، أو بدل منه ، ويجوز أن يكون في محل نصب على الذم ، والمراد بالكتاب إما القرآن أو جنس الكتب المنزلة من عند الله ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=70وبما أرسلنا به رسلنا معطوف على قوله بالكتاب ، ويراد به ما يوحى إلى الرسل من غير كتاب إن كانت اللام في الكتاب للجنس أو سائر الكتب إن كان المراد بالكتاب القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=70فسوف يعلمون عاقبة أمرهم ووبال كفرهم ، وفي هذا وعيد شديد .
والظرف في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=71nindex.php?page=treesubj&link=30437_29011إذ الأغلال في أعناقهم متعلق بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57يعلمون أي : فسوف يعلمون وقت كون الأغلال في أعناقهم ، والسلاسل معطوف على الأغلال ، والتقدير : إذ الأغلال والسلاسل في أعناقهم ، ويجوز أن يرتفع السلاسل على أنه مبتدأ وخبره محذوف لدلالة في أعناقهم عليه ، ويجوز أن يكون خبره
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=71يسحبون في الحميم بحذف العائد أي : يسحبون بها في الحميم ، وهذا على قراءة الجمهور برفع السلاسل ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وعكرمة وأبو الجوزاء بنصبها ، وقرأوا " يسحبون " بفتح الياء مبنيا للفاعل ، فتكون السلاسل مفعولا مقدما ، وقرأ بعضهم بجر السلاسل .
قال
الفراء : وهذه القراءة محمولة على المعنى ، إذ المعنى : أعناقهم في الأغلال والسلاسل .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى على هذه القراءة : وفي السلاسل يسحبون ، واعترضه
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري بأن ذلك لا يجوز في العربية ، ومحل يسحبون على تقدير عطف السلاسل على الأغلال ، وعلى تقدير كونها مبتدأ وخبرها في أعناقهم النصب على الحال ، أو لا محل له ، بل هو مستأنف جواب سؤال مقدر .
والحميم هو المتناهي في الحر ، وقيل : الصديد وقد تقدم تفسيره
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=72ثم في النار يسجرون يقال : سجرت التنور أي : أوقدته وسجرته ملأته بالوقود ، ومنه
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=6والبحر المسجور أي : المملوء ، فالمعنى : توقد بهم النار أو تملأ بهم . قال
مجاهد ومقاتل : توقد بهم النار فصاروا وقودها .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=92وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله هذا توبيخ وتقريع لهم أي : أين الشركاء الذين كنتم تعبدونهم من دون الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=74قالوا ضلوا عنا أي : ذهبوا وفقدناهم فلا نراهم ، ثم أضربوا عن ذلك وانتقلوا إلى الإخبار بعدمهم وأنه لا وجود لهم فقالوا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=74بل لم نكن ندعو من قبل شيئا أي : لم نكن نعبد شيئا ، قالوا هذا لما تبين لهم ما كانوا فيه من الضلالة والجهالة وأنهم كانوا يعبدون ما لا يبصر ولا يسمع ولا يضر ولا ينفع ، وليس هذا إنكارا منهم لوجود الأصنام التي كانوا يعبدونها ، بل اعتراف منهم بأن عبادتهم إياها كانت باطلة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=74كذلك يضل الله الكافرين أي : مثل ذلك الضلال يضل الله الكافرين حيث عبدوا هذه الأصنام التي أوصلتهم إلى النار .
والإشارة بقوله : ذلكم إلى الإضلال المدلول عليه بالفعل أي : ذلك الإضلال بسبب
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=75بما كنتم تفرحون في الأرض أي : بما كنتم تظهرون في الدنيا من الفرح بمعاصي الله والسرور بمخالفة رسله وكتبه ، وقيل : بما كنتم تفرحون به من المال والأتباع والصحة ، وقيل : بما كنتم تفرحون به من إنكار البعث ، وقيل : المراد بالفرح هنا البطر والتكبر ، وبالمرح الزيادة في البطر .
وقال
مجاهد وغيره : تمرحون أي : تبطرون وتأشرون . وقال
الضحاك : الفرح السرور ، والمرح العدوان . وقال
مقاتل المرح : البطر والخيلاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=76ادخلوا أبواب جهنم حال كونكم خالدين فيها أي : مقدرين الخلود فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=76فبئس مثوى المتكبرين عن قبول الحق جهنم .
ثم أمر الله - سبحانه - رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالصبر ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77فاصبر إن وعد الله حق أي : وعده بالانتقام منهم كائن لا محالة ، إما في الدنيا أو في الآخرة ، ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77فإما نرينك بعض الذي نعدهم من العذاب في الدنيا بالقتل والأسر والقهر ، و ما في " فإما " زائدة على مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج ، والأصل : ( فإن نرك ) ، ولحقت بالفعل نون التأكيد وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77أو نتوفينك معطوف على نرينك أي : أو نتوفينك قبل إنزال العذاب بهم
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77فإلينا يرجعون يوم القيامة فنعذبهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك أي : أنبأناك بأخبارهم وما لقوه من قومهم
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78ومنهم من لم نقصص عليك خبره ولا أوصلنا إليك علم ما كان بينه وبين قومه
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لا من قبل نفسه ، والمراد بالآية : المعجزة الدالة على نبوته
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78فإذا جاء أمر الله أي : إذا جاء الوقت المعين لعذابهم في الدنيا أو في الآخرة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78قضي بالحق فيما بينهم فينجي الله بقضائه الحق عباده المحقين
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78وخسر هنالك أي : في ذلك الوقت
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78المبطلون الذين يتبعون الباطل ويعملون به .
ثم
nindex.php?page=treesubj&link=32412امتن - سبحانه - على عباده بنوع من أنواع نعمه التي لا تحصى فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=79الله الذي جعل لكم الأنعام أي : خلقها لأجلكم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الأنعام هاهنا الإبل ، وقيل : الأزواج الثمانية
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=79لتركبوا منها من للتبعيض ، وكذلك في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=79ومنها تأكلون ويجوز أن تكون لابتداء الغاية في الموضعين ومعناها : ابتداء الركوب وابتداء الأكل ، والأول أولى .
والمعنى : لتركبوا بعضها وتأكلوا بعضها .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80ولكم فيها منافع أخر غير الركوب والأكل من الوبر والصوف والشعر والزبد والسمن والجبن وغير ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم قال
مجاهد ومقاتل ،
وقتادة : تحمل أثقالكم من بلد إلى بلد ، وقد تقدم بيان هذا مستوفى في سورة النحل
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80وعليها وعلى الفلك تحملون [ ص: 1308 ] أي : على الإبل في البر ، وعلى السفن في البحر .
وقيل : المراد بالحمل على الأنعام هنا حمل الولدان والنساء بالهوادج .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=81ويريكم آياته أي : دلالاته الدالة على كمال قدرته ووحدانيته
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=81فأي آيات الله تنكرون فإنها كلها من الظهور وعدم الخفاء بحيث لا ينكرها منكر ولا يجحدها جاحد ، وفيه تقريع لهم وتوبيخ عظيم ، ونصب أي : بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=81تنكرون ، وإنما قدم على العامل فيه لأن له صدر الكلام .
ثم أرشدهم - سبحانه - إلى
nindex.php?page=treesubj&link=19784الاعتبار والتفكر في آيات الله فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم من الأمم التي عصت الله وكذبت رسلها ، فإن الآثار الموجودة في ديارهم تدل على ما نزل بهم من العقوبة وما صاروا إليه من سوء العاقبة .
ثم بين - سبحانه - أن تلك الأمم كانوا فوق هؤلاء في الكثرة والقوة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82كانوا أكثر منهم وأشد قوة أي : أكثر منهم عددا وأقوى منهم أجسادا وأوسع منهم أموالا ، وأظهر منهم آثارا في الأرض بالعمائر والمصانع والحرث
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون يجوز أن تكون ما الأولى استفهامية أي : أي شيء أغنى عنهم ، أو نافية أي : لم يغن عنهم ، وما الثانية يجوز أن تكون موصولة وأن تكون مصدرية .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فلما جاءتهم رسلهم بالبينات أي : بالحجج الواضحات والمعجزات الظاهرات
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فرحوا بما عندهم من العلم أي : أظهروا الفرح بما عندهم مما يدعون أنه من العلم من الشبه الداحضة والدعاوى الزائغة ، وسماه علما تهكما بهم ، أو على ما يعتقدونه .
وقال
مجاهد : قالوا نحن أعلم منهم لن نعذب ولن نبعث ، وقيل : المراد : من علم أحوال الدنيا لا الدين كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا [ الروم : 7 ] وقيل : الذين فرحوا بما عندهم من العلم هم الرسل ، وذلك أنه لما كذبهم قومهم أعلمهم الله بأنه مهلك الكافرين ومنج المؤمنين ففرحوا بذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون أي : أحاط بهم جزاء استهزائهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فلما رأوا بأسنا أي : عاينوا عذابنا النازل بهم
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين وهي الأصنام التي كانوا يعبدونها .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا أي : عند معاينة عذابنا ؛ لأن ذلك الإيمان ليس بالإيمان النافع لصاحبه ، فإنه إنما ينفع الإيمان الاختياري لا الإيمان الاضطراري
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85سنة الله التي قد خلت في عباده أي : التي قد مضت في عباده ، والمعنى : أن الله - سبحانه - سن هذه السنة في الأمم كلها أنه لا ينفعهم الإيمان إذا رأوا العذاب .
وقد مضى بيان هذا في سورة النساء وسورة التوبة ، وانتصاب سنة على أنها مصدر مؤكد لفعل محذوف بمنزلة وعد الله وما أشبهه من المصادر المؤكدة .
وقيل : هو منصوب على التحذير أي : احذروا يا
أهل مكة سنة الله في الأمم الماضية ، والأول أولى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85وخسر هنالك الكافرون أي : وقت رؤيتهم بأس الله ومعاينتهم لعذابه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الكافر خاسر في كل وقت ، ولكنه يتبين لهم خسرانهم إذا رأوا العذاب .
وقد أخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وحسنه
والحاكم وصححه ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في
nindex.php?page=treesubj&link=30337البعث والنشور عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021342تلا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=71إذ الأغلال في أعناقهم إلى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=72يسجرون فقال : لو أن رصاصة مثل هذه ، وأشار إلى جمجمة أرسلت من السماء إلى الأرض ، وهي مسيرة خمسمائة سنة لبلغت الأرض قبل الليل ، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار قبل أن تبلغ أصلها ، أو قال قعرها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في صفة النار عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : يسبحون في الحميم فينسلخ كل شيء عليهم من جلد ولحم وعرق حتى يصير في عقبه حتى إن لحمه قدر طوله ، وطوله ستون ذراعا ، ثم يكسى جلدا آخر ، ثم يسجر في الحميم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78ومنهم من لم نقصص عليك قال : بعث الله عبدا حبشيا فهو ممن لم يقصص على
محمد .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=66قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=68هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=69أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=70الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=71إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=72فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=73ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=74مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=75ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=76ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=79اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=81وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29428_28678_28666أَمَرَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - رَسُولَهُ أَنْ يُخْبِرَ الْمُشْرِكِينَ بِأَنَّ اللَّهَ نَهَاهُ عَنْ عِبَادَةِ غَيْرِهِ وَأَمَرَهُ بِالتَّوْحِيدِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=66قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهِيَ الْأَصْنَامُ .
ثُمَّ بَيَّنَ وَجْهَ النَّهْيِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=66لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَهِيَ الْأَدِلَّةُ الْعَقْلِيَّةُ وَالنَّقْلِيَّةُ ، فَإِنَّهَا تُوجِبُ التَّوْحِيدَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=66وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ أَيْ : أَسْتَسْلِمَ لَهُ بِالِانْقِيَادِ وَالْخُضُوعِ .
ثُمَّ أَرْدَفَ هَذَا بِذِكْرِ دَلِيلٍ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=28658_32688الْأَدِلَّةِ عَلَى التَّوْحِيدِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ أَيْ : خَلَقَ أَبَاكُمُ الْأَوَّلَ ، وَهُوَ
آدَمُ ، وَخَلْقُهُ مِنْ تُرَابٍ يَسْتَلْزِمُ خَلْقَ ذُرِّيَّتِهِ مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا أَيْ : أَطْفَالًا ، وَأَفْرَدَهُ لِكَوْنِهِ اسْمَ جِنْسٍ ، أَوْ عَلَى مَعْنَى يُخْرِجُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ طِفْلًا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَهِيَ الْحَالَةُ الَّتِي تَجْتَمِعُ فِيهَا الْقُوَّةُ وَالْعَقْلُ ، وَقَدْ سَبَقَ بَيَانُ الْأَشُدِّ مُسْتَوْفًى فِي الْأَنْعَامِ ، وَاللَّامُ التَّعْلِيلِيَّةُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67لِتَبْلُغُوا مَعْطُوفَةٌ عَلَى عِلَّةٍ أُخْرَى ، لِيُخْرِجَكُمْ مُنَاسِبَةٌ لَهَا وَالتَّقْدِيرُ : لِتَكْبُرُوا شَيْئًا فَشَيْئًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا غَايَةَ الْكَمَالِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا مَعْطُوفٌ عَلَى لِتَبْلُغُوا ، قَرَأَ
نَافِعٌ وَحَفْصٌ وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَهِشَامٌ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67شُيُوخًا بِضَمِّ الشِّينِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا ، وَقُرِئَ " شَيْخًا " عَلَى الْإِفْرَادِ لِقَوْلِهِ طِفْلًا ، وَالشَّيْخُ مَنْ جَاوَزَ الْأَرْبَعِينَ سَنَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ أَيْ : مِنْ قَبْلِ الشَّيْخُوخَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى أَيْ : وَقْتَ الْمَوْتِ أَوْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَاللَّامُ هِيَ لَامُ الْعَاقِبَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ أَيْ : لِكَيْ تَعْقِلُوا تَوْحِيدَ رَبِّكُمْ وَقُدْرَتَهُ الْبَالِغَةَ فِي خَلْقِكُمْ عَلَى هَذِهِ الْأَطْوَارِ الْمُخْتَلِفَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=68هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ أَيْ : يَقْدِرُ عَلَى الْإِحْيَاءِ وَالْإِمَاتَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=68فَإِذَا قَضَى أَمْرًا مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي يُرِيدُهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=68فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ مِنْ غَيْرِ تَوَقُّفٍ ، وَهُوَ تَمْثِيلٌ لِتَأْثِيرِ قُدْرَتِهِ فِي الْمَقْدُورَاتِ عِنْدَ تَعَلُّقِ إِرَادَتِهِ بِهَا ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُ مَعْنَاهُ فِي الْبَقَرَةِ وَفِيمَا بَعْدَهَا .
ثُمَّ عَجِبَ - سُبْحَانَهُ - مِنْ أَحْوَالِ الْمُجَادِلِينَ فِي آيَاتِ اللَّهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=69أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ وَقَدْ سَبَقَ بَيَانُ مَعْنَى الْمُجَادَلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=69أَنَّى يُصْرَفُونَ أَيْ :
[ ص: 1307 ] كَيْفَ يُصْرَفُونَ عَنْهَا مَعَ قِيَامِ الْأَدِلَّةِ الدَّالَّةِ عَلَى صِحَّتِهَا ، وَأَنَّهَا فِي أَنْفُسِهَا مُوجِبَةٌ لِلتَّوْحِيدِ .
قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : هُمُ الْمُشْرِكُونَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=70الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : وَقَالَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ نَزَلَتْ فِي
الْقَدَرِيَّةِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنُ سِيرِينَ : إِنْ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ الْآيَةُ نَزَلَتْ فِي
الْقَدَرِيَّةِ فَلَا أَدْرِي فِيمَنْ نَزَلَتْ .
وَيُجَابُ عَنْ هَذَا بِأَنَّ اللَّهَ - سُبْحَانَهُ - قَدْ وَصَفَ هَؤُلَاءِ بِصِفَةٍ تَدُلُّ عَلَى غَيْرِ مَا قَالُوهُ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=70الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ أَيْ : بِالْقُرْآنِ ، وَهَذَا وَصْفٌ لَا يَصِحُّ أَنْ يُطْلَقَ عَلَى فِرْقَةٍ مِنْ فِرَقِ الْإِسْلَامِ ، وَالْمَوْصُولُ إِمَّا فِي مَحَلِّ جَرٍّ عَلَى أَنَّهُ نَعْتٌ لِلْمَوْصُولِ الْأَوَّلِ ، أَوْ بَدَلٌ مِنْهُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الذَّمِّ ، وَالْمُرَادُ بِالْكِتَابِ إِمَّا الْقُرْآنُ أَوْ جِنْسُ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=70وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ بِالْكِتَابِ ، وَيُرَادُ بِهِ مَا يُوحَى إِلَى الرُّسُلِ مِنْ غَيْرِ كِتَابٍ إِنْ كَانَتِ اللَّامُ فِي الْكِتَابِ لِلْجِنْسِ أَوْ سَائِرِ الْكُتُبِ إِنْ كَانَ الْمُرَادُ بِالْكِتَابِ الْقُرْآنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=70فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ عَاقِبَةَ أَمْرِهِمْ وَوَبَالَ كُفْرِهِمْ ، وَفِي هَذَا وَعِيدٌ شَدِيدٌ .
وَالظَّرْفُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=71nindex.php?page=treesubj&link=30437_29011إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ مُتَعَلِّقٌ بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57يَعْلَمُونَ أَيْ : فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ وَقْتَ كَوْنِ الْأَغْلَالِ فِي أَعْنَاقِهِمْ ، وَالسَّلَاسِلُ مَعْطُوفٌ عَلَى الْأَغْلَالِ ، وَالتَّقْدِيرُ : إِذِ الْأَغْلَالُ وَالسَّلَاسِلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَرْتَفِعَ السَّلَاسِلُ عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ مَحْذُوفٌ لِدَلَالَةِ فِي أَعْنَاقِهِمْ عَلَيْهِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=71يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ بِحَذْفِ الْعَائِدِ أَيْ : يُسْحَبُونَ بِهَا فِي الْحَمِيمِ ، وَهَذَا عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ بِرَفْعِ السَّلَاسِلِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنُ مَسْعُودٍ وَعِكْرِمَةُ وَأَبُو الْجَوْزَاءِ بِنَصْبِهَا ، وَقَرَأُوا " يَسْحَبُونَ " بِفَتْحِ الْيَاءِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ، فَتَكُونُ السَّلَاسِلُ مَفْعُولًا مُقَدَّمًا ، وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ بِجَرِّ السَّلَاسِلِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ مَحْمُولَةٌ عَلَى الْمَعْنَى ، إِذِ الْمَعْنَى : أَعْنَاقُهُمْ فِي الْأَغْلَالِ وَالسَّلَاسِلِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ : وَفِي السَّلَاسِلِ يُسْحَبُونَ ، وَاعْتَرَضَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ بِأَنَّ ذَلِكَ لَا يَجُوزُ فِي الْعَرَبِيَّةِ ، وَمَحَلُّ يُسْحَبُونَ عَلَى تَقْدِيرِ عَطْفِ السَّلَاسِلِ عَلَى الْأَغْلَالِ ، وَعَلَى تَقْدِيرِ كَوْنِهَا مُبْتَدَأً وَخَبَرُهَا فِي أَعْنَاقِهِمُ النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ ، أَوْ لَا مَحَلَّ لَهُ ، بَلْ هُوَ مُسْتَأْنَفٌ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ .
وَالْحَمِيمُ هُوَ الْمُتَنَاهِي فِي الْحَرِّ ، وَقِيلَ : الصَّدِيدُ وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=72ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ يُقَالُ : سَجَرْتُ التَّنُّورَ أَيْ : أَوْقَدْتُهُ وَسَجَّرْتُهُ مَلَأْتُهُ بِالْوَقُودِ ، وَمِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=6وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ أَيِ : الْمَمْلُوءِ ، فَالْمَعْنَى : تُوقَدُ بِهِمُ النَّارُ أَوْ تُمْلَأُ بِهِمْ . قَالَ
مُجَاهِدٌ وَمُقَاتِلٌ : تُوقَدُ بِهِمُ النَّارُ فَصَارُوا وَقُودَهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=92وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ هَذَا تَوْبِيخٌ وَتَقْرِيعٌ لَهُمْ أَيْ : أَيْنَ الشُّرَكَاءُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَعْبُدُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=74قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا أَيْ : ذَهَبُوا وَفَقَدْنَاهُمْ فَلَا نَرَاهُمْ ، ثُمَّ أَضْرَبُوا عَنْ ذَلِكَ وَانْتَقَلُوا إِلَى الْإِخْبَارِ بِعَدَمِهِمْ وَأَنَّهُ لَا وُجُودَ لَهُمْ فَقَالُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=74بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا أَيْ : لَمْ نَكُنْ نَعْبُدُ شَيْئًا ، قَالُوا هَذَا لَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَالْجَهَالَةِ وَأَنَّهُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ مَا لَا يُبْصِرُ وَلَا يَسْمَعُ وَلَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ ، وَلَيْسَ هَذَا إِنْكَارًا مِنْهُمْ لِوُجُودِ الْأَصْنَامِ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا ، بَلِ اعْتِرَافٌ مِنْهُمْ بِأَنَّ عِبَادَتَهُمْ إِيَّاهَا كَانَتْ بَاطِلَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=74كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ أَيْ : مِثْلَ ذَلِكَ الضَّلَالِ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ حَيْثُ عَبَدُوا هَذِهِ الْأَصْنَامَ الَّتِي أَوْصَلَتْهُمْ إِلَى النَّارِ .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكُمْ إِلَى الْإِضْلَالِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ بِالْفِعْلِ أَيْ : ذَلِكَ الْإِضْلَالُ بِسَبَبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=75بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ أَيْ : بِمَا كُنْتُمْ تُظْهِرُونَ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْفَرَحِ بِمَعَاصِي اللَّهِ وَالسُّرُورِ بِمُخَالَفَةِ رُسُلِهِ وَكُتُبِهِ ، وَقِيلَ : بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ بِهِ مِنَ الْمَالِ وَالْأَتْبَاعِ وَالصِّحَّةِ ، وَقِيلَ : بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ بِهِ مِنْ إِنْكَارِ الْبَعْثِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْفَرَحِ هُنَا الْبَطَرُ وَالتَّكَبُّرُ ، وَبِالْمَرَحِ الزِّيَادَةُ فِي الْبَطَرِ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ : تَمْرَحُونَ أَيْ : تَبْطَرُونَ وَتَأْشَرُونَ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : الْفَرَحُ السُّرُورُ ، وَالْمَرَحُ الْعُدْوَانُ . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ الْمَرَحُ : الْبَطَرُ وَالْخُيَلَاءُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=76ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ حَالَ كَوْنِكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا أَيْ : مُقَدِّرِينَ الْخُلُودَ فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=76فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ عَنْ قَبُولِ الْحَقِّ جَهَنَّمُ .
ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِالصَّبْرِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ أَيْ : وَعْدَهُ بِالِانْتِقَامِ مِنْهُمْ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ ، إِمَّا فِي الدُّنْيَا أَوْ فِي الْآخِرَةِ ، وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ مِنَ الْعَذَابِ فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَالْأَسْرِ وَالْقَهْرِ ، وَ مَا فِي " فَإِمَّا " زَائِدَةٌ عَلَى مَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدِ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجِ ، وَالْأَصْلُ : ( فَإِنْ نُرِكَ ) ، وَلَحِقَتْ بِالْفِعْلِ نُونُ التَّأْكِيدِ وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ مَعْطُوفٌ عَلَى نُرِيَنَّكَ أَيْ : أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ قَبْلَ إِنْزَالِ الْعَذَابِ بِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَنُعَذِّبُهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ أَيْ : أَنْبَأْنَاكَ بِأَخْبَارِهِمْ وَمَا لَقُوهُ مِنْ قَوْمِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ خَبَرَهُ وَلَا أَوْصَلْنَا إِلَيْكَ عِلْمَ مَا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لَا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ ، وَالْمُرَادُ بِالْآيَةِ : الْمُعْجِزَةُ الدَّالَّةُ عَلَى نُبُوَّتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ أَيْ : إِذَا جَاءَ الْوَقْتُ الْمُعَيَّنُ لِعَذَابِهِمْ فِي الدُّنْيَا أَوْ فِي الْآخِرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78قُضِيَ بِالْحَقِّ فِيمَا بَيْنَهُمْ فَيُنَجِّي اللَّهُ بِقَضَائِهِ الْحَقِّ عِبَادَهُ الْمُحِقِّينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78وَخَسِرَ هُنَالِكَ أَيْ : فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78الْمُبْطِلُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الْبَاطِلَ وَيَعْمَلُونَ بِهِ .
ثُمَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32412امْتَنَّ - سُبْحَانَهُ - عَلَى عِبَادِهِ بِنَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ نِعَمِهِ الَّتِي لَا تُحْصَى فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=79اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ أَيْ : خَلَقَهَا لِأَجْلِكُمْ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْأَنْعَامُ هَاهُنَا الْإِبِلُ ، وَقِيلَ : الْأَزْوَاجُ الثَّمَانِيَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=79لِتَرْكَبُوا مِنْهَا مِنْ لِلتَّبْعِيضِ ، وَكَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=79وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَمَعْنَاهَا : ابْتِدَاءُ الرُّكُوبِ وَابْتِدَاءُ الْأَكْلِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَالْمَعْنَى : لِتَرْكَبُوا بَعْضَهَا وَتَأْكُلُوا بَعْضَهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ أَخَّرَ غَيْرَ الرُّكُوبِ وَالْأَكْلَ مِنَ الْوَبَرِ وَالصُّوفِ وَالشَّعْرِ وَالزُّبْدِ وَالسَّمْنِ وَالْجُبْنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ قَالَ
مُجَاهِدٌ وَمُقَاتِلٌ ،
وَقَتَادَةُ : تَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ هَذَا مُسْتَوْفًى فِي سُورَةِ النَّحْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ [ ص: 1308 ] أَيْ : عَلَى الْإِبِلِ فِي الْبَرِّ ، وَعَلَى السُّفُنِ فِي الْبَحْرِ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْحَمْلِ عَلَى الْأَنْعَامِ هُنَا حَمْلُ الْوِلْدَانِ وَالنِّسَاءِ بِالْهَوَادِجِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=81وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ أَيْ : دَلَالَاتِهِ الدَّالَّةَ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=81فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ فَإِنَّهَا كُلَّهَا مِنَ الظُّهُورِ وَعَدَمِ الْخَفَاءِ بِحَيْثُ لَا يُنْكِرُهَا مُنْكِرٌ وَلَا يَجْحَدُهَا جَاحِدٌ ، وَفِيهِ تَقْرِيعٌ لَهُمْ وَتَوْبِيخٌ عَظِيمٌ ، وَنُصِبَ أَيَّ : بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=81تُنْكِرُونَ ، وَإِنَّمَا قُدِّمَ عَلَى الْعَامِلِ فِيهِ لِأَنَّ لَهُ صَدْرَ الْكَلَامِ .
ثُمَّ أَرْشَدَهُمْ - سُبْحَانَهُ - إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=19784الِاعْتِبَارِ وَالتَّفَكُّرِ فِي آيَاتِ اللَّهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْأُمَمِ الَّتِي عَصَتِ اللَّهَ وَكَذَّبَتْ رُسُلَهَا ، فَإِنَّ الْآثَارَ الْمَوْجُودَةَ فِي دِيَارِهِمْ تَدُلُّ عَلَى مَا نَزَلَ بِهِمْ مِنَ الْعُقُوبَةِ وَمَا صَارُوا إِلَيْهِ مِنْ سُوءِ الْعَاقِبَةِ .
ثُمَّ بَيَّنَ - سُبْحَانَهُ - أَنَّ تِلْكَ الْأُمَمَ كَانُوا فَوْقَ هَؤُلَاءِ فِي الْكَثْرَةِ وَالْقُوَّةِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً أَيْ : أَكْثَرَ مِنْهُمْ عَدَدًا وَأَقْوَى مِنْهُمْ أَجْسَادًا وَأَوْسَعَ مِنْهُمْ أَمْوَالًا ، وَأَظْهَرَ مِنْهُمْ آثَارًا فِي الْأَرْضِ بِالْعَمَائِرِ وَالْمَصَانِعِ وَالْحَرْثِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَا الْأُولَى اسْتِفْهَامِيَّةً أَيْ : أَيُّ شَيْءٍ أَغْنَى عَنْهُمْ ، أَوْ نَافِيَةً أَيْ : لَمْ يُغْنِ عَنْهُمْ ، وَمَا الثَّانِيَةُ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَوْصُولَةً وَأَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ أَيْ : بِالْحُجَجِ الْوَاضِحَاتِ وَالْمُعْجِزَاتِ الظَّاهِرَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ أَيْ : أَظْهَرُوا الْفَرَحَ بِمَا عِنْدَهُمْ مِمَّا يَدَّعُونَ أَنَّهُ مِنَ الْعِلْمِ مِنَ الشُّبَهِ الدَّاحِضَةِ وَالدَّعَاوَى الزَّائِغَةِ ، وَسَمَّاهُ عِلْمًا تَهَكُّمًا بِهِمْ ، أَوْ عَلَى مَا يَعْتَقِدُونَهُ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ مِنْهُمْ لَنْ نُعَذَّبَ وَلَنْ نُبْعَثَ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ : مِنْ عِلْمِ أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَا الدِّينِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [ الرُّومِ : 7 ] وَقِيلَ : الَّذِينَ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ هُمُ الرُّسُلُ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا كَذَّبَهُمْ قَوْمُهُمْ أَعْلَمَهُمُ اللَّهُ بِأَنَّهُ مُهْلِكٌ الْكَافِرِينَ وَمُنْجٍ الْمُؤْمِنِينَ فَفَرِحُوا بِذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ أَيْ : أَحَاطَ بِهِمْ جَزَاءُ اسْتِهْزَائِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا أَيْ : عَايَنُوا عَذَابَنَا النَّازِلَ بِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ وَهِيَ الْأَصْنَامُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا أَيْ : عِنْدَ مُعَايَنَةِ عَذَابِنَا ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ الْإِيمَانَ لَيْسَ بِالْإِيمَانِ النَّافِعِ لِصَاحِبِهِ ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا يَنْفَعُ الْإِيمَانُ الِاخْتِيَارِيُّ لَا الْإِيمَانُ الِاضْطِرَارِيُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ أَيِ : الَّتِي قَدْ مَضَتْ فِي عِبَادِهِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ اللَّهَ - سُبْحَانَهُ - سَنَّ هَذِهِ السُّنَّةَ فِي الْأُمَمِ كُلِّهَا أَنَّهُ لَا يَنْفَعُهُمُ الْإِيمَانُ إِذَا رَأَوُا الْعَذَابَ .
وَقَدْ مَضَى بَيَانُ هَذَا فِي سُورَةِ النِّسَاءِ وَسُورَةِ التَّوْبَةِ ، وَانْتِصَابُ سُنَّةَ عَلَى أَنَّهَا مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ بِمَنْزِلَةِ وَعْدِ اللَّهِ وَمَا أَشْبَهَهُ مِنَ الْمَصَادِرِ الْمُؤَكِّدَةِ .
وَقِيلَ : هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى التَّحْذِيرِ أَيِ : احْذَرُوا يَا
أَهْلَ مَكَّةَ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ أَيْ : وَقْتَ رُؤْيَتِهِمْ بَأْسَ اللَّهِ وَمُعَايَنَتِهِمْ لِعَذَابِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْكَافِرُ خَاسِرٌ فِي كُلِّ وَقْتٍ ، وَلَكِنَّهُ يَتَبَيَّنُ لَهُمْ خُسْرَانُهُمْ إِذَا رَأَوُا الْعَذَابَ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=30337الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021342تَلَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=71إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ إِلَى قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=72يُسْجَرُونَ فَقَالَ : لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً مِثْلَ هَذِهِ ، وَأَشَارَ إِلَى جُمْجُمَةٍ أُرْسِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ، وَهِيَ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ لَبَلَغَتِ الْأَرْضَ قَبْلَ اللَّيْلِ ، وَلَوْ أَنَّهَا أُرْسِلَتْ مِنْ رَأْسِ السِّلْسِلَةِ لَسَارَتْ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ أَصْلَهَا ، أَوْ قَالَ قَعْرَهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي صِفَةِ النَّارِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : يَسْبَحُونَ فِي الْحَمِيمِ فَيَنْسَلِخُ كُلُّ شَيْءٍ عَلَيْهِمْ مِنْ جِلْدٍ وَلَحْمٍ وَعِرْقٍ حَتَّى يَصِيرَ فِي عَقِبِهِ حَتَّى إِنَّ لَحْمَهُ قُدِّرَ طُولُهُ ، وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ، ثُمَّ يُكْسَى جِلْدًا آخَرَ ، ثُمَّ يُسْجَرُ فِي الْحَمِيمِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=78وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ قَالَ : بَعَثَ اللَّهُ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَهُوَ مِمَّنْ لَمْ يَقْصُصْ عَلَى
مُحَمَّدٍ .