[ ص: 1457 ] nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29028_28766_29468_29680يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=15فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12يوم ترى المؤمنين والمؤمنات العامل في الظرف مضمر وهو : " اذكر " ، أو : " كريم " ، أو : " فيضاعفه " ، أو العامل في " لهم " وهو الاستقرار ، والخطاب لكل من يصلح له ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12يسعى نورهم في محل نصب على الحال من مفعول " ترى " ، والنور هو الضياء الذي يرى
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12بين أيديهم وبأيمانهم وذلك على الصراط يوم القيامة ، وهو دليلهم إلى الجنة .
قال
قتادة : إن المؤمن يضيء له نور كما بين
عدن إلى
صنعاء ، حتى إن من المؤمنين من لا يضيء له نوره إلا موضع قدميه .
وقال
الضحاك ،
ومقاتل : وبأيمانهم كتبهم التي أعطوها ، فكتبهم بأيمانهم ، ونورهم بين أيديهم .
قال
الفراء : الباء بمعنى في : أي في أيمانهم ، أو بمعنى عن .
قال
الضحاك أيضا : نورهم هداهم وبأيمانهم كتبهم ، واختار هذا
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير الطبري : أي يسعى إيمانهم وعملهم الصالح بين أيديهم ، وفي أيمانهم كتب أعمالهم ، قرأ الجمهور بأيمانهم جمع يمين .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد الساعدي ،
وأبو حيوة " بإيمانهم " بكسر الهمزة على أن المراد بالإيمان ضد الكفر ، وقيل هو القرآن ، والجار والمجرور في الموضعين في محل نصب على الحال من نورهم : أي كائنا بين أيديهم وبأيمانهم
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بشراكم مبتدأ ، وخبره " جنات " على تقدير مضاف : أي دخول جنات ، والجملة مقول قول مقدر : أي يقال لهم هذا ، والقائل لهم هم الملائكة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي : وأجاز
الفراء نصب " جنات " على الحال ، ويكون " اليوم " خبر " بشراكم " وهذا بعيد جدا
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12خالدين فيها حال مقدرة ، والإشارة بقوله : ذلك إلى النور والبشرى ، وهو مبتدأ وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12هو الفوز العظيم أي لا يقادر قدره حتى كأنه لا فوز غيره ، ولا اعتداد بما سواه .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13يوم يقول المنافقون والمنافقات " يوم " بدل من " يوم " الأول ، ويجوز أن يكون العامل فيه " الفوز العظيم " ، ويجوز أن يكون منصوبا بفعل مقدر : أي اذكر
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=16للذين آمنوا اللام للتبليغ كنظائرها .
قرأ الجمهور انظرونا أمرا بوصل الهمزة وضم الظاء من النظر بمعنى الانتظار أي : انتظرونا ، يقولون ذلك لما رأوا المؤمنين يسرع بهم إلى الجنة .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ،
وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17340ويحيى بن وثاب بقطع الهمزة وكسر الظاء من الإنظار : أي أمهلونا وأخبرونا ، يقال أنظرته واستنظرته : أي أمهلته واستمهلته .
قال
الفراء : تقول العرب أنظرني : أي انتظرني ، وأنشد قول
عمرو بن كلثوم :
أبا هند فلا تعجل علينا وأنظرنا نخبرك اليقينا
وقيل معنى " انظرونا " : انظروا إلينا ، لأنهم إذا نظروا إليهم استقبلوهم بوجوههم فيستضيئون بنورهم
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13نقتبس من نوركم أي نستضيء منه ، والقبس : الشعلة من النار والسراج ، فلما قالوا ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13قيل ارجعوا وراءكم أي قال لهم المؤمنون أو الملائكة زجرا لهم وتهكما بهم : أي ارجعوا وراءكم إلى الموضع الذي أخذنا منه النور
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13فالتمسوا نورا أي اطلبوا هنالك نورا لأنفسكم ، فإنه من هنالك يقتبس ، وقيل المعنى : ارجعوا إلى الدنيا فالتمسوا النور بما التمسناه به من الإيمان والأعمال الصالحة ، وقيل أرادوا بالنور ما وراءهم من الظلمة تهكما بهم
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13فضرب بينهم بسور السور : هو الحاجز بين الشيئين ، والمراد به هنا الحاجز بين الجنة والنار ، أو بين أهل الجنة وأهل النار .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : والباء في
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13بسور زائدة .
ثم وصف سبحانه
nindex.php?page=treesubj&link=30406السور المذكور فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13له باب باطنه فيه الرحمة أي باطن ذلك السور .
وهو الجانب الذي يلي أهل الجنة فيه الرحمة وهي الجنة وظاهره وهو الجانب الذي يلي أهل النار
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13من قبله العذاب أي من جهته عذاب جهنم ، وقيل إن المؤمنين يسبقونهم فيدخلون الجنة .
والمنافقون يحصلون في العذاب وبينهم السور ، وقيل إن الرحمة التي في باطنه نور المؤمنين ، والعذاب الذي في ظاهره ظلمة المنافقين .
ولما ضرب بالسور بين المؤمنين والمنافقين أخبر الله سبحانه عما قاله المنافقون إذ ذاك فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14ينادونهم ألم نكن معكم أي موافقين لكم في الظاهر نصلي بصلاتكم في مساجدكم ونعمل بأعمال الإسلام مثلكم ، والجملة مستأنفة كأنه قيل : فماذا قال
nindex.php?page=treesubj&link=30406المنافقون بعد ضرب السور بينهم وبين المؤمنين ؟ فقال : ينادونهم ، ثم أخبر سبحانه عما أجابهم به المؤمنون فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14قالوا بلى أي كنتم معنا في الظاهر
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14ولكنكم فتنتم أنفسكم بالنفاق وإبطان الكفر .
قال
مجاهد أهلكتموها بالنفاق ، وقيل بالشهوات واللذات
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14وتربصتم بمحمد صلى الله عليه وسلم وبمن معه من المؤمنين حوادث الدهر ، وقيل تربصتم بالتوبة ، والأول أولى وارتبتم أي شككتم في أمر الدين ولم تصدقوا ما نزل من القرآن ولا بالمعجزات الظاهرة
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14وغرتكم الأماني الباطلة التي من جملتها ما كنتم فيه من التربص ، وقيل هو طول الأمل ، وقيل ما كانوا يتمنونه من ضعف المؤمنين .
وقال
قتادة : " الأماني " هنا غرور الشيطان . وقيل الدنيا ، وقيل هو طمعهم في المغفرة ، وكل هذه الأشياء تدخل في مسمى الأماني
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14حتى جاء أمر الله وهو الموت ، وقيل نصره سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم .
وقال
قتادة : هو إلقاؤهم في النار
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14وغركم بالله الغرور قرأ الجمهور الغرور بفتح الغين ، وهو صفة على فعول ، والمراد به الشيطان : أي خدعكم بحلم الله وإمهاله الشيطان .
وقرأ
أبو حيوة ،
ومحمد بن السميفع ،
nindex.php?page=showalam&ids=16052وسماك بن حرب بضمها وهو مصدر .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=15فاليوم لا يؤخذ منكم فدية تفدون بها أنفسكم من النار أيها المنافقون
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=15ولا من الذين كفروا بالله ظاهرا وباطنا
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=15مأواكم النار أي منزلكم الذي تأوون
[ ص: 1458 ] إليه النار
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=15هي مولاكم أي هي أولى بكم ، والمولى في الأصل من يتولى مصالح الإنسان ثم استعمل في من يلازمه ، وقيل معنى مولاكم : مكانكم عن قرب ، من الولي وهو القريب .
وقيل إن الله يركب في النار الحياة والعقل ، فهي تتميز غيظا على الكفار ، وقيل المعنى : هي ناصركم على طريقة قول الشاعر :
تحية بينهم ضرب وجيع
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=15وبئس المصير الذي تصيرون إليه وهو النار .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والحاكم وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12يسعى نورهم بين أيديهم قال : يؤتون نورهم على قدر أعمالهم يمرون على الصراط ، منهم من نوره مثل الجبل ومنهم من نوره مثل النخلة ، وأدناهم نورا من نوره على إبهامه يطفأ مرة ويوقد أخرى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في البعث عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : بينما الناس في ظلمة إذ بعث الله نورا ، فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه ، وكان النور دليلهم من الله إلى الجنة ، فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا إلى النور تبعوهم ، فأظلم الله على المنافقين ، فقالوا حينئذ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13انظرونا نقتبس من نوركم فإنا كنا معكم في الدنيا ، قال المؤمنون :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13ارجعوا وراءكم من حيث جئتم من الظلمة
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13فالتمسوا هنالك النور .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ،
وابن مردويه عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021576إن الله يدعو الناس يوم القيامة بأمهاتهم سترا منه على عباده ، وأما عند الصراط فإن الله يعطي كل مؤمن نورا وكل منافق نورا ، فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات ، فقال المنافقون nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13انظرونا نقتبس من نوركم وقال المؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=8ربنا أتمم لنا نورنا فلا يذكر عند ذلك أحد أحدا وفي الباب أحاديث وآثار .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت : أنه كان على سور
بيت المقدس فبكى ، فقيل له ما يبكيك ؟ فقال : هاهنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى جهنم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والحاكم وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص قال : إن السور الذي ذكره الله في القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13فضرب بينهم بسور هو السور الذي
ببيت المقدس الشرقي
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13باطنه فيه الرحمة المسجد
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13وظاهره من قبله العذاب يعني وادي جهنم وما يليه .
ولا يخفاك أن تفسير السور المذكور في القرآن في هذه الآية بهذا السور الكائن
ببيت المقدس فيه من الإشكال ما لا يدفعه مقال ، ولا سيما بعد زيادة قوله : " باطنه فيه الرحمة " المسجد ، فإن هذا غير ما سيقت له الآية وغير ما دلت عليه ، وأين يقع
بيت المقدس أو سوره بالنسبة إلى السور الحاجز بين فريقي المؤمنين والمنافقين ، وأي معنى لذكر
مسجد بيت المقدس هاهنا ، فإن كان المراد أن الله سبحانه ينزع سور
بيت المقدس ، ويجعله في الدار الآخرة سورا مضروبا بين المؤمنين والمنافقين ، فما معنى تفسير باطن السور وما فيه من الرحمة بالمسجد ، وإن كان المراد أن الله يسوق فريقي المؤمنين والمنافقين إلى بيت المقدس فيجعل المؤمنين داخل السور في المسجد ويجعل المنافقين خارجه ، فهم إذ ذاك على الصراط وفي طريق الجنة وليسوا ببيت المقدس ، فإن كان مثل هذا التفسير ثابتا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلناه وآمنا به ، وإلا فلا كرامة ولا قبول .
وأخرج
البيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14ولكنكم فتنتم أنفسكم قال : بالشهوات واللذات
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14وتربصتم قال : بالتوبة
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله قال : الموت
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14وغركم بالله الغرور قال : الشيطان .
[ ص: 1457 ] nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29028_28766_29468_29680يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=15فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ الْعَامِلُ فِي الظَّرْفِ مُضْمَرٌ وَهُوَ : " اذْكُرْ " ، أَوْ : " كَرِيمٌ " ، أَوْ : " فَيُضَاعِفَهُ " ، أَوِ الْعَامِلُ فِي " لَهُمْ " وَهُوَ الِاسْتِقْرَارُ ، وَالْخِطَابُ لِكُلِّ مَنْ يَصْلُحُ لَهُ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12يَسْعَى نُورُهُمْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ مَفْعُولِ " تَرَى " ، وَالنُّورُ هُوَ الضِّيَاءُ الَّذِي يُرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ وَذَلِكَ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهُوَ دَلِيلُهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ .
قَالَ
قَتَادَةُ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُضِيءُ لَهُ نُورٌ كَمَا بَيْنَ
عَدَنَ إِلَى
صَنْعَاءَ ، حَتَّى إِنَّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَا يُضِيءُ لَهُ نُورُهُ إِلَّا مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ ،
وَمُقَاتِلٌ : وَبِأَيْمَانِهِمْ كُتُبُهُمُ الَّتِي أُعْطُوهَا ، فَكُتُبُهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ ، وَنُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْبَاءُ بِمَعْنَى فِي : أَيْ فِي أَيْمَانِهِمْ ، أَوْ بِمَعْنَى عَنْ .
قَالَ
الضَّحَّاكُ أَيْضًا : نُورُهُمْ هُدَاهُمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ كُتُبُهُمْ ، وَاخْتَارَ هَذَا
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ : أَيْ يَسْعَى إِيمَانُهُمْ وَعَمَلُهُمُ الصَّالِحُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، وَفِي أَيْمَانِهِمْ كُتُبُ أَعْمَالِهِمْ ، قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِأَيْمَانِهِمْ جَمْعُ يَمِينٍ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=31سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ " بِإِيمَانِهِمْ " بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْإِيمَانِ ضِدُّ الْكُفْرِ ، وَقِيلَ هُوَ الْقُرْآنُ ، وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ نُورِهِمْ : أَيْ كَائِنًا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بُشْرَاكُمْ مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهُ " جَنَّاتٌ " عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ : أَيْ دُخُولِ جَنَّاتٍ ، وَالْجُمْلَةُ مَقُولُ قَوْلٍ مُقَدَّرٍ : أَيْ يُقَالُ لَهُمْ هَذَا ، وَالْقَائِلُ لَهُمْ هُمُ الْمَلَائِكَةُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٌّ : وَأَجَازَ
الْفَرَّاءُ نَصْبَ " جَنَّاتٌ " عَلَى الْحَالِ ، وَيَكُونُ " الْيَوْمَ " خَبَرَ " بُشْرَاكُمْ " وَهَذَا بَعِيدٌ جِدًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12خَالِدِينَ فِيهَا حَالٌ مُقَدَّرَةٌ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ إِلَى النُّورِ وَالْبُشْرَى ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ أَيْ لَا يُقَادَرُ قَدْرُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ لَا فَوْزَ غَيْرُهُ ، وَلَا اعْتِدَادَ بِمَا سِوَاهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ " يَوْمَ " بَدَلٌ مِنْ " يَوْمَ " الْأَوَّلِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْعَامِلُ فِيهِ " الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ : أَيِ اذْكُرْ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=16لِلَّذِينَ آمَنُوا اللَّامُ لِلتَّبْلِيغِ كَنَظَائِرِهَا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ انْظُرُونَا أَمْرًا بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّ الْظَاءِ مِنَ النَّظَرِ بِمَعْنَى الِانْتِظَارِ أَيْ : انْتَظِرُونَا ، يَقُولُونَ ذَلِكَ لَمَّا رَأَوُا الْمُؤْمِنِينَ يُسْرَعُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ ،
وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17340وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الظَّاءِ مِنَ الْإِنْظَارِ : أَيْ أَمْهِلُونَا وَأَخْبِرُونَا ، يُقَالُ أَنَظَرْتُهُ وَاسْتَنْظَرْتُهُ : أَيْ أَمْهَلْتُهُ وَاسْتَمْهَلْتُهُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : تَقُولُ الْعَرَبُ أَنْظِرْنِي : أَيِ انْتَظِرْنِي ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ
عَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ :
أَبَا هِنْدٍ فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْنَا وَأَنْظِرْنَا نُخَبِّرْكَ الْيَقِينَا
وَقِيلَ مَعْنَى " انْظُرُونَا " : انْظُرُوا إِلَيْنَا ، لِأَنَّهُمْ إِذَا نَظَرُوا إِلَيْهِمُ اسْتَقْبَلُوهُمْ بِوُجُوهِهِمْ فَيَسْتَضِيئُونَ بِنُورِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ أَيْ نَسْتَضِيءُ مِنْهُ ، وَالْقَبَسُ : الشُّعْلَةُ مِنَ النَّارِ وَالسِّرَاجُ ، فَلَمَّا قَالُوا ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ أَيْ قَالَ لَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ أَوِ الْمَلَائِكَةُ زَجْرًا لَهُمْ وَتَهَكُّمًا بِهِمْ : أَيِ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي أَخَذْنَا مِنْهُ النُّورَ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13فَالْتَمِسُوا نُورًا أَيِ اطْلُبُوا هُنَالِكَ نُورًا لِأَنْفُسِكُمْ ، فَإِنَّهُ مِنْ هُنَالِكَ يُقْتَبَسُ ، وَقِيلَ الْمَعْنَى : ارْجِعُوا إِلَى الدُّنْيَا فَالْتَمِسُوا النُّورَ بِمَا الْتَمَسْنَاهُ بِهِ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ، وَقِيلَ أَرَادُوا بِالنُّورِ مَا وَرَاءَهُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ تَهَكُّمًا بِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ السُّورُ : هُوَ الْحَاجِزُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ ، وَالْمُرَادُ بِهِ هُنَا الْحَاجِزُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، أَوْ بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : وَالْبَاءُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13بِسُورٍ زَائِدَةٌ .
ثُمَّ وَصَفَ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=treesubj&link=30406السُّورَ الْمَذْكُورَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ أَيْ بَاطِنُ ذَلِكَ السُّورِ .
وَهُوَ الْجَانِبُ الَّذِي يَلِي أَهْلَ الْجَنَّةِ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَهِيَ الْجَنَّةُ وَظَاهِرُهُ وَهُوَ الْجَانِبُ الَّذِي يَلِي أَهْلَ النَّارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ أَيْ مِنْ جِهَتِهِ عَذَابُ جَهَنَّمَ ، وَقِيلَ إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَسْبِقُونَهُمْ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ .
وَالْمُنَافِقُونَ يَحْصُلُونَ فِي الْعَذَابِ وَبَيْنَهُمُ السُّورُ ، وَقِيلَ إِنَّ الرَّحْمَةَ الَّتِي فِي بَاطِنِهِ نُورُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالْعَذَابُ الَّذِي فِي ظَاهِرِهِ ظُلْمَةُ الْمُنَافِقِينَ .
وَلِمَا ضُرِبَ بِالسُّورِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُنَافِقِينَ أَخْبَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَمَّا قَالَهُ الْمُنَافِقُونَ إِذْ ذَاكَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ أَيْ مُوَافِقِينَ لَكُمْ فِي الظَّاهِرِ نُصَلِّي بِصَلَاتِكُمْ فِي مَسَاجِدِكُمْ وَنَعْمَلُ بِأَعْمَالِ الْإِسْلَامِ مِثْلَكُمْ ، وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ كَأَنَّهُ قِيلَ : فَمَاذَا قَالَ
nindex.php?page=treesubj&link=30406الْمُنَافِقُونَ بَعْدَ ضَرْبِ السُّورِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ : يُنَادُونَهُمْ ، ثُمَّ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَمَّا أَجَابَهُمْ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14قَالُوا بَلَى أَيْ كُنْتُمْ مَعَنَا فِي الظَّاهِرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِالنِّفَاقِ وَإِبِطَانِ الْكُفْرِ .
قَالَ
مُجَاهِدٌ أَهْلَكْتُمُوهَا بِالنِّفَاقِ ، وَقِيلَ بِالشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14وَتَرَبَّصْتُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حَوَادِثَ الدَّهْرِ ، وَقِيلَ تَرَبَّصْتُمْ بِالتَّوْبَةِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى وَارْتَبْتُمْ أَيْ شَكَكْتُمْ فِي أَمْرِ الدِّينِ وَلَمْ تُصَدِّقُوا مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ وَلَا بِالْمُعْجِزَاتِ الظَّاهِرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ الْبَاطِلَةُ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا مَا كُنْتُمْ فِيهِ مِنَ التَّرَبُّصِ ، وَقِيلَ هُوَ طُولُ الْأَمَلِ ، وَقِيلَ مَا كَانُوا يَتَمَنَّوْنَهُ مِنْ ضَعْفِ الْمُؤْمِنِينَ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : " الْأَمَانِيُّ " هُنَا غُرُورُ الشَّيْطَانِ . وَقِيلَ الدُّنْيَا ، وَقِيلَ هُوَ طَمَعُهُمْ فِي الْمَغْفِرَةِ ، وَكُلُّ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ تَدْخُلُ فِي مُسَمَّى الْأَمَانِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُوَ الْمَوْتُ ، وَقِيلَ نَصْرُهُ سُبْحَانَهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : هُوَ إِلْقَاؤُهُمْ فِي النَّارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ قَرَأَ الْجُمْهُورُ الْغَرُورُ بِفَتْحِ الْغَيْنِ ، وَهُوَ صِفَةٌ عَلَى فَعُولٍ ، وَالْمُرَادُ بِهِ الشَّيْطَانُ : أَيْ خَدَعَكُمْ بِحِلْمِ اللَّهِ وَإِمْهَالِهِ الشَّيْطَانُ .
وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ السَّمَيْفَعِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16052وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ بِضَمِّهَا وَهُوَ مَصْدَرٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=15فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ تَفْدُونَ بِهَا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ أَيُّهَا الْمُنَافِقُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=15وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِاللَّهِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=15مَأْوَاكُمُ النَّارُ أَيْ مَنْزِلُكُمُ الَّذِي تَأْوُونَ
[ ص: 1458 ] إِلَيْهِ النَّارُ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=15هِيَ مَوْلَاكُمْ أَيْ هِيَ أَوْلَى بِكُمْ ، وَالْمَوْلَى فِي الْأَصْلِ مَنْ يَتَوَلَّى مَصَالِحَ الْإِنْسَانِ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي مَنْ يُلَازِمُهُ ، وَقِيلَ مَعْنَى مَوْلَاكُمْ : مَكَانُكُمْ عَنْ قُرْبٍ ، مِنَ الْوَلِيِّ وَهُوَ الْقَرِيبُ .
وَقِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُرَكِّبُ فِي النَّارِ الْحَيَاةَ وَالْعَقْلَ ، فَهِيَ تَتَمَيَّزُ غَيْظًا عَلَى الْكُفَّارِ ، وَقِيلَ الْمَعْنَى : هِيَ نَاصِرُكُمْ عَلَى طَرِيقَةِ قَوْلِ الشَّاعِرِ :
تَحِيَّةُ بَيْنِهِمْ ضَرْبٌ وَجِيعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=15وَبِئْسَ الْمَصِيرُ الَّذِي تَصِيرُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ النَّارُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ قَالَ : يُؤْتَوْنَ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ يَمُرُّونَ عَلَى الصِّرَاطِ ، مِنْهُمْ مَنْ نُورُهُ مِثْلُ الْجَبَلِ وَمِنْهُمْ مَنْ نُورُهُ مِثْلُ النَّخْلَةِ ، وَأَدْنَاهُمْ نُورًا مَنْ نُورُهُ عَلَى إِبْهَامِهِ يُطْفَأُ مَرَّةً وَيُوقَدُ أُخْرَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : بَيْنَمَا النَّاسُ فِي ظُلْمَةٍ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ نُورًا ، فَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ النُّورَ تَوَجَّهُوا نَحْوَهُ ، وَكَانَ النُّورُ دَلِيلَهُمْ مِنَ اللَّهِ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَلَمَّا رَأَى الْمُنَافِقُونَ الْمُؤْمِنِينَ قَدِ انْطَلَقُوا إِلَى النُّورِ تَبِعُوهُمْ ، فَأَظْلَمَ اللَّهُ عَلَى الْمُنَافِقِينَ ، فَقَالُوا حِينَئِذٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ فَإِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا ، قَالَ الْمُؤْمِنُونَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ مِنْ حَيْثُ جِئْتُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13فَالْتَمِسُوا هُنَالِكَ النُّورَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021576إِنَّ اللَّهَ يَدْعُو النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأُمَّهَاتِهِمْ سَتْرًا مِنْهُ عَلَى عِبَادِهِ ، وَأَمَّا عِنْدَ الصِّرَاطِ فَإِنَّ اللَّهَ يُعْطِي كُلَّ مُؤْمِنٍ نُورًا وَكُلَّ مُنَافِقٍ نُورًا ، فَإِذَا اسْتَوَوْا عَلَى الصِّرَاطِ سَلَبَ اللَّهُ نُورَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ وَقَالَ الْمُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=8رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا فَلَا يَذْكُرُ عِنْدَ ذَلِكَ أَحَدٌ أَحَدًا وَفِي الْبَابِ أَحَادِيثُ وَآثَارٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبَدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=63عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ : أَنَّهُ كَانَ عَلَى سُورِ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَبَكَى ، فَقِيلَ لَهُ مَا يُبْكِيكَ ؟ فَقَالَ : هَاهُنَا أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى جَهَنَّمَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : إِنَّ السُّورَ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ هُوَ السُّورُ الَّذِي
بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ الشَّرْقِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ الْمَسْجِدُ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=13وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ يَعْنِي وَادِي جَهَنَّمَ وَمَا يَلِيهِ .
وَلَا يَخْفَاكَ أَنَّ تَفْسِيرَ السُّورِ الْمَذْكُورِ فِي الْقُرْآنِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِهَذَا السُّورِ الْكَائِنِ
بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فِيهِ مِنَ الْإِشْكَالِ مَا لَا يَدْفَعُهُ مَقَالٌ ، وَلَا سِيَّمَا بَعْدَ زِيَادَةِ قَوْلِهِ : " بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ " الْمَسْجِدُ ، فَإِنَّ هَذَا غَيْرُ مَا سِيقَتْ لَهُ الْآيَةُ وَغَيْرُ مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ ، وَأَيْنَ يَقَعُ
بَيْتُ الْمَقْدِسِ أَوْ سُورُهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى السُّورِ الْحَاجِزِ بَيْنَ فَرِيقَيِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ، وَأَيُّ مَعْنًى لِذِكْرِ
مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ هَاهُنَا ، فَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَنْزِعُ سُورَ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَيَجْعَلُهُ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ سُورًا مَضْرُوبًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ، فَمَا مَعْنَى تَفْسِيرِ بَاطِنِ السُّورِ وَمَا فِيهِ مِنَ الرَّحْمَةِ بِالْمَسْجِدِ ، وَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ أَنَّ اللَّهَ يَسُوقُ فَرِيقَيِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَيَجْعَلُ الْمُؤْمِنِينَ دَاخِلَ السُّوَرِ فِي الْمَسْجِدِ وَيَجْعَلُ الْمُنَافِقِينَ خَارِجَهُ ، فَهُمْ إِذْ ذَاكَ عَلَى الصِّرَاطِ وَفِي طَرِيقِ الْجَنَّةِ وَلَيْسُوا بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَإِنْ كَانَ مِثْلُ هَذَا التَّفْسِيرِ ثَابِتًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبِلْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ ، وَإِلَّا فَلَا كَرَامَةَ وَلَا قَبُولَ .
وَأَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ قَالَ : بِالشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14وَتَرَبَّصْتُمْ قَالَ : بِالتَّوْبَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قَالَ : الْمَوْتُ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=14وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ قَالَ : الشَّيْطَانُ .