فصل
أقوى في الصناعة من توجيه المشهورة ، ومن أحسن ما وضع فيه [ ص: 492 ] كتاب " المحتسب " وتوجيه القراءة الشاذة لأبي الفتح إلا أنه لم يستوف ، وأوسع منه كتاب . أبو البقاء العكبري
وقد يستبشع ظاهر الشاذ بادي الرأي فيدفعه التأويل ، كقراءة : ( قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم ) ( الأنعام : 14 ) على بناء الفعل الأول للمفعول دون الثاني ; وتأويل الضمير في ( وهو ) راجع إلى الولي .
وكذلك قوله : ( هو الله الخالق البارئ المصور ) ( الحشر : 24 ) بفتح الواو والراء ، على أنه اسم مفعول ، وتأويله أنه مفعول لاسم الفاعل الذي هو البارئ ، فإنه يعمل عمل الفعل ; كأنه قال : الذي برأ المصور .
وكقراءة : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ( فاطر : 28 ) ، وتأويله : أن الخشية هنا بمعنى الإجلال والتعظيم لا الخوف .
وكقراءة : ( فإذا عزمت فتوكل على الله ) ( آل عمران : 159 ) بضم التاء على التكلم لله تعالى ; وتأويله على معنى : فإذا أرشدتك إليه وجعلتك تقصده . وجاء قوله : ( على الله ) على الالتفات ; وإلا لقال : " فتوكل علي " ، وقد نسب العزم إليه في قول " ثم عزم الله لي " وذلك على سبيل المجاز ، وقوله : ( شهد الله إنه لا إله إلا هو ) ( آل عمران : 18 ) . أم سلمة