[ ص: 493 ] النوع الرابع والعشرون
معرفة الوقف والابتداء
وهو فن جليل ، وبه يعرف كيف أداء القرآن ، ويترتب على ذلك فوائد كثيرة ، واستنباطات غزيرة ، وبه تتبين معاني الآيات ، ويؤمن الاحتراز عن الوقوع في المشكلات .
التصنيف فيه :
وقد صنف فيه قديما كتاب " القطع والاستئناف " الزجاج وابن [ ص: 494 ] الأنباري ، وابن عباد ، والداني ، والعماني ، وغيرهم .
أهميته :
وقد جاء عن أنهم كانوا يتعلمون ما ينبغي أن يوقف عنده ، كما يتعلمون [ ص: 495 ] [ ص: 496 ] [ ص: 497 ] [ ص: 498 ] القرآن . ابن عمر
وروي عن ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان ) ( النساء : 83 ) قال : فانقطع له الكلام . [ ص: 499 ] واستأنس له ابن عباس ابن النحاس بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للخطيب : حين قال : " ومن يعصهما " ووقف ، قال : قد كان ينبغي أن يصل كلامه فيقول : " ومن يعصهما فقد غوى " ، أو يقف على " ورسوله فقد رشد " فإذا كان مكروها في الخطب ففي كلام الله أشد . بئس الخطيب أنت
وفيما ذكره نزاع ليس هذا موضعه ، وقد سبق حديث : أنزل القرآن على سبعة أحرف ، كل كاف شاف ; ما لم تختم آية عذاب بآية رحمة ، أو آية رحمة بآية عذاب .
وهذا تعليم للتمام ; فإنه ينبغي أن يوقف على الآية التي فيها ذكر العذاب والنار ، وتفصل عما بعدها نحو : أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ، ولا توصل بقوله : والذين آمنوا وعملوا الصالحات ( البقرة : 82 ) ، وكذا قوله : حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار ( غافر : 6 ) ، ولا توصل بقوله : الذين يحملون العرش ، وكذا يدخل من يشاء في رحمته ( الشورى : 8 ) ، ولا يجوز أن يوصل بقوله : ( والظالمون ) ، وقس على هذا نظائره .