فائدة
قال ابن العربي : فإذا انسلخ الأشهر الحرم ( التوبة : 5 ) ناسخة لمائة وأربع عشرة آية ، ثم صار آخرها ناسخا لأولها ، وهي قوله : قوله تعالى : فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ( التوبة : 5 ) .
قالوا : وليس في القرآن آية من المنسوخ ثبت حكمها ست عشرة سنة إلا قوله تعالى في الأحقاف : قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ( الآية : 9 ) ، وناسخها أول سورة الفتح .
[ ص: 172 ] قال ابن العربي : ومن قوله تعالى : أغرب آية في النسخ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ( الأعراف : 199 ) ، أولها وآخرها منسوخان ، ووسطها محكم .
وقسمه الواحدي أيضا إلى نسخ ما ليس بثابت التلاوة كعشر رضعات ، وإلى نسخ ما هو ثابت التلاوة بما ليس بثابت التلاوة كنسخ الجلد في حق المحصنين بالرجم ، والرجم غير متلو الآن ، وإن كان يتلى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فالحكم ثبت والقراءة لا تثبت ، كما يجوز أن تثبت التلاوة في بعض ولا يثبت الحكم وإذا جاز أن يكون قرآن ولا يعمل به جاز أن يكون قرآن يعمل به ولا يتلى ; وذلك أن الله عز وجل أعلم بمصالحنا ، وقد يجوز أن يعلم من مصلحتنا تعلق العمل بهذا الوجه .