الثاني والعشرون : . كقوله - تعالى - : خطاب الجمادات خطاب من يعقل فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ( فصلت : 11 ) تقديره : طائعة . وقيل : لما كانت ممن يقول ، وهي حالة عقل ، جرى الضمير في ( طائعين ) عليه كقولهم : رأيتهم لي ساجدين ( يوسف : 4 ) .
وقد اختلف أن هذه المقالة حقيقة ، بأن جعل لها [ ص: 370 ] حياة وإدراكا يقتضي نطقها ، أو مجازا ، بمعنى أنه ظهر فيها من اختيار الطاعة والخضوع بمنزلة هذا القول على قولين ، قال ابن عطية : والأول أحسن ، لأنه لا شيء يدفعه ، والعبرة فيه أتم ، والقدرة فيه أظهر .
ومنه قوله - تعالى - : ياجبال أوبي معه ( سبأ : 10 ) فأمرها كما تؤمر الواحدة المخاطبة المؤنثة لأن جميع ما لا يعقل كذلك يؤمر .