الرابع عشر : . كقوله - تعالى - : تسمية الشيء بما يؤول إليه ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ( نوح : 27 ) أي صائرا إلى الفجور والكفر . وقوله : إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا ( يوسف : 36 ) أي لأن الذي تأكل الطير منه إنما هو البر لا الخبز ، ولم يذكر العلماء هذا من جملة الأمثلة ؛ إنما اقتصروا في التمثيل على قوله : أعصر خمرا ( يوسف : 36 ) أي عنبا ، فعبر عنه لأنه آيل إلى الخمرية ، وقيل : لا مجاز فيه ، فإن الخمر العنب بعينه ، لغة لأزد عمان ، نقله الفارسي في التذكرة عن غريب القرآن لابن دريد .
وقيل : اكتفى بالمسبب ، الذي هو الخمر ، عن السبب ، الذي هو العنب ، قاله في الخصائص . ابن جني
وقيل : لا مجاز في الاسم بل في الفعل ، وهو ( أعصر ) فإنه أطلق وأريد به " استخرج " ، وإليه ذهب ابن عزيز في " غريبه " .
وقوله : حتى تنكح زوجا غيره ( البقرة : 230 ) سماه زوجا لأن العقد [ ص: 395 ] يؤول إلى زوجية لأنها لا تنكح في حال كونه زوجا . وقوله : فبشرناه بغلام حليم ( الصافات : 101 ) ، وبشروه بغلام عليم ( الذاريات : 28 ) وصفه في حال البشارة بما يؤول إليه من العلم والحلم .
تنبيه : ليس هذا من الحال المقدرة - كما يتبادر إلى الذهن - لأن الذي يقترن بالفاعل ، أو المفعول ، إنما هو تقدير ذلك وإرادته ، فيكون المعنى في قوله : فتبسم ضاحكا ( النمل : 19 ) مقدرا ضحكه . وكذا قوله : وخروا له سجدا ( يوسف : 100 ) على قول أبي علي ، وعلى هذا حمل منه للخرور على ابتدائه ، وإن حمله على انتهائه كانت الحال الملفوظ بها ناجزة غير مقدرة .
وكذلك قوله : فادخلوها خالدين ( الزمر : 73 ) أي ادخلوها مقدرين الخلود فيها ، فإن من دخل مدخلا كريما مقدرا ألا يخرج منه أبدا كان ذلك أتم لسروره ونعيمه ، ولو توهم انقطاعه لتنغص عليه النعيم الناجز مما يتوهمه من الانقطاع اللاحق .