التاسع عشر
التحذير منه والتنفير عنه
كقوله تعالى : الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ( النور : 3 ) قرن الزنى بالشرك وقدمه .
وقوله : زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة ( آل عمران : 14 ) قدمهن في الذكر لأن المحنة بهن أعظم من المحنة بالأولاد ، وفي صحيح مسلم : ، ومن الحكمة العظيمة أنه بدأ بذكر النساء في الدنيا وختم بـ " الحرث " وهما طرفان متشابهان ، وفيهما الشهوة والمعاش الدنيوي ، ولما ذكر بعد ذلك ما أعده للمتقين أخر ذكر الأزواج كما يجب في الترتيب الأخروي ، وختم بالرضوان . وكم في القرآن من مثل هذا العجب إذا حضر له الذهن ، وفرغ له الفهم . ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء
ومنه تقديم نفي الولد على نفي الوالد في قوله تعالى : لم يلد ولم يولد ( الإخلاص : 3 ) فإنه لما وقع في الأول منازعة الكفرة وتقولهم اقتضت الرتبة بالطبع تقديمه في الذكر ؛ اعتناء به ، قبل التنزيه عن الوالد الذي لم ينازع فيه أحد من الأمم .