[ ص: 23 ] ( قاعدة في الضمائر )
وقد صنف
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري في بيان الضمائر الواقعة في القرآن مجلدين ، وفيه مباحث :
الأول
nindex.php?page=treesubj&link=28908للعدول إلى الضمائر أسباب :
منها - وهو أصل وصفها - للاختصار ولهذا قام قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ) ( الأحزاب : 35 ) مقام خمسة وعشرين كلمة لو أتى بها مظهرة . وكذا قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=31وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ) ( النور : 31 ) نقل
ابن عطية عن
nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي أنه ليس في كتاب الله آية اشتملت على ضمائر أكثر منها ، وهي مشتملة على خمسة وعشرين ضميرا . وقد قيل : في آية الكرسي أحد وعشرون اسما ، ما بين ضمير وظاهر .
ومنها الفخامة بشأن صاحبه ، حيث يجعل لفرط شهرته كأنه يدل على نفسه ويكتفي عن اسمه الصريح بذكر شيء من صفاته ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إنا أنزلناه في ليلة القدر ) ( القدر : 1 ) يعني القرآن ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97فإنه نزله على قلبك ) ( البقرة : 97 ) ومنه ضمير الشأن .
ومنها التحقير كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=168إنه لكم عدو مبين ) ( البقرة : 168 ) يعني الشيطان . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=27إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) ( الأعراف : 27 ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=14إنه ظن أن لن يحور ) ( الانشقاق : 14 ) .
الثاني : الأصل أن يقدم ما يدل عليه الضمير ، بدليل الأكثرية ، وعدم التكليف ، ومن ثم ورد قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه ) ( البقرة : 282 ) وتقدم المفعول الثاني في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم ) ( الأنعام : 112 ) فأخر المفعول الأول ليعود الضمير الأول عليه لقربه .
وقد
nindex.php?page=treesubj&link=28908قسم النحويون ضمير الغيبة إلى أقسام :
أحدها وهو
nindex.php?page=treesubj&link=28908الأصل أن يعود إلى شيء سبق ذكره في اللفظ بالمطابقة ، نحو : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=121وعصى آدم ربه فغوى ) ( طه : 121 ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42ونادى نوح ابنه ) ( هود : 42 ) .
[ ص: 24 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40إذا أخرج يده لم يكد يراها ) ( النور : 40 ) .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29يستمعون القرآن فلما حضروه ) ( الأحقاف : 29 ) .
الثاني :
nindex.php?page=treesubj&link=28908أن يعود على مذكور في سياق الكلام مؤخر في اللفظ مقدم في النية كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=67فأوجس في نفسه خيفة ) ( طه : 67 ) . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=78ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ) ( القصص : 78 ) . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=39فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ) ( الرحمن : 39 ) .
الثالث :
nindex.php?page=treesubj&link=28908أن يدل اللفظ على صاحب الضمير بالتضمن كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8اعدلوا هو أقرب للتقوى ) ( المائدة : 8 ) فإنه عائد على العدل المفهوم من اعدلوا . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق ) ( الأنعام : 121 ) فالضمير يرجع للأكل لدلالة تأكلوا . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=8وإذا حضر القسمة ) ( النساء : 8 ) إلى قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=8فارزقوهم منه ) ( النساء : 8 ) أي المقسوم ، لدلالة القسمة عليه ، ويحتمل أن يعود على ما تركه الوالدان ، والأقربون لأنه مذكور وإن كان بعيدا .
الرابع :
nindex.php?page=treesubj&link=28908أن يدل عليه بالالتزام ، كإضمار النفس في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83فلولا إذا بلغت الحلقوم ) ( الواقعة : 83 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=26كلا إذا بلغت التراقي ) ( القيامة : 26 ) أضمر النفس لدلالة ذكر الحلقوم ، والتراقي عليها . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=32حتى توارت بالحجاب ) ( ص : 22 ) يعني الشمس .
وقيل : بل سبق ما يدل عليها وهو العشي ; لأن العشي ما بين زوال الشمس وغروبها ، والمعنى إذ عرض عليه بعد زوال الشمس حتى توارت الشمس بالحجاب . وقيل : فاعل توارت ضمير الصافنات . ذكره ابن مالك ، وابن العربي في الفتوحات ،
[ ص: 25 ] ويرجحه أن اتفاق الضمائر أولى من تخالفها ، وسنذكره في الثامن .
وكذا قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=4فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا ) ( العاديات : 4 - 5 ) قيل : الضمير لمكان " الإغارة " بدلالة " والعاديات " عليه ، فهذه الأفعال إنما تكون لمكان .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إنا أنزلناه في ليلة القدر ) ( القدر : 1 ) أضمر القرآن لأن الإنزال يدل عليه .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=178فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ) ( البقرة : 178 ) فـ " عفي " يستلزم عافيا إذ أغنى ذلك عن ذكره ، وأعيد الهاء من ( إليه ) عليه .
الخامس :
nindex.php?page=treesubj&link=28908أن يدل عليه السياق فيضمر ثقة بفهم السامع كإضمار الأرض في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=45ما ترك على ظهرها من دابة ) ( فاطر : 45 ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=26كل من عليها فان ) ( الرحمن : 26 ) .
وجعل
ابن مالك الضمير للدنيا ، وقال : وإن لم يتقدم لها ذكر لكن تقدم ذكر بعضها ، والبعض يدل على الكل .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=67مستكبرين به سامرا تهجرون ) ( المؤمنون : 67 ) يعني القرآن ، أو المسجد الحرام . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=26قال هي راودتني عن نفسي ) ( يوسف : 26 ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=26ياأبت استأجره ) ( القصص : 26 ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11ولأبويه لكل واحد منهما السدس ) ( النساء : 11 ) الضمير يعود على الميت ، وإن لم يتقدم له ذكر إلا أنه لما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11يوصيكم الله في أولادكم ) ( النساء : 11 ) علم أن ثم ميتا يعود الضمير عليه . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=8وإذا حضر القسمة ) ( النساء : 8 ) ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=8فارزقوهم منه ) ( النساء : 8 ) أي من الموروث ، وهذا وجه آخر غير ما سبق .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=9وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها ) ( الجاثية : 9 ) ، ولم يقل : " اتخذه " ردا للضمير إلى " شيئا " لأنه لم يقتصر على الاستهزاء بما يسمع من آيات الله بل كان إذا سمع
[ ص: 26 ] بعض آيات الله استهزأ بجميعها . وقيل : شيئا بمعنى الآية لأن بعض الآيات آية .
nindex.php?page=treesubj&link=28908وقد يعود الضمير على الصاحب المسكوت عنه لاستحضاره بالمذكور وعدم صلاحيته له ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان ) ( يس : 8 ) فأعاد الضمير للأيدي لأنها تصاحب الأعناق في الأغلال ، وأغنى ذكر الأغلال عن ذكرها . ومثله قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=11وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره ) ( فاطر : 11 ) أي من عمر غير المعمر فأعيد الضمير على غير المعمر لأن ذكر المعمر يدل عليه لتقابلهما فكان يصاحبه الاستحضار الذهني .
وقد يعود الضمير على بعض ما تقدم له كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11فإن كن نساء ) ( النساء : 11 ) بعد قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11يوصيكم الله في أولادكم ) ( النساء : 11 ) .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228وبعولتهن أحق بردهن ) ( البقرة : 28 ) فإنه عائد على المطلقات مع أن هذا خاص بالرجعى ، وهل يقتضي ذلك تخصيص الأول ؟ فيه خلاف أصولي ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=34ولا ينفقونها في سبيل الله ) ( التوبة : 34 ) فإن الفضة بعض المذكور فأغنى ذكرها عن ذكر الجميع حتى كأنه قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=34والذين يكنزون ) ( التوبة : 34 ) أصناف ما يكنز .
وقد يعود على اللفظ الأول دون معناه كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=11وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره ) ( فاطر : 11 ) وقد سبق فيه وجه آخر .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=23ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه ) ( السجدة : 23 ) على أحد الأقوال .
ومما يتخرج عليه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228وبعولتهن أحق بردهن ) ( البقرة : 228 ) ويستراح من إلزام تخصيص الأول .
وقد يعود على المعنى كقوله في آية الكلالة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176فإن كانتا اثنتين ) ( النساء : 176 ) ولم يتقدم لفظ مثنى يعود عليه الضمير من كانتا ، قال
الأخفش : إنما يثنى
[ ص: 27 ] لأن الكلام لم يقع على الواحد والاثنين والجمع فثنى الضمير الراجع إليها حملا على المعنى ، كما يعود الضمير جمعا في " من " حملا على معناها . وقال الفارسي : إنما جازت من حيث كان يفيد العدد مجردا من الصغير والكبير .
السادس :
nindex.php?page=treesubj&link=28908ألا يعود على مذكور ، ولا معلوم بالسياق ، أو غيره ، وهو الضمير المجهول الذي يلزمه التفسير بجملة ، أو مفرد ، فالمفرد في نعم ، وبئس ، والجملة ضمير الشأن ، والقصة ، نحو : هو زيد منطلق ، وكقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد ) ( الإخلاص : 1 ) أي الشأن الله أحد . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=38لكنا هو الله ربي ) ( الكهف : 38 ) . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=14أنا الله ) ( طه : 14 ) . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=46فإنها لا تعمى الأبصار ) ( الحج : 46 ) .
وقد يكون مؤنثا إذا كان عائده مؤنثا كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=29إن هي إلا حياتنا الدنيا ) ( الأنعام : 29 ) وأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=74إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم ) ( طه : 74 ) فذكر الضمير مع اشتمال الجملة على جهنم وهي مؤنثة لأنها في حكم الفضلة ، إذ المعنى من يأت ربه مجرما يجزه جهنم .
( تنبيه ) ، والفرق بينه وبين ضمير الفصل أن الفصل يكون على لفظ الغائب ، والمتكلم ، والمخاطب ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32هذا هو الحق ) ( الأنفال : 32 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117كنت أنت الرقيب ) ( المائدة : 17 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=39إن ترني أنا أقل منك مالا ) ( الكهف : 39 ) ويكون له محل من الإعراب وضمير الشأن لا يكون إلا غائبا ، ويكون مرفوع المحل ومنصوبه قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد ) ( الإخلاص : 1 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19وأنه لما قام عبد الله ) ( الجن : 19 ) .
البحث الثالث : قد
nindex.php?page=treesubj&link=28908يعود على لفظ شيء والمراد به الجنس من ذلك الشيء ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=25وأتوا به متشابها ) ( البقرة : 25 ) فإن الضمير في " به " يرجع إلى المرزوق في الدارين جميعا لأن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=25هذا الذي رزقنا من قبل ) مشتمل على ذكر ما رزقوه في الدارين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ونظيره (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما ) ( النساء : 135 ) أي بجنس الفقير والغني لدلالة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135غنيا أو فقيرا ) على الجنسين ولو رجع إلى المتكلم به لوحده .
[ ص: 28 ] البحث الرابع :
nindex.php?page=treesubj&link=28908قد يذكر شيئان ويعاد الضمير على أحدهما ، ثم الغالب كونه للثاني كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=45واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة ) ( البقرة : 45 ) فأعاد الضمير للصلاة لأنها أقرب ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل ) ( يونس : 5 ) والأصل " قدرهما " لكن اكتفى برجوع الضمير للقمر لوجهين : قربه من الضمير ، وكونه هو الذي يعلم به الشهور ، ويكون به حسابها .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=34والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ) ( التوبة : 34 ) أعاد الضمير على الفضة لقربها . ويجوز أن يكون إلى المكنوز وهو يشملها . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=62والله ورسوله أحق أن يرضوه ) ( التوبة : 62 ) أراد يرضوهما ، فخص الرسول بالعائد لأنه هو داعي العباد إلى الله ، وحجته عليهم ، والمخاطب لهم شفاها بأمره ونهيه ، وذكر الله تعالى في الآية تعظيما ، والمعنى تام بذكر الرسول وحده كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=48وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم ) ( النور : 48 ) فذكر الله تعظيما ، والمعنى تام بذكر رسوله . ومثله قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=20ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه ) ( الأنفال : 20 ) .
وجعل منه
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=112ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا ) ( النساء : 112 ) أعاد الضمير للإثم لقربه ، ويجوز رجوعه إلى الخطيئة والإثم على لفظها ، بتأويل : ومن يكسب إثما ثم يرم به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : ولم يؤثر الأول بالعائد في القرآن كله إلا في موضع واحد ، وهو قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها ) ( الجمعة : 11 ) معناه انفضوا إليهما ، فخص التجارة بالعائد لأنها كانت سبب الانفضاض عنه وهو يخطب .
قال : فأما كلام العرب فإنها تارة تؤثر الثاني بالعائد ، وتارة الأول ، فتقول : إن عبدك وجاريتك عاقلة ، وإن عبدك وجاريتك عاقل . قلت : ليس من هذا قوله تعالى :
[ ص: 29 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها ) ( الجمعة : 11 ) . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=112ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا ) ( النساء : 118 ) لأن الإخبار عن أحدهما لوجود لفظه ، أو هي لإثبات أحد المذكورين ، فمن جعله نظير هذا فلم يصب إلا أن يدعي أن ( أو ) بمعنى الواو .
وفي هاتين الآيتين لطيفة ، وهي أن الكلام لما اقتضى إعادة الضمير على أحدهما أعاده في الآية الأولى على التجارة ، وإن كانت أبعد ومؤنثة ، لأنها أجذب لقلوب العباد عن طاعة الله من اللهو ، بدليل أن المشتغلين بها أكثر من اللهو ، ولأنها أكثر نفعا من اللهو ، أو لأنها كانت أصلا ، واللهو تبعا ، لأنه ضرب بالطبل لقدومها على ما عرف من تفسير الآية ، وأعاده في الآية الثانية على الإثم رعاية لمرتبة القرب والتذكر .
الخامس :
nindex.php?page=treesubj&link=28908قد يذكر شيئان ، ويعود الضمير جمعا ; لأن الاثنين جمع في المعنى ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=78وكنا لحكمهم شاهدين ) ( الأنبياء : 78 ) يعني حكم
سليمان وداود . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26أولئك مبرءون مما يقولون ) ( النور : 26 ) فأوقع أولئك وهو جمع على
عائشة nindex.php?page=showalam&ids=4262وصفوان بن المعطل .
البحث السادس :
nindex.php?page=treesubj&link=28908قد يثنى الضمير ، و يعود على أحد المذكورين كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ) ( الرحمن : 22 ) قالوا : وإنما يخرج من أحدهما . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=61نسيا حوتهما ) ( الكهف : 61 ) وإنما نسيه الفتى .
السابع :
nindex.php?page=treesubj&link=28908قد يجيء الضمير متصلا بشيء وهو لغيره كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) ( المؤمنون : 12 ) يعني آدم ، ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13ثم جعلناه نطفة في قرار )
[ ص: 30 ] ( المؤمنون : 13 ) فهذا لولده لأن آدم لم يخلق من نطفة .
ومنه قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=101لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) ( المائدة : 101 ) قيل :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1018713نزلت في ابن حذافة حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم : من أبي ؟ قال : حذافة ، فكان نسبه ، فساءه ذلك ، فنزلت ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=101لا تسألوا عن أشياء ) ( المائدة : 101 ) وقيل :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1018714نزلت في الحج حين قالوا : أفي كل عام مرة ؟ ثم قال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=101وإن تسألوا عنها ) ( المائدة : 101 ) يريد إن تسألوا عن أشياء أخر من أمور دينكم بكم إلى علمها حاجة تبد لكم ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=102قد سألها قوم من قبلكم ) ( المائدة : 102 ) أي طلبها والسؤال عنها طلب ، فليست الهاء راجعة لأشياء متقدمة ، بل لأشياء أخر مفهومة من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=101لا تسألوا عن أشياء ) ( المائدة : 101 )
[ ص: 31 ] ويدل على ما ذكرنا أنه لو كان الضمير عائدا على أشياء مذكورة لتعدى إليها بـ ( عن ) لا بنفسه ولكنه مفعول مطلق لا مفعول به .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78هو سماكم المسلمين من قبل ) ( الحج : 78 ) يتبادر إلى الذهن أن الضمير في قوله : ( هو ) عائد لإبراهيم عليه السلام ; لأنه أقرب المذكورين ، وهو مشكل لا يستقيم لأن الضمير في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وفي هذا ) راجع للقرآن ، وهو لم يكن في زمن إبراهيم ولا هو قاله .
والصواب أن الضمير راجع إلى الله سبحانه يعني (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78سماكم المسلمين من قبل ) ( الحج : 78 ) يعني في الكتب المنزلة على الأنبياء قبلكم ، وفي هذا الكتاب الذي أنزل عليكم وهو القرآن .
والمعنى جاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وهو سماكم المسلمين من قبل ، وفي هذا الكتاب لتكونوا ، أي سماكم وجعلكم مسلمين لتشهدوا على الناس يوم القيامة .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78ملة أبيكم إبراهيم ) ( الحج : 78 ) منصوب بتقدير اتبعوا ، لأن هذا الناصب نصبه قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وجاهدوا في الله حق جهاده ) ( الحج : 78 ) لأن الجهاد من ملة
إبراهيم .
وفي سورة " يس " موضعان توهم فيهما كثير من الناس .
أحدهما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=37وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون ) ( يس : 37 ) فقد يتوهم أن الضمير في " هم " راجع إلى الليل والنهار بناء على أن أقل الجمع اثنان ، وهو فاسد لوجهين ، أحدهما : أن النهار ليس مظلما ، والثاني : أن كون أقل الجمع اثنان مذهب مرجوح ، إنما الضمير راجع إلى الكفار الذين يحتج عليهم بالآيات ، و ( مظلمون ) داخلو الظلام ، كقولك : " قوم مصبحون " ، و " ممسون " إذا دخلوا في هذه الأشياء .
والثاني قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ) ( يس : 81 ) يظن بعضهم أن معناه مثل السماوات والأرض ، وهو فاسد لوجهين :
أحدهما : أنهم أنكروا إعادة السماوات والأرض حتى يدل على إنكارهم إعادتهما بابتدائهما ،
[ ص: 32 ] وإنما أنكروا إعادة أنفسهم ، فكان الضمير راجعا إليهم ، ليتحقق حصول الجواب لهم والرد عليهم .
الثاني : لتبين المراد في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=33ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى ) ( الأحقاف : 33 ) .
فإن قيل : إنما أثبت قدرته على إعادة مثلهم لا على إعادتهم أنفسهم ، فلا دلالة فيه عليهم .
قلنا : المراد بمثلهم " هم " كما في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11ليس كمثله شيء ) ( الشورى : 11 ) وقولهم : مثلي لا يفعل كذا ، أي أنا ، وبدليل الآية الأخرى .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10والعمل الصالح يرفعه ) ( فاطر : 10 ) قد يتوهم عوده على الله ، وليس كذلك ، وإلا لنصب العمل كما تقول : قام زيد وعمرا يضربه ، وإنما الفاعل في يرفعه عائد إلى العمل والهاء للكلم .
قال
الفارسي في التذكرة : الضمير المنصوب في " يرفعه " عائد للكلم ، لأن الكلم جمع كلمة ، قال : كلم كالشجر في أنه قد وصف بالمفرد في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=80من الشجر الأخضر ) ( يس : 80 ) وكذلك وصف الكلم بالطيب ، ولو كان الضمير المنصوب في " يرفعه " عائدا إلى العمل لكان منصوبا في هذا الوجه ، وما جاء التنزيل عليه من نحو . (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=31والظالمين أعد لهم عذابا أليما ) ( الإنسان : 31 ) . والضمير المرفوع في " يرفعه " عائد إلى العمل ، فلذلك ارتفع العمل ، ولم يحمل على قوله : " يصعد " ، ويضمر له فعل ناصب ، كما أضمرت لقوله : ( والظالمين ) والمعنى : يرفع العمل الصالح الكلم الطيب ، ومعنى " يرفع العمل " أنه لا يحبط ثوابه فيرفع لصاحبه ، ويثاب
[ ص: 33 ] عليه ، وليس كالعمل السيئ الذي يقع معه الإحباط فلا يرفع إلى الله سبحانه .
الثامن :
nindex.php?page=treesubj&link=28908إذا اجتمع ضمائر فحيث أمكن عودها لواحد فهو أولى من عودها لمختلف ، ولهذا لما جوز بعضهم في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39أن اقذفيه في التابوت ) إلخ أن الضمير في (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39فاقذفيه في اليم ) ( طه : 39 ) للتابوت وما بعده ، وما قبله لموسى عابه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وجعله تنافرا ، ومخرجا للقرآن عن إعجازه ، فقال : والضمائر كلها راجعة إلى موسى ، ورجوع بعضها إليه ، وبعضها إلى التابوت فيه هجنة لما يؤدي إليه من تنافر النظم .
فإن قلت : المقذوف في البحر هو التابوت ، وكذلك الملقى إلى الساحل .
قلت : ما ضرك لو جعلت المقذوف والملقى إلى الساحل هو
موسى في جوف التابوت ; حتى لا تفرق الضمائر فيتنافر عليك النظم الذي هو قوام إعجاز القرآن ، ومراعاته أهم ما يجب على المفسر . انتهى ولا مزيد على حسنه .
وقال في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=9لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه ) ( الفتح : 9 ) الضمائر لله عز وجل ، والمراد بتعزيز الله تعزيز دينه ورسوله ، ومن فرق الضمائر فقد أبعد .
أي فقد قيل : إنها للرسول إلا الأخير ، لكن قد يقتضي المعنى التخالف ، كما في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22ولا تستفت فيهم منهم أحدا ) ( الكهف : 22 ) الهاء والميم في فيهم لأصحاب الكهف ، والهاء والميم في منهم
لليهود ، قاله
ثعلب ، nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=59والذين هم بربهم لا يشركون ) ( المؤمنون : 59 ) بعد قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=100إنما سلطانه ) ( النحل : 100 ) .
[ ص: 34 ] وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=45وما بلغوا معشار ما آتيناهم ) ( سبأ : 25 ) .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=9وعمروها أكثر مما عمروها ) ( الروم : 9 ) أي عمروا الأرض الذين كانوا قبل
قريش أكثر مما عمرتها
قريش .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40إلا تنصروه فقد نصره الله ) ( التوبة : 40 ) الآية فيها اثنا عشر ضميرا ، خمسة للنبي صلى الله عليه وسلم وله . . . . والثالث ضمير ( في الغار ) لأنه يتعلق باستقرار محذوف ، فيحتمل ضميرا ، والرابع ( صاحبه ) ، والخامس ( لا تحزن ) ، والسادس ( معنا ) ، والسابع في ( عليه ) على قول الأكثر فيما نقله السهيلي ، لأن السكينة على النبي صلى الله عليه وسلم دائما لأنه كان قد علم أنه لا يضره شيء ، إذ كان خروجه بأمر الله .
وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26ثم أنزل الله سكينته على رسوله ) ( التوبة : 26 ) فالسكينة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين لأنه خاف على المسلمين ، ولم يخف على نفسه ، فنزلت عليه السكينة من أجلهم لا من أجله .
وأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=42فأنساه الشيطان ذكر ربه ) ( يوسف : 42 ) قيل : الضميران عائدان على
يوسف ، أي فأنسى الشيطان
يوسف أن يذكر ربه تعالى ، وقيل : يعودان على الفتى الذي ظن
يوسف أنه ناج ، فالمعنى أن
يوسف قال للناجي : ذكر الملك بأمري .
ورجح
ابن السيد هذا لقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=45وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة ) ( يوسف : 45 ) أي بعد حين .
[ ص: 35 ] وفي قراءة
ابن عامر بعد " أمه " بالتخفيف ، أي نسيان ، وإلا لم يكن ليذكر تذكر الفتى بعد النسيان ، والذكر على هذا يحتمل وجهين : أن يكون بمعنى التذكير ، ويكون مصدر ذكرته ذكرا ، فالتقدير : فأنساه الشيطان ذكره عند ربه ، فأضاف الذكر إلى الرب ، وهو في الحقيقة مضاف إلى ضمير يوسف ، وجاز ذلك لملاءمته بينهما .
وقد يخالف بين الضمائر حذرا من التنافر كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=36منها أربعة حرم ) ( التوبة : 36 ) كما عاد الضمير على الاثني عشر ، ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=36فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) ( التوبة : 36 ) لما أعاده على " أربعة " وهو جمع قلة .
وجوز بعضهم عوده على الاثني عشر أيضا ، بل هو الصواب لأنه لا يجوز أن ينهى عن الظلم في الأربعة ، ويبيح الظلم في الثمانية بل ترك الظلم في الكل واجب .
قلت : لكن يجوز التنصيص على أفضلية الحرم ، فإن الظلم قبيح مطلقا ، وفيهن أقبح فالظاهر الأول .
التاسع
nindex.php?page=treesubj&link=28908قد يسد مسد الضمير أمور :
منها الإشارة كما في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=36إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) ( الإسراء : 36 ) .
ومنها الألف واللام كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=37فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) ( النازعات : 37 إلى 41 ) .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=44نجب دعوتك ونتبع الرسل ) ( إبراهيم : 44 ) أي رسلك .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) ( يوسف : 90 ) أصل الكلام " أجره وصبره " ، ولما كان المحسنون جنسا ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90من يتق ويصبر ) واحد تحته أغنى عمومه من عود الضمير إليه .
[ ص: 36 ] وقول الكوفيين : الألف واللام عوض من الضمير .
قال
ابن مالك : وعليه يحمل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50جنات عدن مفتحة لهم الأبواب ) ( ص : 50 ) وزعم
أبو علي ، nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري أن الأبواب بدل من المستكن في ( مفتحة ) .
وهذا تكلف فوجب أن تكون " الأبواب " مرتفعة ب ( مفتحة ) المذكور ، أو بمثله مقدرا . وقد صح أن مفتحة صالح للعمل في الأبواب فلا حاجة إلى إبدال أيضا .
ومنها الاسم الظاهر ، بأن يكون المقام يقتضي الإضمار فيعدل عنه إلى الظاهر ، وقد سبق الكلام عليه في أبواب التأكيد .
العاشر :
nindex.php?page=treesubj&link=28908الأصل في الضمير عوده إلى أقرب مذكور ، ولنا أصل آخر وهو أنه إذا جاء مضاف ومضاف إليه ، وذكر بعدهما ضمير عاد إلى المضاف لأنه المحدث عنه دون المضاف إليه ، نحو : لقيت غلام زيد فأكرمته ، فالضمير للغلام ومنه قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ( إبراهيم : 34 ) .
وعند التعارض راعى
nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم والماوردي الأصل الأول فقالا : إن الضمير في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=145أو لحم خنزير فإنه رجس ) ( الأنعام : 45 ) يعود على الخنزير دون لحمه لقربه ، وقواه بعض المتأخرين لأن الضمير للمضاف دون المضاف إليه ليس بأصل مطرد ، فقد يعود إلى المضاف إليه كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=114واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون ) ( النحل : 114 ) .
وكذا الصفة فإنها كما في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=43إني أرى سبع بقرات سمان ) ( يوسف : 43 ) .
وللجمهور أن يقولوا : وكذا عوده للأقرب ليس بمطرد ، فقد يخرج عن الأصل لدليل ، وإذا تعارض الأصلان تساقطا ، ونظر في الترجيح من خارج ، بل قد يقال : عوده إلى ما فيه
[ ص: 37 ] العمل بهما أولى كما يقوله
الماوردي : إن الضمير يعود إلى الخنزير لأن اللحم موجود فيه .
وأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=4فظلت أعناقهم لها خاضعين ) ( الشعراء : 4 ) فأخبر بـ " خاضعين " عن المضاف إليه ، ولو أخبر عن المضاف لقال : خاضعة ، أو خضعا ، أو خواضع ، وإنما حسن ذلك لأن خضوع أصحاب الأعناق بخضوع أعناقهم .
وأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا ) ( غافر : 37 ) فقد عاد الضمير في قول المحققين للمضاف إليه وهو
موسى ، والظن بفرعون ، وكأنه لما رأى نفسه قد غلط في الإقرار بالإلهية من قوله ( إله موسى ) استدرك ذلك بقوله هذا .
الحادي عشر :
nindex.php?page=treesubj&link=28908إذا عطف بـ ( أو ) وجب إفراد الضمير ، نحو : إن جاء زيد أو عمرو فأكرمه ، لأن أو لأحد الشيئين ، فأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما ) ( النساء : 135 ) فقيل : إن " أو " بمعنى الواو ، وقيل : بل المعنى إن " يكن الخصمان " فعاد الضمير على المعنى .
وقيل : للتنويع لا للعطف ، وعكس هذا إذا عطف بالواو وجب تثنية الضمير .
فأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=62والله ورسوله أحق أن يرضوه ) ( التوبة : 62 ) فقد سبق الكلام عليه
[ ص: 23 ] ( قَاعِدَةٌ فِي الضَّمَائِرِ )
وَقَدْ صَنَّفَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي بَيَانِ الضَّمَائِرِ الْوَاقِعَةِ فِي الْقُرْآنِ مُجَلَّدَيْنِ ، وَفِيهِ مَبَاحِثُ :
الْأَوَّلُ
nindex.php?page=treesubj&link=28908لِلْعُدُولِ إِلَى الضَّمَائِرِ أَسْبَابٌ :
مِنْهَا - وَهُوَ أَصْلُ وَصْفِهَا - لِلِاخْتِصَارِ وَلِهَذَا قَامَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) ( الْأَحْزَابِ : 35 ) مَقَامَ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ كَلِمَةً لَوْ أَتَى بِهَا مُظْهَرَةً . وَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=31وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ) ( النُّورِ : 31 ) نَقَلَ
ابْنُ عَطِيَّةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٍّ أَنَّهُ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ آيَةٌ اشْتَمَلَتْ عَلَى ضَمَائِرَ أَكْثَرَ مِنْهَا ، وَهِيَ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ ضَمِيرًا . وَقَدْ قِيلَ : فِي آيَةِ الْكُرْسِيِّ أَحَدٌ وَعِشْرُونَ اسْمًا ، مَا بَيْنَ ضَمِيرٍ وَظَاهِرٍ .
وَمِنْهَا الْفَخَامَةُ بِشَأْنِ صَاحِبِهِ ، حَيْثُ يُجْعَلُ لِفَرْطِ شُهْرَتِهِ كَأَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى نَفْسِهِ وَيَكْتَفِي عَنِ اسْمِهِ الصَّرِيحِ بِذِكْرِ شَيْءٍ مِنْ صِفَاتِهِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ( الْقَدْرِ : 1 ) يَعْنِي الْقُرْآنَ ، وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ ) ( الْبَقَرَةِ : 97 ) وَمِنْهُ ضَمِيرُ الشَّأْنِ .
وَمِنْهَا التَّحْقِيرُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=168إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) ( الْبَقَرَةِ : 168 ) يَعْنِي الشَّيْطَانَ . وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=27إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ) ( الْأَعْرَافِ : 27 ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=14إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ ) ( الِانْشِقَاقِ : 14 ) .
الثَّانِي : الْأَصْلُ أَنْ يُقَدَّمَ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الضَّمِيرُ ، بِدَلِيلِ الْأَكْثَرِيَّةِ ، وَعَدَمِ التَّكْلِيفِ ، وَمِنْ ثَمَّ وَرَدَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ) ( الْبَقَرَةِ : 282 ) وَتَقَدَّمَ الْمَفْعُولُ الثَّانِي فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ ) ( الْأَنْعَامِ : 112 ) فَأَخَرَّ الْمَفْعُولَ الْأَوَّلَ لِيَعُودَ الضَّمِيرُ الْأَوَّلُ عَلَيْهِ لِقُرْبِهِ .
وَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=28908قَسَّمَ النَّحْوِيُّونَ ضَمِيرَ الْغَيْبَةِ إِلَى أَقْسَامٍ :
أَحَدُهَا وَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=28908الْأَصْلُ أَنْ يَعُودَ إِلَى شَيْءٍ سَبَقَ ذِكْرُهُ فِي اللَّفْظِ بِالْمُطَابَقَةِ ، نَحْوُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=121وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ) ( طه : 121 ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ) ( هُودٍ : 42 ) .
[ ص: 24 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ) ( النُّورِ : 40 ) .
وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ ) ( الْأَحْقَافِ : 29 ) .
الثَّانِي :
nindex.php?page=treesubj&link=28908أَنْ يَعُودَ عَلَى مَذْكُورٍ فِي سِيَاقِ الْكَلَامِ مُؤَخَّرٍ فِي اللَّفْظِ مُقَدَّمٍ فِي النِّيَّةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=67فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً ) ( طه : 67 ) . وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=78وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ) ( الْقَصَصِ : 78 ) . وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=39فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ ) ( الرَّحْمَنِ : 39 ) .
الثَّالِثُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28908أَنْ يَدُلَّ اللَّفْظُ عَلَى صَاحِبِ الضَّمِيرِ بِالتَّضَمُّنِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) ( الْمَائِدَةِ : 8 ) فَإِنَّهُ عَائِدٌ عَلَى الْعَدْلِ الْمَفْهُومِ مِنِ اعْدِلُوا . وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ) ( الْأَنْعَامِ : 121 ) فَالضَّمِيرُ يَرْجِعُ لِلْأَكْلِ لِدَلَالَةِ تَأْكُلُوا . وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=8وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ ) ( النِّسَاءِ : 8 ) إِلَى قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=8فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ ) ( النِّسَاءِ : 8 ) أَيِ الْمَقْسُومُ ، لِدَلَالَةِ الْقِسْمَةِ عَلَيْهِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَعُودَ عَلَى مَا تَرَكَهُ الْوَالِدَانِ ، وَالْأَقْرَبُونَ لِأَنَّهُ مَذْكُورٌ وَإِنْ كَانَ بَعِيدًا .
الرَّابِعُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28908أَنْ يَدُلَّ عَلَيْهِ بِالِالْتِزَامِ ، كَإِضْمَارِ النَّفْسِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ) ( الْوَاقِعَةِ : 83 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=26كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ) ( الْقِيَامَةِ : 26 ) أَضْمَرَ النَّفْسَ لِدَلَالَةِ ذِكْرِ الْحُلْقُومِ ، وَالتَّرَاقِي عَلَيْهَا . وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=32حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ) ( ص : 22 ) يَعْنِي الشَّمْسَ .
وَقِيلَ : بَلْ سَبَقَ مَا يَدُلُّ عَلَيْهَا وَهُوَ الْعَشِيُّ ; لِأَنَّ الْعَشِيَّ مَا بَيْنَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَغُرُوبِهَا ، وَالْمَعْنَى إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ حَتَّى تَوَارَتِ الشَّمْسُ بِالْحِجَابِ . وَقِيلَ : فَاعِلُ تَوَارَتْ ضَمِيرُ الصَّافِنَاتِ . ذَكَرَهُ ابْنُ مَالِكٍ ، وَابْنُ الْعَرَبِيِّ فِي الْفُتُوحَاتِ ،
[ ص: 25 ] وَيُرَجِّحُهُ أَنَّ اتِّفَاقَ الضَّمَائِرِ أَوْلَى مِنْ تَخَالُفِهَا ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الثَّامِنِ .
وَكَذَا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=4فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ) ( الْعَادِيَاتِ : 4 - 5 ) قِيلَ : الضَّمِيرُ لِمَكَانِ " الْإِغَارَةِ " بِدَلَالَةِ " وَالْعَادِيَاتِ " عَلَيْهِ ، فَهَذِهِ الْأَفْعَالُ إِنَّمَا تَكُونُ لِمَكَانٍ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ( الْقَدْرِ : 1 ) أُضْمِرَ الْقُرْآنُ لِأَنَّ الْإِنْزَالَ يَدُلُّ عَلَيْهِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=178فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ) ( الْبَقَرَةِ : 178 ) فَـ " عُفِيَ " يَسْتَلْزِمُ عَافِيًا إِذْ أَغْنَى ذَلِكَ عَنْ ذِكْرِهِ ، وَأُعِيدَ الْهَاءُ مِنْ ( إِلَيْهِ ) عَلَيْهِ .
الْخَامِسُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28908أَنْ يَدُلَّ عَلَيْهِ السِّيَاقُ فَيُضْمَرُ ثِقَةً بِفَهْمِ السَّامِعِ كَإِضْمَارِ الْأَرْضِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=45مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ ) ( فَاطِرٍ : 45 ) وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=26كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ) ( الرَّحْمَنِ : 26 ) .
وَجَعَلَ
ابْنُ مَالِكٍ الضَّمِيرَ لِلدُّنْيَا ، وَقَالَ : وَإِنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ لَهَا ذِكْرٌ لَكِنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ بَعْضِهَا ، وَالْبَعْضُ يَدُلُّ عَلَى الْكُلِّ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=67مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ ) ( الْمُؤْمِنُونَ : 67 ) يَعْنِي الْقُرْآنَ ، أَوِ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ . وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=26قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي ) ( يُوسُفَ : 26 ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=26يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ) ( الْقَصَصِ : 26 ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ ) ( النِّسَاءِ : 11 ) الضَّمِيرُ يَعُودُ عَلَى الْمَيِّتِ ، وَإِنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ لَهُ ذِكْرٌ إِلَّا أَنَّهُ لَمَّا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ) ( النِّسَاءِ : 11 ) عُلِمَ أَنَّ ثَمَّ مَيِّتًا يَعُودُ الضَّمِيرُ عَلَيْهِ . وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=8وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ ) ( النِّسَاءِ : 8 ) ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=8فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ ) ( النِّسَاءِ : 8 ) أَيْ مِنَ الْمَوْرُوثِ ، وَهَذَا وَجْهٌ آخَرُ غَيْرُ مَا سَبَقَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=9وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا ) ( الْجَاثِيَةِ : 9 ) ، وَلَمْ يَقُلْ : " اتَّخَذَهُ " رَدًّا لِلضَّمِيرِ إِلَى " شَيْئًا " لِأَنَّهُ لَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى الِاسْتِهْزَاءِ بِمَا يَسْمَعُ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ بَلْ كَانَ إِذَا سَمِعَ
[ ص: 26 ] بَعْضَ آيَاتِ اللَّهِ اسْتَهْزَأَ بِجَمِيعِهَا . وَقِيلَ : شَيْئًا بِمَعْنَى الْآيَةِ لِأَنَّ بَعْضَ الْآيَاتِ آيَةٌ .
nindex.php?page=treesubj&link=28908وَقَدْ يَعُودُ الضَّمِيرُ عَلَى الصَّاحِبِ الْمَسْكُوتِ عَنْهُ لِاسْتِحْضَارِهِ بِالْمَذْكُورِ وَعَدَمِ صَلَاحِيَتِهِ لَهُ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ ) ( يس : 8 ) فَأَعَادَ الضَّمِيرَ لِلْأَيْدِي لِأَنَّهَا تُصَاحِبُ الْأَعْنَاقَ فِي الْأَغْلَالِ ، وَأَغْنَى ذِكْرُ الْأَغْلَالِ عَنْ ذِكْرِهَا . وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=11وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ ) ( فَاطِرٍ : 11 ) أَيْ مِنْ عُمُرِ غَيْرِ الْمُعَمَّرِ فَأُعِيدَ الضَّمِيرُ عَلَى غَيْرِ الْمُعَمَّرِ لِأَنَّ ذِكْرَ الْمُعَمَّرِ يَدُلُّ عَلَيْهِ لِتَقَابُلِهِمَا فَكَانَ يُصَاحِبُهُ الِاسْتِحْضَارُ الذِّهْنِيُّ .
وَقَدْ يَعُودُ الضَّمِيرُ عَلَى بَعْضِ مَا تَقَدَّمَ لَهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً ) ( النِّسَاءِ : 11 ) بَعْدَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ) ( النِّسَاءِ : 11 ) .
وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ ) ( الْبَقَرَةِ : 28 ) فَإِنَّهُ عَائِدٌ عَلَى الْمُطَلَّقَاتِ مَعَ أَنَّ هَذَا خَاصٌّ بِالرُّجْعَى ، وَهَلْ يَقْتَضِي ذَلِكَ تَخْصِيصَ الْأَوَّلِ ؟ فِيهِ خِلَافٌ أُصُولِيٌّ ، وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=34وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) ( التَّوْبَةِ : 34 ) فَإِنَّ الْفِضَّةَ بَعْضُ الْمَذْكُورِ فَأَغْنَى ذِكْرُهَا عَنْ ذِكْرِ الْجَمِيعِ حَتَّى كَأَنَّهُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=34وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ ) ( التَّوْبَةِ : 34 ) أَصْنَافُ مَا يُكْنَزُ .
وَقَدْ يَعُودُ عَلَى اللَّفْظِ الْأَوَّلِ دُونَ مَعْنَاهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=11وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ ) ( فَاطِرٍ : 11 ) وَقَدْ سَبَقَ فِيهِ وَجْهٌ آخَرُ .
وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=23وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ ) ( السَّجْدَةِ : 23 ) عَلَى أَحَدِ الْأَقْوَالِ .
وَمِمَّا يَتَخَرَّجُ عَلَيْهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ ) ( الْبَقَرَةِ : 228 ) وَيُسْتَرَاحُ مِنْ إِلْزَامِ تَخْصِيصِ الْأَوَّلِ .
وَقَدْ يَعُودُ عَلَى الْمَعْنَى كَقَوْلِهِ فِي آيَةِ الْكَلَالَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ ) ( النِّسَاءِ : 176 ) وَلَمْ يَتَقَدَّمْ لَفْظٌ مُثَنًّى يَعُودُ عَلَيْهِ الضَّمِيرُ مِنْ كَانَتَا ، قَالَ
الْأَخْفَشُ : إِنَّمَا يُثَنَّى
[ ص: 27 ] لِأَنَّ الْكَلَامَ لَمْ يَقَعْ عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ فَثَنَّى الضَّمِيرَ الرَّاجِعَ إِلَيْهَا حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى ، كَمَا يَعُودُ الضَّمِيرُ جَمْعًا فِي " مَنْ " حَمْلًا عَلَى مَعْنَاهَا . وَقَالَ الْفَارِسِيُّ : إِنَّمَا جَازَتْ مِنْ حَيْثُ كَانَ يُفِيدُ الْعَدَدُ مُجَرَّدًا مِنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ .
السَّادِسُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28908أَلَّا يَعُودَ عَلَى مَذْكُورٍ ، وَلَا مَعْلُومٍ بِالسِّيَاقِ ، أَوْ غَيْرِهِ ، وَهُوَ الضَّمِيرُ الْمَجْهُولُ الَّذِي يَلْزَمُهُ التَّفْسِيرُ بِجُمْلَةٍ ، أَوْ مُفْرَدٍ ، فَالْمُفْرَدُ فِي نِعْمَ ، وَبِئْسَ ، وَالْجُمْلَةُ ضَمِيرُ الشَّأْنِ ، وَالْقِصَّةِ ، نَحْوُ : هُوَ زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ ، وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ( الْإِخْلَاصِ : 1 ) أَيِ الشَّأْنُ اللَّهُ أَحَدٌ . وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=38لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي ) ( الْكَهْفِ : 38 ) . وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=14أَنَا اللَّهُ ) ( طه : 14 ) . وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=46فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ ) ( الْحَجِّ : 46 ) .
وَقَدْ يَكُونُ مُؤَنَّثًا إِذَا كَانَ عَائِدُهُ مُؤَنَّثًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=29إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا ) ( الْأَنْعَامِ : 29 ) وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=74إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ ) ( طه : 74 ) فَذَكَرَ الضَّمِيرَ مَعَ اشْتِمَالِ الْجُمْلَةِ عَلَى جَهَنَّمَ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ لِأَنَّهَا فِي حُكْمِ الْفَضْلَةِ ، إِذِ الْمَعْنَى مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا يَجْزِهِ جَهَنَّمَ .
( تَنْبِيهٌ ) ، وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ضَمِيرِ الْفَصْلِ أَنَّ الْفَصْلَ يَكُونُ عَلَى لَفْظِ الْغَائِبِ ، وَالْمُتَكَلِّمِ ، وَالْمُخَاطَبِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32هَذَا هُوَ الْحَقَّ ) ( الْأَنْفَالِ : 32 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ ) ( الْمَائِدَةِ : 17 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=39إِنْ تَرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا ) ( الْكَهْفِ : 39 ) وَيَكُونُ لَهُ مَحَلٌّ مِنَ الْإِعْرَابِ وَضَمِيرُ الشَّأْنِ لَا يَكُونُ إِلَّا غَائِبًا ، وَيَكُونُ مَرْفُوعَ الْمَحَلِّ وَمَنْصُوبَهُ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ( الْإِخْلَاصِ : 1 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ ) ( الْجِنِّ : 19 ) .
الْبَحْثُ الثَّالِثُ : قَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=28908يَعُودُ عَلَى لَفْظِ شَيْءٍ وَالْمُرَادُ بِهِ الْجِنْسُ مِنْ ذَلِكَ الشَّيْءِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=25وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ) ( الْبَقَرَةِ : 25 ) فَإِنَّ الضَّمِيرَ فِي " بِهِ " يَرْجِعُ إِلَى الْمَرْزُوقِ فِي الدَّارَيْنِ جَمِيعًا لِأَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=25هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ) مُشْتَمِلٌ عَلَى ذِكْرِ مَا رُزِقُوهُ فِي الدَّارَيْنِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَنَظِيرُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا ) ( النِّسَاءِ : 135 ) أَيْ بِجِنْسِ الْفَقِيرِ وَالْغَنِيِّ لِدَلَالَةِ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا ) عَلَى الْجِنْسَيْنِ وَلَوْ رَجَعَ إِلَى الْمُتَكَلَّمِ بِهِ لَوَحَّدَهُ .
[ ص: 28 ] الْبَحْثُ الرَّابِعُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28908قَدْ يُذْكَرُ شَيْئَانِ وَيُعَادُ الضَّمِيرُ عَلَى أَحَدِهِمَا ، ثُمَّ الْغَالِبُ كَوْنُهُ لِلثَّانِي كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=45وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ ) ( الْبَقَرَةِ : 45 ) فَأَعَادَ الضَّمِيرَ لِلصَّلَاةِ لِأَنَّهَا أَقْرَبُ ، وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ ) ( يُونُسَ : 5 ) وَالْأَصْلُ " قَدَّرَهُمَا " لَكِنِ اكْتَفَى بِرُجُوعِ الضَّمِيرِ لِلْقَمَرِ لِوَجْهَيْنِ : قُرْبِهِ مِنَ الضَّمِيرِ ، وَكَوْنِهِ هُوَ الَّذِي يُعْلَمُ بِهِ الشُّهُورُ ، وَيَكُونُ بِهِ حِسَابُهَا .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=34وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) ( التَّوْبَةِ : 34 ) أَعَادَ الضَّمِيرَ عَلَى الْفِضَّةِ لِقُرْبِهَا . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ إِلَى الْمَكْنُوزِ وَهُوَ يَشْمَلُهَا . وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=62وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ ) ( التَّوْبَةِ : 62 ) أَرَادَ يُرْضُوهُمَا ، فَخَصَّ الرَّسُولَ بِالْعَائِدِ لِأَنَّهُ هُوَ دَاعِي الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ ، وَحُجَّتُهُ عَلَيْهِمْ ، وَالْمُخَاطِبُ لَهُمْ شِفَاهًا بِأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ ، وَذُكِرَ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْآيَةِ تَعْظِيمًا ، وَالْمَعْنَى تَامٌّ بِذِكْرِ الرَّسُولِ وَحْدَهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=48وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ) ( النُّورِ : 48 ) فَذُكِرَ اللَّهُ تَعْظِيمًا ، وَالْمَعْنَى تَامٌّ بِذِكْرِ رَسُولِهِ . وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=20يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ ) ( الْأَنْفَالِ : 20 ) .
وَجَعَلَ مِنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=112وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا ) ( النِّسَاءِ : 112 ) أَعَادَ الضَّمِيرَ لِلْإِثْمِ لِقُرْبِهِ ، وَيَجُوزُ رُجُوعُهُ إِلَى الْخَطِيئَةِ وَالْإِثْمِ عَلَى لَفْظِهَا ، بِتَأْوِيلِ : وَمَنْ يَكْسِبُ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : وَلَمْ يُؤْثَرُ الْأَوَّلُ بِالْعَائِدِ فِي الْقُرْآنِ كُلِّهِ إِلَّا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا ) ( الْجُمُعَةِ : 11 ) مَعْنَاهُ انْفَضُّوا إِلَيْهِمَا ، فَخَصَّ التِّجَارَةَ بِالْعَائِدِ لِأَنَّهَا كَانَتْ سَبَبَ الِانْفِضَاضِ عَنْهُ وَهُوَ يَخْطُبُ .
قَالَ : فَأَمَّا كَلَامُ الْعَرَبِ فَإِنَّهَا تَارَةً تُؤْثِرُ الثَّانِيَ بِالْعَائِدِ ، وَتَارَةً الْأَوَّلَ ، فَتَقُولُ : إِنَّ عَبْدَكَ وَجَارِيَتَكَ عَاقِلَةٌ ، وَإِنَّ عَبْدَكَ وَجَارِيَتَكَ عَاقِلٌ . قُلْتُ : لَيْسَ مِنْ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
[ ص: 29 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا ) ( الْجُمُعَةِ : 11 ) . وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=112وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا ) ( النِّسَاءِ : 118 ) لِأَنَّ الْإِخْبَارَ عَنْ أَحَدِهِمَا لِوُجُودِ لَفْظِهِ ، أَوْ هِيَ لِإِثْبَاتِ أَحَدِ الْمَذْكُورَيْنِ ، فَمَنْ جَعَلَهُ نَظِيرَ هَذَا فَلَمْ يُصِبْ إِلَّا أَنْ يَدَّعِيَ أَنَّ ( أَوْ ) بِمَعْنَى الْوَاوِ .
وَفِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ لَطِيفَةٌ ، وَهِيَ أَنَّ الْكَلَامَ لَمَّا اقْتَضَى إِعَادَةَ الضَّمِيرِ عَلَى أَحَدِهِمَا أَعَادَهُ فِي الْآيَةِ الْأُولَى عَلَى التِّجَارَةِ ، وَإِنْ كَانَتْ أَبْعَدَ وَمُؤَنَّثَةً ، لِأَنَّهَا أَجْذَبُ لِقُلُوبِ الْعِبَادِ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ مِنَ اللَّهْوِ ، بِدَلِيلِ أَنَّ الْمُشْتَغِلِينَ بِهَا أَكْثَرُ مِنَ اللَّهْوِ ، وَلِأَنَّهَا أَكْثَرُ نَفْعًا مِنَ اللَّهْوِ ، أَوْ لِأَنَّهَا كَانَتْ أَصْلًا ، وَاللَّهْوُ تَبَعًا ، لِأَنَّهُ ضَرْبٌ بِالطَّبْلِ لِقُدُومِهَا عَلَى مَا عُرِفَ مِنْ تَفْسِيرِ الْآيَةِ ، وَأَعَادَهُ فِي الْآيَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى الْإِثْمِ رِعَايَةً لِمَرْتَبَةِ الْقُرْبِ وَالتَّذَكُّرِ .
الْخَامِسُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28908قَدْ يَذْكُرُ شَيْئَانِ ، وَيَعُودُ الضَّمِيرُ جَمْعًا ; لِأَنَّ الِاثْنَيْنِ جَمْعٌ فِي الْمَعْنَى ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=78وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ) ( الْأَنْبِيَاءِ : 78 ) يَعْنِي حُكْمَ
سُلَيْمَانَ وَدَاوُدَ . وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ) ( النُّورِ : 26 ) فَأَوْقَعَ أُولَئِكَ وَهُوَ جَمْعٌ عَلَى
عَائِشَةَ nindex.php?page=showalam&ids=4262وَصَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ .
الْبَحْثُ السَّادِسُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28908قَدْ يُثَنَّى الضَّمِيرُ ، وَ يَعُودُ عَلَى أَحَدِ الْمَذْكُورَيْنِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) ( الرَّحْمَنِ : 22 ) قَالُوا : وَإِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ أَحَدِهِمَا . وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=61نَسِيَا حُوتَهُمَا ) ( الْكَهْفِ : 61 ) وَإِنَّمَا نَسِيَهُ الْفَتَى .
السَّابِعُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28908قَدْ يَجِيءُ الضَّمِيرُ مُتَّصِلًا بِشَيْءٍ وَهُوَ لِغَيْرِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ) ( الْمُؤْمِنُونَ : 12 ) يَعْنِي آدَمَ ، ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ )
[ ص: 30 ] ( الْمُؤْمِنُونَ : 13 ) فَهَذَا لِوَلَدِهِ لِأَنَّ آدَمَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ نُطْفَةٍ .
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=101لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) ( الْمَائِدَةِ : 101 ) قِيلَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1018713نَزَلَتْ فِي ابْنِ حُذَافَةَ حِينَ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَبِي ؟ قَالَ : حُذَافَةُ ، فَكَانَ نَسَبُهُ ، فَسَاءَهُ ذَلِكَ ، فَنَزَلَتْ ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=101لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ ) ( الْمَائِدَةِ : 101 ) وَقِيلَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1018714نَزَلَتْ فِي الْحَجِّ حِينَ قَالُوا : أَفِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةٌ ؟ ثُمَّ قَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=101وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا ) ( الْمَائِدَةِ : 101 ) يُرِيدُ إِنْ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ أُخَرَ مِنْ أُمُورِ دِينِكُمْ بِكُمْ إِلَى عِلْمِهَا حَاجَةٌ تَبْدُ لَكُمْ ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=102قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ) ( الْمَائِدَةِ : 102 ) أَيْ طَلَبَهَا وَالسُّؤَالُ عَنْهَا طَلَبٌ ، فَلَيْسَتِ الْهَاءُ رَاجِعَةً لِأَشْيَاءَ مُتَقَدِّمَةٍ ، بَلْ لِأَشْيَاءَ أُخَرَ مَفْهُومَةٍ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=101لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ ) ( الْمَائِدَةِ : 101 )
[ ص: 31 ] وَيَدُلُّ عَلَى مَا ذَكَرْنَا أَنَّهُ لَوْ كَانَ الضَّمِيرُ عَائِدًا عَلَى أَشْيَاءَ مَذْكُورَةٍ لَتَعَدَّى إِلَيْهَا بِـ ( عَنْ ) لَا بِنَفْسِهِ وَلَكِنَّهُ مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ لَا مَفْعُولٌ بِهِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ) ( الْحَجِّ : 78 ) يَتَبَادَرُ إِلَى الذِّهْنِ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ : ( هُوَ ) عَائِدٌ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ; لِأَنَّهُ أَقْرَبُ الْمَذْكُورِينَ ، وَهُوَ مُشْكِلٌ لَا يَسْتَقِيمُ لِأَنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَفِي هَذَا ) رَاجِعٌ لِلْقُرْآنِ ، وَهُوَ لَمْ يَكُنْ فِي زَمَنِ إِبْرَاهِيمَ وَلَا هُوَ قَالَهُ .
وَالصَّوَابُ أَنَّ الضَّمِيرَ رَاجِعٌ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ يَعْنِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ) ( الْحَجِّ : 78 ) يَعْنِي فِي الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَكُمْ ، وَفِي هَذَا الْكِتَابِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ وَهُوَ الْقُرْآنُ .
وَالْمَعْنَى جَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَهُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ، وَفِي هَذَا الْكِتَابِ لِتَكُونُوا ، أَيْ سَمَّاكُمْ وَجَعَلَكُمْ مُسْلِمِينَ لِتَشْهَدُوا عَلَى النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ) ( الْحَجِّ : 78 ) مَنْصُوبٌ بِتَقْدِيرِ اتَّبِعُوا ، لِأَنَّ هَذَا النَّاصِبَ نَصَبَهُ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ) ( الْحَجِّ : 78 ) لِأَنَّ الْجِهَادَ مِنْ مِلَّةِ
إِبْرَاهِيمَ .
وَفِي سُورَةِ " يس " مَوْضِعَانِ تَوَهَّمَ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ .
أَحَدُهُمَا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=37وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ ) ( يس : 37 ) فَقَدْ يُتَوَهَّمُ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي " هُمْ " رَاجِعٌ إِلَى اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بِنَاءً عَلَى أَنَّ أَقَلَّ الْجَمْعِ اثْنَانِ ، وَهُوَ فَاسِدٌ لِوَجْهَيْنِ ، أَحَدُهُمَا : أَنَّ النَّهَارَ لَيْسَ مُظْلِمًا ، وَالثَّانِي : أَنَّ كَوْنَ أَقَلِّ الْجَمْعِ اثْنَانِ مَذْهَبٌ مَرْجُوحٌ ، إِنَّمَا الضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى الْكُفَّارِ الَّذِينَ يُحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِالْآيَاتِ ، وَ ( مُظْلِمُونَ ) دَاخِلُو الظَّلَامِ ، كَقَوْلِكَ : " قَوْمٌ مُصْبِحُونَ " ، وَ " مُمْسُونَ " إِذَا دَخَلُوا فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ .
وَالثَّانِي قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ) ( يس : 81 ) يَظُنُّ بَعْضُهُمْ أَنَّ مَعْنَاهُ مِثْلُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَهُوَ فَاسِدٌ لِوَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ أَنْكَرُوا إِعَادَةَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ حَتَّى يَدُلَّ عَلَى إِنْكَارِهِمْ إِعَادَتَهُمَا بِابْتِدَائِهِمَا ،
[ ص: 32 ] وَإِنَّمَا أَنْكَرُوا إِعَادَةَ أَنْفُسِهِمْ ، فَكَانَ الضَّمِيرُ رَاجِعًا إِلَيْهِمْ ، لِيَتَحَقَّقَ حُصُولُ الْجَوَابِ لَهُمْ وَالرَّدُّ عَلَيْهِمْ .
الثَّانِي : لِتَبَيُّنِ الْمُرَادِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=33وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ) ( الْأَحْقَافِ : 33 ) .
فَإِنْ قِيلَ : إِنَّمَا أَثْبَتَ قُدْرَتَهُ عَلَى إِعَادَةِ مِثْلِهِمْ لَا عَلَى إِعَادَتِهِمْ أَنْفُسِهِمْ ، فَلَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَيْهِمْ .
قُلْنَا : الْمُرَادُ بِمِثْلِهِمْ " هُمْ " كَمَا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) ( الشُّورَى : 11 ) وَقَوْلِهِمْ : مِثْلِي لَا يَفْعَلُ كَذَا ، أَيْ أَنَا ، وَبِدَلِيلِ الْآيَةِ الْأُخْرَى .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) ( فَاطِرٍ : 10 ) قَدْ يُتَوَهَّمُ عَوْدُهُ عَلَى اللَّهِ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، وَإِلَّا لَنُصِبَ الْعَمَلُ كَمَا تَقُولُ : قَامَ زَيْدٌ وَعَمْرًا يَضْرِبُهُ ، وَإِنَّمَا الْفَاعِلُ فِي يَرْفَعُهُ عَائِدٌ إِلَى الْعَمَلِ وَالْهَاءُ لِلْكَلِمِ .
قَالَ
الْفَارِسِيُّ فِي التَّذْكِرَةِ : الضَّمِيرُ الْمَنْصُوبُ فِي " يَرْفَعُهُ " عَائِدٌ لِلْكَلِمِ ، لِأَنَّ الْكَلِمَ جَمْعُ كَلِمَةٍ ، قَالَ : كَلِمٌ كَالشَّجَرِ فِي أَنَّهُ قَدْ وُصِفَ بِالْمُفْرَدِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=80مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ) ( يس : 80 ) وَكَذَلِكَ وُصِفَ الْكَلِمُ بِالطَّيِّبِ ، وَلَوْ كَانَ الضَّمِيرُ الْمَنْصُوبُ فِي " يَرْفَعُهُ " عَائِدًا إِلَى الْعَمَلِ لَكَانَ مَنْصُوبًا فِي هَذَا الْوَجْهِ ، وَمَا جَاءَ التَّنْزِيلُ عَلَيْهِ مِنْ نَحْوِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=31وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) ( الْإِنْسَانِ : 31 ) . وَالضَّمِيرُ الْمَرْفُوعُ فِي " يَرْفَعُهُ " عَائِدٌ إِلَى الْعَمَلِ ، فَلِذَلِكَ ارْتَفَعَ الْعَمَلُ ، وَلَمْ يُحْمَلْ عَلَى قَوْلِهِ : " يَصْعَدُ " ، وَيُضْمَرُ لَهُ فِعْلٌ نَاصِبٌ ، كَمَا أُضْمِرَتْ لِقَوْلِهِ : ( وَالظَّالِمِينَ ) وَالْمَعْنَى : يَرْفَعُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ الْكَلِمَ الطَّيِّبَ ، وَمَعْنَى " يُرْفَعُ الْعَمَلُ " أَنَّهُ لَا يُحْبَطُ ثَوَابُهُ فَيُرْفَعُ لِصَاحِبِهِ ، وَيُثَابُ
[ ص: 33 ] عَلَيْهِ ، وَلَيْسَ كَالْعَمَلِ السَّيِّئِ الَّذِي يَقَعُ مَعَهُ الْإِحْبَاطُ فَلَا يُرْفَعُ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ .
الثَّامِنُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28908إِذَا اجْتَمَعَ ضَمَائِرُ فَحَيْثُ أَمْكَنَ عَوْدُهَا لِوَاحِدٍ فَهُوَ أَوْلَى مِنْ عَوْدِهَا لِمُخْتَلِفٍ ، وَلِهَذَا لَمَّا جَوَّزَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ ) إِلَخْ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ ) ( طه : 39 ) لِلتَّابُوتِ وَمَا بَعْدَهُ ، وَمَا قَبْلَهُ لِمُوسَى عَابَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ ، وَجَعَلَهُ تَنَافُرًا ، وَمُخْرِجًا لِلْقُرْآنِ عَنْ إِعْجَازِهِ ، فَقَالَ : وَالضَّمَائِرُ كُلُّهَا رَاجِعَةٌ إِلَى مُوسَى ، وَرُجُوعُ بَعْضِهَا إِلَيْهِ ، وَبَعْضِهَا إِلَى التَّابُوتِ فِيهِ هُجْنَةٌ لِمَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ مِنْ تَنَافُرِ النَّظْمِ .
فَإِنْ قُلْتَ : الْمَقْذُوفُ فِي الْبَحْرِ هُوَ التَّابُوتُ ، وَكَذَلِكَ الْمُلْقَى إِلَى السَّاحِلِ .
قُلْتُ : مَا ضَرَّكَ لَوْ جَعَلْتَ الْمَقْذُوفَ وَالْمُلْقَى إِلَى السَّاحِلِ هُوَ
مُوسَى فِي جَوْفِ التَّابُوتِ ; حَتَّى لَا تُفَرِّقَ الضَّمَائِرَ فَيَتَنَافَرَ عَلَيْكَ النَّظْمُ الَّذِي هُوَ قِوَامُ إِعْجَازِ الْقُرْآنِ ، وَمُرَاعَاتُهُ أَهَمُّ مَا يَجِبُ عَلَى الْمُفَسِّرِ . انْتَهَى وَلَا مَزِيدَ عَلَى حُسْنِهِ .
وَقَالَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=9لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ ) ( الْفَتْحِ : 9 ) الضَّمَائِرُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالْمُرَادُ بِتَعْزِيزِ اللَّهِ تَعْزِيزُ دِينِهِ وَرَسُولِهِ ، وَمَنْ فَرَّقَ الضَّمَائِرَ فَقَدْ أَبْعَدَ .
أَيْ فَقَدْ قِيلَ : إِنَّهَا لِلرَّسُولِ إِلَّا الْأَخِيرَ ، لَكِنْ قَدْ يَقْتَضِي الْمَعْنَى التَّخَالُفَ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ) ( الْكَهْفِ : 22 ) الْهَاءُ وَالْمِيمُ فِي فِيهِمْ لِأَصْحَابِ الْكَهْفِ ، وَالْهَاءُ وَالْمِيمُ فِي مِنْهُمْ
لِلْيَهُودِ ، قَالَهُ
ثَعْلَبٌ ، nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرِّدُ .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=59وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ ) ( الْمُؤْمِنُونَ : 59 ) بَعْدَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=100إِنَّمَا سُلْطَانُهُ ) ( النَّحْلِ : 100 ) .
[ ص: 34 ] وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=45وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ ) ( سَبَأٍ : 25 ) .
وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=9وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا ) ( الرُّومِ : 9 ) أَيْ عَمَرُوا الْأَرْضَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَ
قُرَيْشٍ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرَتْهَا
قُرَيْشٌ .
وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ) ( التَّوْبَةِ : 40 ) الْآيَةُ فِيهَا اثْنَا عَشَرَ ضَمِيرًا ، خَمْسَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ . . . . وَالثَّالِثُ ضَمِيرٌ ( فِي الْغَارِ ) لِأَنَّهُ يَتَعَلَّقُ بِاسْتِقْرَارٍ مَحْذُوفٍ ، فَيَحْتَمِلُ ضَمِيرًا ، وَالرَّابِعُ ( صَاحِبُهُ ) ، وَالْخَامِسُ ( لَا تَحْزَنْ ) ، وَالسَّادِسُ ( مَعَنَا ) ، وَالسَّابِعُ فِي ( عَلَيْهِ ) عَلَى قَوْلِ الْأَكْثَرِ فِيمَا نَقَلَهُ السُّهَيْلِيُّ ، لِأَنَّ السَّكِينَةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَائِمًا لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَضُرُّهُ شَيْءٌ ، إِذْ كَانَ خُرُوجُهُ بِأَمْرِ اللَّهِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ ) ( التَّوْبَةِ : 26 ) فَالسَّكِينَةُ نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ لِأَنَّهُ خَافَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَلَمْ يَخْفَ عَلَى نَفْسِهِ ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ مِنْ أَجْلِهِمْ لَا مِنْ أَجْلِهِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=42فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ ) ( يُوسُفَ : 42 ) قِيلَ : الضَّمِيرَانِ عَائِدَانِ عَلَى
يُوسُفَ ، أَيْ فَأَنْسَى الشَّيْطَانُ
يُوسُفَ أَنْ يَذْكُرَ رَبَّهُ تَعَالَى ، وَقِيلَ : يَعُودَانِ عَلَى الْفَتَى الَّذِي ظَنَّ
يُوسُفُ أَنَّهُ نَاجٍ ، فَالْمَعْنَى أَنَّ
يُوسُفَ قَالَ لِلنَّاجِي : ذَكِّرِ الْمَلِكَ بِأَمْرِي .
وَرَجَّحَ
ابْنُ السِّيدِ هَذَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=45وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ) ( يُوسُفَ : 45 ) أَيْ بَعْدَ حِينٍ .
[ ص: 35 ] وَفِي قِرَاءَةِ
ابْنِ عَامِرٍ بَعْدَ " أَمَهٍ " بِالتَّخْفِيفِ ، أَيْ نِسْيَانٍ ، وَإِلَّا لَمْ يَكُنْ لِيَذْكُرَ تَذَكُّرَ الْفَتَى بَعْدَ النِّسْيَانِ ، وَالذِّكْرُ عَلَى هَذَا يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ : أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى التَّذْكِيرِ ، وَيَكُونَ مَصْدَرَ ذَكَرْتُهُ ذِكْرًا ، فَالتَّقْدِيرُ : فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ، فَأَضَافَ الذِّكْرَ إِلَى الرَّبِّ ، وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ مُضَافٌ إِلَى ضَمِيرِ يُوسُفَ ، وَجَازَ ذَلِكَ لِمُلَاءَمَتِهِ بَيْنَهُمَا .
وَقَدْ يُخَالَفُ بَيْنَ الضَّمَائِرِ حَذَرًا مِنَ التَّنَافُرِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=36مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ) ( التَّوْبَةِ : 36 ) كَمَا عَادَ الضَّمِيرُ عَلَى الِاثْنَيْ عَشَرَ ، ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=36فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) ( التَّوْبَةِ : 36 ) لَمَّا أَعَادَهُ عَلَى " أَرْبَعَةٍ " وَهُوَ جَمْعُ قِلَّةٍ .
وَجَوَّزَ بَعْضُهُمْ عَوْدَهُ عَلَى الِاثْنَيْ عَشَرَ أَيْضًا ، بَلْ هُوَ الصَّوَابُ لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَنْهَى عَنِ الظُّلْمِ فِي الْأَرْبَعَةِ ، وَيُبِيحَ الظُّلْمَ فِي الثَّمَانِيَةِ بَلْ تَرْكُ الظُّلْمِ فِي الْكُلِّ وَاجِبٌ .
قُلْتُ : لَكِنْ يَجُوزُ التَّنْصِيصُ عَلَى أَفْضَلِيَّةِ الْحُرُمِ ، فَإِنَّ الظُّلْمَ قَبِيحٌ مُطْلَقًا ، وَفِيهِنَّ أَقْبَحُ فَالظَّاهِرُ الْأَوَّلُ .
التَّاسِعُ
nindex.php?page=treesubj&link=28908قَدْ يَسُدُّ مَسَدَّ الضَّمِيرِ أُمُورٌ :
مِنْهَا الْإِشَارَةُ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=36إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) ( الْإِسْرَاءِ : 36 ) .
وَمِنْهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=37فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) ( النَّازِعَاتِ : 37 إِلَى 41 ) .
وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=44نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ ) ( إِبْرَاهِيمَ : 44 ) أَيْ رُسُلَكَ .
وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) ( يُوسُفَ : 90 ) أَصْلُ الْكَلَامِ " أَجْرَهُ وَصَبْرَهُ " ، وَلَمَّا كَانَ الْمُحْسِنُونَ جِنْسًا ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ ) وَاحِدٌ تَحْتَهُ أَغْنَى عُمُومُهُ مِنْ عَوْدِ الضَّمِيرِ إِلَيْهِ .
[ ص: 36 ] وَقَوْلُ الْكُوفِيِّينَ : الْأَلِفُ وَاللَّامُ عِوَضٌ مِنَ الضَّمِيرِ .
قَالَ
ابْنُ مَالِكٍ : وَعَلَيْهِ يُحْمَلُ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=50جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ ) ( ص : 50 ) وَزَعَمَ
أَبُو عَلِيٍّ ، nindex.php?page=showalam&ids=14423وَالزَّمَخْشَرِيُّ أَنَّ الْأَبْوَابَ بَدَلٌ مِنَ الْمُسْتَكِنِّ فِي ( مُفَتَّحَةً ) .
وَهَذَا تَكَلُّفٌ فَوَجَبَ أَنْ تَكُونَ " الْأَبْوَابُ " مُرْتَفِعَةً بِ ( مُفَتَّحَةً ) الْمَذْكُورِ ، أَوْ بِمِثْلِهِ مُقَدَّرًا . وَقَدْ صَحَّ أَنَّ مُفَتَّحَةً صَالِحٌ لِلْعَمَلِ فِي الْأَبْوَابِ فَلَا حَاجَةَ إِلَى إِبْدَالٍ أَيْضًا .
وَمِنْهَا الِاسْمُ الظَّاهِرُ ، بِأَنْ يَكُونَ الْمَقَامُ يَقْتَضِي الْإِضْمَارَ فَيُعْدَلُ عَنْهُ إِلَى الظَّاهِرِ ، وَقَدْ سَبَقَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي أَبْوَابِ التَّأْكِيدِ .
الْعَاشِرُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28908الْأَصْلُ فِي الضَّمِيرِ عَوْدُهُ إِلَى أَقْرَبِ مَذْكُورٍ ، وَلَنَا أَصْلٌ آخَرُ وَهُوَ أَنَّهُ إِذَا جَاءَ مُضَافٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ ، وَذُكِرَ بَعْدَهُمَا ضَمِيرٌ عَادَ إِلَى الْمُضَافِ لِأَنَّهُ الْمُحَدَّثُ عَنْهُ دُونَ الْمُضَافِ إِلَيْهِ ، نَحْوَ : لَقِيتُ غُلَامَ زَيْدٍ فَأَكْرَمْتُهُ ، فَالضَّمِيرُ لِلْغُلَامِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ) ( إِبْرَاهِيمَ : 34 ) .
وَعِنْدَ التَّعَارُضِ رَاعَى
nindex.php?page=showalam&ids=13064ابْنُ حَزْمٍ وَالْمَاوَرْدِيُّ الْأَصْلَ الْأَوَّلَ فَقَالَا : إِنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=145أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ ) ( الْأَنْعَامِ : 45 ) يَعُودُ عَلَى الْخِنْزِيرِ دُونَ لَحْمِهِ لِقُرْبِهِ ، وَقَوَّاهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ لِأَنَّ الضَّمِيرَ لِلْمُضَافِ دُونَ الْمُضَافِ إِلَيْهِ لَيْسَ بِأَصْلٍ مُطَّرِدٍ ، فَقَدْ يَعُودُ إِلَى الْمُضَافِ إِلَيْهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=114وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) ( النَّحْلِ : 114 ) .
وَكَذَا الصِّفَةُ فَإِنَّهَا كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=43إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ ) ( يُوسُفَ : 43 ) .
وَلِلْجُمْهُورِ أَنْ يَقُولُوا : وَكَذَا عَوْدُهُ لِلْأَقْرَبِ لَيْسَ بِمُطَّرِدٍ ، فَقَدْ يَخْرُجُ عَنِ الْأَصْلِ لِدَلِيلٍ ، وَإِذَا تَعَارَضَ الْأَصْلَانِ تَسَاقَطَا ، وَنُظِرَ فِي التَّرْجِيحِ مِنْ خَارِجٍ ، بَلْ قَدْ يُقَالُ : عَوْدُهُ إِلَى مَا فِيهِ
[ ص: 37 ] الْعَمَلُ بِهِمَا أَوْلَى كَمَا يَقُولُهُ
الْمَاوَرْدِيُّ : إِنَّ الضَّمِيرَ يَعُودُ إِلَى الْخِنْزِيرِ لِأَنَّ اللَّحْمَ مَوْجُودٌ فِيهِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=4فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) ( الشُّعَرَاءِ : 4 ) فَأَخْبَرَ بِـ " خَاضِعِينَ " عَنِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ ، وَلَوْ أَخْبَرَ عَنِ الْمُضَافِ لَقَالَ : خَاضِعَةً ، أَوْ خُضَّعًا ، أَوْ خَوَاضِعَ ، وَإِنَّمَا حَسُنَ ذَلِكَ لِأَنَّ خُضُوعَ أَصْحَابِ الْأَعْنَاقِ بِخُضُوعِ أَعْنَاقِهِمْ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ) ( غَافِرٍ : 37 ) فَقَدْ عَادَ الضَّمِيرُ فِي قَوْلِ الْمُحَقِّقِينَ لِلْمُضَافِ إِلَيْهِ وَهُوَ
مُوسَى ، وَالظَّنُّ بِفِرْعَوْنَ ، وَكَأَنَّهُ لَمَّا رَأَى نَفْسَهُ قَدْ غَلِطَ فِي الْإِقْرَارِ بِالْإِلَهِيَّةِ مِنْ قَوْلِهِ ( إِلَهِ مُوسَى ) اسْتَدْرَكَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ هَذَا .
الْحَادِي عَشَرَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28908إِذَا عُطِفَ بِـ ( أَوْ ) وَجَبَ إِفْرَادُ الضَّمِيرِ ، نَحْوَ : إِنْ جَاءَ زَيْدٌ أَوْ عَمْرٌو فَأَكْرِمْهُ ، لِأَنَّ أَوْ لِأَحَدِ الشَّيْئَيْنِ ، فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا ) ( النِّسَاءِ : 135 ) فَقِيلَ : إِنَّ " أَوْ " بِمَعْنَى الْوَاوِ ، وَقِيلَ : بَلِ الْمَعْنَى إِنْ " يَكُنِ الْخَصْمَانِ " فَعَادَ الضَّمِيرُ عَلَى الْمَعْنَى .
وَقِيلَ : لِلتَّنْوِيعِ لَا لِلْعَطْفِ ، وَعَكْسُ هَذَا إِذَا عُطِفَ بِالْوَاوِ وَجَبَ تَثْنِيَةُ الضَّمِيرِ .
فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=62وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ ) ( التَّوْبَةِ : 62 ) فَقَدْ سَبَقَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ