56 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914اللام
قسمان إما أن تكون عاملة ، أو غير عاملة .
القسم الأول غير العاملة
وتجيء لعشرة معان : معرفة ، ودالة على البعد ، ومخففة ، وفارقة ، ومحققة ، وموجبة ، ومؤكدة ، ومتممة ، وموجهة ، ومسبوقة ، والمؤذنة ، والموطئة .
فالمعرفة التي معها ألف الوصل ، عند من يجعل المعرفة اللام وحدها ، وينسب
nindex.php?page=showalam&ids=16076لسيبويه . وذهب
الخليل إلى أنه ثنائي ، وهمزته همزة قطع ، وصلت لكثرة الاستعمال .
وتنقسم المعرفة إلى عهدية واستغراقية ، وقد سبقا في قاعدة التنكير والتعريف ، وزاد قوم طلب الصلة ، وجعل منه :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=71ركبا في السفينة ( الكهف : 71 )
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=17فأكله الذئب ( يوسف : 17 ) .
وللإضمار
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=39فإن الجحيم هي المأوى ( النازعات : 39 ) ، ولا خلاف أن الإضمار
[ ص: 287 ] بعدها مراد ، وإنما اختلفوا في تقديره ، فعند الكوفيين : هي مأواه ، وعند البصريين : هي المأوى له .
واللام في التعريف مرققة إلا في اسم الله فيجب تفخيمها إذا كان قبلها ضمة ، أو فتحة ، وهي في الأسماء تفخيم الجرس ، وفي المعنى توقير المسمى وتعظيمه سبحانه .
والدالة على البعد الداخلة على أسماء الإشارة ، إعلاما بالبعد أو توكيدا له على الخلاف فيه .
والمخففة التي يجوز معها تخفيف إن المشددة ، نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إن كل نفس لما عليها حافظ ( الطارق : 4 ) . وتسمى لام الابتداء ، والفارقة لأنها تفرق بينها وبين إن النافية .
والمخففة هي التي تحقق الخبر مع المبتدأ ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43ولمن صبر وغفر ( الشورى : 43 )
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=128لقد جاءكم رسول من أنفسكم ( التوبة : 128 ) .
والموجبة بمعنى إلا عند الكوفيين كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=32وإن كل لما جميع لدينا محضرون ( يس : 32 )
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=35وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا ( الزخرف : 35 ) أي : ما كل ، فجعلوا : إن بمعنى ما ، واللام بمعنى إلا في الإيجاب .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=46وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ( إبراهيم : 46 ) بالرفع والمراد : وما كان مكرهم إلا لتزول منه .
والمؤكدة وهي الزائدة أول الكلام ، وتقع في موضعين :
[ ص: 288 ] أحدهما : المبتدأ وتسمى لام الابتداء ، فيؤذن بأنه المحكوم عليه ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لمسجد أسس على التقوى ( التوبة : 108 )
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8ليوسف وأخوه أحب ( يوسف : 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=13لأنتم أشد رهبة ( الحشر : 13 ) .
ثانيهما : في باب " إن " على اسمها إذا تأخر ، نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=26إن في ذلك لعبرة ( النازعات : 26 ) .
وعلى خبرها ، نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=14إن ربك لبالمرصاد ( الفجر : 14 )
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=75إن إبراهيم لحليم أواه ( هود : 75 )
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=12إن بطش ربك لشديد ( البروج : 12 ) .
فـ " إن " في هذا توكيد لما يليها ، واللام لتوكيد الخبر ، وكذا في " أن " المفتوحة ، كقراءة
سعيد : إلا أنهم ليأكلون الطعام ( الفرقان : 20 ) بفتح الهمزة ، فإنه ألغى اللام ، لأنها لا تدخل إلا على " إن " المكسورة ، أو على ما يتصل بالخبر إذا تقدم عليه ، نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=72لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ( الحجر : 72 ) فإن تقديره : ليعمهون في سكرتهم .
واختلف في اللام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=13لمن ضره ( الحج : 13 ) فقيل هي مؤخرة ، والمعنى يدعو لمن ضره أقرب من نفعه .
وجاز تقديمها وإيلاؤها المفعول ، لأنها لام التوكيد واليمين ، فحقها أن تقع صدر الكلام .
واعترض بأن اللام في صلة " من " فتقدمها على الموصول ممتنع ، وأجاب
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري بأنها حرف لا يفيد غير التوكيد ، وليست بعاملة كـ " من " المؤكدة في نحو : ما جاءني من أحد ، دخولها وخروجها سواء ، ولهذا جاء تقديمها .
ويجوز ألا تكون هنا موصولة ، بل نكرة ، ولهذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : اللام في غير موضعها ،
[ ص: 289 ] و " من " في موضع نصب بـ " يدعو " ، والتقدير : يدعو من ضره أقرب من نفعه ، أي يدعو إلها ضره أقرب من نفعه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : يدعو في موضع الحال ، والمعنى في ذلك هو الضلال البعيد في حال دعائه إياه ، وقوله : لمن مستأنف مرفوع بالابتداء ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=13ضره أقرب من نفعه ( الحج : 13 ) في صلته ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=13لبئس المولى ( الحج : 13 ) خبره .
وهذا يستقيم لو كان في موضع " يدعو " يدعى ، لكن مجيئه بصيغة فعل الفاعل ، وليس فيه ضميره يبعده .
والمتممة كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ( الإسراء : 42 )
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=75إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ( الإسراء : 75 ) فاللام هنا لتتميم الكلام . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : " إذن " دالة على أن ما بعدها جواب وجزاء .
والموجهة في جواب " لولا " كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=74ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم ( الإسراء : 74 ) فاللام في " لقد " توجه للتثبيت .
وسماها
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب مؤذنة " لأن " ليؤذن بأن ما دخلت عليه هو اللازم لما دخل عليه الأول نحو : إن جئتني لأكرمتك ، فاللام مؤذنة بالدخول عليه اللازم المجيء .
[ ص: 290 ] والمسبوقة في جواب لو كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=65لو نشاء لجعلناه حطاما ( الواقعة : 65 ) أي تفيد تأخره لأشد العقوبة ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=24حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس ( يونس : 24 ) وهذا بخلاف قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=70لو نشاء جعلناه أجاجا ( الواقعة : 70 ) بغير لام ، فإنه يفيد التعجيل ، أي جعلناه أجاجا لوقته .
والمؤذنة الداخلة على أداة الشرط بعد تقدم القسم لفظا أو تقديرا ، لتؤذن أن الجواب له لا للشرط ، أو للإيذان بأن ما بعدها مبني على قسم قبلها . وتسمى الموطئة لأنها وطأت الجواب للقسم أي مهدته .
وقول المعربين : إنها موطئة للقسم فيه تجوز ، وإنما هي موطئة لجوابه كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ( الحشر : 12 ) وليست جوابا للقسم ، وإنما الجواب ما يأتي بعد الشرط ، ويجمع هذه الأربعة المتأخرة قولك : لام الجواب .
وقد اجتمعا في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15كلا لئن لم ينته لنسفعا ( العلق : 15 ) فاللام في لئن مؤذنة بالقسم ، وقوله : نسفعا جواب القسم المقدر ، تقديره : والله لنسفعن .
ومن جواب القسم قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=87ولقد آتينا موسى الكتاب ( البقرة : 87 والقصص : 43 ) وزعم الشيخ
أثير الدين في تفسيره أنها لام التوكيد ، وليس كما قال ، وقد قال
الواحدي في البسيط : إنها لام القسم ، ولا يجوز أن تكون لام ابتداء ، لأن لام الابتداء لا تلحق إلا الأسماء ، وما يكون بمنزلتها كالمضارع .
56 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914اللَّامُ
قِسْمَانِ إِمَّا أَنْ تَكُونَ عَامِلَةً ، أَوْ غَيْرَ عَامِلَةٍ .
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ غَيْرُ الْعَامِلَةِ
وَتَجِيءُ لِعَشْرَةِ مَعَانٍ : مُعَرِّفَةٍ ، وَدَالَّةٍ عَلَى الْبُعْدِ ، وَمُخَفَّفَةٍ ، وَفَارِقَةٍ ، وَمُحَقِّقَةٍ ، وَمُوجِبَةٍ ، وَمُؤَكِّدَةٍ ، وَمُتَمِّمَةٍ ، وَمُوَجِّهَةٍ ، وَمَسْبُوقَةٍ ، وَالْمُؤْذِنَةِ ، وَالْمُوَطِّئَةِ .
فَالْمُعَرِّفَةُ الَّتِي مَعَهَا أَلِفُ الْوَصْلِ ، عِنْدَ مَنْ يَجْعَلُ الْمُعَرِّفَةَ اللَّامَ وَحْدَهَا ، وَيُنْسَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076لِسِيبَوَيْهِ . وَذَهَبَ
الْخَلِيلُ إِلَى أَنَّهُ ثُنَائِيٌّ ، وَهَمْزَتُهُ هَمْزَةُ قَطْعٍ ، وُصِلَتْ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ .
وَتَنْقَسِمُ الْمُعَرِّفَةُ إِلَى عَهْدِيَّةٍ وَاسْتِغْرَاقِيَّةٍ ، وَقَدْ سَبَقَا فِي قَاعِدَةِ التَّنْكِيرِ وَالتَّعْرِيفِ ، وَزَادَ قَوْمٌ طَلَبَ الصِّلَةِ ، وَجُعِلَ مِنْهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=71رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ ( الْكَهْفِ : 71 )
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=17فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ( يُوسُفَ : 17 ) .
وَلِلْإِضْمَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=39فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ( النَّازِعَاتِ : 39 ) ، وَلَا خِلَافَ أَنَّ الْإِضْمَارَ
[ ص: 287 ] بَعْدَهَا مُرَادٌ ، وَإِنَّمَا اخْتَلَفُوا فِي تَقْدِيرِهِ ، فَعِنْدَ الْكُوفِيِّينَ : هِيَ مَأْوَاهُ ، وَعِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ : هِيَ الْمَأْوَى لَهُ .
وَاللَّامُ فِي التَّعْرِيفِ مُرَقَّقَةٌ إِلَّا فِي اسْمِ اللَّهِ فَيَجِبُ تَفْخِيمُهَا إِذَا كَانَ قَبْلَهَا ضَمَّةٌ ، أَوْ فَتْحَةٌ ، وَهِيَ فِي الْأَسْمَاءِ تَفْخِيمُ الْجَرْسِ ، وَفِي الْمَعْنَى تَوْقِيرُ الْمُسَمَّى وَتَعْظِيمُهُ سُبْحَانَهُ .
وَالدَّالَّةُ عَلَى الْبُعْدِ الدَّاخِلَةُ عَلَى أَسْمَاءِ الْإِشَارَةِ ، إِعْلَامًا بِالْبُعْدِ أَوْ تَوْكِيدًا لَهُ عَلَى الْخِلَافِ فِيهِ .
وَالْمُخَفِّفَةُ الَّتِي يَجُوزُ مَعَهَا تَخْفِيفُ إِنَّ الْمُشَدَّدَةِ ، نَحْوُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ( الطَّارِقِ : 4 ) . وَتُسَمَّى لَامُ الِابْتِدَاءِ ، وَالْفَارِقَةُ لِأَنَّهَا تُفَرِّقُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ إِنِ النَّافِيَةِ .
وَالْمُخَفِّفَةُ هِيَ الَّتِي تُحَقِّقُ الْخَبَرَ مَعَ الْمُبْتَدَأِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ ( الشُّورَى : 43 )
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=128لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ( التَّوْبَةِ : 128 ) .
وَالْمُوجِبَةُ بِمَعْنَى إِلَّا عِنْدَ الْكُوفِيِّينَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=32وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ( يس : 32 )
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=35وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ( الزُّخْرُفِ : 35 ) أَيْ : مَا كَلٌّ ، فَجَعَلُوا : إِنْ بِمَعْنَى مَا ، وَاللَّامُ بِمَعْنَى إِلَّا فِي الْإِيجَابِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=46وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ( إِبْرَاهِيمَ : 46 ) بِالرَّفْعِ وَالْمُرَادُ : وَمَا كَانَ مَكْرُهُمْ إِلَّا لِتَزُولَ مِنْهُ .
وَالْمُؤَكِّدَةُ وَهِيَ الزَّائِدَةُ أَوَّلَ الْكَلَامِ ، وَتَقَعُ فِي مَوْضِعَيْنِ :
[ ص: 288 ] أَحَدُهُمَا : الْمُبْتَدَأُ وَتُسَمَّى لَامُ الِابْتِدَاءِ ، فَيُؤْذَنُ بِأَنَّهُ الْمَحْكُومُ عَلَيْهِ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى ( التَّوْبَةِ : 108 )
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ ( يُوسُفَ : 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=13لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً ( الْحَشْرِ : 13 ) .
ثَانِيهِمَا : فِي بَابِ " إِنَّ " عَلَى اسْمِهَا إِذَا تَأَخَّرَ ، نَحْوُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=26إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً ( النَّازِعَاتِ : 26 ) .
وَعَلَى خَبَرِهَا ، نَحْوُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=14إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ( الْفَجْرِ : 14 )
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=75إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ ( هُودٍ : 75 )
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=12إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ( الْبُرُوجِ : 12 ) .
فَـ " إِنَّ " فِي هَذَا تَوْكِيدٌ لِمَا يَلِيهَا ، وَاللَّامُ لِتَوْكِيدِ الْخَبَرِ ، وَكَذَا فِي " أَنَّ " الْمَفْتُوحَةِ ، كَقِرَاءَةِ
سَعِيدٍ : إِلَّا أَنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ( الْفُرْقَانِ : 20 ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ ، فَإِنَّهُ أَلْغَى اللَّامَ ، لِأَنَّهَا لَا تَدْخُلُ إِلَّا عَلَى " إِنَّ " الْمَكْسُورَةِ ، أَوْ عَلَى مَا يَتَّصِلُ بِالْخَبَرِ إِذَا تَقَدَّمَ عَلَيْهِ ، نَحْوُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=72لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ( الْحِجْرِ : 72 ) فَإِنَّ تَقْدِيرَهُ : لَيَعْمَهُونَ فِي سَكْرَتِهِمْ .
وَاخْتُلِفَ فِي اللَّامِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=13لَمَنْ ضَرُّهُ ( الْحَجِّ : 13 ) فَقِيلَ هِيَ مُؤَخَّرَةٌ ، وَالْمَعْنَى يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ .
وَجَازَ تَقْدِيمُهَا وَإِيلَاؤُهَا الْمَفْعُولَ ، لِأَنَّهَا لَامُ التَّوْكِيدِ وَالْيَمِينِ ، فَحَقُّهَا أَنْ تَقَعَ صَدْرَ الْكَلَامِ .
وَاعْتُرِضَ بِأَنَّ اللَّامَ فِي صِلَةِ " مَنْ " فَتَقَدُّمُهَا عَلَى الْمَوْصُولِ مُمْتَنِعٌ ، وَأَجَابَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ بِأَنَّهَا حَرْفٌ لَا يُفِيدُ غَيْرَ التَّوْكِيدِ ، وَلَيْسَتْ بِعَامِلَةٍ كَـ " مِنَ " الْمُؤَكِّدَةِ فِي نَحْوِ : مَا جَاءَنِي مِنْ أَحَدٍ ، دُخُولُهَا وَخُرُوجُهَا سَوَاءٌ ، وَلِهَذَا جَاءَ تَقْدِيمُهَا .
وَيَجُوزُ أَلَّا تَكُونَ هُنَا مَوْصُولَةً ، بَلْ نَكِرَةً ، وَلِهَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : اللَّامُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا ،
[ ص: 289 ] وَ " مَنْ " فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِـ " يَدْعُو " ، وَالتَّقْدِيرُ : يَدْعُو مَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ ، أَيْ يَدْعُو إِلَهًا ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفَعِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : يَدْعُو فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ، وَالْمَعْنَى فِي ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ فِي حَالِ دُعَائِهِ إِيَّاهُ ، وَقَوْلِهِ : لَمَنْ مُسْتَأْنَفٌ مَرْفُوعٌ بِالِابْتِدَاءِ ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=13ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ ( الْحَجِّ : 13 ) فِي صِلَتِهِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=13لَبِئْسَ الْمَوْلَى ( الْحَجِّ : 13 ) خَبَرُهُ .
وَهَذَا يَسْتَقِيمُ لَوْ كَانَ فِي مَوْضِعِ " يَدْعُو " يُدْعَى ، لَكِنَّ مَجِيئَهُ بِصِيغَةِ فِعْلِ الْفَاعِلِ ، وَلَيْسَ فِيهِ ضَمِيرُهُ يُبْعِدُهُ .
وَالْمُتَمِّمَةُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ( الْإِسْرَاءِ : 42 )
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=75إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ( الْإِسْرَاءِ : 75 ) فَاللَّامُ هُنَا لِتَتْمِيمِ الْكَلَامِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : " إِذَنْ " دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ مَا بَعْدَهَا جَوَابٌ وَجَزَاءٌ .
وَالْمُوَجَّهَةُ فِي جَوَابِ " لَوْلَا " كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=74وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ ( الْإِسْرَاءِ : 74 ) فَاللَّامُ فِي " لَقَدْ " تُوَجَّهُ لِلتَّثْبِيتِ .
وَسَمَّاهَا
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابْنُ الْحَاجِبِ مُؤْذِنَةً " لِأَنْ " لِيُؤْذَنَ بِأَنَّ مَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ هُوَ اللَّازِمُ لِمَا دَخَلَ عَلَيْهِ الْأَوَّلُ نَحْوُ : إِنْ جِئْتَنِي لَأَكْرَمْتُكَ ، فَاللَّامُ مُؤْذِنَةٌ بِالدُّخُولِ عَلَيْهِ اللَّازِمِ الْمَجِيءِ .
[ ص: 290 ] وَالْمَسْبُوقَةُ فِي جَوَابِ لَوْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=65لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا ( الْوَاقِعَةِ : 65 ) أَيْ تُفِيدُ تَأَخُّرُهُ لِأَشَدِّ الْعُقُوبَةِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=24حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ( يُونُسَ : 24 ) وَهَذَا بِخِلَافِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=70لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا ( الْوَاقِعَةِ : 70 ) بِغَيْرِ لَامٍ ، فَإِنَّهُ يُفِيدُ التَّعْجِيلَ ، أَيْ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا لِوَقْتِهِ .
وَالْمُؤْذِنَةُ الدَّاخِلَةُ عَلَى أَدَاةِ الشَّرْطِ بَعْدَ تَقَدُّمِ الْقَسَمِ لَفْظًا أَوْ تَقْدِيرًا ، لِتُؤْذِنَ أَنَّ الْجَوَابَ لَهُ لَا لِلشَّرْطِ ، أَوْ لِلْإِيذَانِ بِأَنَّ مَا بَعْدَهَا مَبْنِيٌّ عَلَى قَسَمٍ قَبْلَهَا . وَتُسَمَّى الْمُوَطِّئَةَ لِأَنَّهَا وَطَّأَتِ الْجَوَابَ لِلْقَسَمِ أَيْ مَهَّدَتْهُ .
وَقَوْلُ الْمُعْرِبِينَ : إِنَّهَا مُوَطِّئَةٌ لِلْقَسَمِ فِيهِ تَجَوُّزٌ ، وَإِنَّمَا هِيَ مُوَطِّئَةٌ لِجَوَابِهِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ( الْحَشْرِ : 12 ) وَلَيْسَتْ جَوَابًا لِلْقَسَمِ ، وَإِنَّمَا الْجَوَابُ مَا يَأْتِي بَعْدَ الشَّرْطِ ، وَيَجْمَعُ هَذِهِ الْأَرْبَعَةَ الْمُتَأَخِّرَةَ قَوْلُكَ : لَامُ الْجَوَابِ .
وَقَدِ اجْتَمَعَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا ( الْعَلَقِ : 15 ) فَاللَّامُ فِي لَئِنْ مُؤْذِنَةٌ بِالْقَسَمِ ، وَقَوْلِهِ : نَسْفَعًا جَوَابُ الْقَسَمِ الْمُقَدَّرِ ، تَقْدِيرُهُ : وَاللَّهِ لَنَسْفَعَنْ .
وَمِنْ جَوَابِ الْقَسَمِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=87وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ ( الْبَقَرَةِ : 87 وَالْقَصَصِ : 43 ) وَزَعَمَ الشَّيْخُ
أَثِيرُ الدِّينِ فِي تَفْسِيرِهِ أَنَّهَا لَامُ التَّوْكِيدِ ، وَلَيْسَ كَمَا قَالَ ، وَقَدْ قَالَ
الْوَاحِدِيُّ فِي الْبَسِيطِ : إِنَّهَا لَامُ الْقَسَمِ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ لَامَ ابْتِدَاءٍ ، لِأَنَّ لَامَ الِابْتِدَاءِ لَا تَلْحَقُ إِلَّا الْأَسْمَاءَ ، وَمَا يَكُونُ بِمَنْزِلَتِهَا كَالْمُضَارِعِ .