[ ص: 302 ] قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135nindex.php?page=treesubj&link=28908يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ) ( 135 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135شهداء ) : خبر ثان . ويجوز أن يكون حالا من الضمير في " قوامين " . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135على أنفسكم ) : يتعلق بفعل دل عليه " شهداء " ؛ أي : ولو شهدتم ، ويجوز أن يتعلق بقوامين . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135إن يكن غنيا ) : اسم كان مضمر فيها دل عليه تقدم ذكر الشهادة ؛ أي : إن كان الخصم ، أو إن كان كل واحد من المشهود عليه والمشهود له .
وفي (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135أو ) : وجهان : أحدهما : هي بمعنى الواو ، وحكي عن الأخفش ، فعلى هذا يكون الضمير في : بهما عائدا على لفظ غني وفقير . والوجه الثاني : أن " أو " على بابها ، وهي هنا لتفصيل ما أبهم في الكلام ، وذلك أن كل واحد من المشهود عليه والمشهود له يجوز أن يكون غنيا وأن يكون فقيرا ، فقد يكونان غنيين ، وقد يكونان فقيرين ، وقد يكون أحدهما غنيا والآخر فقيرا ، فلما كانت الأقسام عند التفصيل على ذلك ، ولم تذكر ، أتى بأو لتدل على هذا التفصيل ؛ فعلى هذا يكون الضمير في بهما عائدا على المشهود له والمشهود عليه على أي وصف كانا عليه لا على الصفة . وقيل : الضمير عائد إلى ما دل عليه الكلام ؛ والتقدير : فالله أولى بالغني والفقير . وقيل يعود على الغني والفقير لدلالة الاسمين عليه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135أن تعدلوا ) : فيه ثلاثة أوجه : أحدها تقديره : في أن لا تعدلوا فحذف لا ؛ أي : لا تتبعوا الهوى في ترك العدل . والثاني : تقديره : ابتغاء أن تعدلوا عن الحق . والثالث : تقديره : مخافة أن تعدلوا عن الحق ، وعلى الوجهين هو مفعول له ، وإن تلووا يقرأ بواوين ، الأولى منهما مضمومة ، وهو من لوى يلوي ، ويقرأ بواو واحدة ساكنة ، وفيه وجهان : أحدهما : أصله تلووا ، كالقراءة الأولى ، إلا أنه أبدل الواو المضمومة همزة ، ثم ألقى حركتها على اللام ، وقد ذكر مثله في آل عمران . والثاني : أنه من ولي الشيء ؛ أي : وإن تتولوا الحكم أو تعرضوا عنه ، أو إن تتولوا الحق في الحكم .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=137nindex.php?page=treesubj&link=28908إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا ) ( 137 ) .
[ ص: 303 ] قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=137لم يكن الله ليغفر لهم ) : قد ذكر في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179ما كان الله ليذر المؤمنين ) [ آل عمران : 179 ] .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=139nindex.php?page=treesubj&link=28908الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ) ( 139 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=139جميعا ) : هو حال من الضمير في الجار ، وهو قوله : لله .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140nindex.php?page=treesubj&link=28908وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ) ( 140 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140وقد نزل ) : يقرأ على ما لم يسم فاعله ، والقائم مقام الفاعل " أن " وما هو تمام لها ، وأن هي المخففة من الثقيلة ؛ أي : أنه إذا سمعتم آيات الله .
ويقرأ " نزل " على تسمية الفاعل ، وأن في موضع نصب . وتلخيص المعنى : وقد نزل عليكم المنع من مجالستهم عند سماع الكفر منهم . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140يكفر بها ) : في موضع الحال من الآيات ، وفي الكلام حذف تقديره : يكفر بها أحد ، فحذف الفاعل ، وأقام الجار مقامه ، والضمير في " معهم " عائد على المحذوف ، " فلا تقعدوا " محمول على المعنى أيضا ؛ لأن معنى وقد نزل عليكم ؛ وقد قيل ، والفاء جواب إذا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140إنكم إذا مثلهم ) : إذا هاهنا ملغاة لوقوعها بين الاسم والخبر ، ولذلك لم يذكر بعدها الفعل ، وأفرد " مثلا " ؛ لأنها في معنى المصدر ؛ ومثله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47أنؤمن لبشرين مثلنا ) [ المؤمنون : 47 ] وقد جمع في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38ثم لا يكونوا أمثالكم ) [ محمد : 38 ] وقرئ شاذا " مثلهم " بالفتح ، وهو مبني لإضافته إلى المبهم ، كما بني في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=23مثل ما أنكم تنطقون ) [ الذاريات : 23 ] ، ويذكر في موضعه إن شاء الله تعالى .
وقيل : نصب على الظرف كما قيل : في بيت
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق : وإذ ما مثلهم بشر
؛ أي : إنكم في مثل حالهم .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141nindex.php?page=treesubj&link=28908الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) ( 141 ) .
[ ص: 304 ] قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141الذين يتربصون ) : في موضع جر صفة للمنافقين والكافرين ، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ؛ أي : هم . ويجوز أن يكون مبتدأ ، والخبر : " فإن كان لكم فتح من الله " وما يتصل به ، ويجوز أن يكون في موضع نصب عن إضمار أعني . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141نستحوذ ) : هو شاذ في القياس ، والقياس نستحذ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141على المؤمنين ) : يجوز أن يتعلق بـ " يجعل " وأن يكون حالا من سبيل .
[ ص: 302 ] قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135nindex.php?page=treesubj&link=28908يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ) ( 135 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135شُهَدَاءَ ) : خَبَرٌ ثَانٍ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي " قَوَّامِينَ " . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135عَلَى أَنْفُسِكُمْ ) : يَتَعَلَّقُ بِفِعْلٍ دَلَّ عَلَيْهِ " شُهَدَاءَ " ؛ أَيْ : وَلَوْ شَهِدْتُمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِقَوَّامِينَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا ) : اسْمُ كَانَ مُضْمَرٌ فِيهَا دَلَّ عَلَيْهِ تَقَدُّمُ ذِكْرِ الشَّهَادَةِ ؛ أَيْ : إِنْ كَانَ الْخَصْمُ ، أَوْ إِنْ كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْمَشْهُودِ عَلَيْهِ وَالْمَشْهُودِ لَهُ .
وَفِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135أَوِ ) : وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : هِيَ بِمَعْنَى الْوَاوِ ، وَحُكِيَ عَنِ الْأَخْفَشِ ، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ الضَّمِيرُ فِي : بِهِمَا عَائِدًا عَلَى لَفْظِ غَنِيٍّ وَفَقِيرٍ . وَالْوَجْهُ الثَّانِي : أَنَّ " أَوْ " عَلَى بَابِهَا ، وَهِيَ هُنَا لِتَفْصِيلِ مَا أُبْهِمَ فِي الْكَلَامِ ، وَذَلِكَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْمَشْهُودِ عَلَيْهِ وَالْمَشْهُودِ لَهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ غَنِيًّا وَأَنْ يَكُونَ فَقِيرًا ، فَقَدْ يَكُونَانِ غَنِيَّيْنِ ، وَقَدْ يَكُونَانِ فَقِيرَيْنِ ، وَقَدْ يَكُونُ أَحَدُهُمَا غَنِيًّا وَالْآخَرُ فَقِيرًا ، فَلَمَّا كَانَتِ الْأَقْسَامُ عِنْدَ التَّفْصِيلِ عَلَى ذَلِكَ ، وَلَمْ تُذْكَرْ ، أَتَى بَأَوْ لِتَدُلَّ عَلَى هَذَا التَّفْصِيلِ ؛ فَعَلَى هَذَا يَكُونُ الضَّمِيرُ فِي بِهِمَا عَائِدًا عَلَى الْمَشْهُودِ لَهُ وَالْمَشْهُودِ عَلَيْهِ عَلَى أَيِّ وَصْفٍ كَانَا عَلَيْهِ لَا عَلَى الصِّفَةِ . وَقِيلَ : الضَّمِيرُ عَائِدٌ إِلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ ؛ وَالتَّقْدِيرُ : فَاللَّهُ أَوْلَى بِالْغَنِيِّ وَالْفَقِيرِ . وَقِيلَ يَعُودُ عَلَى الْغَنِيِّ وَالْفَقِيرِ لِدَلَالَةِ الِاسْمَيْنِ عَلَيْهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135أَنْ تَعْدِلُوا ) : فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ : أَحَدُهَا تَقْدِيرُهُ : فِي أَنْ لَا تَعْدِلُوا فَحَذَفَ لَا ؛ أَيْ : لَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى فِي تَرْكِ الْعَدْلِ . وَالثَّانِي : تَقْدِيرُهُ : ابْتِغَاءَ أَنْ تَعْدِلُوا عَنِ الْحَقِّ . وَالثَّالِثُ : تَقْدِيرُهُ : مَخَافَةَ أَنْ تَعْدِلُوا عَنِ الْحَقِّ ، وَعَلَى الْوَجْهَيْنِ هُوَ مَفْعُولٌ لَهُ ، وَإِنْ تَلْوُوا يُقْرَأُ بِوَاوَيْنِ ، الْأُولَى مِنْهُمَا مَضْمُومَةٌ ، وَهُوَ مِنْ لَوَى يَلْوِي ، وَيُقْرَأُ بِوَاوٍ وَاحِدَةٍ سَاكِنَةٍ ، وَفِيهِ وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : أَصْلُهُ تَلْوُوا ، كَالْقِرَاءَةِ الْأُولَى ، إِلَّا أَنَّهُ أَبْدَلَ الْوَاوَ الْمَضْمُومَةَ هَمْزَةً ، ثُمَّ أَلْقَى حَرَكَتَهَا عَلَى اللَّامِ ، وَقَدْ ذُكِرَ مِثْلُهُ فِي آلِ عِمْرَانَ . وَالثَّانِي : أَنَّهُ مِنْ وَلِيَ الشَّيْءَ ؛ أَيْ : وَإِنْ تَتَوَلَّوُا الْحُكْمَ أَوْ تُعْرِضُوا عَنْهُ ، أَوْ إِنْ تَتَوَلَّوُا الْحَقَّ فِي الْحُكْمِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=137nindex.php?page=treesubj&link=28908إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا ) ( 137 ) .
[ ص: 303 ] قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=137لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ) : قَدْ ذُكِرَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 179 ] .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=139nindex.php?page=treesubj&link=28908الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ) ( 139 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=139جَمِيعًا ) : هُوَ حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي الْجَارِّ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : لِلَّهِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140nindex.php?page=treesubj&link=28908وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) ( 140 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140وَقَدْ نَزَّلَ ) : يُقْرَأُ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ ، وَالْقَائِمُ مَقَامَ الْفَاعِلِ " أَنْ " وَمَا هُوَ تَمَامٌ لَهَا ، وَأَنْ هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ ؛ أَيْ : أَنَّهُ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ .
وَيُقْرَأُ " نَزَّلَ " عَلَى تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ ، وَأَنْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ . وَتَلْخِيصُ الْمَعْنَى : وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمُ الْمَنْعَ مِنْ مُجَالَسَتِهِمْ عِنْدَ سَمَاعِ الْكُفْرِ مِنْهُمْ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140يُكْفَرُ بِهَا ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الْآيَاتِ ، وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ : يَكْفُرُ بِهَا أَحَدٌ ، فَحَذَفَ الْفَاعِلَ ، وَأَقَامَ الْجَارَّ مَقَامَهُ ، وَالضَّمِيرُ فِي " مَعَهُمْ " عَائِدٌ عَلَى الْمَحْذُوفِ ، " فَلَا تَقْعُدُوا " مَحْمُولٌ عَلَى الْمَعْنَى أَيْضًا ؛ لِأَنَّ مَعْنَى وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ ؛ وَقَدْ قِيلَ ، وَالْفَاءُ جَوَابُ إِذَا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ) : إذًا هَاهُنَا مُلْغَاةٌ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ الِاسْمِ وَالْخَبَرِ ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَذْكُرْ بَعْدَهَا الْفِعْلَ ، وَأَفْرَدَ " مَثَلًا " ؛ لِأَنَّهَا فِي مَعْنَى الْمَصْدَرِ ؛ وَمِثْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 47 ] وَقَدْ جُمِعَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ) [ مُحَمَّدٍ : 38 ] وَقُرِئَ شَاذًّا " مِثْلَهُمْ " بِالْفَتْحِ ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ لِإِضَافَتِهِ إِلَى الْمُبْهَمِ ، كَمَا بُنِيَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=23مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ) [ الذَّارِيَّاتِ : 23 ] ، وَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
وَقِيلَ : نُصِبَ عَلَى الظَّرْفِ كَمَا قِيلَ : فِي بَيْتِ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقِ : وَإِذْ مَا مِثْلَهُمْ بَشَرُ
؛ أَيْ : إِنَّكُمْ فِي مِثْلِ حَالِهِمْ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141nindex.php?page=treesubj&link=28908الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ) ( 141 ) .
[ ص: 304 ] قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ ) : فِي مَوْضِعِ جَرٍّ صِفَةٌ لِلْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ؛ أَيْ : هُمْ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً ، وَالْخَبَرُ : " فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ " وَمَا يَتَّصِلُ بِهِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَنْ إِضْمَارِ أَعْنِي . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141نَسْتَحْوِذْ ) : هُوَ شَاذٌّ فِي الْقِيَاسِ ، وَالْقِيَاسُ نَسْتَحِذْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) : يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِـ " يَجْعَلَ " وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ سَبِيلٍ .