[ ص: 454 ] باب ما جاء في الرضاعة بعد الكبر 
 1288 حدثني يحيى عن مالك عن  ابن شهاب  أنه سئل عن رضاعة الكبير فقال أخبرني  عروة بن الزبير  أن  أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة  وكان من أصحاب رسول الله  صلى الله عليه وسلم وكان قد شهد بدرا  وكان تبنى سالما  الذي يقال له سالم  مولى أبي حذيفة  كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم  زيد بن حارثة  وأنكح أبو حذيفة  سالما  وهو يرى أنه ابنه أنكحه بنت أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة  وهي يومئذ من المهاجرات الأول وهي من أفضل أيامى قريش  فلما أنزل الله تعالى في كتابه في  زيد بن حارثة  ما أنزل فقال ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم  رد كل واحد من أولئك إلى أبيه فإن لم يعلم أبوه رد إلى مولاه فجاءت سهلة بنت سهيل  وهي امرأة أبي حذيفة  وهي من بني عامر بن لؤي  إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله كنا نرى سالما  ولدا وكان يدخل علي وأنا فضل وليس لنا إلا بيت واحد فماذا ترى في شأنه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضعيه خمس رضعات فيحرم بلبنها  وكانت تراه ابنا من الرضاعة فأخذت بذلك  عائشة أم المؤمنين  فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال فكانت تأمر أختها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق  وبنات أخيها أن يرضعن من أحبت أن يدخل عليها من الرجال وأبى سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل عليهن بتلك الرضاعة أحد من الناس وقلن لا والله ما نرى الذي أمر به   [ ص: 455 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلة بنت سهيل  إلا رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في رضاعة سالم  وحده لا والله لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد فعلى هذا كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في رضاعة الكبير 
				
						
						
