12474 ( أخبرنا ) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا : ثنا أبو العباس ، أنا محمد ، أنا ابن وهب ، أخبرني ، عن مالك بن أنس ، أن زيد بن أسلم - رضي الله عنه - لما افتتح الشام ، قام إليه عمر بن الخطاب بلال فقال : لتقسمنها أو لنتضاربن عليها بالسيف . فقال عمر - رضي الله عنه - : لولا أني أترك - يعني الناس - ببانا لا شيء لهم ، ما فتحت قرية إلا قسمتها سهمانا ، كما خيبر ، ولكن أتركها لمن بعدهم جزية يقتسمونها . قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( ورواه قال : أصاب الناس فتحا نافع ) مولى ابن عمر بالشام فيهم بلال ، قال : وأظنه ذكر ، فكتبوا إلى معاذ بن جبل - رضي الله عنه - في قسمته كما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر بن الخطاب بخيبر ، فأبى وأبوا ، فدعا عليهم ، فقال : اللهم اكفني بلالا ، وأصحاب بلال .
( وفي كل ذلك ) دلالة على أن عمر - رضي الله عنه - كان يرى من المصلحة إقرار الأراضي ، وكان يطلب استطابة قلوب الغانمين ، وإذا لم يرضوا بتركها فالحجة في قسمها قائمة ، بما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قسمة خيبر ، وقد خالف الزبير بن العوام وبلال وأصحابه ومعاذ - على شك من الراوي - عمر - رضي الله عنه - فيما رأى ، والله أعلم . ( وقد روينا ) عن عمر - رضي الله عنه - في فتح السواد وقسمه بين الغانمين حتى استطاب قلوبهم بالرد ، ما يوافق قول غيره ، وذلك يرد في موضعه من المختصر - إن شاء الله تعالى .