12612  ( أخبرنا )  أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان  ببغداد  ، أنا  عبد الله بن جعفر بن درستويه  ، ثنا  يعقوب بن سفيان  ، حدثني  سعيد بن كثير بن عفير المصري  ، حدثني  ابن لهيعة  أن  يزيد بن أبي حبيب  حدثه أن  أبا الخير  حدثه أن  عبد العزيز بن مروان  قال لكريب بن أبرهة   : أحضرت  عمر بن الخطاب   - رضي الله عنه - بالجابية  ؟ قال : لا ، قال : فمن يحدثنا عنها ؟ قال كريب   : إن بعثت إلى  سفيان بن وهب الخولاني  حدثك عنها ، فأرسل إليه ، فقال : حدثني عن خطبة  عمر بن الخطاب   - رضي الله عنه - يوم الجابية  ، قال سفيان   : إنه لما اجتمع الفيء ، أرسل أمراء الأجناد إلى  عمر بن الخطاب   - رضي الله عنه - أن يقدم بنفسه  ، فقدم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فإن هذا المال نقسمه على من أفاء الله عليه بالعدل ، إلا هذين الحيين من لخم  وجذام  فلا حق لهم فيه ، فقام إليه أبو حدير الأجذمي  ، فقال : أنشدك الله يا عمر  في العدل ، فقال عمر   - رضي الله عنه - : العدل أريد أنا ، أجعل أقواما أنفقوا في الظهر وشدوا الغرض وساحوا في البلاد ، مثل قوم مقيمين في بلادهم ، ولو أن الهجرة كانت بصنعاء  أو بعدن  ، ما هاجر إليها من لخم  ولا جذام  أحد ، فقام أبو حدير  فقال : إن الله وضعنا من بلاده حيث شاء ، وساق إلينا الهجرة في بلادنا ، فقبلناها ونصرناها ، أفذلك يقطع حقنا يا عمر  ؟ ثم قال : لكم حقكم مع المسلمين ، ثم قسم ، فكان للرجل نصف دينار ، فإذا كانت معه امرأته أعطاه دينارا ، ثم دعا ابن قاطورا  صاحب الأرض ، فقال : أخبرني ما يكفي الرجل من القوت في الشهر واليوم ، فأتى بالمدي والقسط ، فقال : يكفيه هذا المديان في الشهر ، وقسط زيت ، وقسط خل ، فأمر عمر   - رضي الله عنه - بمديين من قمح فطحنا ، ثم عجنا ثم خبزا ، ثم أدمهما بقسطين زيتا ، ثم أجلس عليهما ثلاثين رجلا ، فكان كفاف شبعهم ، ثم أخذ عمر  المدي بيمينه والقسط بيساره ، ثم قال : اللهم لا أحل لأحد أن ينقصهما بعدي ، اللهم فمن نقصهما فانقص من عمره  . 
				
						
						
