18042 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير في قصة محمد بن إسحاق بن يسار حين فرغ من خالد بن الوليد اليمامة قال : فكتب - رضي الله عنه - إلى أبو بكر الصديق وهو خالد بن الوليد باليمامة : " من عبد الله أبي بكر خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى والذين معه من المهاجرين ، والأنصار ، والتابعين بإحسان ، سلام عليكم ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد ، فالحمد لله الذي أنجز وعده ، ونصر عبده ، وأعز وليه ، وأذل عدوه ، وغلب الأحزاب فردا ، فإن الله الذي لا إله هو قال : ( خالد بن الوليد وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ) ، وكتب الآية كلها ، وقرأ الآية " وعدا منه لا خلف له ، ومقالا لا ريب فيه ، وفرض الجهاد على المؤمنين فقال : ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم ) حتى فرغ من الآيات ، ، واشتدت الرزية ، وبعدت الشقة ، وفجعتم في ذلك بالأموال والأنفس ، فإن ذلك يسير في عظيم ثواب الله ، فاغزوا رحمكم الله في سبيل الله ( فاستتموا موعد الله [ ص: 180 ] إياكم ، وأطيعوه فيما فرض عليكم وإن عظمت فيه المئونة خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم ) كتب الآية ، ألا وقد أمرت بالمسير إلى خالد بن الوليد العراق فلا يبرحها حتى يأتيه أمري ، فسيروا معه ، ولا تتثاقلوا عنه ؛ فإنه سبيل يعظم الله فيه الأجر لمن حسنت فيه نيته ، وعظمت في الخير رغبته ، فإذا وقعتم العراق فكونوا بها حتى يأتيكم أمري . كفانا الله وإياكم مهمات الدنيا والآخرة ، والسلام عليكم ، ورحمة الله وبركاته .
قال الشيخ : ثم بين في التواريخ ورود كتابه عليه بالمسير إلى الشام ، وإمداد من بها من أمراء الأجناد ، وما كان من الظفر للمسلمين يوم أجنادين في أيام - رضي الله عنه - وما كان من خروج أبي بكر الصديق هرقل متوجها نحو الروم ، وما كان من الفتوح بها ، وبالعراق ، وبأرض فارس ، وهلاك ، وحمل كنوزه إلى كسرى المدينة في أيام - رضي الله عنه . عمر بن الخطاب