18078 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير في قصة ورود ابن إسحاق من جهة خالد بن الوليد - رضي الله عنه - أبي بكر الصديق الحيرة ، ومحاورة هانئ بن قبيصة إياه فقال خالد : محمدا عبده ورسوله ، وتقيموا الصلاة ، وتؤتوا الزكاة ، وتقروا بأحكام المسلمين ، على أن لكم مثل ما لهم ، وعليكم مثل ما عليهم . فقال أدعوكم [ ص: 188 ] إلى الإسلام ، وإلى أن تشهدوا أنه لا إله إلا الله وحده وأن هانئ : فإن لم أشأ ذلك فمه ؟ قال : فإن أبيتم ذلك أديتم الجزية عن يد . قال : فإن أبينا ذلك ؟ قال : فإن أبيتم ذلك وطئتكم بقوم الموت أحب إليهم من الحياة إليكم . فقال هانئ : أجلنا ليلتنا هذه فننظر في أمرنا . قال : قد فعلت . فلما أصبح القوم غدا هانئ ، فقال : إنه قد اجتمع أمرنا على أن نؤدي الجزية فهلم فلأصالحك . فقال له خالد : كيف وأنتم قوم عرب تكون الجزية والذل أحب إليكم من القتال والعز ؟ فقال : نظرنا فيما يقتل منا فإذا هم لا يرجعون ، ونظرنا إلى ما يؤخذ منا من المال فقلما نلبث حتى يخلفه الله لنا . قال : فصالحهم خالد على تسعين ألفا .