9470 ( أخبرنا ) ، أنبأ أبو بكر : محمد بن الحسن بن فورك عبد الله بن جعفر ، ثنا ، ثنا يونس بن حبيب أبو داود ، ثنا ، عن [ ص: 154 ] حماد بن سلمة أبي عاصم الغنوي ، عن أبي الطفيل قال : قلت : لابن عباس . قال : صدقوا ، وكذبوا . قلت : ما صدقوا وكذبوا ؟ قال : صدقوا ؛ طاف على بعير ، وليس بسنة إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يصرف الناس عنه ولا يدفع ، فطاف على البعير حتى يسمعوا كلامه ، ولا تناله أيديهم . قلت : يزعمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد رمل بالبيت ، وأن ذلك سنة . قال : صدقوا وكذبوا . قلت : ما صدقوا وكذبوا ؟ قال : صدقوا قد رمل ، وكذبوا ليست بسنة ، إن يزعم قومك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاف على بعير بالبيت ، وأنه سنة قريشا قالت دعوا محمدا وأصحابه حتى يموتوا موت النغف ، فلما صالحوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن يجيئوا من العام المقبل فيقيموا بمكة ثلاثة أيام فقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، والمشركون من قبل قعيقعان قال لأصحابه : " ارملوا " . وليس بسنة قلت : ويزعم قومك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد سعى بين الصفا ، والمروة ، وأن ذلك سنة قال : صدقوا إن إبراهيم عليه السلام لما أري المناسك عرض له شيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم عليه السلام ، ثم انطلق به جبريل عليه السلام حتى أتى به منى فقال له : مناخ الناس هذا ، ثم انتهى إلى جمرة العقبة فعرض له - يعني الشيطان - فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم أتى به جمعا فقال : هذا المشعر الحرام ، ثم أتى به عرفة فقال : هذه عرفة قال أتدري لم سميت ابن عباس عرفة ؟ قال : لا . قال : لأن جبريل عليه السلام قال له : أعرفت ؟ قال : أتدري كيف كانت التلبية ؟ قلت : وكيف كانت التلبية ؟ قال : إن ابن عباس إبراهيم عليه السلام لما أمر أن يؤذن في الناس بالحج أمرت الجبال فخفضت رءوسها ، ورفعت له القرى فأذن في الناس بالحج .