3866 - حدثنا محمد بن معمر ، قال : نا ، قال : نا أبي ، عن عمر بن يونس اليمامي حسين بن عبد الله ، عن ، قال : قال عكرمة ، مولى ابن عباس أبو رافع : كنت على مال العباس ، وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت فأسلمت وأسلم العباس وأسلمت أم الفضل ، وكان العباس يهاب قومه ويكره خلافهم ، وكان يكتم إسلامه ، وكان ذا مال كثير متفرق في قومه وكان أبو لهب قد تخلف وبعث مكانه العاصي بن هاشم بن المغيرة ، وكذلك كانوا يصنعون لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلا فلما قريش ببدر وجدنا في أنفسنا قوة وعزة ، وكنت رجلا ضعيفا وكنت أعمل الأقداح أنحتها في حجرة جاء الخبر عن مصاب زمزم ، فوالله إني لجالس فيها أنحت أقداحي وعندي أم الفضل جالسة وقد سرنا ما جاءنا إذ أقبل أبو لهب حتى جلس إلى طنب الحجرة وأسند ظهره إلى ظهري ، إذ قال الناس قد قدم والناس قيام عليه فقال : يا ابن أخي أخبرني فعندك الخبر فقال : لا والله إن هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يقتلونا كيف شاءوا ويأسرونا كيف شاءوا وايم الله مع ذلك قد أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، قال رأيت رجالا على خيل بلق بين السماء والأرض لا يقوم لها شيء أبو رافع : فرفعت طنب الحجرة وقلت : تلك والله [ ص: 318 ] الملائكة ، أبو لهب يده فضرب بها وجهي ضربة شديدة وثاورته فاحتملني فضرب بي الأرض ثم برك علي يضربني وكنت رجلا ضعيفا قالت فرفع أم الفضل استضعته فقام موليا ذليلا والله ما عاش بعد ذلك إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة فقتله فلقد تركه بنوه ليلتين أو ثلاثة ما يدفنوه حتى أنتن في بيته وكانت قريش تتقي العدسة كما يتقي الناس الطاعون حتى قال لابنه رجل - أو لابنيه رجل - من قريش : ويحكما ألا تستحيان أن أباكما قد أنتن في بيتكما لا تدفناه قالا : إنا نخشى منه ، قال : فانطلقا فأنا معكما فما غسلوه إلا قذفا بالماء عليه من بعيد فما يمسونه ، ثم احتملوه ودفنوه بأعلى مكة .