19882  أخبرنا  عبد الرزاق  ، عن  معمر  ، عن   الزهري  ، قال : أخبرني  ابن أخي أبي رهم  ، أنه سمع  أبا رهم الغفاري  ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين بايعوه تحت الشجرة ، يقول :  غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة  تبوك ،   فلما سرى ليلة سرت قريبا منه إليه ، وألقي علي النعاس ، فطفقت أستيقظ ، وقد دنت راحلتي من راحلته ، فيفزعني دنوها ، خشية أن أصيب رجله في الغرز ، فأؤخر راحلتي ، حتى غلبتني عيني بعض      [ ص: 50 ] الليل ، فزحمت راحلتي رجله في الغرز ، فأصابت رجله ، فلم أستيقظ إلا لقوله : " حس " ، فقلت : استغفر لي يا رسول الله ، قال : " سر " فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يستخبرني عمن تخلف من  بني غفار   فأخبرته ، فقال إذ هو يسألني : " ما فعل الحمر الطوال الثطاط ؟ " ، فحدثته بتخلفهم ، قال : " فما فعل النفر السود - أو قال : القصار الجعاد القطاط - الذين لهم نعم بشبكة شرخ ؟ " ، فتذكرت في  بني غفار ،   فلم أذكرهم حتى ذكرت رهطا من  أسلم ،   قال : فقلت : يا رسول الله ، أولئك رهط من  أسلم ،   وقد تخلفوا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فما يمنع أحد أولئك حين يتخلف أن يحمل على بعير من إبله امرأ نشيطا في سبيل الله ، فإن  أعز أهلي علي أن يتخلف عني  المهاجرون    من  قريش ،   والأنصار ،   وغفار ،   وأسلم      "     .  
				
						
						
