[ ص: 147 ]  20159  أخبرنا  عبد الرزاق  ، عن  معمر  ، عن   الزهري  ، عن   عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب  ، عن   عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل  ، عن   عبد الله بن العباس  ، قال :  خرج   عمر بن الخطاب  يريد  الشام   حتى إذا كان في بعض الطريق لقيه   أبو عبيدة بن الجراح  وأصحابه ، فأخبروه أن الوباء قد وقع  بالشام ،   قال : فاستشار الناس فأشار عليه  المهاجرون   والأنصار   أن يمضي ، وقالوا : قد خرجنا لأمر ولا نرى أن نرجع عنه ، وقال الذين أسلموا يوم الفتح : معاذ الله أن نرى هذا الرأي أن نختار دار البلاء على دار العافية ، وكان   عبد الرحمن بن عوف  غائبا ، فجاء فقال : إن عندي من هذا علما ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "  إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها  فلا تخرجوا فرارا منه الوباء      "  ، قال : فنادى  عمر  في الناس ، فقال : إني مصبح على ظهر ، فأصبحوا عليه ، فقال له  أبو عبيدة     : يا أمير المؤمنين ، أفرارا من قدر الله ؟ فقال  عمر     : لو غيرك قالها يا  أبا عبيدة ،  نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله ، أرأيت لو كانت لك إبل فهبطت واديا له عدوتان ، إحداهما خصبة ، والأخرى جدبة ، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله ، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟ قال : نعم ، قال : وقال له : أرأيت لو رعى الجدبة وترك الخصبة أكانت معجزة ؟ قال : نعم ، قال : فسر إذا ، قال :      [ ص: 148 ] فسار حتى أتى  المدينة   فقال : هذا المحل وهذا المنزل إن شاء الله     .  
قال   الزهري     : فأخبرني   سعيد بن المسيب  ، أن   عمر بن الخطاب  رجع بالناس يومئذ من  سرغ      .  
				
						
						
