1562 - دعاء إسحاق - عليه السلام -
4103 - فأما الرواية عن وهو باب هذه العلوم فأخبرنا وهب بن منبه الحسن بن محمد الإسفرائيني ، ثنا أبو الحسن بن البراء ، ثنا عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه ، عن ، قال : حديث وهب بن منبه إسحاق حين أمر الله إبراهيم أن يذبحه ، وهب الله لإبراهيم إسحاق في الليلة التي فارقته الملائكة ، فلما كان ابن سبع أوحى الله إلى إبراهيم أن يذبحه ويجعله قربانا ، وكان القربان يومئذ يتقبل ويرفع ، فكتم إبراهيم ذلك إسحاق وجميع الناس وأسره إلى خليل له ، فقال الغازر الصديق وهو أول من آمن بإبراهيم وقوله ، فقال له الصديق : إن الله لا يبتلي بمثل هذا مثلك ولكنه يريد أن يجربك ويختبرك فلا تسوءن بالله ظنك ، فإن الله يجعلك للناس إماما ولا حول ولا قوة لإبراهيم وإسحاق إلا بالله الرحمن الرحيم ، فذكر وهب حديثا طويلا إلى أن قال وهب : وبلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - [ ص: 433 ] قال : " لقد سبق إسحاق الناس إلى دعوة ما سبقها إليه أحد ويقومن يوم القيامة فليشفعن لأهل هذه الدعوة " . وأقبل الله على إبراهيم في ذلك المقام ، فقال : اسمع مني يا إبراهيم يا أصدق الصادقين ، وقال لإسحاق : اسمع مني يا أصبر الصابرين ، فإني قد ابتليتكما اليوم ببلاء عظيم لم أبتل به أحدا من خلقي ، ابتليتك يا إبراهيم بالحريق ، فصبرت صبرا لم يصبر مثله أحد من العالمين ، وابتليتك بالجهاد في وأنت وحيد وضعيف ، فصدقت وصبرت صبرا وصدقا لم يصدق مثله أحد من العالمين ، وابتليتك يا إسحاق بالذبح ، فلم تبخل بنفسك ولم تعظم ذلك في طاعة أبيك ، ورأيت ذلك هنيئا صغيرا في الله كما يرجو من أحسن ثوابه ويسر به حسن لقائه ، وإني أعاهدكما اليوم عهدا لا أحبسن به ، أما أنت يا إبراهيم فقد وجبت لك الجنة علي ، فأنت خليلي من بين أهل الأرض دون رجال العالمين ، وهي فضيلة لم ينلها أحد قبلك ، ولا أحد بعدك ، فخر إبراهيم ساجدا تعظيما لما سمع من قول الله متشكرا لله . وأما أنت يا إسحاق فتمن علي بما شئت وسلني واحتكم أوتك سؤلك . قال : أسألك يا إلهي أن تصطفيني لنفسك ، وأن تشفعني في عبادك الموحدين ، فلا يلقاك عبد لا يشرك بك شيئا إلا أجرته من النار ، قال له ربه : أوجبت لك ما سألت ، وضمنت لك ولايتك ، ما وعدتكما على نفسي وعدا لا أخلفه ، وعهدا لا أحبسن به ، وعطاء هنيئا ليس بمردود .