2051 - ذكر مناقب رضي الله عنه أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب
2052 - شجاعة أبي سفيان وحفر القبر قبل الموت
5157 - حدثنا محمد بن أحمد بن بطة ، ثنا الحسن بن الجهم ، ثنا الحسين بن الفرج ، ثنا محمد بن عمر قال : وكان أخا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الرضاعة ، وابن عمه أرضعته حليمة أياما ، فكان يألف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عاداه وهجاه وهجا أصحابه ، فمكث عشرين سنة مغاضبا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يتخلف عن موضع تسير فيه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم قريش لقتال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما ذكر شخوص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة عام الفتح ألقى الله عز وجل في قلبه الإسلام ، فتلقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل نزوله الأبواء ، فأسلم هو وابنه جعفر ، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فشهد فتح مكة وحنينا ، قال أبو سفيان : فلما لقينا العدو بحنين اقتحمت عن فرسي وبيدي السيف صلتا ، والله يعلم أني أريد الموت دونه وهو ينظر إلي ، العباس : يا رسول الله ، هذا أخوك وابن عمك فارض عنه أبو سفيان بن الحارث ، قال : " قد فعلت ، يغفر الله له كل عداوة عادانيها " ثم التفت إلي فقال : " أخي لعمري " فقبلت رجله في الركاب ، قالوا : ومات فقال أبو سفيان بن الحارث بالمدينة بعد أخيه بأربعة أشهر إلا ثلاثة عشر ليلة ، ويقال : مات سنة عشرين وصلى عليه نوفل بن الحارث ، وقبر في عمر بن الخطاب دار عقيل بن أبي طالب بالبقيع ، وهو الذي حفر قبر نفسه قبل أن يموت بثلاثة أيام .
قد ذكرت إسلام أبي سفيان في فتح مكة فيما تقدم .
[ ص: 284 ]