6137 - حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني ، ثنا الحسن بن الجهم ، ثنا الحسين بن الفرج ، ثنا محمد بن عمر قال : حدثني إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن سلمة الأشهلي ، عن أبيه قال : ، قد عاش عشرين ومائة سنة ستين في الجاهلية وستين في الإسلام حويطب بن عبد العزى ، فلما ولي كان مروان بن الحكم المدينة في عامه الأول دخل عليه حويطب مع مشايخ جلة ، حكيم بن حزام فتحدثوا عنده ، وتفرقوا فدخل عليه ومخرمة بن نوفل حويطب يوما بعد ذلك ، فتحدث عنده ، فقال له مروان : ما شأنك ؟ فأخبره ، فقال له مروان : تأخر إسلامك أيها الشيخ حتى سبقك الأحداث ، فقال حويطب : والله لقد هممت بالإسلام غير مرة ، كل ذلك يعوقني أبوك عنه وينهاني ، ويقول : تضع شرف قومك ودين آبائك لدين محدث وتصير تابعه . قال : فأسكت مروان ، وندم على ما كان قال له ، ثم قال حويطب : أما كان أخبرك عثمان ما لقي من أبيك حين أسلم . فازداد مروان غما ، ثم قال حويطب : ما كان في قريش أحد من كبرائها الذين بقوا على دين قومهم إلى أن فتحت مكة أكره لما فتحت عليه مني ولكن المقادير ، ولقد شهدت بدرا مع المشركين ، فرأيت عبرا فرأيت الملائكة تقتل وتأسر بين السماء والأرض ، فقلت : هذا رجل ممنوع ، ولم أذكر ما رأيت أحدا ، فانهزمنا راجعين إلى مكة ، فأقمنا بمكة وقريش تسلم رجلا رجلا ، فلما كان يوم الحديبية حضرت وشهدت الصلح ، ومشيت فيه حتى تم ، وكل ذلك يزيد الإسلام ، ويأبى الله - عز وجل - إلا ما يريد ، فلما كتبنا صلح الحديبية كنت آخر شهوده ، وقلت : لا ترى قريش من محمد إلا [ ص: 625 ] ما يسوءها قد رضيت إن دافعته بالرماح ، ولما قدم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لعمرة القضاء ، وخرجت قريش من مكة كنت فيمن تخلف بمكة أنا لأن نخرج رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا مضى الوقت ، فلما انقضت الثلاث أقبلت أنا وسهيل بن عمرو فقلنا : قد مضى شرطك فاخرج من بلدنا ، فصاح : يا وسهيل بن عمرو بلال ، لا تغب الشمس وأحد من المسلمين بمكة ممن قدم معنا .