3204 - لا تتكلموا بالحكمة عند الجاهل .  
 7779     - سمعت  أبا سعيد الخليل بن أحمد القاضي  ، في دار الأمير السديد  أبي صالح منصور بن نوح  بحضرته يصيح برواية هذا الحديث ، فقال : حدثنا   أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي  ، ثنا  عبيد الله بن محمد العبسي  ، ثنا  أبو المقدام هشام بن زياد  ، ثنا   محمد بن كعب القرظي  ، قال : شهدت   عمر بن عبد العزيز  ، وهو أمير علينا  بالمدينة    للوليد بن عبد الملك  وهو شاب غليظ ممتلئ الجسم ، فلما استخلف أتيته بخناصرة فدخلت عليه وقد قاسى ما قاسى ، فإذا هو قد تغيرت حالته عما كان ، ثم ذكر الحديث وزاد فيه : "  ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار ، ومن أحب أن يكون  أقوى الناس   فليتوكل على الله ، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله - عز وجل - ، ومن أحب أن يكون  أغنى الناس   فليكن بما في يد الله أوثق مما في يده " ، وقال : " أفأنبئكم  بشر من هذا   ؟ " قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : " من لا يقيل عثرة ، ولا يقبل معذرة ، ولا يغفر ذنبا ، أفأنبئكم بشر من هذا ؟ " قالوا : نعم يا رسول الله . قال : " من لا يرجى خيره ، ولا يؤمن شره ، إن  عيسى ابن مريم      - صلوات الله عليه وسلامه - قام في  بني إسرائيل   فقال : يا  بني إسرائيل   لا      [ ص: 385 ] تتكلموا بالحكمة عند الجاهل فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ، ولا تظلموا ظالما ، ولا تكافئوا ظالما فيبطل فضلكم عند ربكم ، يا بني إسرائيل الأمر ثلاث : أمر تبين غيه فاجتنبوه ، وأمر اختلف فيه فردوه إلى الله - عز وجل     - " .  
هذا حديث صحيح قد اتفق  هشام بن زياد النصري  ومصادف بن زياد المديني  على رواية عن   محمد بن كعب القرظي     - والله أعلم - . ولم أستجز إخلاء هذا الموضع منه فقد جمع آدابا كثيرة .  
				
						
						
