( 220 ) باب المهلة بالعمرة تقدم مكة وهي حائض .
2788 - ثنا ، أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ابن وهب أن مالكا ، حدثه عن ، عن ابن شهاب عروة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : مكة ، وأنا حائض ، ولم أطف بالبيت ، ولا بين الصفا والمروة ، فشكوت ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : ، ودعي العمرة . قالت : ففعلت ، فلما قضينا الحج أرسلني [ ص: 1317 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع انقضي رأسك وامتشطي ، وأهلي بالحج إلى عبد الرحمن بن أبي بكر التنعيم فاعتمرت . قال : " هذه مكان عمرتك " . خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع ، فأهللنا بعمرة قالت : فقدمت
قال أبو بكر : قد كنت زمانا يتخالج في نفسي من هذه اللفظة التي في خبر عائشة ، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لها : انقضي رأسك وامتشطي ، وكنت أفرق أن يكون في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - إياها بذلك دلالة على صحة مذهب من خالفنا في هذه المسألة ، وزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر عائشة برفض العمرة ، ثم وجدت الدليل على صحة مذهبنا ، وذلك أن عائشة كانت ترى أن المعتمر إذا دخل الحرم حل له جميع ما يحل للحاج إذا رمى جمرة العقبة ، وكان يحل لعائشة بعد دخولها الحرم نقض رأسها ، والامتشاط .
حدثنا بالخبر الذي ذكرت : عبد الجبار ، ثنا سفيان سمعه عن ابن جريج يخبر عن يوسف بن ماهك أن عائشة بنت طلحة : عائشة أمرتها أن تنقض شعرها وتغسله ، وقالت : إن المعتمر إذا دخل الحرم ، فهو بمنزلة الحاج إذا رمى جمرة العقبة .
قال أبو بكر : قال إنما أمرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تترك العمل بعمرة من الطواف والسعي : لا أن ترفض العمرة ، وأمرها أن تهل بالحج ، فتصير قارنة ، وهذا عند الشافعي كفعل الشافعي حين أهل بعمرة ، ثم قال : ما أرى سبيلهما إلا واحدا ، أشهدكم أني قد أوجبت حجة مع عمرتي ، فقرن الحج إلى العمرة قبل [ أن ] يطوف للعمرة ويسعى لها فصار قارنا ، ومعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لها : " ابن عمر " . هذه مكان العمرة التي لم يمكنك العمل لها
قال أبو بكر : قد بينت هذا الخبر في المسألة الطويلة في تأليف أخبار أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، واختلاف ألفاظهم في حجة الوداع .
[ ص: 1318 ]