الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
وفي النهاية : الخلق بضم اللام وسكونها الدين والطبع والسجية ، وحقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنة وهي نفسه ، وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها ، ولها أوصاف حسنة وقبيحة ، والثواب والعقاب يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة ، وفي أنه غريزة لقوله صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353990إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم " الحديث رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وغيرهما أو مكتسب خلاف .
وفي حديث الأشج أنه صلى الله عليه وسلم قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353991إن فيك nindex.php?page=treesubj&link=19548لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة ، قال : يا رسول الله قديما كان في أو حديثا ؟ قال : قديما ، قال : الحمد لله الذي جبلني على خلتين مما يحبهما الله " رواه أحمد والنسائي وصححه ابن حبان ، فترديد السؤال وتقريره بقوله قديما يشعر بأن في الخلق ما هو جبلي وما هو مكتسب ، وهذا هو الحق وهو جمع بين القولين لا ثالث .
1671 1620 - ( مالك أن معاذ بن جبل ) كذا ليحيى وابن القاسم والقعنبي ، ورواه ابن بكير عن مالك عن يحيى بن سعيد عن معاذ وهو مع هذا منقطع جدا ، ولا يوجد مسندا من حديث معاذ ولا غيره بهذا اللفظ ، لكن ورد معناه ، قاله ابن عبد البر .
( قال : آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وسلم ) لما بعثه إلى اليمن ( حين وضعت رجلي في الغرز ) بفتح الغين المعجمة وسكون الراء ، وزاي منقوطة في موضع الركاب من رجل البعير كالركاب للسرج ( أن قال : أحسن خلقك للناس يا معاذ بن جبل ) فهو منادى بحذف الأداة ؛ بأن يظهر منه لمجالسه أو الوراد عليه البشر والحلم والإشفاق والصبر على التعليم nindex.php?page=treesubj&link=20058_19959والتودد إلى الصغير والكبير والناس ، وإن كان لفظه عاما لكن أريد به nindex.php?page=treesubj&link=19508من يستحق تحسين الخلق لهم ، فأما أهل الكفر [ ص: 396 ] والإصرار على الكبائر والتمادي على الظلم ، فلا يؤمر بتحسين الخلق لهم بل يؤمر بالإغلاظ عليهم ، قالهالباجي ، وهذا آخر الأحاديث الأربعة التي قالوا إنها لم توجد موصولة في غير الموطأ ، وذلك لا يضر مالكا الذي قال فيه سفيان بن عيينة : كان مالكا لا يبلغ من الحديث إلا ما كان صحيحا وإذا قال بلغني فهو إسناد صحيح ، فتصور المتأخرين عن وجود هذه الأربعة موصولة لا يقدح فيها ، فلعلها وصلت في الكتب التي لم تصل إليهم ، وقد قال السيوطي في حديث : " اختلاف أمتي رحمة " لعله خرج في بعض الكتب التي لم تصل إلينا ; لأنه عزاه لجمع من الأجلة ذكروه في كتبهم بلا إسناد ولا نسبة لمخرج كإمام الحرمين ، ولا ريب أنهم دون مالك بمراحل بعيدة ، كيف ومن شواهد هذا الحديث ما رواه أحمد والترمذي وغيرهما بإسناد حسن عن معاذ قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353996قلت يا رسول الله علمني ما ينفعني ، قال : اتق الله حيث كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " وأخرج الترمذي عن أنس قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353997بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن فقال : يا معاذ اتق الله وخالق الناس بخلق حسن " وروى قاسم بن أصبغ عن معاذ أن آخر كلمة فارقت عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : يا رسول الله أي العمل أفضل ؟ قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله " فكأنه لما كان آخر ما أوصاه سأله عن هذا فأجابه فكان آخر كلمة فلا خلف .