الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5056 - وعن أنس - رضي الله عنه - nindex.php?page=hadith&LINKID=10365850أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني . فقال : " nindex.php?page=treesubj&link=25969_19509خذ الأمر بالتدبير ، فإن رأيت في عاقبته خيرا فأمضه ، وإن خفت غيا فأمسك " . رواه في " شرح السنة " .
5056 - ( وعن أنس أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ) أي : بشيء يزيل تحيري في أمري ( فقال : خذ الأمر ) أي : الذي تريد أن تفعله ( بالتدبر ) من باب التفعيل أي بالتفكر في دبره والتأمل في مصالحه ومفاسده nindex.php?page=treesubj&link=25969_19509والنظر في عاقبة أمره . ( فإن رأيت في عاقبته خيرا ) أي : نفعا دنيويا أو أخرويا ( فأمضه ) بقطع الهمزة أي فافعله ( وإن خفت ) أي : رأيت بقرينة القريبة ففيه تفنن ، وما أحسن موقعه في الشر المعبر عنه بقوله : ( غيا ) أي : ضلالة ، وإنما ترك مراعاة المقابلة ليفيد زيادة إفادة المشاكلة ، فكأنه قال في الأول خير وهداية ، وفي الثاني شر وضلالة ، وهذا بعض الصنيع من صنائع البديع ، ثم قوله : ( رأيت ) ، بمعنى علمت أو ظننت ، والثاني أظهر لأنه مبنى الأمور الشرعية غالبها ، والمطالب العرفية كلها إنما هو على الظن لا سيما بالنسبة إلى المخاطب ، فإن أرباب اليقين في كل قضية لا يوجد إلا من الأنبياء وكمل العارفين مع أن حكم العلم يعلم بالأولى كما لا يخفى .
وقال الطيبي : الخوف هنا بمعنى الظن كما في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=229إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله ويجوز أن يكون بمعنى العلم واليقين لأن من خاف من شيء احترز عنه وتحرى حقيقته اهـ ، وفيه بحث ليحقق حقيقته . قال : وهذا أنسب للمقام لأنه وقع في مقابلة ( رأيت ) ، وهو بمعنى العلم وهما نتيجة التفكر والتدبير . قلت : بل هما المتفرعان عليهما المنتجان للفعل المعبر عنه بالإمضاء والترك المعبر عنه بقوله : ( فأمسك ) أي : كف عنه واتركه ( رواه في شرح السنة ) . وذكر السيوطي المرفوع في الجامع الصغير وقال : رواه عبد الرازق في الجامع ، وابن عدي في الكامل ، والبيهقي في شعب الإيمان .