الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5123 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10359414nindex.php?page=treesubj&link=25987_25986الظلم ظلمات يوم القيامة " . متفق عليه .
قال الراغب : الظلم عند أهل اللغة وضع الشيء في غير موضعه المختص له إما بنقصان أو بزيادة ، وإما بعدول عن وقته أو مكانه . وقال القطب الرباني الشيخ عبد الكبير اليماني : إن الله سبحانه خلق قلب عبده لذكره وفكره ، فمن وضع فيه غيره فهو ظالم لنفسه ، وقال العارف nindex.php?page=showalam&ids=12831ابن الفارض موميا إلى الاشتغال بالوحدة والنبوة أو الذكر والصلاة أو الكتاب والسنة :
عليك بها صرفا وإن شئت مزجها فعدلك عن ظلم الحبيب هو الظلم
.
الفصل الأول
5123 - ( عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " nindex.php?page=treesubj&link=25987_25986الظلم ) أي : جنسه الشامل للمتعدي والقاصر الصادر من الكافر والفاجر ( ظلمات ) أي : أسباب ظلمة لمرتكبه أو موجبات شدة لصاحبه يوم القيامة ، ومفهومه أن [ ص: 3200 ] nindex.php?page=treesubj&link=19514_19829العدل بأنواعه أنوار ( يوم القيامة ) : لأن الدنيا مزرعة الآخرة ، وفي شرح مسلم للنووي قال القاضي : هو على ظاهره ، فيكون ظلمات على صاحبه لا يهتدي يوم القيامة بسبب ظلمه في الدنيا ، كما أن المؤمن يسعى بنور هو مسبب عن إيمانه في الدنيا . قال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=8نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ويحتمل أن يراد بالظلمات هنا الشدائد ، وبه فسروا قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=63قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر أي : شدائدها ويحتمل أنها عبارة عن الأنكال والعقوبات . قال الطيبي ، قوله : على ظاهره يوهم أن قوله ظلمات هنا ليس مجازا ، بل حقيقة ، لكنه مجاز لأنه حمل المسبب على السبب ، فالمراد ظلمات حقيقية مسببة عن الظلم . قلت : إنما أراد القاضي بالحقيقة المقابلة للمجاز المفسر بالشدة نظرا إلى جوهر المعنى مع قطع النظر عن حمل اللفظ بالإعراب والمبني ، ثم قال : والفرق بين الشدائد والأنكال أن الشدائد كائنة في العرصات قبل دخول النار ، والأنكال بعد الدخول : قلت : فالمراد بيوم القيامة الدار الآخرة . ( متفق عليه ) .