الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5172 - وعنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10366059إن الله يقول : nindex.php?page=treesubj&link=29674_19655_19630ابن آدم ! تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك ، وإن لا تفعل ملأت يدك شغلا ولم أسد فقرك ) . رواه أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .
5172 - ( وعنه ) أي : عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ( قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : " إن الله تعالى يقول : ابن آدم ) : خص بالنداء لأنه عمدة العابدين ، وأضيف إلى آدم إشعارا بأنه يتبعه في مرتبة التائبين ( تفرغ لعبادتي ) أي : بالغ في فراغ قلبك لعبادة ربك ( أملأ صدرك غنى ) أي : أحسن قلبك علوما ومعارف تورث الغنى عن غير المولى ( وأسد فقرك ) أي : وأسد باب حاجتك إلى الناس ، وهو بفتح الدال المشددة في النسخ المصححة لعطفه على المجزوم من جواب الأمر ، وفي نسخة بضمها لمتابعة عينها ، وقد جوز في لم يمد الحركات الثلاث مع الإدغام ( وإن لا تفعل ) أي : ما أمرتك من الإعراض عن الدنيا والإقبال على عبادة المولى النافعة في الدين والأخرى . ( ملأت يدك ) أي : جوارحك كما يدل عليه رواية يديك ، وفي الجامع : يديك بصيغة التثنية ، وإنما خصت اليد لمزاولة أكثر الأفعال بها . ( شغلا ) : بضم فسكون ويجوز ضمهما وفتحهما وفتح فسكون على ما في القاموس ، أي : اشتغالا من غير منفعة . ( ولم أسد فقرك ) أي : لا من شغلك ولا من غيره . وحاصله أنك تتعب نفسك بكثرة التردد في طلب المال ، ولا تنال إلا ما قدرت لك من المال في الآزال وتحرم عن غنى القلب لترك عبادة الرب ( رواه أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ) : وكذا nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي والحاكم على ما ذكر في الجامع ، وفي التصحيح رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من طريق أبي خالد الوالبي ، واسمه هريرة ، ويقال هرم عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . قال ابن عدي : في حديث أبي خالد لين ، وقال الحافظ المنذري في الترغيب : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي واللفظ له . وقال : حديث حسن ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه باختصار إلا أنه قال : يديك شغلا ، والحاكم وقال : صحيح الإسناد ، والبيهقي في كتاب الزهد .
قال ميرك : وله شاهد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=249معقل بن يسار قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10366060يقول ربكم : يا nindex.php?page=treesubj&link=19630_29674_19655ابن آدم ! تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى وأملأ يديك رزقا . يا ابن آدم ! لا تباعد عني أملأ قلبك فقرا وأملأ يديك شغلا " . رواه الحاكم ، وقال : صحيح الإسناد ، وروى ابن عساكر والديلمي في مسند الفردوس ، عن ابن عباس مرفوعا " خير سليمان بين المال والملك والعلم ، فاختار العلم ، فأعطي الملك والمال لاختياره العلم " . وروى البيهقي عن nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10366062من انقطع إلى الله عز وجل كفاه كل مؤنة ورزقه من حيث لا يحتسب ، ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله تعالى إليها " . وروى الديلمي في مسند الفردوس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة والبيهقي عن علي مرفوعا : " آلى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يحتسب " .