الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5313 - وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10366338كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي نبيا من الأنبياء ، ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول : " nindex.php?page=treesubj&link=30997اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " . متفق عليه .
5313 - ( وعن ابن مسعود قال : كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) أي : في استحضار القضية واستحفاظ القصة ( يحكي نبيا ) أي : حال كونه يحكي حال نبي ( من الأنبياء ، ضربه قومه ) أي : قد ضربه قومه ، فهو حال بتقدير قد ، وجوز بدونه أيضا . قال الطيبي - رحمه الله - : قوله نبيا منصوب على شريطة التفسير بقرينة قوله : ضربه قومه ، وهو حكاية لفظ الرسول - صلى الله تعالى عليه وسلم - ، ويجوز أن تقدر مضافا أي : يحكي حال نبي من الأنبياء وهو معنى ما تلفظ به ، وحينئذ ضربه يجوز أن يكون صفة للنبي ، وأن يكون استئنافا كأن سائلا سأل ما حكاه فقيل ضربه قومه . ( فأدموه ) أي : جعلوه صاحب دم خارج من رأسه ، ( وهو يمسح الدم عن وجهه ) أي : خوفا من الوقوع في فمه أو عينه ( ويقول ) أي : من كمال صبره ( اللهم اغفر لقومي ) أي : فعلهم هذا بمعنى لا تعذبهم به في الدنيا ولا تستأصلهم ، وإلا فمن المعلوم أن nindex.php?page=treesubj&link=30539مغفرة الكفار بمعنى العفو عن شركهم وكفرهم غير جائز بالإجماع ، ويمكن أن تكون المغفرة كناية عن التوبة الموجبة للمغفرة وإليه الإشارة بقوله : ( " فإنهم لا يعلمون " ) : وهذا من كمال حلمه وحسن خلقه حيث أذنب القوم ، وهو يعتذر عنهم عند ربهم أنهم ما فعلوا ما فعلوا إلا لجهلهم بالله ورسوله ، ففيه إشعار بأن nindex.php?page=treesubj&link=28670الذنب مع الجهل أهون في الجملة بالنسبة إلى الذنب مع العلم ، ولذا ورد : ويل للجاهل مرة وويل للعالم سبع مرات . ( متفق عليه ) .