الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5362 - وعن مرداس الأسلمي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10366409nindex.php?page=treesubj&link=30236_31022يذهب الصالحون ، الأول فالأول ، وتبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر ، لا يباليهم الله بالة " رواه البخاري .
5362 - ( وعن مرداس ) بكسر الميم ( الأسلمي ) : كان من أصحاب الشجرة ، يعد في الكوفيين ، روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم حديثا واحدا ليس له غيره ، ( قال : قال النبي ) وفي نسخة صحيحة : رسول الله ( - صلى الله تعالى عليه وسلم - : " يذهب " ) أي : nindex.php?page=treesubj&link=31022_30236يموت ( " الصالحون الأول فالأول " ) بالرفع بدل من " الصالحون " ، وبالنصب حال أي واحدا بعد واحد ، أو قرنا بعد قرن ، ( " وتبقى حفالة " ) بضم الحاء المهملة ، وفي نسخة حثالة بالثاء المثلثة بدل الفاء ، ومعناهما : الرديء من الشيء ، والتنكير في حفالة للتحقير ( " كحفالة الشعير " ) أي : نخالته ( " أو التمر " ) أي : دقله ، قال الطيبي - رحمه الله - : الفاء للتعقيب ، ولا بد من التقدير ، أي : الأول منهم ، فالأول من الباقين منهم ، وهكذا ينتهي إلى الحفالة مثل الأفضل فالأفضل ، قال القاضي : الحفالة رذالة الشيء وكذا الحثالة ، والفاء والثاء يتعاقبان كثيرا ، ( " لا يباليهم الله " ) أي : لا يرفع لهم قدرا ، ولا يقيم لهم وزنا ( " بالة " ) أي : مبالاة ، فيكون محذوف الميم والألف لكونهما من الزوائد ، كما قيل في لبيك فإنه مأخوذ من ألب بالمكان : أقام به ، وأصاب بالة بالية ، مثل عافاه الله عافية ، فحذفوا الياء منها تخفيفا ، يقال : ما باليته وما باليت به ومنه ، أي : لم أكثرت به ، وقيل : بالة بمعنى حالة ، أي : لا يبالي الله حالة من أحواله ، ومنه البال بمعنى الحال . ( رواه البخاري ) ، وكذا الإمام أحمد .