الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5729 - وعن nindex.php?page=showalam&ids=15917زرارة بن أوفى رضي الله عنه ، nindex.php?page=treesubj&link=28725أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل : " هل رأيت ربك ، فانتفض جبريل وقال : يا محمد إن بيني وبينه سبعين حجابا من نور ، لو دنوت من بعضها لاحترقت " . هكذا في المصابيح .
5729 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=15917زرارة بن أوفى ) : بضم الزاي قال المؤلف : له صحبة ، مات في زمن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان . ( nindex.php?page=treesubj&link=28725إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل هل رأيت ربك ؟ فانتفض جبريل ) أي : ارتعد ارتعادا شديدا من عظمة ذلك السؤال ، ومن هيبة ما سمع من المقال . قيل : فيه دليل على حقيقة nindex.php?page=treesubj&link=28725رؤية الله تعالى في دار البقاء ، فإنه لو كانت مستحيلة ما سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن اختلف في أن الملائكة يرون الله تعالى أم لا ؟ ثم لما كان الرؤية غالبا تنبئ عن القربة فارتعد جبريل من الهيبة ، ( وقال : يا محمد إن بيني وبينه سبعين حجابا من نور ) ، قال شارح : وهو عبارة عن كمال الله تعالى ، ونقصان جبريل ، والحجاب من طرف جبريل اه . والمعنى أن المحجوب مغلوب ، فهو صفة المخلوق الموصوف بنعت النقصان ، وأما الخالق ذو الجلال المنعوت بوصف الكمال ، فلا يحجبه شيء ولو من أنوار الجمال ( لو دنوت ) أي : قربت قدر أنملة كما في رواية ( من بعضها ) أي : من بعض جميع تلك الحجب النورانية على فرض المحال ، وإلا فما منا إلا له مقام معلوم ، ( لاحترقت ) أي : من أثر ذلك النور الذي يغلب النار في الظهور ، فإن النار تقول : جز يا مؤمن فإن نورك أطفأ لهبي ، فكيف بنور ربي وهو حسبي ؟ ( هكذا ) أي : لفظ الحديث ( في المصابيح ) أي : عن زرارة .