الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
663 - عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10356909nindex.php?page=treesubj&link=32811_22703الإمام ضامن ، والمؤذن مؤتمن ; اللهم أرشد الأئمة ، واغفر للمؤذنين ) .
رواه أحمد ، وأبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، وفي أخرى له بلفظ " المصابيح "
663 - ( عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10356910nindex.php?page=treesubj&link=32811الإمام ضامن ) أي : متكفل لصلاة المؤتمين بالإتمام ، ومتحمل عنهم القراءة والقيام إذا أدركوا راكعين ، فالضمان هنا ليس بمعنى الغرامة ، بل يرجع إلى الحفظ والرعاية ، كذا قاله بعض علمائنا . وقال ابن حجر : وضمانهم إما لنحو الإسرار بالقراءة والجهر بها ، أو للدعاء ; بأن يعموا به ولا يخصوا به أنفسهم ، إلا فيما ورد ; كرب اغفر لي بين السجدتين ، أو لتحملهم نحو القراءة عن المسبوق والسهو عن الساهي ، أو بسقوط فرض الكفاية أقوال . ( nindex.php?page=treesubj&link=22703والمؤذن مؤتمن ) قال القاضي : الإمام متكفل أمور صلاة الجمع ، يتحمل القراءة عنهم إما مطلقا عند من لا يوجب القراءة على المأموم ، أو إذا كانوا مسبوقين ويحفظ عليهم الأركان والسنن وأعداد الركعات ، ويتولى السفارة بينهم وبين ربهم في الدعاء ، وعليه الاعتماد إذ بصلاح صلاته صلاحا لصلاتهم ، وبالعكس ، والمؤذن أمين في الأوقات يعتمد الناس على أصواتهم في الصلاة والصيام وسائر الوظائف المؤقتة ، نقله الطيبي . وقال ابن الملك : لأنهم يراعون ويحافظون من القوم صلاتهم ، لأنها في عهدتهم كالمتكلفين لهم صحة صلاتهم وفسادها وكمالها ونقصانها بحكم المتبوعية والتابعية ، ولهذا الضمان كان ثوابهم أوفر إذا راعوا حقها ، ووزرهم أكثر إذا خلوا بها ، أو المراد ضمان الدعاء ، والمؤذنون أمناء ; لأن الناس يعتمدون عليهم في الصلاة ونحوها ، أو لأنهم يرتقون في أمكنة عالية ، فينبغي أن لا يشرفوا على بيوت الناس لكونهم أمناء . ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10356911اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين ) ولفظ المصابيح : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10356912أرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين ) . قال الطيبي : دعاء أخرجه في صورة الخبر مبالغة ، وعبر بالماضي ثقة بالاستجابة كأنه استجيب فيه ، ويخبر عنه موجودا ، والمعنى أرشد الأئمة للعلم بما تكفلوه والقيام به والخروج عن عهدته واغفر للمؤذنين ما عسى يكون لهم تفريط في الأمانة التي حملوها من جهة تقديم على الوقت ، أو تأخير عنه سهوا . قال الأشرف : يستدل بقوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10356910الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن " على nindex.php?page=treesubj&link=22682فضل الأذان على الإمامة ، لأن حال الأمين أفضل من حال الضمين تم كلامه ، ورد : بأن هذا الأمين يتكفل الوقت فحسب ، وهذا الضامن يتكفل أركان الصلاة ويتعهد للسفارة بينهم وبين ربهم في الدعاء ، فأين أحدهما من الآخر ; وكيف لا والإمام خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمؤذن خليفة بلال ، وأيضا الإرشاد الدلالة الموصلة إلى البغية والغفران
[ ص: 564 ] مسبوق بالذنب ، قاله الطيبي ، وهو مذهبنا وعليه جمع من الشافعية . ( رواه أحمد ، وأبو داود ) وذكره النووي في الأحاديث الضعيفة ، قاله ميرك . ( nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ) قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : سمعت أبا زرعة يقول : حديث أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أصح من حديث أبي صالح ، عن عائشة . قال : سمعت محمد بن إسماعيل يقول : حديث أبي صالح ، عن عائشة أصح . وذكر nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني أنه قال : لا يثبت حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ولا حديث عائشة في هذا . ا ه . نقله ميرك .
وقال ابن حجر : هو حديث ضعيف ، وبه استدل جماعة من أصحابنا على ما نص عليه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في " الأم " من أن الأذان أفضل من الإمامة ، وعبارته : وأحب الأذان لحديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10356913اللهم اغفر للمؤذنين " وأكره الإمامة للضمان ، وما على الإمام فيها ، وإنما استدلوا به مع ضعفه لأنه اعتضد برواية صححها nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان والعقيلي ، وإن أعلها ابن المديني . وقال أحمد : ليس لها أصل ، nindex.php?page=hadith&LINKID=10356914الأئمة ضمناء ، والمؤذنون أمناء ، فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين ا ه .
وفيه أن الدعاء بالإرشاد أعلى من nindex.php?page=treesubj&link=32064الدعاء بالمغفرة ; لأن الغفران يستدعي سبق ذنب ، والإرشاد يستدعي وصول البغية . وقول ابن حجر : " إنه ممنوع فيهما كما هو جلي " - مدفوع بأنه غير خفي ، فضلا عن أنه جلي ، بل إنه بديهي لا نظري ، وأغرب الماوردي . في توجيهه حيث قال : دعا للإمام بالإرشاد خوف تقصيره ، وللمؤذن بالمغفرة لعلمه بسلامة حاله ، وأما ما ورد في nindex.php?page=treesubj&link=22682فضيلة الأذان مما تقدم ويأتي ، ونحو خبر أحمد : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10356915لو يعلم الناس ما لهم في التأذين لتضاربوا عليه بالسيوف " ، فلا يدل على أفضلية الأذان خلافا لما وهم ابن حجر ، وأما خبر الحاكم وصححه هو وابن شاهين : " إن خياركم عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة لذكر الله " ، فلا خصوصية له بالمؤذن على ما فهم ابن حجر ، وأما ما صح عن عمر : لو كنت أطيق الأذان مع الخليفي لأذنت ، فمراده الجمع بينهما ، فلا دلالة فيه على أفضلية الأذان كما ذكر ، بل على أفضلية الإمام ، ويدل على ما ذكرنا خبر الصحيحين : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10356917ليؤذن لكم أحدكم ويؤمكم أكبركم ) . وحديث nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10356918nindex.php?page=treesubj&link=1727ليؤمكم أكثركم قراءة للقرآن ) وحديث ابن عدي ( ليؤمكم أحسنكم وجها فإنه أحرى أن يكون أحسنكم خلقا ) . وأما حديث أبي داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10356920يؤذن لكم خياركم وليؤمكم قراؤكم ) فالمراد بالخيار الصلحاء ، وبالقراء العلماء ، nindex.php?page=treesubj&link=18469والعلماء أفضل الناس بعد الأنبياء ، ولأن القيام بحقوق الإمامة أشق فهو أفضل مآبا وأجزل ثوابا ، وهذا كله بعد القيام بحق كل منهما ، فلا وجه لقول آخرين حيث قالوا : إن قام بحقوق الإمامة فهي أفضل ، وإلا فالأذان أفضل ، إذ لا يصح هذا الإطلاق ، والعجب من ابن حجر أنه حرره وقرره . ( nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ) ولعل تأخير الإمام nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي عن المخرجين المذكورين ، مع أنه أجل منهم رواية ودراية باعتبار صحة أسانيد كتبهم واشتهارها وقبول العامة لها . أما ترى أن البخاري ومسلما يتقدمان عليه ، بل على أستاذه الإمام مالك ، وما ذلك إلا لقوة صحة كتابيهما ، وتلقي الأمة لهما بالقبول . وقال ابن حجر : إنما أخره عنهم مع أنهم من جملة تلامذته ، أو تلامذة تلامذته ، ليفيد أن له رواية أخرى ، ولذا قال : ( وفي أخرى ) أي : رواية ( له ) أي nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي ( بلفظ : المصابيح ) وهو : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10356914الأئمة ضمناء والمؤذنون أمناء فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين " قال ابن الملك : الضمناء جمع الضمين بمعنى الضامن ، والأمناء جمع أمين ، وتفسير ابن حجر لفظ المصابيح بقوله : " وهو أرشد الله إلخ " تقصير منه .