الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
78 - وعن القاسم بن محمد : أن رجلا سأله فقال : إني nindex.php?page=treesubj&link=27820أهم في صلاتي فيكبر ذلك علي فقال له : امض في صلاتك ، فإنه لن يذهب ذلك عنك حتى تنصرف ، وأنت تقول : ما أتممت صلاتي . رواه مالك .
78 - ( وعن القاسم بن محمد ) أي : ابن أبي بكر الصديق أحد الفقهاء السبعة المشهورين بالمدينة من أكابر التابعين ، وكان أفضل أهل زمانه . قال يحيى بن سعيد : ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله على القاسم بن محمد ، روى عن جماعة من الصحابة منهم عائشة ومعاوية ، وعنه خلق كثير ، مات سنة إحدى ومائة ، وله سبعون سنة . ( أن رجلا سأله فقال : إني أهم ) : بكسر الهاء ، وتخفيف الميم ( في صلاتي ) : يقال : وهمت في الشيء بالفتح أهم وهما إذا أذهب وهمك إليه ، وأنت تريد غيره ، ويقال : وهمت في الحساب أوهم ، وهما إذا غلطت فيه ، وسهوت ( فيكبر ) : بالموحدة المضمومة أي : يعظم ( ذلك ) أي : الوهم ( علي ) : وروي بالمثلثة من الكثرة أي : يقع كثيرا هذا الوهم علي ( فقال له : امض في صلاتك ) : سواء كانت nindex.php?page=treesubj&link=27820الوسوسة خارج الصلاة ، أو داخلها ، ولا تلتفت إلى موانعها ( فإنه لن يذهب ذلك عنك ) : فإنه ضمير للشأن ، والجملة تفسير له ، وذلك إشارة إلى الوهم المعني به الوسوسة ، والمعنى لا يذهب عنك تلك [ ص: 147 ] الخطرات الشيطانية ، ( حتى تنصرف ) أي : تفرغ من الصلاة ( وأنت تقول ) : للشيطان صدقت ( ما أتممت صلاتي ) : لكن ما أقبل قولك ، ولا أتمها إرغاما لك ، ونقضا لما أردته مني ، وهذا أصل عظيم لدفع الوساوس ، nindex.php?page=treesubj&link=27820وقمع هواجس الشيطان في سائر الطاعات ، والحاصل أن الخلاص من الشيطان إنما هو بعون الرحمن ، والاعتصام بظواهر الشريعة ، وعدم الالتفات إلى الخطرات ، والوساوس الذميمة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ( رواه مالك ) .