الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
960 - وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=10357762كان رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=22739_32605إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول : اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام " ، رواه مسلم .
960 - ( وعن عائشة ) : رضي الله عنها ( قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم ) : أي من الصلاة المكتوبة التي بعدها سنة ( لم يقعد ) ، أي : بين الفريضة والسنة ( إلا مقدار ما يقول ) : لأنه صح أنه كان يقعد بعد أداء الصبح على مصلاه حتى تطلع الشمس ، قال القاضي : ودل حديث أنس أي الآتي على استحباب nindex.php?page=treesubj&link=22739_32605الذكر وفضله بعد صلاة الصبح ، وبعد العصر إلى الطلوع والغروب ، قال ابن حجر : أي كان يفعله في بعض الأحيان ، وفي بعضها كان يقوم عقب سلامه ، والمعنى إلا قدر زمان يقول هو أو القائل ( " اللهم أنت السلام " ) : أي من المعائب [ ص: 761 ] والحوادث والتغير والآفات : ( " ومنك السلام " ) ، أي : منك يرجى ويستوهب ويستفاد ، قال الطيبي : وإليك يرجع السلام ، أنت : السلام منك بدؤه وإليك عوده في حالتي الإيجاد والإعدام ، وأراد أن قوله : منك السلام وإليك يرجع السلام وارد مورد البيان ; لقوله : أنت السلام ، وذلك أن الموصوف بالسلامة فيما يتعارفه الناس لما كان هو الذكر تعرضه الآفة ، وهذا لما لا يتصور في صفاته تعالى ، فهو السلام ، بمعنى الذي يعطي السلامة ويمنعها ، وقيل : القرينة الأخيرة أعني : وإليك يرجع السلام ما وجدناها في الروايات ا ه .
قال الشيخ الجزري في تصحيح المصابيح : وأما ما يزاد بعد قوله : ومنك السلام من نحو وإليك يرجع السلام فحينا ربنا بالسلام وأدخلنا دارك دار السلام - فلا أصل له بل مختلق بعض القصاص ، ( " تباركت " ) ، أي : تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، أو تعالت صفاتك عن صفات المخلوقين ، ( " يا ذا الجلال والإكرام " ) ، أي : يا مستحق الجلال وهو العظمة ، وقيل : الجلال التنزه عما لا يليق ، وقيل : الجلال لا يستعمل إلا لله ، والإكرام : الإحسان ، وقيل : المكرم لأوليائه بالإنعام عليهم والإحسان إليهم . ( رواه مسلم ) .