[ ص: 868 ] الفصل الثالث
1126 - عمرو بن سلمة رضي الله عنهما ، قال : كنا بماء ممر الناس ، يمر بنا الركبان نسألهم : ما للناس ؟ ما للناس ؟ ما هذا الرجل ؟ فيقولون : يزعم أن الله أرسله أوحى إليه ، أوحى إليه كذا . فكنت أحفظ ذلك الكلام ، فكأنما يغرى في صدري ، وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح . فيقولون : اتركوه وقومه ; فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق ، فلما كانت وقعة الفتح ، بادر كل قوم بإسلامهم ، وبدر أبي قومي بإسلامهم ، فلما قدم ، قال : جئتكم والله من عند النبي حقا ، فقال : " صلوا صلاة كذا في حين كذا ، وصلاة كذا في حين كذا ، " . فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني ، لما كنت أتلقى من الركبان ، فقدموني بين أيديهم ، وأنا ابن ست أو سبع سنين ، وكانت علي بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني . فقالت امرأة من الحي : ألا تغطون عنا است قارئكم ؟ ! فاشتروا ، فقطعوا لي قميصا . فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم ، ويؤمكم أكثركم قرآنا . رواه عن البخاري .