الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1205 - ( وعن أبي ذر قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، أي في صلاته ليلا ، من حين قيامه ( حتى أصبح ) ، أي : الليل كله في الصلاة ، قاله ابن الملك ، أو خارجها ، قاله ابن حجر في شرح الشمائل ، وقول ابن الملك ، أي : الليل كله ، فيه نظر ، إذ المشهور عنه - عليه السلام - أنه ما سهر ليلة كلها قط ، والحديث هذا دلالة عليه ; إذ مبدأ قراءته يمكن أن يكون بعد nindex.php?page=treesubj&link=1256قيامه من نومه منتهيا إلى الصبح ، ( بآية ) : متعلق بقام ، أي : أخذ يقرؤها من لدن قيامه ، يتفكر في معانيها مرة بعد أخرى ، قاله الطيبي ، أي : لما حصل له من الذوق واللذة المنيفة بهذه الآية الشريفة ، ( والآية ) ، أي : المعهودة : ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إن تعذبهم ) ، أي أمة الإجابة على معاصيهم ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118فإنهم عبادك ) : ويستحقونه ولا يتصور منك الظلم ، وفيه استعطاف لطيف كما في قرينة استعفاء شريف ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118وإن تغفر لهم ) ، أي : ذنوبهم فإنهم عبادك . وما بعده دليل جواب الشرطين ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118فإنك أنت العزيز ) ، أي : الغالب على ما تريد ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=18الحكيم ) ، أي : الحاكم الذي لا معقب لحكمه ، أو الحكيم الذي يضع الأشياء في مواضعها ، أو المراد بالعزيز المنتقم لمخالفيه ، وبالحكيم الذي يضع الأشياء في مواضعها ، أو المراد بالعزيز المنتقم لمخالفيه ، وبالحكيم الملاطف لموافقيه ، فيصير لفا ونشرا مرتبا ، والله أعلم بعبارات كتابه وبإشارات خطابه .
قال ابن الملك : ومعنى الآية أن عيسى - عليه السلام - ناجى ربه قائلا : إن تعذب أمتي فإنهم عبادك ، والرب إذا عاقب عبده فلا اعتراض لأحد عليه ، وإن تغفر لهم ، أي : توفقهم للإيمان والطاعة ، فإنك أنت العزيز القوي القادر على ما تشاء ، الحكيم الذي لا يثيب ولا يعاقب إلا عن حكمة وصواب . انتهى . وفيه أن الظاهر مما قبل الآية أن هذا المقول يوم القيامة ، فلا يناسبه تفسير الغفران بتوفيق الإيمان ، وإنما حمله عليه إطلاق الضمير الظاهر منه عموم أمة الدعوة ، وقد قيل قوله : يا عيسى ابن مريم ، وقع بعد الترقي إلى السماء . ففي الجملة لكلامه وجه . ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ) .