الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1224 - وعن جابر رضي الله عنه ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10358203nindex.php?page=treesubj&link=32781إن في الليل لساعة ، لا يوافقها رجل مسلم ، يسأل الله فيها خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ، وذلك كل ليلة " . رواه مسلم .
1224 - ( وعن جابر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن في الليل لساعة " ) ، أي : مبهمة ( " لا يوافقها رجل مسلم " ) قال الطيبي : هذه الجملة صفة لساعة ( " يسأل الله " ) ، أي : فيها ، كما في نسخة صحيحة والجملة صفة ثانية أو حال ( " خيرا من أمر الدنيا والآخرة ; إلا أعطاه إياه " ) ، أي : حقيقة أو حكما ( " وذلك " ) ، أي : المذكور من ساعة الإجابة ( " كل ليلة " ) : بالنصب على الظرفية وهو خبر ( ذلك ) أي : ثابت في كل ليلة لا يتقيد بليلة مخصوصة ، فينبغي تحري تلك الساعة ما أمكن كل ليلة كما قالت الصوفية : إن لربكم في أيام دهركم نفحات ، ألا فتعرضوا لها ، فإن جذبة من جذبات الحق توازي عمل الثقلين ، واحتج بهذا الحديث من يفضل الليل على النهار ; لأن nindex.php?page=treesubj&link=33171كل ليلة فيها ساعة إجابة موعودة ، وليس بذلك في النهار إلا يوم الجمعة ، فليجتهد الرجل أن يحيي كل ليلة أو بعضها لعله يجد تلك الساعة ، والحكمة في إبهام ساعة الليل كساعة الجمعة ، وليلة القدر وصلاة الوسطى للمبالغة في الاجتهاد لتحصيل المراد ، وعدم اليأس من الفوت ، وعدم الاقتصار على العبادة في وقت دون وقت ، وتخليص القلب من العجب والغرور ، وكون العبد بين الرجاء والخوف . ( رواه مسلم ) .