الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1512 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=10358695ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضاحكا حتى أرى منه لهواته ، إنما كان يبتسم nindex.php?page=treesubj&link=31761_31758_30981فكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه . متفق عليه .
[ ص: 1067 ] 1512 - ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10358696وعن عائشة قالت : nindex.php?page=treesubj&link=31758_31761_30981ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضاحكا ) : حال أو مفعول ثان . ( حتى أرى ) أي : أبصر . ( منه لهواته ) : جمع لهاة ، وهي لحمة مشرفة على الحلق ، وقيل : هي قعر الفم قريب من أصل اللسان . ( إنما كان يبتسم ) قال الطيبي : فإن قلت : كيف الجمع بين هذا الحديث ، وبين ما روى أبو هريرة في حديث الأعرابي من [ ص: 1115 ] ظهور النواجذ ، وذلك لا يكون إلا عند الاستغراق في الضحك وظهور اللهوات ؟ قلت : ما قالت عائشة لم يكن ، بل قالت : ما رأيت ، وأبو هريرة شهد ما لم تشهده عائشة ، وأثبت ما ليس في خبرها ، والمثبت أولى بالقبول من النافي ، أو كان التبسم على سبيل الأغلب وظهور النواجذ على سبيل الندرة ، أو المراد بالنواجذ مطلق الأسنان أي : لا أواخرها . قال ميرك : جوابه الأول غير سديد ; لأن ظهور النواجذ ثبت في حديث عائشة أيضا كما سبق ، والحديث الأول من الفصل الثالث في باب صلاة الاستسقاء ، والله أعلم .
( فكان إذا رأى غيما ) أي : سحابا . ( أو ريحا عرف ) أي : التغيير . ( في وجهه ) قال الطيبـي : أي : ظهر أثر الخوف في وجهه مخافة أن يحصل من ذلك السحاب أو الريح ما فيه ضرر الناس ، دل نفي الضحك البليغ على أنه - عليه الصلاة والسلام - لم يكن فرحا لاهيا بطرا ، ودل إثبات التبسم على طلاقة وجهه ، ودل أثر خوفه من رؤية الغيم أو الريح على رأفته ورحمته على الخلق ، وهذا هو الخلق العظيم . ( متفق عليه ) قال ميرك : ورواه أبو داود .