الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1865 - وعن جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10359412اتقوا الظلم ؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، nindex.php?page=treesubj&link=18897واتقوا الشح ؛ فإن الشح أهلك من كان قبلكم ، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم " ، رواه مسلم .
1865 - ( وعن جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=10359413اتقوا الظلم ) أي : المشتمل على الشح وغيره من الأخلاق الدنية والأفعال الردية ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10359414فإن nindex.php?page=treesubj&link=25986الظلم ظلمات يوم القيامة ) ، قال الطيبي : محمول على ظاهره ، فيكون الظلم ظلمات على صاحبه لا يهتدي بسببها ، كما أن المؤمنين يسعى نورهم بين أيديهم ، أو المراد بها الشدائد كما في قوله - تعالى - nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=63قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر أي : شدائدهما ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10359415nindex.php?page=treesubj&link=18898_18897واتقوا الشح ) أي : البخل الذي هو نوع من الظلم ، وقيل : الشح بخل الرجل من مال غيره ، والبخل هو المنع من مال نفسه ، وقيل : البخل يكون في المال والشح يكون فيه وفي غيره من معروف أو طاعة فهو أشد منعا من البخل ، وقيل : الشح بخل مع الحرص ، وهو أنسب ، وأفرد الشح بالذكر تنبيها على أنه أعظم أنواع الظلم ، فإنه منشأ المفاسد العظيمة ونتيجة محبة الدنيا الذميمة ، قال - تعالى - nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10359416فإن الشح أهلك من كان قبلكم ) فداؤه قديم وبلاؤه عظيم ، قال ابن الملك : هلاكهم كونهم معذبين به وهو يحتمل أن يكون في الدنيا وأن يكون في العقبى ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10359417حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ) قيل : إنما كان الشح سببا لذلك لأن في بذل المال ومواساة الإخوان التحاب والتواصل ، وفي nindex.php?page=treesubj&link=18897الإمساك والشح التهاجر والتقاطع ، وذلك يؤدي إلى التشاجر والتعادي من سفك الدماء واستباحة المحارم من الفروج والأعراض وفي الأموال وغيرها ( رواه مسلم ) .