الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
184 - عن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10355950إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم ، يأخذ الشاذة والقاصية والناحية وإياكم والشعاب ، nindex.php?page=treesubj&link=32110_30232وعليكم بالجماعة والعامة ) . رواه أحمد .
184 - ( عن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان ذئب الإنسان ) : الذئب مستعار للمفسد والمهلك وهو بالهمز ويبدل ( كذئب الغنم ) أي : في العداوة والإهلاك . قال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=6إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا الآية ( يأخذ ) أي : ذئب الغنم ، والظاهر أنه استئناف مبين ، وقال الطيبي : صفة الذئب لأنه بمنزلة النكرة كمثل الحمار ، ويجوز أن يكون حالا منه والعامل معنى التشبيه ا هـ . ولا يخفى أن ما قاله بالنسبة إلى الآية ظاهر ، وأما بالنسبة إلى الحديث فالإطلاق أولى من التقييد ، والمعنى يأخذ غالبا أو بالسهولة من غير تدارك ( الشاذة ) : بتشديد الذال المعجمة أي : النافرة التي لم تؤنس بأخواتها ، ولم تختلط بهن ( والقاصية ) : التي قصدت البعد عنهن لأجل المرعى مثلا لا للتنفر ( والناحية ) : التي غفل عنها ، وبقيت في جانب منها فإن الناحية هي التي صارت في ناحية من الأرض عن أخواتها لغفلتها . قالالأبهري : كذا قاله الطيبي ، وظاهر كلامه أن الناحية بالحاء المهملة ، وفي النهاية في باب النون مع الجيم : النجاء السرعة ، يقال : نجا ينجو إذا أسرع ، ونجا من الأمر إذا خلص وأنجى غيره ، ومنه : إنما يأخذ الذئب القاصية والشاذة والناجية ، أي : السريعة ، هكذا روي عن الحربي بالجيم ا هـ .
[ ص: 269 ] ومفهومه أن المعتمد هو الحاء ، وأما الجيم فإنما هو رواية شاذة ، ولهذا أطبقت نسخ المشكاة على الحاء والله أعلم . ( وإياكم والشعاب ) : بالكسر والنصب من الشعب ، وهو الوادي ما اجتمع منه طرف وتفرق طرف منه ، ولذلك قيل : شعبت الشيء إذا جمعته ، وشعبته إذا فرقته ، والمراد المنعطفات في الأودية لأنها محل السباع والهوام وقطاع الطريق والسراق وأماكن الجن ، ولما فرغ من التمثيل أكده بقوله : وإياكم ، وعقبه بقوله : ( وعليكم بالجماعة ) : تقريرا بعد تقرير ( والعامة ) أي nindex.php?page=treesubj&link=30232عامة الجماعة ، يعني : عليكم بمتابعة جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة ، أو عليكم بمخالطة عامة المسلمين وإياكم ومفارقتهم والعزلة عنهم واختيار الجبال والشعاب البعيدة عن العمران ، وهذا أظهر للفظ التمثيل والأول أوفق لمعناه والله أعلم . ( رواه أحمد ) .