الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2139 - وعن معاذ الجهني قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10360149nindex.php?page=treesubj&link=18620_32239من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم ، فما ظنكم بالذي عمل بهذا ؟ " رواه أحمد وأبو داود .
2139 - ( وعن معاذ الجهني ) بضم الجيم وفتح الهاء ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=treesubj&link=18620_32239من قرأ القرآن ) ، أي فأحكمه كما في رواية ، أي فأتقنه ، وقال ابن حجر : ، أي حفظه عن ظهر قلب ( وعمل بما فيه ألبس والداه تاجا يوم القيامة ) قال الطيبي : كناية عن الملك والسعادة اهـ والأظهر حمله على الظاهر كما يظهر من قوله ( ضوؤه أحسن ) اختاره على أنور وأشرق إعلاما بأن تشبيه التاج مع ما فيه من نفائس الجواهر بالشمس ليس بمجرد الإشراق والضوء بل مع رعاية من الزينة والحسن ( من ضوء الشمس ) حال كونها ( في بيوت الدنيا ) فيه تتميم صيانة من الإحراق وكلال النظر بسبب أشعتها كما أن قوله ( لو كانت ) ، أي الشمس على الفرض والتقدير ( فيكم ) ، أي في بيوتكم تتميم للمبالغة فإن الشمس مع ضوئها وحسنها لو كانت داخلة في بيوتنا كانت آنس وأتم مما لو كانت خارجة عنها ، وقال الطيبي : أي في داخل بيوتكم ، وقال ابن الملك : أي في بيت أحدكم ، وفي رواية : في بيت من بيوت الدنيا لو كانت فيه ( فما ظنكم ) ، أي إذا كان هذا جزاء والديه لكونهما سببا لوجوده ( بالذي عمل بهذا ؟ ) وفي رواية : عمل به ، قال الطيبي : استقصار للظن عن كنه معرفة ما يعطى للقارئ العامل به من الكرامة والملك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما أفادته من الاستفهامية المؤكدة لمعنى تحير الظان ( رواه أحمد وأبو داود ) .