الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2192 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن " متفق عليه .

التالي السابق


2192 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي ) ما الأولى نافية والثانية مصدرية ، أي ما استمع لشيء كاستماعه لصوت نبي ، أي استماع محبة ورحمة لتنزهه - تعالى - عن السمع بالحاسة ( يتغنى ) ، أي يحسن صوته ( بالقرآن ) ، أي بتلاوته ، وقيل : مصدر بمعنى القراءة أو المقروء ، وقيل : أراد بالقرآن ما يقرأ من الكتب المنزلة ويدل عليه تنكير نبي ، قال الطيبي : يقال : أذن إذنا استمع ، والمراد هنا تقريبه وإجزال ثوابه ، والمراد بالتغني تحسين الصوت ترقيقه وتحزينه كما قال به الشافعي وأكثر العلماء ، وقال سفيان بن عيينة وتبعه جماعة : معناه الاستغناء به عن الناس ، وقيل عن غيره من الأحاديث والكتب ، وقال الأزهري : يتغنى به يجهر به كما يدل عليه الرواية الأخرى ، والحمل على الاستغناء خطأ من حيث اللغة اهـ وقد أخطأ في التخطئة من حيث اللغة إذ في النهاية رجل ربطها تغنيا ، أي استغناء بها عن الطلب من الناس ، ومن لم يتغن بالقرآن ، أي من لم يستغن به عن غيره ، وقيل : أراد من لم يجهر به ، وقيل : معناه تحسين القراءة وترقيقها ، وفي القاموس : تغنيت استغنيت ، وقال ابن حجر : قول ابن جرير لغة ، أي لما قاله الشافعي ، وهو أعلم من غيره باللغة بل له لغة مخصوصة اهـ وهو مما لا طائل تحته ، ثم أغرب وقال : ولو كان معنى يتغنى يستغني لقال يتغانى ، فزعم عياض أن يتغنى ويتغانى بمعنى يستغني غير صحيح لأن يتغنى من مادة مغايرة لمادة يتغانى صناعة ومعنى اهـ وهو دليل على عدم علمه بالمادة لغة وصناعة ولفظا ومعنى ، فإن من الواضحات أن مادة يتقطع ويتقاطع واحدة والاختلاف بينهما إنما هو بالباب كما هو متفق عليه عند أولي الألباب ( متفق عليه ) .




الخدمات العلمية