الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2755 - وعن رجل من آل الخطاب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال nindex.php?page=hadith&LINKID=10361346من زارني متعمدا كان في جواري يوم القيامة ، nindex.php?page=treesubj&link=30689_3923_3925ومن سكن المدينة وصبر على بلائها كنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة ، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين يوم القيامة .
2755 - ( وعن رجل من آل الخطاب ) بفتح الخاء المعجمة وتشديد الطاء على ما في النسخ ، وكتب ميرك على الهامش آل حاطب بالحاء المهملة وكسر الطاء ووضع عليه الظاهر وكتب تحته كذا في الترغيب للمنذري ( عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من زارني متعمدا ) أي لا يقصد غير زيارتي من الأمور التي تقصد في إتيان المدينة من التجارة وغيرها ، والمعنى لا يكون مشوبا بسمعة ورياء وأغراض فاسدة ، بل يكون عن احتساب وإخلاص ثواب ، وعن بعض العارفين أنه حج ولم يزره ، وقال أتجرد للزيارة فكأنه أخذ بظاهر اللفظ ، وبقية العلماء وسائر العرفاء نظروا إلى خلاصة المعنى ، ولهذا استحب للزائر أن ينوي nindex.php?page=treesubj&link=3922_3923زيارة المسجد الشريف النبوي ومقبرة البقيع وقبور الشهداء وسائر المشاهد ، إذ لا تنافي بين العبادات والأمور الدينية ، أما ترى أنه قد يؤدي ركعتين بنيات مختلفة كشكر الوضوء وتحية المسجد وسنة أو فرض ، وهذا أحد معاني قوله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=10355490نية المؤمن خير من عمله ، ومال ابن الهمام - رحمه الله - إلى قوله العارف وقال : الأولى تجريد النية للزيادة ، ثم إن حصل له إذا قدم زيارة المسجد ، أو يستفتح فضل الله - سبحانه - في مرة أخرى ينويهما فيها لأن في ذلك زيادة تعظيمه - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 1886 ] ( كان في جواري ) بكسر الجيم ، أي في مجاورتي أو محافظتي ( يوم القيامة ومن سكن المدينة ) أي أقام أو استوطن بها ( وصبر على بلائها ) من حرها وضيق عيشها ، وفتنة من يسكنها من الروافض التي فيها نظير ما كان يقع للصحابة من منافقيها ( كنت له شهيدا ) أي لطاعته ( وشفيعا ) لمعصيته ( يوم القيامة ) ويحتمل أن تكون الواو بمعنى أو ( ومن : مات في أحد الحرمين ) أي مؤمنا ( بعثه الله من الآمنين ) أي من الفزع الأكبر أو من كل كدورة ( يوم القيامة ) .